شماعة العين













شماعة العين



كتبته : هناء بنت عبدالعزيز الصنيع


هناك من يعلق أخطاءه ودنو همته ، والكسل الذي يعاني منه على شماعة العين..!! مثال : لم يكمل دراسته لأنه مهمل فيقول( عين )..! فارقته زوجته لأن أخلاقه سيئة فيقول( عين )..! وآخر يشكو من ألم مزمن ، فإن لم يجد له سبباً عند الطبيب اعتقد مباشرة أنه مصاب بالعين..! قد يجهل البعض أن الشخصية القلقة المضطربة والشخصية العصبية تعاني في الغالب من ( أمراض نفسجسمية ) أي أمراض عضوية أسبابها نفسية..كأن يكون المرء حاد الطباع أو قلق ، فيصاب بمرض القولون العصبي ،الضغط ،السكر، الصداع ونحوه ، أو تظهر عليه بعض الأمراض الجلدية ذات الأسباب النفسية كالثعلبة مثلاً. أصحاب شماعة العين لا يتذوقون السعادة، فهم يحرمون أنفسهم وأولادهم من أشياء جميلة في الحياة..! مساكين أولادهم يخفون أخبارهم السارة ويقتلون الفرحة في قلوبهم ،فلا يفرحون بهم ،ولا يجعلونهم يعبرون عن سرورهم ويتذوقون طعم نجاحهم في الحياة مع المقربين لهم..! فالنعمة عندهم شيء مخيف مقلق ، فلا يشعرون بلذتها بل هي عبء عليهم يخافون زوالها في أي لحظة بسبب العين، فتجد فرحتهم دائماً مبتورة وأعصابهم مشدودة ، وحسناتهم ضائعة بسبب كثرة الكذب لدفع العين بزعمهم ،وبسبب سوء ظنهم بالمسلمين، علماً بأنه لا بأس من كتمان بعض الأمور مراعاة للمصلحة مع الاعتدال في ذلك . والشخص الذي يحمل هذه القناعة عندما تهنئه بحدث سعيد يخصه يتضايق ويكفهر وجهه! فهو أصلاً لا يريدك أن تعلم بهذا الحديث السعيد..! فيبدأ يقلل من شأن النعمة التي هو فيها حتى لا تصيبه بعين..! والأولى أن يقول لمن يهنئه : بارك الله فيك، والحمدلله على نعمه وإحسانه ،ويفرح ولا يحزن.. قال الله تعالى ( وأما بنعمة ربك فحدث ) فهل جحود النعمة وإنكارها شكرٌ لها..؟ هل نحن مأمورون شرعاً أن نسيء الظن بالمسلمين؟ فكل من فرح لنا وهنأنا بأحداثنا السعيدة نظن أنه أصابنا بالعين..؟؟نعم نحن نؤمن بقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين) ولكن هذا لا يبرر سوء الظن بالمسلمين فهو محرم علينا، ويفقدنا محبة الآخرين وتفاعلهم معنا..قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم). يحتار الناس في التعامل مع من عندهم (وهم العين) فإذا هنأوهم لأخبار سارة تضايقوا..! وإذا تجاهلوهم حتى لا يزعجوهم غضبوا..! فيصبح الحليم معهم حيران.. ما الحل إذن؟؟ لقد تلاعب الشيطان بخطورة في عقول بعض الناس فحرمهم من الأجور ومن لذة الطاعة. فهناك من يخفي تدينه حتى لا يصاب بالعين على استقامته..! فهذا يترك أداء السنن أمام الناس ، وآخر يكذب إذا صام النافلة فيقول أنه غير صائم إن سُئل..! أترتكب كبيرة الكذب لتعمل النوافل..؟! ولكني أقول لك.. افعل عباداتك ولا يهمك الناس، أين توكلك على الله..؟ أين الإخلاص عندك؟ إن ظهور بعض عباداتك دون قصد منك فيه دلالة عملية وقدوة حسنة في الخير.. هناك أيضاً من يخافون من العين لدرجة الوسواس ،ولا يخافون من الرياء والسمعة والعجب !.. بل تراهم يحرصون على إظهار أعمالهم الصالحة أمام من لهم مكانة عندهم ليحترموهم أكثر على تدينهم ،ويخبئونها عن غيرهم خوفاً من العين..! وهناك من يعيش عمره كله يعاني من مخاوف العين ، فلا يستغل الفرص الجيدة التي تتاح له ليرتقي في أمور دينه ، فيبتعد عن أعمال الخير فلا يلقي كلمة ، ولا يكتب مقالاً ، ولا يشارك في أنشطة للمجتمع عموماً ، وقد يكون هذا الخوف منه،أو من والديه عليه فيمنعانه، كما قد يمنع الزوج زوجته لنفس السبب..! فتضيع الأعمار بدون أعمال ، وتفوت معها الفرص، وتموت المواهب وتدفن، وتقوم الحجة على أصحابها.. فهل نخاف العين أكثر من خوفنا من الله بتضييع أنواع كثيرة من العبادات..؟ وهناك من تراه سليما يأكل وينام ، يذهب ويجيء ، يخالط الناس ، حياته حافلة ومليئة بالنشاط ، وعندما تسأله كيف حالك..؟ -من باب الحديث العادي- لا يحمد الله ، بل يجيبك مسرعا: أنا تعبان ، كل شيء يؤلمني ، ماهذا الحال..؟ الله يصبرني، أنا في هم لا يعلمه إلا ربي.. حالي لا يسر عدو ولا صديق..ونحو هذا الكلام.. لا يشكرلله على النعمة وأنه أفضل من غيره، خوفاً من أن تعلم بحاله الجيد فتعطيهعين..! فهو يكذب ليدفع العين..! ليس في الكذب إلا ارتكاب كبيرة وسخط الله عزوجل. وهل تخاف العين أكثر من خوفك الله..؟! فتكذب لأنك تخاف العين ولا تخاف الله أنك تكذب..! آخر الكلام ... امنح أعصابك فرصة أن تسترخي.. دع الأوهام وتذوق طعم الحياة.. فوض أمرك لله وعش بسعادة.. أحسن الظن بقدرة الله على حفظك.. استمتع بعلاقاتك مع الآخرين وبجمال ماحولك من النعم.. وليكن لك لساناً شاكراً ذاكرا..ً وأبشر بالمزيد والحفظ من الله.

صورة المرأة في الفيس بوك













صورة المرأة في الفيس بوك



خالد بن سعود البليهد


ينبغي على المرأة المسلمة التي تشارك في الفيس بوك وغيره من البرامج على الشبكة أن تضع صورة العرض لها رمزا أو شعارا أو كتابة أو صورة تليق بحشمتها وعفافها وتوافق آداب دينها الذي صانها وأرشدها إلى عدم التبذل ومنعها من كل وسائل الفتنة. ولا يجوز لها أن تضع صورتها أو إحدى قريباتها أو رسمة لامرأة أو شعارا يشتمل على محظور أو يدعو لأمر محرم لأن ذلك يخالف الشرع المطهر وينافي المروءة. وبعض النساء يتساهلن في وضع صورة امرأة سافرة لا تمت لها بصلة وتظن أن ذلك سائغ لها وهذا التصرف خاطئ لأن الحكم الشرعي لا يختلف في أصله لأنها رضيت بها وشاركت في نشرها. ولا يليق بالأخت الراغبة في الخير والتواصل مع المشايخ والدعاة أن تضع صورة محرمة أو شعارا محرم لأن هذا ينافي توجه من تتواصل معهم ورسالتهم الربانية. وينبغي على الأخوات الصالحات أن ينشطن في التحذير من هذا العادة الخاطئة ويجتهدن في وضع البرامج والكلمات والمسابقات التي تساهم في توعية النساء. وعليهن المشاركة في وضع الشعارات الجميلة والرموز المعبرة التي تسد الفراغ وتفي بالحاجة للأخت المشاركة. وأقترح أن ينشأ صفحة في هذا الموقع من قبل المصممات تتخصص في صناعة صورة العرض للنساء وتكون الصورة تمتاز بخصائص متنوعة من أهمها اشتمالها على دعوة أو معنى شرعي أو أدب حسن.

ليس في ديننا عيد للأم













ليس في ديننا عيد للأم



خالد بن سعود البليهد


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. فإن بعض المسلمين هداهم الله هذه الأيام يحتفلون بيوم عيد الأم ويخصونه بنوع من الاهتمام والرسائل والهدايا والولائم والمناسبات والشعارات. وقد تلقوا هذا السلوك عن غيرهم وقلدوهم عن عدم بصيرة وضعف اعتزاز بدينهم وافتتانهم بكل جديد. إنه ليس في ديننا عيد للأم قلم يرد في الكتاب ولا في السنة ولا عن السلف تخصيص يوم لتكريم الأم وشكرها ومكافئتها والاحتفال بها. إن الشارع الحكيم جعل لنا عيدين فقط عيد الفطر وعيد الأضحى نحتفل بهما وأبطل أعياد الأمم الأخرى ولم يرخص بها كما ثبت في الأحاديث الصحيحة. إن الشارع نهانا أشد النهي عن الإحداث والابتداع في الدين فليس لأحد أن يخص يوما محددا يتكرر ويعود كل سنة أو شهر أو موسم يهتم به ويحتفل به ويقيم فيه فعاليات. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد). متفق عليه. ولا ينبغي لمسلم ولا مسلمة أن يراوغ ويتلاعب فيقول أنا ما أردت الاحتفال بعيد أو ليس هذا الاحتفال يسمى عيدا أو المقصود من هذه المناسبة تكريم الأم وإظهار الفرح بها ومكافئتها على جهودها وغير ذلك من الأجوبة الركيكة والشبه الفاسدة لأن حقيقة الاحتفال بهذا اليوم يعني اتخاذه عيدا ولو لم نسميه باسمه لأنه يوم مؤقت يتكرر في كل سنة فالعبرة بالمعاني والحقائق لا بالأسماء والاصطلاحات. ولو تأمل من يحتفل بعيد الأم وسال نفسه من أين جاءتنا هذه العادة هل من ديننا وعاداتنا وتقاليدنا أم تلقفه من ثقافة الغرب بل تلقفناه منهم لأن عيد الأم في الأصل مأخوذ من احتفالات الإغريقيين بأم الآلهة ثم احتفل به الإنجليز في القرن السادس عشر بيوم الأمهات ثم انتشر في أوروبا ولما انتشرت المسيحية خارج أوروبا صارت الكنيسة تحتفل بأم الكنيسة مريم ثم مع الوقت اتحدت الفكرتان في يوم واحد يحتفل الناس بأمهاتهم وتحتفل الكنيسة بأمها ثم صار الاحتفال بعيد الأم عيدا رسميا في أميركا ثم انتشر في العالم العربي وغيره والحاصل أن هذا العيد من بدع النصارى وثقافتهم وإحياءه من التشبه بهم المنهي عنه. والشارع الحكيم حرص في تشريعاته وآدابه على مجانبة المسلم لعادات الكفار وأعيادهم وشعائرهم وهذا مقصد جليل دلت عليه كثير من الدلائل واعتبره الفقهاء وأعملوه في كثير من تطبيقاتهم في البلاد التي يختلط فيها المسلمون بالكفار. إنه من المؤسف أن ترى كثيرا من الناس اليوم يذوبون في ثقافة الغرب ويتأثرون بكل مستورد ثقافي ولو كان يمس ديننا وصميم عاداتنا وأعرافنا الأصيلة وتراهم متشوفون بشدة للتغيير وهذا التساهل يؤول إلى غياب الهوية الإسلامية والثقافة العربية الأصيلة واضمحلالها. إن ديننا الحنيف السمح اعتنى بتكريم الأم وحث على برها وصلتها وحسن صحبتها سائر السنة ولم يخصص ذلك في وقت دون وقت. قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ). وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! من أحق الناس بحسن صحابتي قال: (أمك قال: ثم من قال: أمك قال: ثم من قال أمك قال ثم من قال: أبوك). وفي مسند الإمام أحمد عن معاوية بن جاهمة السلمي أنه استأذن الرسول صلى الله عليه وسلم في الجهاد معه، فأمره أن يرجع ويبر أمه، ولما كرر عليه، قال صلى الله عليه وسلم: (ويحك إلزم رجليها فثم الجنة). وغير ذلك من النصوص التي دلت على عظم مكانة الأم وفضل برها وصلتها وحسن عشرتها. وروي آثار عجيبة عن السلف الصالح في برهم بأمهاتهن. وكل هذه الحفاوة والتعظيم تدل على أن دين الإسلام اعتنى عناية شديدة بالأم وكرمها حق تكريم وقدر مشقتها وصبرها وعنائها في سبيل ولادة أبنائها وتربيتهم والقيام على شؤونهم. ولا شك أنه لا يوجد دين يسامي ويضاهي ديننا في بر الأم. ومع ذلك تعجب أشد العجب ممن ترك هدي الإسلام مع كماله وروعته وصار عالة على مائدة الغرب. إن المسلم الحق هو الذي يحتفل كل يوم ويفرح بأمه ويبذل كل ما يملك في سبيل إسعادها من سلام وسؤال وزيارة وهدية وحفاوة وطلاقة وجه وكلام رفيق ومؤانسة وقضاء حاجاتها والإنفاق عليها بالمعروف ومصاحبتها والدعاء لها في حياتها وبعد مماتها الإحسان إليها بالصدقة والدعاء وبر أحبابها. ومن أراد أن يكرم أمه ويشكرها ويهدي إليها هدية فليفعل في أي وقت من السنة وليس هناك داع للتقيد بيوم معين لأننا كمسلمين لدينا عناية طيبة ببر الأم والأب وصلة الأسرة طيلة السنة خلافا للإنسان الغربي الذي لا يبر أمه ولا يصل أسرته غالبا إلا في المناسبات المحدودة والقطيعة والجفاء نمط اجتماعي مشهور في مجتمعهم الذي يفتقد كثيرا من الروحانيات وقيم التكافل الاجتماعي. خالد بن سعود البليهد عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة binbulihed@gmail.com 14/4/1432

مظالم الشيعة












مظالم الشيعة


د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه


بسم الله الرحمن الرحيم مظالم الشيعة


لعل أحدا لم يفته مشهد دهس المتظاهرين الشيعة لشرطي بحريني، بسيارة GMC مرارا وتكرار، وعود جمع منهم على هذا الميت، الذي صار كخرقة بالية، بالضرب والركل ورمي الحجارة عليه.. وهو ميت، ميت.. لا حياة ولا قدرة. ؟!!. كان ذلك مريعا.. سائر القنوات عرضت له، حتى القنوات الشيعة لكن بتفسير آخر؛ ادعت قناة "العالم": أن المدهوس من المتظاهرين. وأن الذي دهسه هم أتباع النظام ؟. حقيقة كافة المراقبين تعجبوا من هذه الصفاقة على قلب المشهد كليا.. وبات من المهم البحث عن تفسير لهذه الظاهرة الشيعية؛ اجتماع الكذب الصريح، مع الحقد الدفين. سنجري مع الشيعة في دعواهم أن المدهوس من المتظاهرين، فأين جنازته ؟. اعتاد الشيعة على تشييع قتلى المظاهرات بشكل جماهيري دعائي.. فأين هذا المدهوس عن هذه الطقوس الشيعية ؟. لم يقيموا له جنازة؛ لأن القتيل رحمه الله كان شرطيا سنيا، ساقه قدره أن يكون بين يدي هؤلاء؛ لينكشف للعالم قدر الضغينة الذي يملؤ قلوب "فريق" من الشيعة على السنة!!. ولعل قائلا أن يقول: الجزم بأنه عمل حاقد، منسوب إلى التشيع، فيه مجازفة، ففي المظاهرات يغيب العقل عن العامة، وتحدث منهم أمور منكرة، مثل هذا الحدث وأكثر، أما رأيت متظاهرين: يحرقون، ويسحلون، وينهبون، ويقتلون ؟. يقال: نعم هذا يحدث في المظاهرات، لكن الذي صدر من هؤلاء، لم يكن سببه ودافعه غوغائية المتظاهرين، إنما صدر عن نظرية شيعية متكاملة، أصّلها المراجع لهم طوال قرون سبقت، حتى أنتجت فريقا من الشيعة، يحمل في نفسه قدرا كبيرا من الاحتقان تجاه السنة. ولن نطيل على المستعجل طلب الشاهد على ما نقول.. فمن نظر في كتب التشيع، وأقوال المراجع الشيعية قديما، وسمع منهم حديثا، ثم أدار رأسه ناحية: إيران، والعراق، ولبنان. وتذكر حوادث التفجيرات في بلد الله الحرام: وجد ما في كتبهم يطبق عمليا على الأرض. ففي كتب الشيعة المتقدمة والمتأخرة، نجد تكفيرا صريحا لأهل السنة، ويسمونهم نواصب: قال المفيد أحد المراجع في بحار الأنوار للمجلسي 903 / 23: " اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة، وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة، فهو كافر مستحق للخلود فالنار ". وهذه الإمامة لا يؤمن بها سوى الشيعة، فمعنى ذلك: أن السنة كفار، وما يأتي أصرح من هذا: فقد نسب المجلسي إلى جعفر الصادق في بحار الأنوار 101 / 85 : " إن الله تبارك وتعالى يبدأ بالنظر إلى زوار قبر الحسين بن علي عليه السلام عشية عرفة. قال: قلت: قبل نظره إلى أهل الموقف؟. قال: نعم. قلت: وكيف ذاك؟. قال: لأن في أولئك أولاد زنا، وليس في هؤلاء أولاد زنا". وفي المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخرسانية لحسين آل عصفور ص 147 : "المراد بالناصبة فيه، هم أهل السنة". وفي الأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري 307 / 2 : " وقد روي عن النبي: أن علامة النواصب تقديم غير علي عليه " ؛ أي تقديم أبي بكر وعمر وعثمان. وفيه : " أكثر الأصحاب ذكروا للناصبي ذلك المعنى الخاص في باب الطهارات والنجاسات، وحكمه عندهم كالكافر الحربي في أكثر الأحكام... روى الصدوق طاب ثراه في العلل مسندا إلى داود بن فرقد، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب ؟. قال: حلال الدم، لكني أتقي عليك. فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا، أو تغرقه في ماء، لكي لا يشهد به عليك، فافعل. قلت: فما ترى في ماله ؟. قال: خذه ما قدرت". يقول المامقاني : " جريان حكم الكافر والمشرك في الآخرة على من لم يكن اثني عشريا". تنقيح المقال في علم الرجال ص 208 هذا في المتقدمين، أما المتأخرون فانظر ما يقولون: قال الخوئي : " الناصب في حكم الكافر؛ وإن كان مظهرا للشهادتين والاعتقاد بالمعاد". النصب والنواصب لمحسن المعلم ص 609 وفيه قال الصدر : " النواصب كفار " . ومقاطع على اليوتيوب مشهورة من كلام الأعرجي والشيرازي في تكفير الوهابية وقتلهم. هذا هو تنظيرهم، يكفرون السنة، ويقذفونهم بأنهم أولاد زنا وبغايا، ثم يبنون على ذلك القتل، فإن لم يستطع ذلك، فأي نوع من الأذى، فهو مما يتقرب به إلى الله تعالى. هناك من يقول: إنها أقوال قديمة، والشيعة لا يؤمنون بها، ولا يجوز أن نحاكمهم عليها. وكم نود أن يكون كذلك، لكن الواقع يثبت ولا يكذب، يزيد يقينا ولا يزيل شكا.. فما رآه السنة في إيران بعد الثورة، وما هم فيه اليوم من اضطهاد وقتل للرموز، من علماء وشيوخ وشباب، يجمع عليه كل السنة هناك، وكل متابع للقضية الإيرانية. وننبه هنا إلى خطأ استراتيجي يرتكبه حكام السنة في دول الخليج بتجاهلهم ورقة السنة للضغط على إيران، كما هو حال إيران في الضغط بورقة الشيعة.. لكن لهذا مقام آخر. كذلك، ما كان في العراق بعد الاحتلال الأمريكي، كان كارثة بكل المقاييس على السنة، لقد أبيدوا وهجروا من بغداد والبصرة، وقتلوا شر قتلة، بكافة الوسائل الوحشية. كل هذه الحوادث، إذا قورنت بما سطر في الكتب، نجد تطابقا وتنفيذا حرفيا لما جاء فيها.. فهل كان هذا من قبيل الصدفة ؟. ومن نزه الشيعة عموما من هذا العدوان، فليس بحاجة إلى كبير بيان للرد عليه.. فأفعالهم فريق منهم في بلد الله الحرام في عامي 1409 - 1406 مما سجله التاريخ بالصوت والصورة، لكن الله وقى شرها الإسلام والمسلمين. ألا ترون كل هذا منسجما مع ما في تلك النصوص التي وردت في كتبهم ؟. تطابقت النظرية مع الواقع، فكانت عملياتهم تطبيقا فعليا لفتاوى غصت بها الكتب، لكن كيف استطاع المراجع إقناع طائفة من الشيعة بصواب هذه الفتاوى المتطرقة، الممجوجة فطرة وعقلا؟ هذا ما نريد فهمه ومعرفة أسبابه ؟. بداية عمقت المراجع كره أبي بكر وعمر وعثمان، باعتبارهم مغتصبين للخلافة من علي رضي عنهم جميعا، وسولت للعامة لعنهم وسبهم، وجعلته جزءا من الورد اليومي في الصباح والمساء، وفي أنواع من الأدعية، ونشأت الصبي على كره هذا الفريق من خيرة الصحابة. وهذا مشهور في كتبهم، ولا ينكرونه، ثم كفروا عامة الصحابة، فالشيعي ينشأ في بيئة تغلي حقدا وكرها للصحابة، تعليله: أنهم اغتصبوا حق أمير المؤمنين علي رضي الله عنه. بعد ذلك، اتخذوا من حادثة قتل الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم في كربلاء، وسيلة لتعميق كره السنة، فألقوا في وهم الشيعي؛ أن كل سني يخلق ويوجد حتى قيام الساعة، هو مذنب مجرم؛ لأنه من نسل قتلة الحسين زعموا.. يحملون على الناس أوزار غيرهم ؟!!. ففي كل عام، تستغل حادثة عاشورا لاستحضار الحزن والثأر في القلوب.. يتشحون بالسواد، ويجرحون الأبدان بالسيوف والسكاكين، ويشجون الرؤوس بالخناجر.. بأيديهم يفعلون ذلك، فتسيل الدماء لتشتمها الأنوف، وتراها العيون وهي تغطي الوجوه والظهور والصدور والثياب، حتى الأطفال الرضع منهم يفعل بهم الآباء والأمهات كذلك، ثم يطلقون عبارات الثأر جماعة: "يا لثارات الحسين"، "يا لثارات الشيعة"، فتسمعها الآذان بجرس مؤثر.. فتجتمع كافة الحواس على التفاعل مع الحدث، فتخضع النفس لذلك طواعية، حتى تتولد فيها الرغبة الجامحة الآنية في الانتقام، أو كتمان ذلك في الضمير حتى اليوم الموعود. والشيعي يعاود الحسينيات في كل وقت، ليسمع قصصا عن قتل الحسين أكثر مما يسمع من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتفسير القرآن، وكلها تلقى في ضميره؛ شعرا ونثرا وتحريضا. وهكذا يتشكل الإنسان الشيعي: ثائرا محتقنا راغبا في قتل أو إيذاء السني، يظن أنه بذلك يتقرب إلى الحسين ويرضيه عنه، وينصر آل البيت، ويرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن رأي الشيعي بعد كل هذا التجييش المبرمج والممنهج، في حالة هستيرية، يطأ ويضرب ويدهس ميتا، ويعذب ويشوه ويكسر العظم ويفتت اللحم البشري: فليعلم أن كل هذه الشناعة زرعت في نفسه زرعا بأيدي تلك المراجع، ولم يكن فيها إلا وقودا لنار إن لم تحرقه اليوم، تحرقه غدا؛ إذ عطل عقله، وطمس ضميره، فلم يردعه عن الظلم والفجور شيء، فصار يقتل أبرياء، لا يسألون عن دم الحسين، لا هم ولا آباؤهم ولا أجدادهم، ألم يقرءوا قوله: { ولا تزر وازرة وزر أخرى }. فلا أحد يسأل عن ذنب غيره، فكيف يقبل هذا الشيعي، أن يلصق بالبريء ذنبا جناه غيره، قبله بقرون طوال، وهذا البريء المتهم، لو كان له سبيل إلى قتلة الحسين، لما تردد في قتلهم جزاء عدوانهم على ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ليس من أخلاق آل البيت، ولا من ينتسب إلى محبتهم، أن يحمل في قلبه ثأرا لمن ظلمه، فكيف بمن لم يظلم، ألم يسمعوا عن إمام آل البيت صلى الله عليه وسلم وعفوه عن كفار مكة؟. على هذه الطائفة من الشيعة، أن يراجعوا أنفسهم، ويسألوها: إن كان ثأرهم هذا لله أم للهوى، إن كان للحسين أو ألما وحنقا على العرب؛ لتمزيقهم بأمر الله تعالى وبدعوة النبي صلى الله عليه وسلم ملك كسرى والفرس؛ الذي لا يزالون يعظمون أيامهم، حيث احتفلوا في اليومين الماضيين بعيد النوروز، وألقى فيه مرشد الثورة خطابا مطولا، عظم فيه من العيد الجاهلي المجوسي الفارسي، الذي ليس له علاقة بالإسلام، لا من قريب ولا من بعيد. ندعو هذه الطائفة من الشيعة، أن يكونوا كإخوانهم ممن لم يعرفوا بمثل هذه المواقف المتطرفة، والذين أظهروا في الأزمات روح آل البيت، حين رفضوا وتبرءوا من هذه الأفعال والجرائم، وأظهروا النكير على شيعتهم، ولم يبالوا بما قد يلحقهم.. هذه هي مواقف الشيعي الصادق.

دعاة على أبواب جهنم ( العلمانيون ) المفسدون في الأرض


ثبت عن أبي نُجَيْد حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم"، قلت: فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم، وفيه دخن"، قلت: وما دخنه يا رسول الله؟ قال: "قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر"، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها"، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: "هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا"، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك"، بهذا اللفظ أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

والحديث واضح الدلالة لا خفاء فيه ولا اختلاف بين أهل العلم، والرسول صلى الله عليه وسلم بيّن حال هذه الأمة وتعاقب الخير والشر عليها، وبيّن أن من آخر ذلك دعاة على أبواب جهنم يخرجون في هذه الأمة يدعون إلى خلاف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فمنهم من يدعو إلى الكفر بالله تعالى والإلحاد، وأنتم ترون دعاة الشيوعية والاشتراكية والقومية وغيرها من الدعوات المخالفة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنهم دعاة يدعون إلى أنواع الفواحش كالزنا وشرب الخمر والمخدرات وعقوق الوالدين والخروج عن طاعة الأزواج وغير هذا من الكبائر والفواحش التي هي من كبائر الإثم والفواحش ودعاتها كثير.

وكذلك دعاة يدعون إلى إفساد أخلاق الناس بأعمالهم لا بأقوالهم، فمجرد إظهار العمل أمام الناس إنما هو دعوة إليه، مجرد أن يفعل الشخص فعلاً يظهره أمام الناس هذا دعوة إلى ذلك الفعل حتى ولو كان الشخص يستسر به عن بعض الناس ويظهره أمام آخرين فهو من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، لذلك فإن هؤلاء هم الدعاة على أبواب جهنم، وأبواب جهنم هي الفواحش، ففي جهنم سبعة أبواب كل باب له جزء مقسوم من الناس ففيها باب للزنا وباب لشرب الخمر وباب للقذف وباب للعقوق إلى غيرها من الأبواب.

مثل ما أن في الجنة ثمانية أبواب كل باب أيضا لعبادة من العبادات التي تقابل الكبائر، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن للجنة باباً اسمه الريان لا يدخل منه إلا الصائمون، وأبوابها إنما هي على أبواب الخير، فمنها باب الصدقة، ومنها باب الجهاد، ومنها باب الصوم إلى آخر أبواب الجنة.

فالدعاة على هذه الأبواب الذين يدعون إلى الصيام والذين يدعون إلى الجهاد والذين يدعون إلى الصدقة والذين يدعون إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويعلمون الناس الخير هم على أبواب الجنة الثمانية، والذين يدعون إلى الفواحش والزنا وشرب الخمر وإلى الدجل والتخريف هم الدعاة على أبواب جهنم الذين يدعون إليها.

وأما من ينتهك أعراض الدعاة إلى الله تعالى بإناطة الشبه بهم والشتائم فما هو إلا من المستغلين في جند إبليس الذين يلقي الشيطان على ألسنتهم بعض ما يلقي ثم يمحو الله الباطل ويحق الحق بكلماته، وهؤلاء لا يضرون إلا أنفسهم، ولذلك أصبح كثير من الناس يرى أن من الوصمة ومن العار أن يوصف شخص بأنه من الدعاة!! ولا يعلم أن الله تعالى وصف نفسه وأثنى على نفسه بأنه من الدعاة، فقال الله تعالى: {والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}، فأفخر المفاخر وأعظمها أن يكون الشخص من الدعاة الذين وصف الله نفسه بأنه منهم وأمر رسوله بذلك وكلفه به فقال: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}، وأمره أن يخبر بأن أتباعه هم الدعاة: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}، فالله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول: هذه سبيلي، ما هي السبيل أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني، فكل من زعم أنه من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ولم يكن من الدعاة فهو كاذب كذبه الله في كتابه، فالله تعالى أخبر عن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم بأنهم الذين يدعون إلى سبيل الله: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ  محمد الحسن ولد الددو حفظه الله.

همسة في أذن كل زوج أعجبته [ فلانه ] !!









عادل بن صالح بن علي الشمراني



بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
. .

ايها الاحبة . .

كثرت الفتن في هذا الزمان واصبحنا نشاهد المغريات كل يوم . . فما نذهب الى احد المتنزهات او احد الاسواق . . الا ونرى تلك الاجسام الممشوقه والملابس العاريه من بنات جلدتنا . .

المحسوبين على الاسلام ..!

حتى اننا لم نسلم منهم في بيوتنا على تلك القنوات الفضائية . . . .

ومانشاهده هو بيع للدين بإسم البرستيج والموضه ؟! فعليهن ان يتقين الله ويستعدون للقائه . . ولعلي اتطرق لهذا في احد المواضيع القادمه بإذن الله ..

الذي سأشير اليه من خلال هذه الاسطر .. هو اعجاب الرجل المتزوج بالفتيات اللاتي يشاهدهن ومقارنتهن بزوجته . . ومن ثم يأنف تلك الزوجه ويعيش في احلامه . .

وهي تبقى كالخادمه بل تصبح اقل من ذلك !!

فهناك كثير من المشاكل تأتيني من بعض المتزوجات يشتكين من ازواجهن . . ونفورهن منهن . . حتى انه اذا خرج من البيت لا يعود الا كالذي يجرونه بالسلاسل !!

اخي المتزوج . . اسمح لي أن آخذ من وقتك القليل . .

اعلم حفظك الله . . ان اطلاق البصر لا يأتي بخير . . ولم تحذر منه الشريعه الا لما يترتب عليه من مساوئ كثيرة . .

فكونك تلاحق هؤلاء الفتيات بنظراتك فسوف يمرض قلبك . . ويستغلك الشيطان من هذا الباب . . ويبدأ يفرق بينك وبين زوجتك . .

لن يأتي ويقول لك طلق زوجتك . . فهو اذكى من ذلك بكثير . . ويعلم من اين تأكل الكتف . .!

تنظر الى جسد زوجتك فترى ما لايعجبك . . وتتذكر القوام الذي اعجبك لتلك الفتاه اللي شاهدتها في السوق . . وتبدأ تتحسر على عمرك الذي ضاع مع هذه الزوجه . .!

تسمع من زوجتك كلام لايعجبك لما تعانيه في المنزل لخدمتك . . فتبدأ تتذكر تلك الفتاة اللتي شاهدتها في احد المسلسلات وكيف كانت لبقه مع زوجها وتعطيه من الكلام المعسول . . فتحتقر زوجتك !!

تراها تضرب ابنائك لتأديبهن فتصرخ في وجهها وتعاتبها امام ابنائك . . ليس لانك اشفقت عليهم . . ولكن لانك تذكرت تلك المرأه التي تعطف على ابنائها . . فسقطت زوجتك من عينك !!

ان كانت زوجتك ليست جميله او انها ذات شكل عادي . . فإنك تصبح وتمسي وانت تتمنى ان تحظى بتلك الفنانه ذات الوجه الجميل . . الذي امتلأ بالمساحيق . . فتكره زوجتك !

وغيرها الكثير من المقارنات اللتي يقارنها الرجل المتزوج بين زوجته وبين الفتاة اللتي اعجبته ..!!

ايها الغالي . .

كل رجل يريد ان يحظى بالفتاة الجميلة ذات الصفات العاليه . . لكن الكمال لله سبحانه وتعالى ..

فارضى بما قسم الله لك . . ولا تجرح مشاعر زوجتك بمقارنتها بغيرها . . فمن الازواج من يقول لزوجته انظري لجسم فلانه الجميل وياليت انها عندي !!

الا تظن يا اخي الحبيب . . ان زوجتك ترغب ايضا بالرجل الجميل ذا الصفات العاليه ؟!

لكنها اختارتك اولا . . وقبلتك بما فيك من ايجابيات وسلبيات . . ولم تجرحك يوماً ولم تقارنك مع غيرك . . حفاظا على مشاعرك . . فكيف تجرحها انت !!

فتخيل معي انك انت وزوجتك امام التلفاز او في متنزه او سوق . . وخرج شاب اجمل منك . . ثم قالت زوجتك ما اجمل هذا الشاب . . ماذا ستكون ردة فعلك ؟!

بالتأكيد انها ستضيق بك الارض بما رحبت . . ويحصل ما لا يحمد عقباه . .

فتذكر ردة فعلها ايضاً . . ومع ذلك تكتمها في نفسها وتضحي من اجلك !!

اذا . . لا تضيع وقتك في التفكير بغيرها . . بل اجعل تفكيرك في اعادة صياغتها . . واعلم ان رجال الاطفاء لايطفئون النار بالنار . . وانما يطفئونها بالماء . .

وماصعب عليك تعديله وتغييره بالقوة . . يسهل عليك تغييره بالعفو والبسمه .. ثم اعلم ان السعادة تكمن في بيتك فلا تبحث عنها في حديقة الغرباء . .

اخي الكريم . .

ان كنت قد مللت من زوجتك واحببت ان تجرب حباً آخر . . فلا تبحث له في الاسواق والمتنزهات او في النت .. وتتسلى بذلك !!

فالله سبحانه وتعالى أحل لك اربع نساء .. فإن رأيت انك تملك القدرة على ذلك . .فأدخل من الباب وليس من النافذه !!

وان كنت لا تستطيع ذلك . . فاهتم بمن عندك . . واعلم انك تملك ما لا يملكه غيرك . . فانظر دائما لايجابيات زوجتك ولا تكن سلبياً . .

اخيرا . .

لا اريد ان اطيل . . واللبيب بالاشارة يفهم . . فهي كلمات من القلب الى القلب . .لنصلح الواقع المرير . . ولعل الزوجات ينتفعون بما كتبت . . فلهم نصيب من ذلك . .!

اسأل الله ان يصلح بين الازواج . . وان يجعل حبهم عامرا بطاعته سبحانه . .

وفقنا الله واياكم لكل خير . .


اخوكم

عادل بن صالح بن علي الشمراني

ميتٌ يقول .. دَعُونِي أُصَلِّي















ميتٌ يقول .. دَعُونِي أُصَلِّي





بسم الله الرحمن الرحيم


ميتٌ يقول .. دَعُونِي أُصَلِّي



عَنْ جَابِرٍ : عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :


(( إِذَا دَخَلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ ، مُثِّلَتْ الشَّمْسُ عِنْدَ غُرُوبِهَا ، فَيَجْلِسُ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ وَيَقُولُ :دَعُونِي أُصَلِّي ))


رواه ابن ماجه وصححه الألباني



أي تصورت له الشمس .. وهكذا ينفع الإيمان والعمل الصالح صاحبه ، فمن داوم على الصلاة وحافظ عليها كان هذا حاله عندما يغلق عليه قبره ..



لا فزع ولا خوف .. فالطمأنينة والأمن والخير كله في طاعة الله .. وأعطم هذه الطاعات بعد توحيد الله تعالى والتخلي عن الشرك وأهله .. الصلاة .. الصلاة .. الصلاة .



وندعو بدعاء أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام :


رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي


ربنا وتقبل دعاء


وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .


رسائل القلوب (2) - تِلْكَ هي النَفْسٌ









ابنة الرميصاء



بسم الله الرحمن الرحيم ..



ابنتي الغالية ، أحمد الله إليك الذي أنعم علينا بدين جعل فيه حبنا لبعضنا عبادة نتقرب بها إليه ، وأصلي وأسلم على معلمنا الحبيب المصطفى محمد حيث علمنا كل شيء حتى كيف نحب في الله ، فلما أحب نصح وأخذ بيد معاذ رضي الله عنه قائلا : " « يَا مُعَاذُ إِنِّي لأُحِبُّكَ ». فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَا أُحِبُّكَ. قَالَ « أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لاَ تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ » " فهكذا هو الحب الصادق ، حب هو خير عون للعبد على الارتقاء بنفسه والترقي في مراتب العبودية ، وهذا هو صدق الإخاء .
وبعد بنيـة ؛ فمذ أرسلت لي عقدت العزم أن أرد عليك ردا مفصلا وعاما لعل الله أن ينفع به أقوام أنا وأنتِ منهم ، فلما طال المقام وقصرت الهمة اكتفيت بما سيأتي ، ولعله تكون له تتمة إن فتح الله عليّ بمزيد فضله .
هنيئا لكِ بنيتي ، فإني أرى أن الله جل وعلا قد أراد بك خيرا عظيما ، فهو كما يقولون إدراك الداء نصف الدواء ، وإنك إذ شعرت بالتقصير في حق نفسك وطول غفلة القلب عن ربه فهي بشرى خير .. أنك انحنيت لتسلكي درب الهدى .


*** *** *** *** ***


إن مشكلتنا ـ غفر الله لنا ـ إسلام الوراثة ، فقد نشأنا نتعبد اعتيادا في الغالب ، وحين يأذن الله برشدنا تبدأ النفس بالتمرد والنقاشات الداخلية التي لا تنتهي ، وهذا هو بداية الطريق نحو الدين الحق بإذن الله ، أسمعت بما قاله شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ؟ ذاك الرجل الذي بلغت كتبه واسمه الآفاق وهو من أشهر رجالات الإسلام بعد النبي والصحب الكرام :
{ والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت ، وما أسلمت بعد إسلاما جيدا } ! فما عسى أمثالنا يقولون ؟! .
إن المعصيـة ـ عافنا اللهم منهاـ ، ولا أعني بها شيئا محدد بل هي تشمل كل غفلة نفس والتفاتة قلب نحو دنيا حين تتركها ابتداءاً ، تتركها بعجز وتتجرع ألم فقدها ، فإن أنت [صبرت وصابرت] سرعان ما تجد قلبك ينتهي عن السوء بذلا لنيل الرضا طائعة بها نفسك ، فإن أنت [ثبت وجاهدت .. ثم ثابرت] ما عاد لها مكان .. وصرت تسارع للخيرات ذُلاً وتضرعا ، ذائبة نفسك بحثا عن رضاه سبحانه . فهي مقاومة .. وهي أطول المراحل فيها يمحص الله الصادق في توبته من اللاهي ، فإن واظبتِ على المقاومة ، هَبَّتْ على قلبك بين فينة وفينة نسمات حلاوة الإيمان وبدأت يوما بعد يوم تتذوقين حلاوته ، حينها يكن لإبليس عليك مداخل أخرى غير التي اعتدتها وهي أخطر من سابقتها تلك آفات القلوب ، فإن ثابرتِ مستعينة بربك وأوقفت على قلبك الحرس المشدد ، حينها تكوني تلك التي تريدينها بإذنه .
ولكن لتبقى ذِكراكِ أبدا " والذين جاهدوا فينا .. " فهو جهاد مع النفس لا ينتهي إلا بخروج الروح ، فما دمت أنتِ في جهاد فالله بفضله يهديك ألم يقل سبحانه ومن أصدق من الله قيلا : " .. لنهدينهم سبلنا ، فكوني على الشرط دوما "جاهدوا .. " تكوني في الفضل أبداً " لنهدينهم .
ثم إن الله سبحانه قد وعد وقوله الحق في الحديث القدسي الصحيح المروي عند البخاري : " أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول "
ألست تصدقينه ! ، إذا كلما تقربت إليه بطاعة أو اجتناب معصية أو مدافعة خاطر أو إحسان إلى مخلوق أو أي باب من القربات وما أكثرها ، أسرع إليك أكثر مما أنت إليه سائرة ففتح لك مزيدا من أبواب الخير وصرف عنك كثيرا من الشرور ، وكان معك فإذ هو لك كما وعدكِ : " سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه " .
فبالله خَبِّريني .. كيف يكون عبد كل جارحة من جوارحه الله يحركها له برضاه ؟!


*** *** *** ***


إننا _أي بنية إلا من رحم ربي_ نتشاغل بمعرفة أمور كثيرة جدا ، وفي غمرة ذلك ننسى أن نتعرف أنفسنا مداخلها ومخارجها مواضع الضعف فيها والقوة ، سلبياتها وإيجابياتها .. ثم بعد ذلك نرجو الارتقاء فأنّا يكون ! .
إن النفس بنيتي كطفل صغير ، تحتاج موازنة بين اللين والشدة ، تُريد أن تُكافأ ، وتحتاج لأن تُعاقب ، ولن يربي لك نفسك إلا أنتِ بإعانة وتوفيق من خالقكِ ، فأنتِ أعلم الناس بها وبما حَبَهَا الله من خيرات وابتلاها بِهِ من عيوب وسيئات .
هناك يا ابنتي صفات سلبية مشتركة في جميع الأنفس ، إذا اجتهد العبد استطاع تقويمها أو التخفيف من حِدتها ، وهذه الصفات مع تدبرك لكتاب الله جل وعلا تجدينها . إن كتاب الله -يا غالية- كتاب الله ، كتاب الله هو دليلك لمعرفة نفسك ، وفي ذات الوقت هو المطبب لأسقامها ، ومع هذا وذاك هو أيضاً المقويّ لإيجابياتها .. إنه النور والشفاء ، الهدى والدلالة .
إن في كل نفس حب وبغض ولاء وعداء ، عزة وذلة قوة وضعف ، نشاط وكسل ، فتور وهمة .. فمن عرفها وعرف مراد الله منه وجه كل صفة إلى المكان الصحيح ، ومن انشغل عنها تخبطت صفاته وربما تعاكست مع مرادات الله منها .
هَلُمّي بنيتي وإياي .. نستقصي ذكر النفس في كتاب الله .. ثم من سنة رسول الله ، لنتعرف من خالقنا على أنفسنا التي فطرها سبحانه ، فهو أعلم بِنا مِنا ، وإن نحن معه صدقنا فيقينا .. أعاننا على أنفسنا .
أي بنية ، هذا مفتاح .. فإن قبضته بيد من يقين فتح لك طريقك إلى نفسك عبر كتابه سبحانه ، قال من فطر أنفسنا : " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا "
فهو سبحانه سواها .. وعلى الفطرة خلقها ، بيّن لها درب التقى ، وحذرها حُفَرَ الفجور
وهبها درجات تزكية .. تصل بها إلى السعادة ، إن هي أحسنت تركيب الدرجات وارتقاءها .
وبصّرها بظلمات الضلالة وحذرها الاندساس فيها ، وعلمها كيف تكبح جماحها حين يُهيأ لها أن الظلام نورا ! .
إن النجاح كلما بُذِل في سبيله الجُهد أكثر ، كان طعمه ألذ .. وفرح وصولك إليه أمتع ، ولو أتاك على طبق من ذهب دون بذل جهد لما كملت فرحتك به .
هي النفس إذاً فيها نزعات شر ومواطن ضعف ، وعندها أسلحة دفع ودروع مقاومة .. حتى يحلو طعم الفلاح .


*** *** *** ***


بهجة قلبي .. إن عُمَراً رضي الله عنه لمّا وَلِيَ الخِلافة دخل قلبه شيء من عُجْبٍ بعد الفتوحات
[ فنادى بالصلاة جامعة . فلما اجتمع الناس وكبّروا صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، وصلى على نبيّه صلّى الله عليه وسلّم ثم قال : أيها الناس ، لقد رأيتني أرعى على خالات لي من بني مخزوم ، فيقبّضن لي القبضة من التمر أو الزبيب .... ثم نزل ، فقال له عبد الرحمن بن عوف : يا أمير المؤمنين ، ما زدت على أن قميت نفسك يعني : عِبْتَ وازدريت !
فقال: ويحك يا بن عوف إني خلوت ، فحدثتني نفسي قالت : أنت أمير المؤمنين ، فمن ذا أفضل منك ، فأردت أن أعرّفها نفسها ]

فاحرسي قلبك يا ابنتي وانتبهي له فإنه مَحِلّ نظر الله .. فإنه سبحانه لا ينظر لشيء منك إلا إليه فصونيه وإيّاك أن يرى فيه ما لا يرضاه .. ولا تفتر عزيمتك عن حراسة قلبك ومراقبة خاطرك وتربية نفسك فإنما نحن هنا في اختبار .. فلا تلتهي عنه .
وتذكري صغيرتي .. أن الطريق إلى الله ، تقطع بالقلوب لا بالأقدام وقد قال عليّ رضي الله عنه عن صديق الأمة أبي بكر رضي الله عنه : ما سبقكم بكثير صلاة ولا صيام ، إنما بشيء وقر في قلبه .
فكيف هو يقينك بالله وثقتك به ؟ وكم من الأوقات تذكرين المقام بين يديه وأهوال ذاك اليوم العسير ؟ لا كان علي ولا عليكِ كذلك .
تذكري دائماً وأبداً مسألته لنا على كل صغيرة وكبيرة يوم أن نؤتى الكتاب وفي ذلك الكتاب " لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها .. " ! .
فليكن خوفك من تلك المصارحة دافعا للانتهاء عن السوء ومعينا على الارتقاء .. فخوف مقام الرب سبحانه سببا للانتهاء عن الهوى .
قد طال الحديث بنيـّة .. والقضية شائكة كيف لا وهي قصة الحياة ، والنفس ملول وقد بالغت ، فأكتفي إلى هنا على أمل بمزيد بعد حين ، ولعلي أختم بأسطر من كلام ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر فصل سياسية النفس فقد نطق دررا انتقيت لك منها هذه :
( أعجب الأشياء مجاهدة النفس. لأنها تحتاج إلى صناعة عجيبة ، فإن أقواماً أطلقوها فيما تحب، فأوقعتهم فيما كرهوا ، وإن أقواماً بالغوا في خلافها حتى منعوها حقها، وظلموها.
وأثر ظلمهم لها في تعبداتهم فمنهم من أساء غذاءها فأثر ذلك ضعف بدنها عن إقامة واجبها ، ومنهم من أفردها في خلوة أثمرت الوحشة من الناس وآلت إلى ترك فرض أو فضل من عيادة مريض، أو بر والدة .
وإنما الحازم من تعلم منه نفسه الجد وحفظ الأصول . فإذا فسح لها في مباح لم تتجاسر أن تتعداه ، فيكون معها كالملك إذا مازح بعض جنده، فإنه لا ينبسط إليه الغلام. فإن انبسط ذكر هيبة المملكة . فكذلك المحقق يعطيها حظها ويستوفي منها ما عليها ) .
اللهم لك الحمد أن هديتنا ، قد عودتنا فضلك فعلى الحق ثبتنا ، وبأنفسنا بصرنا ..
اللهم هذا دعاء العاجزين إليك يستنصرونك لإخوة لهم يقتلون بأيدي ظلمة يتصنعون الإسلام فيا الله .. نصرك الذي وعدت وأرنا في الظالمين ما يشفي صدورنا .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

اكتملت هذه الرسالة ، صبيحة الأحد
الثامن من الشهر الرابع لعام ألف وأربعمائة واثنين وثلاثين
الموافق الثالث عشر من الشهر الثالث لعام ألفين وأحدى عشر .
الراجية لكِ كل خير / ابنة الرميصاء .

سر النجاح













سر النجاح



نزار محمد عثمان



3- ما هو المهم في حياتنا؟



مدخل:


قالوا إن بلداً من البلدان وضع قانوناً أن من يتملّكْ أمر هذا البلد خمس سنين يكن من حق أهله بعد ذلك أن يقصوه إلى مكان سحيق في صحراء قاحلة لا نبات فيها ولا ماء.


وأضرب طلاب الملك والحكم عن امتلاك هذا الكرسي الذي سيقذف بهم بعد هذه الفترة من الزمن إلى أودية الهلاك في جوف الصحراء. ولكن رجلاً حكيماً فطناً تقدم بطلب هذا المُلْك وقبول هذا الشرط، على أن يطيعوه مادام فيهم حاكماً ولا يخالفوا له أمراً، وأجابوه إلى ما طلب وبايعوه بالملك وسلّموه صولجانه وتاجه وأقبلوا عليه مطيعين. بيْدَ أنه لم يلتفت إليهم ولم يشتغل بإقبالهم ولكنه جعل أول رحلاته إلى هذه الصحراء يعاين بنفسه المكان الذي سيصير إليه ويفكر في المصير الذي ينتظره.


وعاد من رحلته، فكان أول ما أصدر من تعليمات أن وقع ثلاثة مراسيم أولها: بأن يُجْمع البناءون من كل مكان ليقيموا في هذه الصحراء عمائر ومساكن وبنايات وثانيهما: بأن يُحشد البستانيون من كل مكان كذلك ليغرسوا فيها حدائق وجنات.


وثالثهما: للمهندسين من كل فن أن يشقوا إليها الترع والجداول والأنهار، ويستنبطوا الماء من العيون والآبار. ولم يمض قليل من الوقت حتى تمَّ ذلك كله، وأنشئت مدينة بديعة الصنع رائعة الجمال مستكملة لشرائط المتعة والترف وصنوف النعيم والإيناس. ومضى الوقت المحدود ودقت الساعة المنتظرة وجاء أهل البلد يهرعون ليروا مصير أميرهم وليسوقوه إلى حيث ينتظره الويل والهلاك، وما كان أشد دهشتهم وأعظم حيرتهم حين رأوه قد انتقل من الخراب إلى العمران، فملّكوه البلدتين وفاز بالحسنيين، ذلك مثلنا في الحياة الدنيا وفي الآخرة. حبذا لو وعيناه فعقلناه وعملنا بمقتضاه. [الإمام حسن البنا، مجلة الأمانة، العدد الأول نوفمبر 1946م].


وضوح الغاية بَوْصَلَة الطريق:


هل حدث أن شاركت في غسل ميت؟ هل رأيت كيف يبدو الشخص الميت؟ وكيف هي مشاعر من حوله من الأهل والأقارب؟ هل حدث أن فكّرت لحظتها في حياتك وأعمالك؟ وما هو المهم أو غير المهم بالنسبة لك؟


أهمية وضوح الغاية في ذهننا أننا سنحرص على أن ما نفعله اليوم أو الغد أو في الشهر القادم أو ما فعلناه بالأمس لا يتناقض مع ما نريد أن ننتهي إليه .. وضوح الغاية هو البوصلة التي توضح لنا الطريق، هل حِدْنا عنه أم حافظنا عليه؟ قال رجل لسفيان بن سعيد الثوري: "ذهب الناس يا أبا عبد الله وبقينا على حُمُرٍ دُبُر" (يريد على دواب متعبة)، فقال له سفيان: "ما أحسنها لو أنها على الطريق. يعني:أنّ تأكُّدنا من صحة الطريق أهم من سرعة سيرنا في الطريق.


كثير من الناس في زحمة الحياة يتحرك ويجري ويصعد ويصعد ليكتشف أخيراً أن السلم الذي صعده يستند إلى حائط غير الذي يريد ويؤدي إلى قمة غير التي يطلب.


بعض الناس يجدون أنهم قد أنجزوا إنتصارات وهمية، وحققوا نجاحات زائفة، وضحّوْا لأجل ذلك بأقيم ما يملكون وهم لا يشعرون.


يجب أن نتذكر دائماً أنه إذا لم يكن السير في اتجاه الغاية التي نريد؛ فإن كل خطوة ستبعدنا أكثر، وستقودنا إلى المكان الخاطىء أسرع.


الأشياء توجد مرتين:


- كل الأشياء توجد مرتين .. إيجاد ذهني في العقل أو الورق، ثم إيجاد حِسِّي في أرض الواقع. مثال لذلك: البيت يكون أولاً خريطة ثم بناءً. وتُحسب الكميات والمقادير والتكلفة قبل البداية ثم بعد ذلك يُشرع في البناء.


- يجب أن تتأكد أن الإيجاد الذهني يوافق ما تريد قبل أن تبدأ الإيجاد الحسي أو الفعلى. وأن تستفيد من قانون النجارة: "قِسْ مرتين واقطع مرة واحدة".


- الخطأ في أكثر الأوقات يكون في الإيجاد الأول، الأمر الذي يرتِّب أخطاء كثيرة في الإيجاد الثاني.


- الإيجاد الأول لا مفرَّ منه ولا يمكن ان نُغفِله أبداً، وإن لم نتحمل مسؤولية اختياره فسيفرض علينا من (( الواقع، الأسرة، تجاربنا السابقة، ... إلخ)).


الإدارة والقيادة:


- وضوح الغاية يقوم على القيادة الشخصية .. قيادتنا لأنفسنا. القيادة هي الإيجاد الأول بينما الإدارة هي الإيجاد الثاني ((ستُناقش في المقال القادم بإذن الله)).


- الفرق بين القيادة والإدارة هو أن الإدارة هي فعل الأشياء بصورة صحيحة بينما القيادة هي فعل الصحيح من الأشياء.


- الإدارة هي أن تتسلق السلم بصورة فعالة والقيادة هي أن تتأكد أن السلم يستند إلى الحائط الصحيح.


- القيادة صعبة لأن كثيراً من القُوّاد يقومون بالإدارة وهم يظنونها القيادة.


- كثير من قادة العمل الإسلامي يقعون في فخ الإدارة ... يستغرقهم تنفيذ جزئيات صغيرة، بدلاً من حمل البوصلة، وتوجيه المديرين، والتخطيط لبلوغ الغاية.


- كل إنسان له نصيب من القيادة أدناه قيادة نفسه، وكثيرون هم الذين يقعون في فخ الإدارة يتحركون وينجزون قبل أن يفكروا هل هذا ما يريدونه أم لا؟!


صياغة أهدافنا:


أفضل وسيلة لوضوح الغاية في الذهن هي تدوين رسالتنا في الحياة والتي يجب أن نركز فيها على:


(1) ماذا نريد أن نكون (الشخصية)؟


(2) ماذا نريد أن نفعل (الإسهام والإنجاز)؟


(3) المبادئ التي تقوم عليها الشخصية والإنجاز.


رسالتنا في الحياة أشبه بالدستور الشخصي الذي يجب أن ترجع إليه كل التصرفات وتصدر عنه كل الأفعال ولا يُخالَف أو يُتجاهَل .. ولا تصدر قرارات تخالفه ...ولا يستطيع الناس مواكبة التغيير إذا لم يكن هناك جزء لا يتغير بداخلهم.


مفتاح التغيير هو الشعور الحي الذي لا يتغير في نفسك ((من أنت؟ وما مبادؤك؟)).


في المركز:


- لأجل كتابة رسالتنا في الحياة يجب أن نبدأ بمركز دائرة تأثيرنا لأنه يمثل تصوراتنا الأساسية. ماذا نجد في مركز دائرة تأثيرنا؟


- مهما يكن من شئ هناك، فإنه مصدر أمننا وهدايتنا وحكمتنا وقوتنا.


- لكلٍّ مِنّا مركز تتمحور حوله تصرفاته ويؤثر على الأشياء الأربعة المذكورة سابقاً. وحتى تتّضح الصورة دعنا ننظر إلى هذه الأمثلة.


من كان مركزه الأسرة: أمنه وأهميته تنبع من سمعة العائلة وعاداتها وتقاليدها ويتألم لأقل شئ يمس سمعة العائلة وعاداتها.


من كان مركزه المال: الأمن الاقتصادي والاستعداد مادياً للمستقبل هو الأساس وما سواه لا يهمّ .. يحارب ويقاتل كل ما يشكل خطراً على أمنه الاقتصادي وتنبع أهميته مما عنده من ثروة.


من كان مركزه الوظيفة: العمل عنده فوق الصحة والعلاقات الاجتماعية..حكمته وقوته يستمدها من وظيفته وإيمانه بها لذلك غالباً ما تجده غير فعّال في جوانب الحياة الأخرى.


من كان مركزه الممتلكات: الممتلكات العينية، نوع السيارة وموديلها والبيت والأثاث والممتلكات الحسية كالشهرة والمجد والمكانة الاجتماعية .. هاجس ضياع هذه الأشياء يقلقه .. وهاجس الحفاظ عليها يجعله في جري لاهث مستمر لإدراكها ويعزله عن الحياة الحقيقية.


من كان مركزه المتعة واللذة: التلفزيون والفيديو والرحلات والنساء والجنس هي همُّه، وكل ما أدرك لذة ملّها وتطلّع إلى ما هو أعلى منها وأفحش... فسيظل يلهث ويلهث إلى موته.


من كان مركزه نفسه: وهذا هو أكثر أنواع المراكز شيوعاً... الأنانية هي طبيعته يريد أن يأخذ ولا يعطي .. إن البحر الميت هو الذي يأخذ ولا يعطي لذلك هو راكد ساكن.


من كان مركزه القرآن: وهذا هو المؤمن الصادق، القرآن الذي يمشي على الأرض، لا يجد الأمن والراحة والسكينة إلا في اتباع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.


ما هو مركزك؟


من السهل أن تعرف من حولك، هذا مركزه كذا، وهذا مركزه كذا، لكن من الصعب أن يعرف الإنسان مركزه هو إلا بالتجرد والمراقبة. ومما يساعد على ذلك أن تعرف على ماذا تبني حياتك؟ ما مقومات وجودك "أمنك، هدايتك، حكمتك، قوّتك"؟ عادةً ما يكون للشخص أكثر من مركز واحد وربما يتغير مركزه من مرحلة إلى أخرى.


إجعل مركزك (القرآن)!


عندما نجعل حياتنا ترتكز على القرآن فإننا ننمي مقومات وجودنا الأربع: فأمننا يأتي من معرفتنا أن مبادئ القرآن ثابتة لا تتغير ويمكن الاعتماد عليها فهي لن تطلقنا أو تهرب منا، وهي لا تعتمد على سلوك الآخرين.


هدايتنا وحكمتنا: تنبع من أننا نحمل الخرائط الصحيحة ونملك العقلية الصحيحة والتصور الصحيح، لذلك سلوكنا وقراراتنا ستكون صحيحة.. تنبع من المبادئ الصحيحة.


قوتنا: سيكون مصدرها معرفتنا بأنفسنا ومسؤوليتنا وبالعواقب الطبيعية لالتزامنا بمبادئ القرآن.


مبادئ القرآن تحفظ التوازن وتضبط النسب:


إن الإسلام هو دين التوازن، والدعوة إلى وضع كل هذه المراكز في موضعها الصحيح وضبط النسب بينها، يقول الأستاذ محمد المبارك: ((وإلى جانب خاصية الوحدة في نظام الإسلام خاصية أخرى لا تقل شأناً وهي ضبط النسب بين جوانب الحياة وقيمها، فالمال واللذة والمعرفة والقوة والعبادة والقرابة والقومية والانسانية قيم من قيم الحياة، والإسلام جعل لكلٍّ منها موضعاً في نظام الحياة ونسبة محدودة لا تتجاوزها، حتى لا تطغى قيمة على قيمة)). إذاً الاسلام يضع كل المراكز الأخرى في موضعها الصحيح.


عندما ترتكز على مبادئ القرآن في اتخاذ قرارك في حركتك وسكنتك، فقد تصدر عنك قرارات تشترك فيها مع بعض من يرتكزون على مراكز أخرى، لكن الفرق سيكون في الآتي:


1- لم يحركك رأي شخص أو ظرف بل اخترت أنت ما تراه صواباً.


2- أنت تعلم أن قرارك هو الأصوب لأنه مؤسس على مبادئ وسيؤتي ثماره على المدى البعيد.


3- اختيارك سيكون له مذاقه وذكراه وارتباطه بالمبدأ الذي أسس عليه.


4- ستنقل مبدأَك إلى من هم حولك بصورة عملية.


5- ستكون مرتاحاً لقرارك غير قلق لأن المبادئ معها الأمن والهداية والحكمة والقوة.


النظرة الكلية:


- أحياناً يجبرنا موت عزيز أو مرض خطير أو أزمة مادية كبيرة على أن ننظر لحياتنا نظرة كلية، لكن الشخصية المسؤولة لا تحتاج إلى العوامل الخارجية لإحداث التغيير بل يمكن ذلك عن طريق الآتي:


[أ] التخيل والتصوير: أن تتخيّل مواقف الحشر وكيف سيكون حالك، أن تتخيل موقفك بين يدي ربك، وماذا سيقول لك، أن تتذكر لحظات الموت وما سيحدث فيها، كان بعض السلف يدخل القبر ويحاسب نفسه.


[ب] قصر الأجل: تخيّل أنه لم يبق لك في الحياة إلا أيامٌ معدودات.. كيف ستعامل الناس؟ ما هي أولوياتك؟ كيف ستستغلُّ وقتك.


تعهّد والتزم:


يجب أن نضع النظرة الكلية للأمور دائماً في ذهننا، ويجب أن نكتب التزامات وتعهدات، والتعهد المُجْدي هو الذي يحوي خمسة عناصر .. (شخصي، إيجابي، في الزمن الحاضر (مضارع )، يمكن إدراكه وتصوره، عاطفي).


مثال: "إنه مما يرضيني (عاطفي) أنا (شخصي) فلان بن فلان أن ألتزم (مضارع) الحكمة والجدية والسيطرة على النفس (إيجابي) عندما يخطئ الآخرون في حقي أو يتصرفون تصرفاً غير لائق" ... بعد ذلك يمكن أن تتصور الآخرين وهم يفعلون أفعالاً تغضبك وتثيرك ثم تتخيل كيف ستقابلها بما لا يخل بالتعهد السابق.


تمييز الأهداف والأدوار:


- لكلٍّ منا أدوارمختلفة في حياته: دوره كشخص، كأب، كزوج، كداعية، كموظف ...الخ. وكثيراً ما يجرف حُبُّ النجاح في الوظيفة أو الحياة العامة الإنسان بعيداً من كونه أباً وشخصاً يجب عليه أن ينجح في كل ذلك، ويحفظ توازنه.


- أن رسالتك في الحياة ستكون أكثر شمولاً إذا قُسِّمت إلى أدوار ثم وُضع لكل دور أهدافه البعيدة والقريبة.

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting