,, تخيلتُ ,,

,, تخيلتُ ,,
كتبته : هناء بنت عبد العزيز الصنيع
h_sanee3@

بسم الله الرحمن الرحيم

في صالات المطارات...
في انتظار المستشفيات..
في استراحة الموظفين..
في أروقة المدارس و الجامعات..
في التجمعات العائلية..

يمسك كل فرد بهاتفه المحمول..يكتب يقرأ.. يتصل يستقبل.. يلعب و يتسلى.

في جيب كل رجل هاتف محمول..
في حقيبة كل امرأة هاتف محمول.

آه ما أجمل هذا المنظر و أبهجه عندما تخيلتُ أن الذي في أيديهم هو القرآن:
تلاوة ، حفظاً ، مراجعة..

تخيلتُ أن الفتيان و الفتيات يبكون حسرةً و ألماً عندما لا يتوفر لهم مصحف يتجولون به، تماما كبكائهم لأجل الحصول على هاتف محمول أو عند منعهم منه!

تخيلتُ أن الآباء و الأمهات حريصون على أن يقتني كل واحد من أبنائهم مصحفا صغيراً يصحبه في تنقلاته،كما حرصا أن يقتني جميعهم الهاتف المحمول.

تخيلت أن الناس يُكثرون التلاوة من مصاحفهم المحمولة في كل مكان..
تخيلوا معي و لنخطط لتحقيق هذا الهدف..فالخيال قد يصبح حقيقة يوماً ما.
اللهم ارزقنا تلاوة كتابك آناء الليل و أطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.

الدين المعاملة

الدين المعاملة
نبيل جلهوم

بسم الله الرحمن الرحيم

الدين المعاملة ... أو الدين معاملة .

من الكلمات الجميلة العظيمة الحقيقية التي كان يتناولها كثيرا معى شقيقى رحمه الله المهندس جابر .. وقد كانت الجُملة بكلمتيها المحدودتين تشكل لدى أخى جابر كل اهتمام وكنت بالطبع على ذلك أوافقه تماما لقناعتى التامة بها ..لهذا أحببت أن أتذكره وأَذْكُرَه بهذه الكلمات وأتجوّل بقلمى حول بعض معانيها .

بالفعل ... إنها حقيقة .
فان كلمة طيبة ..
أو تقدير واحترام وذوق فى التعامل .
أو شعور راق ..
أو احساس بآلام الآخرين وهمومهم.
أو اهتمام بسيط .
أو سؤال عابر ..
أو مؤازرة فى محنة .
أو مشاركة فى مأتم .
أو مشاركة فى فرح وعرس .
أو تفقدك لطفل مبتلى بجسد قعيد .
أو ذوقك فى التعامل مع جارك ( بيت - عمل - مواصلات ...)
أو اتصال هاتفى .
أو رسالة على الموبايل النقال .

كلها .. صحيح أنها أعمال صغيرة لكنها كبيرة عند كثير من الناس .
كلها .. صحيح انها غير مكلفة بالمال لكنها اغلى عند الناس من تلال الاموال .
كلها .. صحيح أنها عندك قد تكون بسيطة لكنها فى ميزان الحبيب محمد تقربك منه يوم القيامة.
كلها .. صحيح أنها لاتستغرق وقتا لكنها عند ربك قد تفوق ساعات تقضيها مقيما ليلك بين يديه.

بكل بساطة ..
هذا هو الإسلام العملى .

فبالله عليك ..
قبل أن تحدث الناس عن تدينك وهمتك للاسلام وأسلمتك للمجتمع .

حدثهم أولا عن كيف حال ذوقك وتعاملك معهم خاصة فى هذه الأيام .

واعلم .. أيها الغالى الكريم
أن نبي الأخلاق رفيع الذوق محمد صل الله عليه وسلم قال :
لاخير فيمن لايألف ولا يؤلف .
وقال : ان المرء ليبلغ يحسن خلقه درجة الصائم القائم .

-------------------------

رحمة الله عليك يا أخى جابر ... صدقت ... فالدين المعاملة .

 


دعوة إلى الضمير الحي نبيل جلهوم

الضمير الحي من منظوري بأبسط تعريفاته هو محاسبة النفس خاصة فيما يتعلق بما اقترفته نحو العباد .

لذا فأهمية الضمير في حياتنا اليوم على المستوى الفردي والجماعي على السواء أصبحت أهم فى حقيقتها من الطعام والشراب .

والسبب ..

يكمن في أن الضمير الحي الذي يبنى على مفهوم محاسبة النفس على ما اقترفته تجاه الغير وتقييم هذه النفس أولا بأول بلا هوادة ولا تراخى إنما يعنى حتمية إفراز منظومة عظيمة من السلوكيات والفضائل الجميلة التي تدفع المجتمعات نحو الاستقرار والنهضة والخير والأخذ بأيدي الناس نحو
تحقيق الأمن النفسي والإرتقاء الروحى .

فاذا انعدم هذا الضمير الحى الذى يحمل بين طياته كل هذا الجمال لانعدمت معه كل مظاهر الخير والجمال والسعادة .

إلى رواد العمل الخيري : لا تنسوا قلوبكم

إلى رواد العمل الخيري : لا تنسوا قلوبكم
نبيل بن عبد المجيد النشمي
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ،،، وبعد :
إن الأهداف السامية التي يسعى القائمون على العمل الخيري – أيٍ كان موقعهم – في تحقيقها تجعلهم في مصاف العظماء وإن لم يشعروا ، وإن الجهود العظيمة التي يقومون بها من إطعام الطعام وكسوة الفقراء والسعي على الأرملة واليتيم وإعانة المحتاج وإيواء الأيتام وتربيتهم والتعليم والإرشاد وبذل المعروف ونحوها من تفريج الهموم وتنفيس الكروب على الأسر والمحتاجين ومساعدة الشباب على التعفف وغيرها تتطلب منهم الحرص على سلامة هذه الجهود ونقاء هذه الأهداف من أن تشوبها شائبة لتبقى عظيمة في الدنيا ولآخرة .
فالعاملون في المجال الخيري ومنفعة الناس من فضل الله سبحانه وتعالى عليهم أن هيأ لهم عملا ومؤسسات توفر لهم المكان والوسائل ليكونوا سببا من أسباب الخير والرحمة في المجتمعات وبهذا ينبغوا أن يشعروا بنعمة الله عليهم وفضله وما اختاره لهم من مهمة {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }الجمعة4

وحتى تبقى أعمالهم صافية سليمة سامقة عليهم بتعهد قلوبهم ومراقبة أحوالهم مع الله سبحانه وتعالى من أول قدم يضعونها في هذا الطريق وفي أثناء الطريق وحتى النهاية ، ويكون ذلك بسلوك مستمر وبرنامج ثابت في مسارين هما : 


الأول : العناية بأعمال القلوب :
 فيبقى الإخلاص سيد الموقف دائما وتعهده ومجاهدة النفس فيه لا يغفل عنها العامل فمداخل النفس ومصائد الشيطان أخفى من أن تراها العيون وأبعد من أن تدركها الظنون وليس أعرف بها من صاحبها فيجاهد المرء نفسه ويجدد عزمه ويصقل نيته باستمرار ليحفظ جوهر جهده وينال أجره من ربه كاملا فتطيب نفسه بإذن الله تعالى وتسعد في الدنيا والآخرة .
ويتحرى الصدق مع الله في أعماله ويحرص بكل ما أوتي من قوة أن يقدم عملا صادقا يدفعه الشعور الداخلي ويزينه الأسلوب الحسن ويردفه الشكر لله والحمد له وحده على توفيقه ويسبقه الدعاء بالتوفيق والسداد ويمنع عنه المن والحديث بالإنجاز لغير مصلحة شرعية معتبرة لا شخصية ، ويحرسه من ثناء الناس ومدحهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا .
وهكذا المراقبة والخشية لله تعالى والخوف منه ورجاء ما عنده ونحوها من أعمال القلوب التي ينبغي العناية بها على كل حال.

الثاني : دوام الاتصال بالله سبحانه وتعالى والتعلق بما عنده :
 فالعامل في المجال الخيري قد يغرق في زحمة العمل وينشغل في موجة المهام المكلف بها وقد ينسى حتى مصالحه الشخصية أحيانا خاصة إذا أَعطى العمل كليته وجهده وشعوره ونفسه وأنفاسه وهو ولا شك في مرتبة عظيمة وعزة وشرف كبير غير أنه يقع في غفلة وسهو – وإن لم يقصد - عن أن يخصص له وقتا وعملا - وإن قل - يكون بينه وبين الله تعالى كصلاة ليل أو خلوة ذكر أو جلسة تدبر لآيات من كتاب الله أو لحظة دعاء واستغفار ينطرح فيها بين يدي مولاه معترفا بفقره إليه سائلا مستغفرا راجيا يملئ قلبه إيمانا ويقينا ليكون وقوده الذي لا ينتهي في طريقه إلى الله سبحانه وتعالى فلا غنى لأحد مهما بلغ جهده وجهاده عن أن يكون له اتصال بخالقه ورازقه ولذا لا تستغرب من عظيم الإنجازات التي حققها الصحابة رضوان الله عليهم في برهة من الزمن فقد كانوا مع عظيم الجهود والأعمال التي يقومون بها كانوا على اتصال دائم بالله سبحانه وتعالى .
وحتى يتغلب على حظوظ النفس ويتذوق حلاوة الصبر على صعوبة العمل أو قلة ذات اليد وضعف المردود الدنيوي : لتكن الجنة والفوز برضوان الله تعالى قضية حاضرة بين عينيه ممتلئ بها خاطره ومتعلق بها قلبه في كل حركة وسكون وجهد ومهمة في هذا الطريق .

إلى رواد العمل الخيري وجنوده : هنيئا لكم عظيم المهمة وشريف المنزلة والتي تجعلكم أحرص على سلامتها من حرصكم على سلامة أبدانكم
سدد الله خطاكم وبارك في جهودكم وتقبل أعمالكم
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }التوبة105
وصلى الله وسلم على النبي الكريم وآله وصحبه أجمعين

نبيل بن عبد المجيد النشمي

حين تقطر الأحرف دمًا

حين تقطر الأحرف دمًا
إبراهيم بن محمد الحقيل

بسم الله الرحمن الرحيم

كتبت عنوان هذه المقالة هكذا: حين تعتصر الكلمات ألمًا، ثم مسحتها؛ لأن أحرفها نزفت دمًا غزيرًا على ما جرى في البيضا وبانياس وجديدة عرطوس وحمص وحماة ودرعا ودوما، وجميع أنحاء سوريا، ولن يحتاج أحد في زمننا هذا إلى أن يُشرح له حديث النبي عليه الصلاة والسلام: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها» فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن» ، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت».

عليه فقط لفهم هذا الحديث، والاستغناء عن المطولات في شرحه: أن ينظر إلى المذابح السورية بإزاء نظره إلى واقع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ فإخوانهم يُذبحون ويعذبون وتغتصب نساؤهم، وينحر أطفالهم، وفضائياتهم ترقص وتغني، وملاعبهم تمتلئ بالمشجعين، وتعج بأهازيجهم، واستراحاتهم وبراريهم مملوءة بالمتنزهين، ولم يتغير شيء من واقع حياتهم. وحتى نكون صادقين مع أنفسنا فلينظر كل واحد منا ماذا تغير فيه وهو يرى المذابح كل يوم، ويسمع الاستغاثات كل ساعة؟! سوى أن إحساسه يموت شيئا شيئا، وحماسه لإخوانه يذبل كل يوم، وينصرف إلى همومه الدنية، وينسى فروض الإخوة الإيمانية، وينتظر دوره في المذابح الباطنية الصليبية.

ماذا عسى الواحد منا أن يلقى الله تعالى به وهو يعلم أن أمنية الطفل السوري قد باتت تنحصر في أن يُرمى برصاصة في رأسه تستخرج روحه بسرعة ليفارق هذا العذاب الشديد، أو ينحر بسكين حادة حتى لا يطول عذابه، وقد قالها طفل سوري لجلاده: مشان الله عمو سن السكين مشان ما أتعذب كما تعذب أخي.

تعتصر الكلمات ألما 
حين نفرح بدك إسرائيل -وهي عدو مبين- لمواقع الصواريخ السورية؛ لئلا يمطر بها النظام النصيري أهل السنة في المحافظات السورية، ونحن نعلم أن إسرائيل إنما فعلت ذلك لئلا تصل الصواريخ إلى أيدي المقاومة فتشكل خطرا على إسرائيل، فنفرح بتدمير ما قد يكون غدا بأيدي المسلمين من سلاح فتاك لأن المسلمين يُقتلون به الآن، وتدك به مدنهم وقراهم.

تعتصر الكلمات ألما
 حين نشاهد على اليوتيوب عشرات المقاطع وفيها أطفال وشباب من أهل السنة موثقون وينحرهم النصيريون والروافض نحر الأنعام، وحين نشاهد أطفالا رضع أحرقت أجسادهم ومزقتها.

تعتصر الكلمات ألما 
حين نشاهد مجموعة من كلاب النصيرية يستفردون بامرأة سنية محجبة فيضربونها ضرب غرائب الإبل، ويجلدونها بسياطهم، ويركلونها بأرجلهم وهي مقرفصة تتألم ولا تتكلم.

تعتصر الكلمات ألما
 حين ينحر النصيري رقبة سني نصف نحرة ويتركه يتلوى ويصرخ وينزف حتى ينقطع صوته ويموت، يريد أن يستمتع بعذابه وصراخه.
تعتصر الكلمات ألما حين نرى امرأة تمد يدها من تحت الأنقاض التي دكتها الصواريخ النصيرية تريد من يخرجها، فيجلس بجوارها أخوها لا يقدر على إزالة الأنقاض إلا أنه يمسك بيدها وهو جالس حتى تيبس يدها في يده وهو لا يتحرك من عجزه ويأسه.

تعتصر الكلمات ألما
 حين نعلم أن جملة من الفتيات السوريات يناشدن المقاومة أن يقصفوا السجون التي هن فيها ويفجروها لتهدم عليهن ويمتن قبل أن يضربهن المخاض بأولاد لا يعلمن من آباؤهم من كثرة من اغتصبوهن من النصيريين.

تعتصر الكلمات ألما 
حين قرأنا سؤالا لفتيات محاصرات في البيضا يستفتين علماء الإسلام إن كان بإمكانهن أن يقتلن أنفسهن قبل دخول النصيرية عليهن واغتصابهن، وهل يعد ذلك انتحارا. وقبل أكثر من سنة سأل نساء أخريات أيجوز لهن إجهاض أجنتهن من جراء الاغتصاب.. وصرخت نساء منهن يطالبن المسلمين بحبوب منع الحمل إن كانوا عاجزين عن حمايتهن.

كأني بمن بقي في قلوبهم حياة منا يتمنون أنهم ما عاشوا تلك الحقبة من الزمن ويرددون قول ابن الأثير لما رأى جرائم التتر في المسلمين وراء النهر: لقد بقيت عدة سنين معرضا عن ذكر هذه الحادثة استعظاما لها، كارها لذكرها، فأنا أقدم إليه رجلا وأؤخر أخرى، فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين؟ ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك؟ فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسيا منسيا. (الكامل في التاريخ:10/ 333، دار الكتاب العربي).

وذكر الطبري في أحداث سنة تسعين ومئتين قصة تقطع القلوب لامرأة هاشمية قرشية شامية أذلها القرامطة، ودنسوا عرضها الشريف؛ حكتها امرأة أدخلت عليها لتوليدها وهي في عسكر القرامطة، فسألتها: من والد هذا الصبي؟ فقالت: إني امرأة هاشمية ...وإن هؤلاء القوم أتونا فذبحوا أبي وأمي وإخوتي وأهلي جميعا، ثم أخذني رئيسهم فأقمت عنده خمسة أيام، ثم أخرجني فدفعني إلى أصحابه فقال: طهروها، فأرادوا قتلي فبكيت، وكان بين يديه رجل من قواده، فقال: هبها لي، فقال: خذها، فأخذني وكان بحضرته ثلاثة أنفس قيام من أصحابه فسلوا سيوفهم وقالوا: لا نسلمها إليك، إما أن تدفعها إلينا وإلا قتلناها، وأرادوا قتلي وضجوا، فدعاهم رئيسهم القرمطي وسألهم عن خبرهم، فخبروه فقال: تكون لكم أربعتكم فأخذوني فأنا مقيمة معهم أربعتهم، والله ما أدري ممن هو هذا الولد منهم. (تاريخ الطبري: 10/101، دار التراث).

هذه القصة وقعت في بلاد الشام قبل أحد عشر قرنا ونصف قرن، على أيدي أجداد النصيريين، حين أذلوا كرام القرشيين، وهي الآن تقع في بلاد الشام، في بيوت كريمة كثيرة، قتل رجالها وأطفالها، ودنست أعراض نسائها، أفلا تعتصر الكلمات ألما وهي تدون ذلك؟!

لقد بات الجهاد محرم دوليا وإقليميا، وحماية المسلمين المضطهدين جريمة يرمى صاحبها بتهمة الإرهاب، ونجدة المنكوبين لا بد أن تكون عبر المنظمات الدولية وأخواتها العربية مع ما فيها من تحيز وتلاعبات، ومن يتجاوزها فهو عرضة للمساءلة والجزاء.

بل حتى مجرد التعاطف مع المسلمين الذي يذبحون عدوه سذاجة عاطفية لا تليق بالعقلاء، لقد غدا شعورنا بمصاب إخواننا مستكثر علينا، ونلام عليه، ونعاب به؛ لأنه بعيد عن الكياسة والسياسة.. والمطلوب منا أن نصمت ونكون أكثر برودة وبلاهة، فننظر إلى مذابحهم وعذابهم بصمت كأن الأمر لا يعنينا، وأن لا نتخذ أي موقف إيجابي لإنقاذهم، وإلا فنحن معرضون للدخول في دائرة الإرهاب الدولي التي رسمها لنا الصليبيون والصهاينة وقبلناها حتى صرنا أشد حماسة لها منهم.

تعتصر الكلمات ألما
 حين نرى انضمام الروافض للنصيرين علانية من العراق وإيران وحزب الشيطان، وتحت سمع وبصر المجتمع الدولي ولا أحد يحرك ساكنا، همهم الأكبر في تسلل الإرهابيين إلى سوريا..ثم نحن نعول على مبادرات هذا المجتمع الدولي الطاغوتي الذي ما سُنت قوانينه وأنظمته ولا أُنشئت منظماته المتعددة إلا لإذلال المسلمين وتسليط الأمم الأخرى عليهم ورعاية مذابحهم، ولننظر إلى مواقفهم من مذابح المجوس والبوذيين والهندوس والصليبيين والصهاينة للمسلمين لنعلم أنه مجتمع يشرِّع لذبح المسلمين وإيذائهم بكل الطرق الممكنة، ويسوغ ذلك بالحجج المتعددة، ومع كل ذلك نصدق أكذوبة المجتمع الدولي بمنظماته وأنه إنما وضع لإرساء الأمن والسلم العالمي، ورد الاعتداء، وإنصاف المظلومين.

قاتل الله السياسة وآثارها المخزية.. وقاتل الله تعالى قلوبا ليس فيها عواطف لحيوانات تقتل عبثا وإفسادا، ثم قاتل الله تعالى قلوبا ليس فيها عواطف لكفار يقتلون ظلما وعدوانا، ثم قاتل الله تعالى قلوبا لا تتعاطف مع قتل مسلمين يشهدون شهادة الحق، ثم قاتل الله تعالى قلوبا لا تتعاطف مع نساء مؤمنات تغتصب، وأطفال يذبحون يقطعون ويحرقون. وما حال الدول الإسلامية إلا حال من ينتظر دوره في المحرقة الباطنية، أفلا تعتصر الكلمات ألما، وتنزف الأحرف دما على واقعنا المخزي؟!

يا أمة الإسلام، يا خير أمة أخرجت للناس : 
أدركوا إخوانكم في الشام.. أنقذوا إخوانكم في سوريا قبل أن تنزل بكم عقوبة الله تعالى، وقبل أن يصل المد الباطني إلى دياركم، ولنعلم أن ابن الأثير حين كتب مقطوعته السابقة التي تمنى فيها أنه لم يولد وكان نسيا منسيا، إنما كتبها قبل أن يصل التتر إلى بغداد؛ لأنه مات قبل ذلك بست وعشرين سنة، ولكن تخاذل المسلمين عن نصرة المنكوبين آنذاك أوصل التتر إلى بغداد فأنهوا الخلافة العباسية، وفعلوا بالمسلمين في العراق ما لو أدركه ابن الأثير لانصدع قلبه، وليكن إحساس كل واحد منا بمصاب إخوانه كما لو كان هو المسئول عن ذلك وحده؛ فإن الله تعالى سائله يوم القيامة ماذا فعل؟ وماذا قدم؟ ولن يسأله عن غيره.

اللهم أيقظ قلوبنا من الرقدة، ونبهها من الغفلة، وارفع عن إخواننا الكربة آمين.

ليلة الثلاثاء 27/6/1434هـ

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting