حكم إلقاء السلام على المرأة الأجنبية













هل يجوز طرح السلام و التحية بين الرجل و المرأة الأجنبيين؟؟؟ أعني السلام قولا ، دون مصافحة ؟؟






الإجابــة












الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالسلام بين الرجل والمرأة الأجنبية يسن إن كانت المرأة عجوزاً أو لا يشتهى مثلها، ويجب عليها رد السلام. وأما إن كانت شابة، أو ممن يشتهى مثلها ويخشى الافتتان بها، أو يخشى افتتانها هي بمن سلم عليها فيكره إلقاء السلام عليها، وكذا رده منها. وإلى هذا ذهب جمهور أهل العلم. وقالت الشافعية: يحرم على المرأة الشابة أن ترد على من سلم عليها.
ويجوز للرجل أن يسلم على جماعة النساء، وللرجال أن يسلموا على المرأة الواحدة عند أمن الفتنة.
ومما يدل على جواز السلام على المرأة العجوز، ما رواه البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: كنا نفرح يوم الجمعة. قلت: ولم؟ قال: كانت لنا عجوز ترسل إلى بضاعة نخل بالمدينة، فتأخذ من أصول السلق فتطرحه في القدر، وتكركر (تطحن) حبات من شعير، فإذا صلينا الجمعة انصرفنا ونسلم عليها، فتقدمه إلينا فنفرح من أجله، وما كنا نقيل ولا نتعذى إلا بعد الجمعة.
ومما يدل على جواز سلام الرجل على جماعة النساء ما ورد في سنن أبي داود وابن ماجه عن أسماء بنت يزيد قالت: "مر علينا النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فسلم علينا". والله أعلم.

ساندويتش بيض وكوب نسكافة !




































ساندويتش بيض وكوب نسكافة !







كتبته : فجر الأمل





بسم الله الرحمن الرحيم







السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




تمرّ على الإنسان في حياته أحيانًا أيامُّ هَمّ ..




أو لحظاتُ حُـزن ، يشكو منها قلبُه ..




وترتاعُ روحه ..




ويظلُّ الصَّبرُ الجميلُ ذخيرة ..




والثِّقة بالله وحُسن الظَّنِّ به وقودًا يسيّره وأملاً ينوِّر ظلام البؤس .







قبل ثلاث سنوات كتب اللهُ لي أن أتخرَّج مِن الجامعة ..




ولا زلت إلى اليوم أعيش نشوة ذلك العام !




ولا زلت أرى أنَّ عام 1429 هـ عامُ فرَح !







ولمَّا تخرّجت حرصت أن أتخلَّص مِن كل شيءٍ يذكّرني بالجامعة !







كانت الجامعة بالنسبة لي ذكرياتٍ مؤلِمة ..




وأيامَ شجَن ..




ودهورًا مِن الأسى !







لم أُحِبّ الجامعة منذ دخلتها .




وكانت بالنِّسبةِ لي نوع مِن التحطيم !




ولكن يسّرها الرحمن حتى أتممت الدِّراسة وأخذت شهادتي في تخصصي (الأحياء) .







لمّا تخرّجت ..




تخلّصت مِن كلِّ شيءٍ يمكِن أن يفتحَ لي بابَ ذكرياتٍ للجامعة




فتخلّصت مِن مذكّراتي الجامعيِّة ، وكل دفاتري ، وكذلك الكُتب .




وتخلّصت مِن (البالطو) الأبيض .




وجمعت ملابسي وتصدّقت بها !




لم أبقِ شيئًا يجعلني أرى الجامعة بعد التخرُّج .







كنت أعيش نشوة الفرَح بالتخلّص مِن قيدٍ ثقيل ظلَّ يلازمني سنينًا مِن حياتي .




فحاولت ألا أكدِّر فرحَي برؤية ما يذكّرني بالجامعة .







بعد ثلاث سنين ..




وقبل أشهر ، في صباحٍ جميل ..




أردت أن أتناول فطوري .







وأراد الله لي أن أتعلَّم أنَّ الإنسانَ حياةٌ متكامِلة لا يمكِن أن يجزِّئها .







صنعت لي ( ساندويتش بيض) وَ (كوب نسكافة) ..




مجرّد ما ذقت أوَّل لقمة ، حتى أصابني زلزال ذكريات !







تذكرت صباح الجامعة ..




تذكرت حين كنت أقوم في ذلك الصَّباحِ الكئيب !




لأجرَّ رِجلي بحسرة ! ثمَّ أتناول فطوري قبل أن أذهبَ للجامعة




كنت أُفطِر كلَّ صباح بِـ ( ساندويتش بيض) وَ (كوب نسكافة) .







تذكرت وقوفي على (الموقِد) لأصنع لي بيضة ! وأغرسها ! بين شريحتي خُبز ، ثمّ أصنع معها كوب نسكافة كي أصحو !







في لمحة عيْن جاءت في بالي كل صباحات الجامِعة ..




تذكرت كل تلك الكآبة !




ثمَّ تبسَّمت !







قلت :




أنَّ الإنسانَ مهما حاول أن يُخفي جزء مِن حياته فهو لا يستطيع .




نعم تمرُّ بِنا أيامُ ألَم ، وبؤس ، وحُزن ..




ولكن هل صحيحٌ أنَّ للإنسان قُدرة كي يقفِز مِن فوقها ويتخطَّاها ؟!







لم أستطِع تخطّي مرحلة ذكريات الجامعة ..




لأنني أُسأل أحيانًا عنها ..




ولأنني أحيانًا أذكُر مواقِفي فيها .




حتى مع حِرصي ، ولكن يبقى أنها مرحلة مرَّت بي لا يجِب أن أنهيها وأتخلَّص منها .







وأقول أيضًا :




أن الإنسان لا يستطيع إغفال حَدَثٍ يمرُّ به في حياته ..




ولكنه يستطيع أن يستفيدَ منه ..




يستطيع استخراج مكنونه الجميل مهما كان في طيِّه الألم .







لماذا نُصِرُّ أحيانًا أن نتصوَّر أنَّ مرحلة البلاء هي مرحلة نكَد ومرحلة لا جميل فيها ؟!




لماذا نطوي صفحة العِبَرِ في البلاء ، فنظلّ نندُب حظَّنا !







أعجبُ أحيانًا مِن بعض الكلمات تخرُج مِن الأفواه ، حين يَجزِم صاحبها أنه في بلاءٍ ما مَرَّ على أحد !




أو أنه نسي طعم الابتسامة !




أو أنَّ الفرح لحظات والحُزن أيَّام ؟!







لمَّا أسمع أنشودة تقول :




البسمة حِلم بحياتي = والضِّحك أكبر أمنياتي ؟!!







وأخرى تقول :




الحِزن همّال كما وبل السَّحايـب = والسَّعادة كِلَّها لحظة وثواني




الفرَح سطرين والعِنوة كتايب !! = يا كتابٍ للحِزن يحمل معاني







أجِد تصوير عجيب للحُزن والبلاء .




ووالله لو تأمَّل الإنسانُ في حالهِ بعين البصيرة لوجدَ أنَّ الله تعالى أعطى وأعطى وأعطى أكثر مِمَّا أُخِذ مِن الإنسان .




ولوجدَ أنَّ الله تبارك وتعالى مع شِدَّةِ البَلاء فإنَّه يُنزِل سكينته ورحماته على الرَّاضين بالله







وأنَّه تهُبَّ على أهل البلاءِ نسائم الطمأنينة ، ما يجعلهم صابرين متماسكين راضين بأقدارِ الله تعالى .







الحُزن والدَّمع والألم ..




كلها مشاعِر لا تُنكَر على أحد ، بل مَن لا يبكي فهو قاسي القلب .




ولكن لا يعني هذا أنَّ الألم كأنه كسوف كلِّي !




فيُرى الظلام في كل مكان .







بل إن البلاء مرحلة يمرُّ بها العبد حتى يتمحّص ثمّ يُجلِّي الله بلاء عبده فيعيش عنه راضٍ بإذن الله .




تمامًا مثل الذَّهب ، حين لا يخرُج صافيًا إلا بمروره على النَّار .







ومَن فطِن لسُّنةِ الله في عباده لأدركَ أنَّ البلاء رحمة وتخفيف .




وقد قال الله { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } لكنَّ قرر سبحانه أنها ليست لكلِّ أحد بل قال عزَّ وجلّ { فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }







ومَن فطِن لسُّنةِ الله في عباده لأدركَ أنَّ البلاء ليست مرحلة أبديِّة




بل هي أيام يعيشها الإنسان ثمَّ يرفعُ الله البلاء وتنجلي الغُمَّة ويفرح القلب .







ومَن تأمَّل عظيم أسماء الله تعالى وصفاتهِ لأدركَ أنَّه بين يدي معبودٍ عظيم جلَّ جلاله




له الحِكمة البالِغة وهو العليم .







*****




رسالة إلى كلِّ مَن كتب الله لها البلاء ..




لن ينجيكِ مثل الإيمان بالله والتقرُّب إليه ، والرِّضا به ، والصَّبر .




ثمَّ التأمُّل في رحماتِ الله في ثنايا البلاء .




وكم مِن طاعاتٍ لم تُستخرَج مِن أصحابها إلا ببلاء .




وكم مِن أخلاقٍ لم تُهذَّب إلا بالبلاء .




وكم مِن لِذَّة ما كانت تُنال لولا البلاء .




وقد قال أحد العارفِين بالله تبارك وتعالى : " إنه ليكون لي إلى الله حاجة؛ فأدعوه، فيقع لي من لذيذ معرفته وحلاوة مناجاته، ما لا أحب معه أن يُعجل قضاء حاجتي خشية أن تنصرف نفسي عن ذلك، لأن النفس لا تريد إلا حظها، فإذا قُضي انصرفت " .







_.:._ _.:._ _.:.__.:.__.:._







/:/ همسة طريفة /:/




إحدى قريباتي قالت لي مرّة لمَّا عرفت وجبتي الصَّباحية : فيه أحد يشرب نسكافة مع ساندويتش ؟!




النسكافة للكيف مو للساندويتشات !




قلت لها : ساندويتش ، لأني لا أحِبّ أن أُفطِر في الجامعة ..




والنسكافة كي أصحو ! لأني كنت أعاني مِن أرق شديد فكنت لا أنام إلا قبل الفجر بساعة وأحيانًا بعد الفجر ، فلا يكون حظِّي مِن النَّوم إلا ساعة أو ساعتان




فكيف أجمع بين الشِّبَعِ والاستيقاظ ؟!




فاهتديت للبيض والنسكافة !!

أرى الدّنْـيا




































أرى الدّنْـيا







عثمان انجوغو تياو





أَرَى الدُّنْـيَا تَـغُـرُّ الْـوَارِدِيـنَا --- فَـمَا فِـيهَا كَـحُـلْمِ النَّائِـمِـيـنَا
إِذَا صَادَفْـتَ فِـيهَا مُمْـتِـعَاتٍ --- غَـدًا تَـفْـنَى كَحُلْمِ الْحَالِـمِـيـنا
إِذَا أَعْـطَـتْكَ فِي يَـوْمٍ شَـبَابًـا --- سَـتَـهْرَمُ ثُمَّ يُصْـبِحُ بَـعْدُ دُونَـا
وَقَـدْ يُـوهِيكَ بَعْدَ قُـوَاكَ ضُعْفٌ --- فَـيُـتْـبِعَ نَصْرَكَ الْخِزْيَ الْمُـهِـينَا
وَإِنْ أَرْخَـتْ مُـقَامَكَ فِي سُـرُورٍ --- لَـسَوْفَ تُـرَى بُعَيْدَ رَخًا حَـزيـنَا
فَـلاَ تَـغْـتَـرَّ إِنْ أَوْلَـتْكَ جَاهًا --- فَـلاَ يَـبْقَى لَـدَيْكَ سِوَى سِـنِـينَا
وَقَـدْ تَـكْسُوكَ بَـعْدَ الْجَـاهِ ذُلاًّ --- وَبَـعْدَ الْمَجْدِ قَدْ تَكْسُوكَ هُـونَـا
وَبَـعْدَ غِـنَاكَ قَدْ يَأْتِـيكَ فَـقْـرٌ --- وَبَـعْدَ رَفَـاهَةٍ تَـلْقَى الْمَـنُـونَـا
وَلَـيْـسَ جَـمَالُـهَا إِلاَّ مُـعَارًا --- وَلَـوْ بِجَمَالِـهَا جُـنَّتْ جُـنُـونَـا
فَـلا مَـالٌ يَـدُومُ وَلاَ رَخَــاءٌ --- وَلا فَـرَحٌ وَيُـسْـرُ الْـغَانِـمِـينَا
أَرَى ذَا الْعَـيْـشَ غَـدَّارًا غَـرُورًا --- وَهَـذَّامًـا أَمَانِـيَ أَوْ ظُـنُـونَـا
أَرَى ذَا الْعَـيْـشَ خَـتَّارًا خَـؤُونا --- فَـلا زَوْجٌ سَـتَـبْقَى أَوْ بَـنُونَـا

عثمان انجوغو تياو
السنغالي
ليون/فرنسا
abulkhansa@gmail.com

أَدِّ الصَّـلاَةَ !




































أَدِّ الصَّـلاَةَ !







عثمان انجوغو تياو






أَدِّ الصَّـلاَةَ وَلا تَـكُنْ مُـتَـوَانِـيَا --- وَدَعِ التَّـكَاسُلَ وَالْهَوَى وَالاَمَانِـيَا
إِنَّ الصَّلاَةَ عِـمَادُ دِيـنِكَ إِنْ هَدَمْـ --- ـتَ عِمَادَ دِينِكَ قَدْ هَدَمْتَ مَبَانِـيَا
تَـنْهَى الصَّلاَةُ عَنِ الْفُجُورِ فَـأَدِّهَا --- كَـيْمَا تَكُونَ مِنَ الْغَـوَايَةِ نَـاجِـيَا
لاَ لاَ تَـقُلْ أَنَّى نُصِحْتَ بِـتَوْبَـةٍ --- "أَدِّ الصَّلاَةَ": "لَـسَوْفَ أَفْـعَلُ" رَاجِيَا
"فَـلَسَوْفَ أَبْـدَأُ إِنْ بَلَغْتُ كَذَا كَذَا --- وَلَـئِنْ وَصَلْتُ إِلَى كَذَا" يَا جَانِـيَا
فَـلَقَدْ تَـمُوتُ غَـدًا وَقَـبْلَهُ أَوَّلاً --- بَلْ لاَ يَقُولُ بِـ "سَوْفَ" إِلاَّ الْأَشْقِـيَا
أَنَّى التَّـدَارُكُ لِلَّذِي قَـدْ فَاتَ مِمْـ --- مَـا لَمْ تُـؤَدِّ وَكُـنْتَ عَنْهَا لاَهِـيَا
إِنَّ الْحَـيَاةَ قَـصِـيرَةٌ إِنَّ الْـمَـمَا --- تَ سَرِيعُ وَثْـبٍ قَدْ يَسُلُّكَ فَاجِـيَا
اِعْصِ الْهَوَى تَكُ فِي اسْتِوَا دُونَ الْتِوَا --- وَخُضِ الْوَغَى ضِدَّ الْغَوَى كُنْ عَادِيَـا
أَقْصِ الْوَنَى وَاقْلِ الْخَـنَا تَنَلِ الْمُـنَى --- وَخُذِ الْهُدَى دُونَ الرَّدَى تَكُ رَاضِـيَا
كُـنْ ذَا حِجى أَحْيِ الدُّجَى تَنَلِ النَّجَا --- أَقِمِ الصَّلاَ تَـنَلِ الْعُلاَ فِي الْأَتْـقِـيَا
أَدِّ الزَّكَـاةَ صُمِ النَّـهَارَ رُمِ الْهُـدَى --- أَطِـعِ اْلإلـهَ وَلاَ تَكُنْ لَهُ عَاصِـيَا
اِجْـعَلْ حَيَاتَكَ فِي غِـنًى وَغَنِيمَـةٍ --- إِذْ لاَ حَـيَاةَ بِلاَ تُـقًى كُنْ هَادِيَـا

عثمان انجوغو تياو
السنغالي
ليون/فرنسا
abulkhansa@gmail.com

انتظر دقيقة










































انتظر دقيقة







عادل بن عبدالعزيز المحلاوي





بسم الله الرحمن الرحيم





كثيرٌ منّا يستهين بأجزاء من الوقت لها أثرها الكبير , بل وأحياناً الأثر المصيري في حياته , ولا أدل على ذلك من خسارة أهل النار لأنفسهم في عذاب شديد مع خلود أبدي لعدم انتفاعهم من حياة قصيرة لا مقارنة البتة بينها وبين تلك الحياة .

ولعل حديثي هنا ينصب حول – الدقيقة – التي هي في نظرنا لاتساوي شيئاً يذكر .
ولكن تعال معي لتنظر أثرها - غرماً وغنماً لصاحبها - غنماً إذا استغلها في الخير , وغرماً إذا لم يتأن فيها , ويمعن النظر في تصرفه .

في دقيقة تستطيع أن تذكر الله قرابة المئة مرة
, ولاتنسى أن بكل تسبيحة نخلة في الجنة ساقها من ذهب .
في دقيقة بإمكانك أن تتصل على ذي رحمه
تصله بسلام , وسؤال عن حال , وتؤدي واجب عليك - وجرب هذا - .
في دقيقة تستطيع تؤنس صديقاً
, تطمئن عليه , وتقضي له مصلحة يكون لك أجرها , وأثرها على نفسه .

أما الإنتظار دقيقة ففيه من الخير الشيء الكثير
.
كثيراً ما تكون هناك مخاصمات ومشاجرات ين اثنين ولو انتظر أحدهم دقيقة لما حصلت تلك الخصومات وخذ على هذا أمثلة :

أحياناً يزعجك بعض الناس عند الإشارة إذا أعطت إشارة السير وربما سبك ولعنك إذا تأخرت , ولعلك كنت معذوراً بعطل السيارة أو غفلة في التأخير ولو انتظر دقيقة أو أقل لسلم من أثم هذا الفعل , وتبعة ذلك السب .

ومثال آخر في السير أيضا كم من حوادث حصلت , وأرواح أُزهقت نتيجة لقطع الإشارات وأنا أجزم لو انتظر دقيقة لسلم من هذا الحادث ولما خسر روحه وماله .


انتظر دقيقة أثناء حصول خصومة أو اختلاف رأي بينك وبين غيرك
من زوجة وولد وصاحب ومراجع وكن على يقينٍ أنك لو فعلت ذلك لحصل عندك مراجعة لِما تريد قوله أو فعله .

كم بيوت هُدِّمت , وأواصر قُطِّعت , وصداقات زالت بسبب عجلة في اتخاذ قرار , أو تصرف كان صاحبها قد استعجل فيه , ولو صبر وانتظر دقيقة لكان الحال غير الحال .

والأمثلة في هذا الباب كثيرة جدا


لقد مدح الله ورسوله الأناة وترك العجلة في مواطن كثيرة
من الكتاب والسنة.

بل من صفات الله تعالى " الحلم " ومن أسمائه " الحليم " .

والانتظار وترك العجلة هو - الأناة - وهو : النظر في مآلات الأمور وتبعاتها

ولسموها أحبها الله عز وجل
: قال صلى الله عليه وسلم للأشج : (إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه يرفعه: (( التأني من الله والعجلة من الشيطان )).

وهي من صفات أصحاب العقل والرزانة
, فكلما كان المرء أبطء في اتخاذ القرار كلما دل هذا على راجحة عقله , وُبعد نظره , كل ذلك لو انتظر دقيقة في بعض الأحيان , أو أقل في غيرها .

فانتظر دقيقة


إِذا هم العبد بحسنة كتبت وإِذا هم بسيئة لم تكتب




































إِذا هم العبد بحسنة كتبت وإِذا هم بسيئة لم تكتب







خالد بن سعود البليهد





1- حديث أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِذا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلامَهُ فَكُلُّ حَسَنَةٍ ىَعْمَلُها تُكْتَبُ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثالِها، إِلى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ، وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُها تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِها).
2- حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِيما يَرْوي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: (قَالَ إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها كَتَبَها اللهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِها فَعَمِلَها كَتَبَها اللهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَناتٍ، إِلى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ، إِلى أَضْعافٍ كَثيرَةٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِها فَعَمِلَها كَتَبَها اللهُ لَهُ سَيِّئَةً واحِدَةً).

في هذين الحديثين بيان حكم الهم بالحسنة والسيئة وأحوال ذلك. والفكرة والخاطرة إذا استقرت في القلب وتحرك القلب بها وعزم على العمل بها صارت هما حينئذ وترتب عليها الثواب والعقاب لأن الهم عمل القلب استقرت النية على فعله. والإنسان إما أن يهم بفعل الحسنة وإما أن يهم بفعل السيئة.

فإن هم بفعل الحسنة فله حالتان:
الأولى: أن يعمل بها في جوارحه من كلام باللسان أو غيره فتكب له حينئذ عشر حسنات لأن الحسنة تضاعف عشر مرات كما قال تعالى: (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا). وقد يضاعفها الله أكثر من ذلك إلى سبعمائة ضعف كثواب النفقة في سبيل الله. وتختلف المضاعفة في الحسنات بحسب اعتبار الزمان والمكان والحاجة وما يقوم في قلب الفاعل من الإخلاص واليقين وسلامته من الموانع والناس يتفاوتون في هذا تفاوتا عظيما وفضل الله واسع يمن على من يشاء من عباده.

الثانية: أن لا يعمل بالحسنة بجوارحه فحينئذ يؤجر على همه حسنة واحدة لأن قلبه تحرك بالخير وهذا يدل على صلاحه.

وإن هم بفعل السيئة فله حالتان:
الأولى: أن يعمل بها في جوارحه من كلام باللسان أو غيره فتكتب له حينئذ سيئة واحدة ولا يضاعفها الله عليه من باب العدل قال تعالى: (وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ). والسيئة لا تضاعف مطلقا من حيث العدد في سائر الذنوب ولكن ورد أنها تضاعف من حيث الكيفية في الزمن والمكان الفاضل والفعلة الشنيعة كما قال تعالى: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ). وما ورد في السنة في بعض الذنوب العظيمة. واختار بعض السلف أنها تضاعف في مكة كالحسنات وفيه نظر ولا يصح فيه حديث. والحاصل أن السيئات تعظم في أحوال خاصة فهي دركات متفاوتة يتفاوت فيها الناس.

الثانية: أن يترك العمل بها ويقتصر على الهم فحينئذ يكتب له حسنة واحدة لأنه ترك العمل بالسوء وهذا عمل صالح والله يحب العمل الصالح لكن هذا محمول على من ترك فعل السيئة خوفا من الله وطاعة لله ويفسره بذلك حديث أبي هريرة: (إنما تركها من جرائي). يعني من أجلي. أما من ترك فعل الذنب رياء من أجل الناس أو تركه لمانع يمنعه من القيام بالمعصية وهو يشتهيه وبحدث نفسه ويترقب الفرصة لفعله كمن عزم على السرقة في وقت ثم تركها خوفا من الشرط أو غلبه القدر كالمقتول الذي يريد قتل صاحبه كما ورد في الحديث فهذا لا يؤجر أبدا لأن تركه ليس طاعة لله بل يكتب له سيئة لأن قلبه قد تحرك بها وهو عازم على فعل السوء وإنما الأعمال بالنيات.
وأما إذا كان القلب منعقدا على عمل مستقل بذاته كالشك والنفاق والعجب والحسد وسوء الظن ونحوه فهذا يؤاخذ به الإنسان ويترتب عليه العقاب والملامة شرعا. واعلم أنه أحيانا يقوم في القلب من العمل وسوء القصد ما يكون أشد جرما وإثما من بعض أعمال الجوارح وكثير من الخلق غافل عن هذا المقام فليحذر المؤمن من عظائم القلوب وسيئاته. وفي الحديث كمال فضل رحمة الله وجوده وعدله مع العباد.

من تجارب الشيخ العلامة / عبدالكريم الخضير وفقه الله




































من تجارب الشيخ العلامة / عبدالكريم الخضير وفقه الله




أبو مهند القمري





بسم الله الرحمن الرحيم




قال أخونا الفاضل / سلامة السبيعي وفقه الله تعالى :

أيها الإخوة الفضلاء :
منّ الله عليّ بسماع بعض أشرطة العلامة د. عبدالكريم الخضير –حفظه الله-، بالإضافة إلى متابعة يسيرة للأشرطة المفرغة في موقعه الإلكتروني .
ولقد لاحظت مراراً حرص الشيخ على ربط كلامه بالتجارب الشخصية ، أو الشواهد الحية .
فقررت حينها الغوص في بحر الشيخ الذي لا ساحل له ، بغية استخراج شيء من تلك الدرر ، وجمعها في سلة واحدة ، ليتسنى الانتفاع منها أضعاف ما لو كانت مبثوثة .

وها أنا أقدمها لك أخي الكريم على طبق من ذهب ، لك غنمها وعليّ غرمها .
ويجدر التنبيه هنا بأن المادة كلها مفرغة من الأشرطة ، فستلاحظ ربما كلمات عامية ، أو تكراراً لبعض الكلمات .

وتحرياً للدقة ؛ أوردت نص كلام الشيخ من الموقع كما هو دون أدنى تصرف ، إلا أني اجتهدت فقط في كتابة عنوان مناسب لكل تجربة .

والله أسأل أن ينفع بالقائل والجامع ، والشكر موصول للقائمين على الموقع المبارك ، فقد أضافوا كنزاً هائلاً .. ليس هذا فحسب ؛ بل انتخبوا أجمل درره في حلة قشيبة ، ودونك إياها لتحكم بنفسك :
http://www.khudheir.com/dorr

ثروة ثمينة .. تنتظر مشروعات رصينة .

أخوكم/ سلامة بن مسلط السبيعي
17/ 10/ 1431هـ












- الانشغال بعيوب الناس :
"والتَّجربة والواقع يشهدأنَّ من كان هذا دَيْدَنُهُ الانشغال بالنَّاس بفلان وعلاَّن والغفلة عن عُيُوبِهِ ، وعن تكميل ما ينقُصُهُ من علمٍ وعمل ، التَّجربة أثبتت أنَّهُ سببٌ مُباشر لحرمان العلم والعمل معاً " .

- التهاون في الأخذ من اللحية :
" والتجربة أثبتت أن المقص إذا دخل اللحية أفناها شيئاً فشيئاً ".

- العلاقة العكسية بين مدح وذم الناس :
" والتجربة والواقع يشهد بأن من مدح بما فيه وأقر وسكت لا بد أن يسمع من الذم بما فيه ، جزاء وفاقاً ، أما إذا مدح بما ليس فيه وسكت لا بد أن يسمع من الذم ما ليس فيه ، هذا مجرب ".

- التسويف في الحضور للصلاة :
" بعض الناس إذا كان له مشوار والصلاة قريب الإقامة ، تقول له : صلِ وبعدين روح المشوار ، يقول: لا ؛ قدام ، هذا كثير ، وغالباً الذي يقول قدام ؛ تفوته الصلاة ! هذا في الغالب ، هذا مجرب ".

- طريقة حفظ القرآن :
" الذي يحفظ القرآن سراً لا يستطيع أن يجهر به ، قد يقرأه سراً لكن لا يستطيع أن يقرأه في الصلاة مثلاً حتى تتظافر عليه جميع الحواس ، النظر في المصحف مع تكريره باللسان والشفتين مع استماع الأذنين له ، وهذا أمر مجرب من حفظ سراً لا يستطيع أن يجهر به " .

- قصص السلف ليست خيالية :
" بعض الناس إذا سمع ما يذكر عن السلف ، عن سلف هذه الأمة من عبادة وتلاوة لا يصدق ، ويقول : هذا ضرب من الخيال ، هذا ليس بصحيح ، هذه مبالغات ؛ لكن لو جربه مرة لنفسه وجد الأمر ميسور ، ويوجد الآن -ولله الحمد- من يعان على ذلك ويقرأ القرآن في ثلاث في الأيام العادية ، فضلاً عن أيام المواسم ، موجود ، مع أنه يؤدي جميع ما عليه ، ما هو إنسان عاطل ، المسألة مسألة توفيق ، وتعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، لا أكثر ولا أقل ، ومن التجأ إلى الله بصدق أعانه ، أعانه على أمور دينه ودنياه " .

- حلاوة ذكر الله عز وجل :
"ومن أشق الأمور على النفس الانتظار ؛ لكن إذا كان يذكر الله وهو ينتظر لا يضيره أن يتأخر صاحبه ساعة أو أكثر أو أقل ؛ بل إذا جرب الذكر وأنس بالله -جل وعلا- يتمنى أن صاحبه لا يحضر ، يتمنى أن يتأخر صاحبه ، وفي الذكر أكثر من مائة فائدة ، ذكرها العلامة ابن القيم في الوابل الصيب " .

- سعة فضل الله تعالى :
" الذِّكر لا يُكلِّف يعني سُبحان الله وبحمدِهِ مئة مرَّة حُطَّت عنهُ خطاياهُ وإنْ كانت مثل زبد البحر ، (سُبحان الله وبحمدِهِ) بالتَّجربة تحتاج إلى دقيقة ونصف ، ما يحتاج مثل الآصار والأغلال التِّي كانت على من قبلنا أنْ يأخذ الإنسان سيف ويقتل نفسه لِيتُوب اللهُ عليه ، ما يلزم هذا ، دقيقة ونصف (سُبحان الله وبحمدِهِ) حُطَّت عنهُ خطاياه وإنْ كانت مثلزبد البحر ".

- الذي يتعامل مع الله هو القلب :
" وثبت من خلال التجربة -من أهل العلم والعمل- أن الذي يتعامل مع الله -جل وعلا- هو القلب ، فشخصٌ يناهز المائة ، يصلي خلف شخصٍ قراءته عادية ، يقرأ في كل تسليمة بجزء من القرآن ، ويلوم الإمام لما استعجل في التسليمة الأخيرة ، وشباب في العشرين والخمسة والعشرين والثلاثين ممن يطلب العلم ، ويحرص على طلب العلم ، تجده إذا صلى الإمام التسليمة من التراويح بعشر دقائق ضاق به ذرعاً ، وبحث عن مسجدٍ آخر ، والمساجد تمتلئ من طلاب العلم إذا كان الإمام لا يطيل القراءة ، والله المستعان " .

- الإنصاف في الألقاب :
" ويلاحظ أن طلاب العلم في هذه العصور ، بل وفيما تقدم من عصور ، الذي يحدد عندهم المقدار الذي يسمى به فلان عالم ، أو طالب علم ، وقد يزيدون ، ويقولون : علامة ، كل هذا مثاره في كثير من الأحيان الإعجاب ، يعجب بشخص من الأشخاص ، ثم يضفي عليه من الألقاب ما لا يستحقها ، هذا شيء مجرب ، ومشاهد بينما يبخل على من هو أفضل من هذا الشخص بأدنى لقب ؛ لأنه لا يعجبه ، والله المستعان ، فالمسألة مسألة إنصاف ، لو زل الإنسان ، أو أخطأ ، أو هفا ، أو شذ في مسألة ، أو في مسائل يسيرة ، هذا يبقى عالماً ، يعني إذا كان قصده في ذلك نصر الحق ، ولا يسلب اسمه " .

- تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة :
" وبعضكم جرب ، الإنسان يذهب في الأوقات الفاضلة وفي الأماكن الفاضلة ليتفرغ للعبادة لكنه لا يعان لماذا ؟ لأنه لم يتعرف على الله في الرخاء ، يهجر القرآن طول العام ، وإذا ذهب إلى الأماكن الفاضلة يريد أن يقرأ القرآن في يوم كما كان عليه السلف أو في ثلاث ؟، كلا ؛ لا يمكن ، ويسمع الحديث الصحيح ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) ويقول : المسألة أربعة أيام ، لن أتكلم بكلمة ؛ ولكن هل يستطيع أن يسكت ؟ ، هل يعان على السكوت ؟ لا ؛ يمكن ، وقد فرط في أوقات الرخاء ، إن لم يجد أحداً وما تيسر له أحد يذهب إليه ، ولو بالجوال ، ورأيت شخصاً في العشر الأواخر من رمضان بعد صلاة الصبح ، وظاهره الصلاح قبل أن يقول : أستغفر الله ، أستغفر الله ، أستغفر الله ، شغل الجوال وتكلم إلى أن انتشرت الشمس ، هذا الحاصل يا إخوة ، انقطع ثم عاد ثم انقطع ثم عاد إلى أن انتشرت الشمس ، فهل مثل هذايليق بمسلم هجر أهله ووطنه وتعرض لنفحات الله أن يكون بهذه الصفة ، وعلى هذه الحالة ؟ " .

- النوم بعد صلاة الصبح :
" فالنوم بعد صلاة الصبح تركه شاق على كثير من الناس ، يحتاج إلى جهاد في أول الأمر ، ثم بعد ذلك يتلذذ به ، بحيث لو مرض في يوم من الأيام ، وصلى الصبح وخرج لينام ما نام ، ما جاءه النوم إلا في وقته ، هذا شيء مجرب ، فإذا جلس في مصلاه لمدة ساعة استطاع أن يقرأ القرآن في سبع " .

- ساعة تحتاج إلى همة :
" بالتجربة من جلس بعد صلاة الصبح إلى أن تنتشر الشمس قرأ القرآن في سبع ، يعني في كل جمعة يختم القرآن ، ما تكلف شيئاً ، المسألة تحتاج إلى ساعة ، لكن مع ذلكم تحتاج إلى همة ، تحتاج إلى همة ، أما من يقول : إذا جاء الصيف ؛ والله الآن الليل قصير ، فإذا طال الليل أجلس بعد صلاة الصبح -إن شاء الله- ، وإذا جاء الشتاء قال : والله براد ؛ إذا دفينا شوي جلسنا ، الفجر برد في الشتاء معروف ، لكن إذا قال مثل هذا لن يصنع شيئا ً ".

- سبب الحرمان من العبادات السهلة :
" يجلس الإخوة من الأخيار الساعات من الليل ثم إذا بقي ساعة يجاهد نفسه هل يوتر أو لا يوتر ؟ ، ثم تأتي له التأويلات ، وإن كانت السهرة - كما هو الغالب - ليلة جمعة يأتيه الشيطان ويقول له : إن الجمعة لا تخص بقيام ولا نهارها بصيام ، وينام ويترك الوتر ، وإن كان بغير ليلة الجمعة يقول : المداومة على النوافل يشبهها بالفرائض أرتاح ، كل هذه عقوبة لما فرط فيه من وقته ، هذا شيء ملاحظ ومشاهد ، من أثقل الأمور على النفس الوتر ما هو بالنسبة للنائم ، بالنسبة للقائم الذي أضاع وقته في القيل والقال ، وما يتعرض له الإنسان من صوارف وصواد عن العبادات السهلة الميسرة كلها عقوبات لما يرتكبه " .

- أنسب الأوقات والأماكن للحفظ :
" أنسب وقت للحفظ وقت الهدوء ، والفراغ من المشاغل ، وبعد الراحة التامة ؛ لأن الذهن يحتاج إلى راحة كالجسم ، وليكن في أخر الليل ، أو أول الصباح الباكر ، وإذا أراد أن يحفظ يجهر ؛ يرفع صوته ، بخلاف ما إذا أراد أن يفهم يخفض صوته ، والمكان المناسب للحفظ المكان المحصور الضيق ، بخلاف المكان المطلوب للفهم يحتاج إلى شيء واسع ، والتجربة تدل على هذا ، والذي يعاني من ضعف الحفظ عليه بكثرة الترديد ".

- الزواج باب من أبواب الغنى :
" ( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ) ، وجرب هذا الباب فكثير من الناس عاش فقيراً ثم تزوج ففتح الله عليه " .

- من تواضع لله رفعه :
" كلما تواضع الإنسان يرتفع ، وكل ما عرف قدر نفسه رفعه الله -جل وعلا- ، وهذا أمرٌ مجرب ، يعني الإنسان يعتريه في بعض الأحيان أنه في موقف من المواقف يحب أن يقدم ، ويكون له شيءٌ من هذا ، فيبتلى بضد ذلك ، هذه أمور مجربة ، جربها الناس كلهم ، ومع ذلك إذا تواضع رفعه الله -جل وعلا- ، يقول الناظم أو الشاعر :




تواضع تكن كالنجم لاح لناظرٍ *** على صفحات الماء وهو رفيعُ
ولا تكُ كالدخان يعلو بنفسه *** على طبقات الجو وهو وضيعُ




- من كثر كلامه كثر سقطه :
" من كثر كلامه كثر سقطه ، وقد يتحرى في المجلس الأول ولا يقول إلا المباح ، لكنه قد يضطر بعد ذلك إلى المفضول والفضول من الكلام ، ثم إلى المحرم منه ، وهذا شيء مشاهد " .

- مراقبة الله توجب لذة العبادة :
" إذا حقق المسلم منـزلة المراقبة ، واستحضر قرب الله منه ، واستحيا منه ، وترك مايسخطه وما لا يقرّب إليه ، واهتم بما يقرّب منه ؛ حتى تقر عينه بعبادته ويأنس بمناجاة ربه ، ويستوحش من غيره كما حصل ذلك لسلف هذه الأمة ، بخلاف من غفل عن مراقبة الله -جل وعلا- فإنه لا يتلذذ بالعبادة ، بل تثقل عليه ، ويأنس بغيره ، وهذا أمر مشاهد ومجرب ".

- يسر السفر في الليل :
" ( وعليكم بسير الليل ) هذا إغراء بسير الليل ( فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار ) ، هذا مشاهد ، يعني أن سير النهار فيه شيء من الكلفة ، لاسيما في الأيام الشديدة الحر ، وأما بالنسبة للليل فلا شك أنها كما جاء في الحديث هذا الصحيح : ( تطوى الأرض بالليل ما لا تطوى بالنهار ) وهذا مجرب ، يعني لو سافرت بعد صلاة الصبح ، أو منتصف النهار إلى المغرب ، وجدت أنك تحتاج إلى راحة يومين ، لكن لو سافرت بالليل إلى الفجر ، تنام إلى صلاة الظهر ، خلاص انتهى ما يتعلق بالسفر ارتحت ".

- الصدق منجاة :
" الصِّدْق مَنْجاة ، منْ صَدَق ولو في أَحْلَك الظُّرُوف نجا ، وهذا شيءٌ مُجرَّب ، قصة كعب بن مالك ، الثَّلاثة الذِّين خُلِّفُوا صريحة في هذا ".

- إطلاق اللسان :
" وهذا أمر مجرب ؛ الذي وظيفته القيل والقال لا يستطيع أن يملك لسانه في المواطن التي جاء الحث فيها على حفظ اللسان ، وتجده لا يطيق الجلوس مع الأخيار الذين يحفظون أنفسهم من القيل والقال ، تجد أثقل مجلس عنده شخص فيه عنده تحري بحيث يحسب حسابه لو تكلم في شخص قال له هذا الشخص المتحري : اتق الله ترى هذه غيبة ، والغيبة محرمة ، هذه ثقيلة على النفس ، فتجده يكره الأخيار من أجل هذا ، وينبسط لمن على شاكلته ممن وظيفته القيل والقال " .

- أزهد الناس بالعالم :
" هناك كلام لأهل العلم ، وله نصيب من الواقع ، قالوا : ( أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه ) ، وهذا مشاهد تجد العالم الكبير أولاده إن كان فيهم خير وفيهم حرص وفيهم طلب علم يحضرون دروس مشايخ آخرين ، وهذا لا شك أنه خير ؛ لكن تجدهم زاهدين في آبائهم ، فأزهد الناس في العالم أهله وجيرانه ، ولعل السبب في ذلك أن الهيبة والتعظيم والقدر في النفوس إنما يكون مع تمام الحشمة ، فالعالم من بعيد تجده محتشم ، يعني في الغالب عليه السمت ، وعليه اللباس الكامل ، وقد يكون عليه البشت ، والأب تراه على هيئات فيها شيء من ترك الحشمة ، أحياناً ما يكون عليه ثوب وهو بين أولاده وزوجته ، فمثل هذه الحالة لا شك أنه هيبته تقل في نفوسهم ، أيضاً كثرة الإمساس وجوده بينهم في كل وقت وفي كل حين ، ويشاهدون تصرفاته ، وأن تصرفاته تصرفات بشرية ، لا شك أن التصرفات بشرية يعتريها ما يعتريها من النقص ، فإذا اطلع عليها الأهل والأولاد يعني نزلت قيمته عندهم فبحثوا عن غيره ، بينما غيره من أهل العلم باستمرار على الحشمة ، ما يرونه على خلاف هذا ، فتجدهم يتعلقون به أكثر من تعلقهم بأبيهم أو أخيهم من أهل العلم " .

- بين موت العالم والمبتدع :
" هذا كلام الإمام أحمد -رحمه الله- : ( بيننا وبينكم الجنائز ) ، وهذا شي مشاهد ، إذا مات شخص من أهل العلم اجتمع الناس الجموع الغفيرة للصلاة عليه ، وإذا مات مبتدع ما يجد من يصلى عليه " .

- كثرة الأولاد يعين على التربية :
" الأولاد إذا كثروا لا شك أنهم يعينون على التربية ، وبعضهم يعين على بعض ، وما يصرف للواحد يصرف للجمع ، فكون الإنسان يربي أكثر من واحد في آن واحد يعين بعضهم بعضاً على التربية ، ويوضح بعضهم لبعض ، والكبير يكون قدوة لمن هو أصغر منه ، وهكذا والتجربة شاهدة بذلك " .

- طريقة نافعة للحفظ :
" إذا حفظ القدر المحدد هذا اليوم وكرره حتى يحفظه ، من الغد ينظر في المقدار ، هل هو قليل وإلا كثير ؟ اختبار أول يوم ، فإن كان كثيراً قلل ، وإن كان قليلاً زاد ، يعيد ما حفظه بالأمس خمس مرات ، قبل أن يبدأ بحصة اليوم ، فإذا ضمن أنه حفظه بدأ بحصة اليوم ، وقد تكون أكثر مما حفظه بالأمس ، وقد تكون أقل ، وقد تكون مساوية ، فيحفظها على الطريقة السابقة .
فإذا كان في اليوم الثالث يعيد ما حفظه في اليوم الأول أربع مرات ، وما حفظه في اليوم الثاني خمس مرات ، ثم يشرع في حفظ النصيب الثالث لليوم الثالث .
وفي اليوم الرابع يعيد ما حفظه في اليوم الأول ثلاث مرات ، وما حفظه في اليوم الثاني أربع مرات ، وما حفظه في اليوم الثالث خمس مرات وهكذا ، وهذه طريقةمجربة ، وقد ذكرها بعض المتقدمين ، وطبقت ووجدت نافعة " .

- الكتابة تضعف الحفظ :
" الذي يعتمد على الكتابة لا يثبت في ذهنه شيء ؛ لأنه اعتمد على غيره ، الذي يعتمد على الكتابة لا يثبت في ذهنه المحفوظ، ... ولذلك تجدون على مر العصور الحافظة في ضعف ؛ لوجود الوسائل التي يعتمد عليها ، الحافظة ضعفت لما كثرت الكتابة وانتشرت ، ... والتجربة تثبت أن الكتابة أفضل من القراءة عشر مرات " .

- مشكلة عدم الاستذكار :
" بعض الناس يحاول يستعيد في ذاكرته ما تسعفه الذاكرة ! ، هذا حال كثير من طلاب العلم ! ، وهذا جربناه وجربه غيرنا ؛ لكن إذا بحثت مسألة في مجلس وأنت حاضر ، وقد مرت عليك هذه المسألة في فتح الباري أو في شرح النووي ، أو في تفسير ابن كثير ؛ عندك عنها تصور ، تعرف أن هذه المسألة بحثت في الكتاب الفلاني ، وتعرف أن رأي فلانٍ كذا ، ولو لم تستحضرها أنت ابتداء ؛ لكن إذا أثيرت ؛ صار عندك بها علم أفضل من بقية الحاضرين ! ، وهذا شيء مجرب ، فالإنسان قد يستدر الحافظة ؛ فلا تسعفه ؛ لكن هي مخزن ، العلم مخزن فيها ، فيخرج تدريجيا عند الحاجة إليه ، ولا شك أن الناس يتفاوتون " .

- التعامل مع الكتب العلمية :
" يوصي بعضهم وهذا شيء مجرب عند القراءة ، عند قراءة الكتب ومسحها الكتب المطولة من التفاسير وشروح الأحاديث وغيرها في الفنون أن يصحب الطالب الذي يريد أن يقرأ هذا الكتاب الكبير أقلام ملونة فيها الأسود والأحمر والأزرق والأخضر ، ويضع اصطلاح في طرة الكتاب يقول : الأحمر لما يراد حفظه مثلاً ، الأسود لما يطلب تكراره ، الأخضر لما يراد فهمه ، الأزرق لما يراد نقله ، وهكذا ، ثم بعد ذلك وهو يقرأ هذه فائدة مهمة جداً يضع عليها أحمر من أجل أن يرجع إليها ويحفظها ، كلام أقل في الأهمية لكنه بحاجة إلى تكرار يضع عليه اللون المناسب ، كلام يمكن أن يفيد منه وينفع به الآخرين ويلقيه في مجالس الناس وفي محافلهم ليستفيدوا منه فينقله إلى مذكراته فيضع عليه لوناً مميزاً ، هذه طريقة نافعة مجربة " .

- جمع الكتب قد يكون عائق عن التحصيل :
" جامع الكتب الذي يجمع من الكتب يملأ الدور بالكتب ، لكنه لا يفيد منها ، ولا يبذل منها ، هذا لا شك أنه ككانز الذهب والفضة ، وابن خلدون يقول : ( أن كثرة التصانيف من عوائق التحصيل ) وهذا شيء مجرب ، جربانه وجربه غيرنا ، يعني يحتار الإنسان إذا أراد أن يختار تفسير آية من بين خمسين تفسير ، أو ينظر شرح حديث من بين عشرات الشروح ، يحتار قبل أن يبدأ ، فإذا بدأ قال : لعل فلان تكلم أكثر ، ولعل علان تكلم أكثر ، ثم يضيع الوقت بمثل هذا ، وحدث ولا حرج عما يضيع من الأوقات في ترتيبها ، ترتيب هذه الكتب ، وتنظيفها ، ونقلها من مكان إلى مكان ، هذا لا شك أنه شيء عائق عن التحصيل .
وأدركنا شيوخنا ممن ليس لديهم من الكتب إلا الأصول المهمة في ثلاثة دواليب لا تزيد عن ثلاثمائة مجلد ، أربعمائة مجلد ، ومع ذلكم إذا فُتح أي مجلد وجد عليه أثر ، أثر قراءة ، وأثر في العلم ، وأثر في العمل ، فليس جمع الكتب مما يمدح به الشخص إذا لم يكن ممن يستفيد من هذه الكتب ، ويعمل بما علم " .

انتهت بحمد الله ..

فأسأل الله أن يجزي الشيخ / عبدالكريم الخضير خير الجزاء ، وأجزله ، وأتمه ، وأوفاه ، وأعلاه .. وأن يرزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لايحتسب .. ومثلها لي وللأخ الكريم / سلامة السبيعي .. ومثله لمن قال : آمين

أثر الاستغفار في حياة المسلم












أثر الاستغفار في حياة المسلم



خالد بن سعود البليهد



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ويعد:
فلا شك أن الاستغفار له أثر عظيم في صلاح العبد وسعادته واستقامة أحواله وتخلصه من الآثام والشرور والفتن. ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواظب على الاستغفار مائة مرة في اليوم والليلة كما ثبت في الصحيحين قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم : (إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة).
إن الاستغفار يقوي صلة العبد بربه ويجدد العهد مع الله ويحقق عبوديته لأن حقيقته يقول العبد أنا عبدك يا ربي قد أذنبت وقصرت في حقك فاغفر لي ذنبي واسترني وتجاوز عني.
إن الاستغفار يتضمن اعتراف العبد بفقره لمولاه وحاجته لرحمته وإحسانه ولذلك جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه سمع رسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إن عبدا أصاب ذنبا فقال يارب إني أذنبت ذنبا فاغفره لي فقال ربه علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا آخر وربما قال ثم أذنب ذنبا آخر فقال يارب إني أذنبت ذنبا آخر فاغفره لي قال ربه علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا آخر وربما قال ثم أذنب ذنبا آخر فقال يارب إني أذنبت ذنبا آخر فاغفره لي قال ربه علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فقال غفرت لعبدي فليعمل ما يشاء).
إن الاستغفار يمحو الذنوب ويسترها ويطهر العبد من الخطايا والرزايا ولذلك جاء في الحديث: (يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم). رواه مسلم.
إن الاستغفار يحقق للعبد الرضا والطمأنينة وراحة البال لأن القرب من الله يورث العبد ذلك. قال تعالى: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً).
إن الاستغفار يطرد الهم ويزيل الغم ويجعل روح المؤمن في سعادة وسرور وحبور ولذلك روي في الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب). رواه أبو داود.
إن الاستغفار طريق لمحبة الله والفوز بمرضاته لأن الله يحب التوابين كما قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين). وإذا استشعر المؤمن هذا المقام أكسبه ذلك سعادة وفرحة وبهجة لا يحيط بها وصف ولا تفسرها كلمات.
إن الاستغفار يهذب النفس ويزكي الروح ويكسبها خشوع وسكينة وهدوء لأنه يطهر القلب من الأدران ويطرد الشيطان ويصقل الروح ويطيب الخاطر ومن واظب عليه عاش لحظات سعيدة من عمره.
إن الاستغفار يورث القلب انكسارا والجوارح تواضعا ويخلص العبد من الكبر والخيلاء لأن المستغفر يشعر بحسرة الذنب قد كسرت قلبه المعصية ويطلب الستر مطأطئ الجناح وهذا المقام ينافي الكبر ويقتضي الإخبات.
إن كثرة الاستغفار يحفظ اللسان من الآثام والعين من الخيانة والجوارح من الذنوب.
إن الاستغفار أعظم دواء وشفاء لمن أسرف على نفسه بالسيئات وصار أسيرا للشهوات وأراد أن يحرر نفسه ويعتقها من عبودية الشيطان. قال قتادة: (إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم فأما داؤكم فالذنوب وأما دوائكم فالاستغفار).
إن الاستغفار يحمل العبد على رحمة الخلق ولين الجانب معهم والتجاوز عن زلاتهم لأن المستغفر يطلب التجاوز والرحمة من المولى فلا يليق بحال المستغفر أن يؤاخذ غيره ممن أخطأ في حقه وينزل به العقوبة ولا يسامح. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء). رواه الترمذي. ومن طمع في رحمة الله ومغفرته فليرحم الخلق لتتنزل عليه الرحمات والنفحات.
إن كثرة الاستغفار ولزومه يحل الأزمات ويرفع البلاء وينفس الكرب ويحقق الفرج بعد الشدة.
إن الاستغفار يجلب الرزق ويبارك فيه ويوسع على العبد في دنياه وله أثر عظيم في تيسير الأمور. قال تعالى: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً).
إن الاستغفار سبب عظيم بإذن الله لرزق العبد نعمة الولد. قال تعالى: (وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً). ومن كان عقيما أو عنده مشكلة في الإنجاب فليكثر من الاستغفار.
إن الاستغفار يزيد المؤمن قوة في بدنه وماله وولده وأهله ويقيه من الآفات والعلل. قال تعالى: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ).
إن الاستغفار يمنع من نزول العقوبة على العبد في الدنيا ويدرأ عنه العذاب في الآخرة. قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).

ويستحب الاستغفار للمؤمن في كل ساعة من ليل ونهار ولكنه يتأكد في مواطن:
1- في السحر. قال تعالى: (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ).
2- عند الفراغ من صلاة الفريضة كما ثبت في السنة. والفراغ من الحج.
3- عند الوقوع في الذنب. قال تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً).
4- عند حصول الغفلة والتعرض للشبهات والشهوات.

والاستغفار يجزئ بأي صيغة تتضمن طلب المغفرة والستر من الرحمن كقولك: أستغفر الله. أو أستغفر الله وأتوب إليه. وقد ورد في النصوص بصيغ متنوعة ومن أفضل الصيغ ما ورد في صحيح البخاري عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت). وكذلك ما ورد في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو أن أبا بكر قال: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: قل : (اللهم إني ظلمت نفسي ظلمـًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم).
فينبغي للمؤمن أن يغتنم فراغه بالاستغفار ويعود لسانه على المواظبة عليه ويستكثر منه. قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا). وقال الحسن : (أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي أسواقكم وفي مجالسكم وأينما كنتم فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة).

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
20/5/1432

منهج ووصية




































منهج ووصية
لاتفوتوا صلاة الفجر والعصر




د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه





بسم الله الرحمن الرحيم
منهج ووصية
لاتفوتوا صلاة الفجر والعصر





عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة). رواه البخاري
هذا الأثر النبوي من خمسة مقاطع:
الأول: قاعدة. قوله: (إن الدين يسر).
الثاني: منهج. قوله: (لن يشاد الدين أحد إلا غلبه).
الثالث: وصية. قوله: (فسددوا وقاربوا).
الرابع: بشارة. قوله: (وأبشروا).
الخامس: وصية أخرى. قوله: (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة).

فأما القاعدة:
(الدين يسر). فمعناه: سهل في متناول استطاعة جميع الناس بلا استثناء، فلكل إنسان امتثال للدين يلائم قدرته وحدود استطاعته، فذو القوة والعزيمة يأخذ منه على قدر قوته وعزيمته، والضعيف يأخذ منه بقدر ضعفه.
تبتدئ فرائض الدين من الصلوات الخمس وصيام رمضان ونحوها من الواجبات اللازمة، ثم تزيد على ذلك بالنوافل، حتى يصلي ما شاء من سنن ويقوم الليل، ويصوم يوما ويفطر يوما، وبين هذه النهاية وتلك البداية درجات بحسب الطاقة والهمة. فالدين كسلعة معروضة، فيها الثمين والأثمن وثمين الأثمن، وللإنسان الخيار أن يقتني ما شاء.
فهذا نوع من اليسر، لا يلزم الناس فيه أن يكونوا في أعلى المقامات، بل ما يقدرون عليه، بعد أن يأخذوا بحده الأدنى.
ونوع آخر، أن هذا الحد الأدنى فيه اليسر أيضا، فإنه يخفف عن العاجز، أن يصلي قاعدا، إن لم يستطع قائما، وعلى جنبه إن لم يستطع قاعدا. وإن عجز عن الصوم، أفطر وقضى، فإن عجز مطلقا، أطعم ولم يقض. والذي لا يملك نصابا فليس عليه زكاة، ومن لا يملك مالا يصل به إلى الحج، فلا حج عليه، فأركان الإسلام تخف لتيسر على أصحاب الأعذار، فما دونها من الواجبات من باب أولى.
فالدين يسر، إلا أن هذا لا يعني أنه مغلوب، في قدرة الإنسان أن يتعالى على مقاماته، ويفي بكافة متطلباته وواجباته. كلا، وهذا ما نبينه في المنهج.

فالمنهج:
أنه لن يشاد الدين أحد إلا غلبه. فقد يغتر أحد بما يرى في الدين من يسر، فيظن أن بمقدوره أن يتجاوزه ليصل إلى أعلى درجاته..؟!!.
هيهات، فإن في كثرة طرقه وتنوع فرائضه ما يعجز أصحاب الاصطفاء من أنبياء، دع عنك من دونهم، فليس أحد يقدر على أداء حق الله تعالى عليه، فحقه عظيم.
فالصلوات لا حد لها في اليوم عددا، ومهما صلى المصلي، فيبقى أجره على قدر خشوعه، والخشوع أشق ما يكون في صلاة واحدة، فكيف بركعات متوالية، وأحسن الصيام صيام داود عليه السلام، كان يصوم يوما ويفطر يوما، ومن يستطيع هذا، فإن استطاع في شبابه، عجز عنه في كبره، كما عرض لعبد الله بن عمرو بن العاص، نصحه النبي صلى الله عليه وسلم بالتخفيف فأراد العزيمة، فأخذ من العبادات ما ضعف عنها في كبره، وتمنى لو أخذ بالرخصة.
ولو أخذنا بفريضة أخرى، النصيحة مثلا، فإنها تبدأ من الكلمة الطيبة للجار والصديق والأهل، حتى تنتهي عند كلمة حق عند سلطان جائر، يتعرض بها للأذى وربما الموت.
وهكذا فرائض الدين، في كل فريضة مراتب يسيرة هي ابتداؤها، ثم تتمادى لتصل مراتب كالجبال، فمن استهان بالدين كونه يسرا، فإنه ينظر إلى مقدماته وبدياته، لكن لو مد نظره إلى نهايات الفرائض أدرك عجزه عن الوفاء.
فالدين كالبحر تمشي فيه المراكب كلها صغيرها وكبيرها، فإن هاج وماج بلع كل شيء، والواقف على شطه يراه ملكه، فإن نزل فيه أدرك أنه مملوكه.
وفق هذه الحقيقة، فإن المنهج: التسليم لعظمة الدين مع يسره، وترك التنطع بالظن أن في القدرة الوصول إلى أعلى درجاته، أو أن أوامر الدين غير كافية، فيحتاج إلى أن نزيد فيه، كالذين سألوا عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فتقالّوها، فأحدهم قال: أقوم ولا أرقد، وقال الثاني: أصوم ولا أفطر. وقال الثالث: لا أتزوج النساء. فقال عليه الصلاة والسلام: (أما أنا فأقوم وأرقد، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني).
فمن لم يفهم هذه الحقيقة، حمل على نفسه ما لا تطيق، فيترك الطاعة ضعفا ومللا، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: (إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله، فإن المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى). الزهد لابن المبارك.
والمنبت هو الذي أعطب مركوبه من شدة السير، فصار منقطعا.

ثم جاءت الوصية الأولى:
سددوا وقاربوا. وهو أن ما أمر الله به، فالمطلوب أن يؤتى به على أحد وجهين:
إما السداد وهو الإصابة التامة، بفعل ما أمر به كما أمر، كالمصيب عين الهدف.
فإن عجز، فمقبول منه أن يقارب، ولا يلزمه إصابة عين الهدف.
وهذا من اليسر أيضا، لعلمه تعالى بخلقه، وما جبلوا عليه من الضعف والعجز، سامحهم في الإصابة وقبل منهم مقاربة ما أمروا به؛ ولذا لم يبطل صلاة المشغول بالدنيا، بل كتب له من الأجر حتى العشر، ولا حج من رفث وفسق وجادل، ولا صيام العاصي، ولا صدقة البخيل، وهذا فيه توسعة، أن من لم يقدر على الإحسان، فله مراتب دون ذلك، كلها مقبولة، والمجاهد له أجره: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}.

بعد ذلك البشارة:
وأبشروا. فمن أخذ بالدين باليسر والرفق والقصد، دون أن يحمل النفس ما لا تطيق، وسعى في السداد إن استطاع، أو المقاربة إن عجز، فله البشارة من الله تعالى، بحصوله على الثواب والأجر. وكأن الرب سبحانه يقول لعباده: افعلوا قدر ما تطيقون من الأوامر، واجتنبوا قدر ما تستطيعون من النواهي: {فاتقوا الله ما استطعتم}. ثم أبشروا، فإن الله كريم جواد رحيم، لا يضيع أجر المحسن، ولا أجر المجاهد الذي يلقى عنتا ومشقة في الامتثال.

ثم الوصية الأخيرة: واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة.

الغدوة أول النهار، من طلوع الفجر حتى طلوع الشمس، والروحة من بعد صلاة العصر حتى الغروب، والدلجة الثلث الآخر من الليل.
والوصية أن يستعان بهذه الأوقات على شحن الإيمان، ويفهم منها:
أنها أوقات جعلت فيها خاصية تميزها عن غيرها؛ أنها تتنزل فيها من أنوار الإيمان أكثر مما في غيرها من الأوقات، فمن استعد لها اقتبس منها ونال بقدر ما استعد.
هذه الأوقات الثلاثة نص في القرآن في عدة مواضع:
في سورة طه، قال تعالى: {فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها * ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى}.
وفي سورة ق~، قال تعالى: {فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب * ومن اليل فسبحه وأدبار السجود}.
وفي الطور، قال تعالى: {واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم * ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم}.
وفي الإنسان، قال: {فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا * واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا * ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا}.
في الآيات عامل مشترك، فكلها تبتدئ بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر على ما يقوله المشركون في حقه، من كلام فيه أذى، ثم توصيه باغتنام هذه الأوقات الثلاثة، مما يبين أنها محطات للتزود من شحنات الإيمان، وإزالة أعباء الحياة وما يعرض له من كرب وهموم وغموم وآلام. وبالنظر إلى ما جاء في فضائلها فهي حرية بهذه المزية.
فالدلجة آخر الليل، وقت تنزل الرب سبحانه، كما في الأثر: (ينزل ربنا في الثلث الآخر من الليل، فيقول: من يستغفرني فأغفر له، من يدعوني، فأستجيب له).
وأعظم أوقات تنزل الإيمان والرحمة، هو شدة قرب الرب من عباده، فالمستعد فيها بالحضور والذكر والصلاة والدعاء، يشحن في إيمانه طاقة عظيمة.
ثم الغدوة وفيها صلاة الفجر المشهودة من ملائكة الليل والنهار، وصلاتها من أسباب دخول الجنة: (من صلى البردين دخل الجنة). وفيها ركعتا الفجر، خير من الدنيا وما فيها.
ثم الروحة وفيها صلاة العصر، وهي الصلاة الوسطى، وفيها قوله صلى الله عليه وسلم: (من فاتته صلاة العصر، حبط عمله).
وفي هذين الوقتين أذكار الصباح والمساء، ومن العجيب أن الشيطان أحرص ما يكون على صرف الناس عنها، فهو يشغلهم قبلها بالسهر بما لا يفيد أو يضر، ثم يضرب عليهم النوم، فلا تجدهم فيها إلا نائمين، لا يعرفون قيام ليل، ولا يصلون الفجر والعصر في جماعة؛ لذا تراهم يشكون ضعف إيمانهم، وكثرة كربهم، وليس لهم إلا ذاك، فقد فوتوا أوقات الإيمان.

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting