ترددت كثيرا

ترددت كثيرا الحقيقة قبل أن أكتب رسالتي هذه لأنها غير كل الرسائل التي كتبت.. لنقل غير كل الرسائل التي قرأت..
لعل الكل يتسائل كيف ستكون رسالتك هذه.. المختلفة ؟
ربما لن تكون رسالة
للتعبير عن حبي لأبي و حسب لكنها سؤال له بالهداية..
لن تكون رسالتي للحديث عن شخصيتك العظيمة و ايمانك و خوفك من الله لن تكون عن ارادتك القوية في المواقف الصعبة و العصيبة لن تكون للأشادة بعباداتك و تقربك من الله رغم الداء و الأعداء..لن تكون كذلك
لكنها رسالة أعبر لك فيها عن حبي لك
رغم كل شيئ كان او يكون أو سيكون
سأطلعك عن طريق لم أكن لأهتدي اليه لولا أن هداني الله اليه سأحاول أن أرقق قلبك ..فتعرف الحب الحقيقي
الحب الذي ما ان اعتراني حتي أحببت كل من حولي ..
أحببت كل شيئ قدره لي حتي أبي الذي لم يتسني لي لطيلة سنين التعرف اليه لكني كنت و لازلت أحبه
أحبك .. كما أمرني الله أن احبك
بل كما أمرني الله أن اطيعك
و لكن نهاني الله أن أعصيه لأرضيك ..
كنت أبي دائما رجلا غامضا ..غائبا
كنت موجود بيننا لكنك كنت في عالم لوحدك
عالما تعودت عليه
أو عودت نفسك عليه فلم تستطع أن تأنس بغير نفسك ..لا أدري ان كنت تحبني
لا أشك في فطرة الله في الحب
و لكني لم ار يوما ملامح و جهك تعبر لي عن حبك
عندما ولدت و كنت بكرتك لم تذهب لأمي
أو لم تكن بجانب أمي ..و عندما أخبروك بميلادي
ذهبت لتأنس بنفسك دون أن تعتريك رغبة كبيرة
و لا حتي صغيرة في رؤيتي
هكذا قالتها أمي أمامي عندما أصبحت أعي من حولي
لم تعلم أمي حينها أنها فجرت قنبلة
لكني رغم هذا أحبك..لأن فطرتي أمرتني بذلك
و من دون أن أشعر أقول لك أحبك..
لأن الله أمرني بذلك ..
لأن في ذلك خير كثير أن شاء الله.
.لم تفرح بشيئ أكثر من وصول ابنك الذكر
لكنك عندما تفرح أيضا.. تذهب فتأنس بنفسك
تقولها أمام الكل ..احب ابني و أفديه بنفسي
هو ابني فقط من سيحمل اسمي
تقولها فأشفق على نفسي من كلامك
ألذي ينزل علي نزول الصاعقة على
شجرة تنمو فتقسمها نصفين
نصف يموت و نصف يحي بحياة الجذور في أرض طيبة
و تقول نفسي لا عليك ..هو يحبك
لا تملي الرجاء في حبه
وكانت نيتي دائما أن أواصل التعبير لك عن حبي
رغم كل الصد الذي لاقته نفسي لن أمل التقرب اليك
بكل ما أتيت من قوة
كنت أبحث فيك عن شيئ أقتدي به
فأحببت كل شيئ تحبه
لم أتعلم منك الكثير لكن كنت سعيدة بحبك
كنت أأنس بنفسي أنا أيضا
كنت أرسم لك في مخيلتي صورة مختلفة تماما عن الواقع
كل ما كنت أتمنى أن تكون عليه علاقتنا على أرض الواقع
كنت أتحدث الى زملائي عن عظمتك وعن حنيتك و عطفك
كل ما كنت أقوله كان من وحي خيالي
لكني أحببت كثيرا تلك الصورة التي رسمت لك
كنت أجول بنفسي في خيال واسع
ذات مرة استوقفت نفسي قليلا ..
ما بك يا نفس ؟لم تعشقين الأنس بنفسك
أصبحت يا نفسي من محبي العزلة
من شدة حبي لك ابي عشقت ما عشقت
الأن فهمت لم كان يأنس بنفسه
لمذا كان يترك كل شيئ ..كل الناس
و يأنس بنفسه..
لم يا نفس لا تأنسي بالله
من يأنس بغير الله يؤنسه الشيطان
بمعصية الله فيحشر معه في جهنم و باس المصير
كما كان أبي يأنس بنفسه فيعصي الله
الأنس بغير الله مذلة للنفس
لم تهت يا نفس ..
ابحثي عن حب الله في قلبك
كما بحثت عن حب أباك
لعلك ان أحببت الله
لن تضيعي.. يوما.. لا يكون لك فيه أنيس و لا رفيق
و تقولين يا ليتني عملت لله ..
فأحببت الله أبي ..و أحببت كل شيئ معه
حتي أعدائي أحببتهم
لم يعد في قلبي مقت و لا غيرة
لم أعد أشفق على نفسي
وجدت حبا ليس من قبله و لامن بعده حب
حب ليس من وحي الخيال
حب لم أرسم له صورة كالتي رسمتها لك
أدعو الله في كل صلاة أن يهديك الى ما هداني
و الله من حبي لك أخشى عليك
الموت قبل أن تهتدي الى خالقك
الى خالق كل شيئ
أخشى عليك من لقاء رب كريم لكن شديد العقاب
أخشى عليك العمر الذي مر و لم تسجد له
سجدة شكر واحدة
أخشى عليك هذه السنين التي لم تذق فيها حبه
و حب من أحبه من الأنبياء و الصالحين
حب عمل يقربك من حب أعظم حب في الوجود
تسألني أحيانا بفضول كبير
كيف سيكون الموت؟ كيف سيكون الحساب ؟فأقول كل ما عندي و هو قليل ولكن في ازدياد و الحمد لله
أحاول أن أوصل لك أصدق احساس
نعمة القرب من الخالق جل و على
أحاول أن أعبر لك عن عظمة ديننا و عظمة نبينا
صلى الله عليه و سلم
أعظم رجل عرفه التاريخ..أرحم خلق الله ..شفيع الأمة
لكني أراك بعد حين تذهب لتأنس بغير الله
اني و الله لأشفق عليك من الشيطان
الماكر لعنه الله ..
لي ربي عندك سؤال
لن أسألك ربي جاها و لامالا ..لن أسألك ربي أكثر مما أعطيتني و هو كثيرا..الحمدلله على كل ما أعطيت
أسألك ربي أن تخرجه من الظلمات الى النور
اللهم اهدهه الى نور وجهك
اللهم لا تمته قبل أن يهتدي اليك
دعاء صادق من قلب صادق له ذنوب كثيرة
لكن ظني بك فيه من الخير الكثير
اللهم لا تقنته من رحمتك
اللهم اخرجه من الدنيا على خير
أحسبني ربي الأبن الصالح الذي رزقت أبي
ليدعو اليه فان كان كذلك ربي فأستجب
وليس ذلك عليك بعسير
اللهم بيدك الملك بيدك قلوب خلقك أجمعين
اللهم انزع المعصية من قلبه الأن
اللهم لا تحرمه التذلل بين يديك لطلب عفوك
اللهم انك عفوتحب العفو
اللهم انك عفو تحب العفو
اللهم انك عفو تحب العفو
اعف عنه يا رب اعف عنه يا رب
هذه هي رسالتي اليك أبي لعل الله بمشيئته و رحمته يستجيب لي ..عز من قال..
ان ألهمك ربك الدعاء
فهو سيستجيب لك
اللهم استجب
اللهم استجب
اللهم استجب

فبإسمه سبحانه وتعالى نبدأ كل شئ

بسم الله الرحمن الرحيم
فبإسمه سبحانه وتعالى نبدأ كل شئ
بسم الله اللطيف لما يشاء
فمشيئته وإرادته فوق كل شئ
بسم الله الحى الذى لا يموت
سبحانه هو الدائم الباقى الوارث لكل شئ
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه ومن أتبعه ووالاه إلى يوم الدين
اللهم ربنا حرمت الظلم على نفسك وجعلته بيننا محرماً
وأمرتنا بألا نظلم وقد ظلمنا أنفسنا
فإن لم تغفر لنا وترحمنا نكن من الهالكين
يا ربنا يا إلهنا ومولانا ومولى كل شئ
ضالون نحن جميعنا إلا من هديت
فأهدنا يا الله
كلنا جائعون إلا من أطعمته
فأطعمنا يا الله
مذنبون خطاءون
بلغت ذنوبنا وخطايانا
عنان السماء
فأغفر لنا وأرحمنا
يا الله
وألبسنا لباس التقوى
وجملنا بجمال الإيمان
وحلنا بحلاوة تلوة ذكرك
وأدم على قلوبنا دوام حمدك وشكرك
يا ربنا ويا رب كل شئ
ما منا من هو على قلب أتقى عبيدك
وأظننى أفجرهم يا الله
فكفى بالغفلة عن ذكرك
ذنباً يحيط بنا
آناء الليل وأطراف النهار
فهب لنا ذكرك وشكرك
وأنطق ألسنتنا بحمدك وتسبيحك
فلا إله إلا أنت سبحانك
إنا كنا من الظالمين
يا ربنا
هذا هو مطلوبنا
نريد القرب منك
ولا نريد من هذه الحياة الدنيا شئياً
فلك الحمد على ما أنعمت به وأوليت
ولك الحمد على ما أنطقتنا به من ذكرك
ولك الحمد على ما وهبتنا من جميل شكرك
لك الحمد على ما نعلمه وما لا نعلم
ونستغفرك مما نعلمه ومما لا نعلم
فأنت الله الحميد المجيد الأعز الأكرم
يا ربنا لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين
يا رب إن تركتنا لأنفسنا فستهلكنا
وما نحن إلا عبيد واقفون ببابك
منتظرون لأجلك وإما ثوابك وإما عقابك
فعاملنا بما أنت له أهل
ولا تعاملنا بما نحن له أهل
لك الحمد
ولا حول ولا قوة إلا بالله
وصلاة الله وسلامه وبركاته
على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه ومن أتبعه ووالاه إلى يوم الدين

من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم


عن أنس رضي الله عنه وأرضاه قال
كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
ربنا آتنا في الدنيا حسنة
وفي الآخرة حسنة
وقنا عذاب النار

رواه البخاري ومسلم


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه
عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه كان يقول

اللهم
إني أسألك
الهدى والتقى
والعفاف والغنى
رواه مسلم


عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وأرضاه
عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه كان يدعو بهذا الدعاء

اللهم اغفر لي
خطيئتي وجهلي
وإسرافي في أمري
وما أنت أعلم به مني
اللهم اغفر لي
جدي وهزلي
وخطئي وعمدي
وكل ذلك عندي
اللهم اغفر لي
ما قدمت وما أخرت
وما أسررت وما أعلنت
وما أنت أعلم به مني
أنت المقدم وأنت المؤخر
وأنت على كل شيء قدير

رواه البخاري ومسلم




وعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
اللهم أصلح لي ديني
الذي هو عصمة أمري
وأصلح لي دنياي
التي فيها معاشي
وأصلح لي آخرتي
التي فيها معادي
واجعل الحياة
زيادة لي في كل خير
واجعل الموت
راحة لي من كل شر

رواه مسلم


عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وأرضاهما
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إن قلوب بني آدم كلها
بين إصبعين من أصابع الرحمن
كقلب واحد يصرفه حيث يشاء
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

اللهم مصرف القلوب
صرف قلوبنا على طاعتك

رواه مسلم



عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول
اللهم إني أعوذ بك
من العجز والكسل
والجبن والهرم
وأعوذ بك من عذاب القبر
وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات

رواه البخاري ومسلم


عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول
اللهم إني أعوذ بك
من الكسل والهرم
والمأثم والمغرم
ومن فتنة القبر وعذاب القبر
ومن فتنة النار وعذاب النار
ومن شر فتنة الغنى
وأعوذ بك من فتنة الفقر
وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال
اللهم اغسل عني خطاياي
بالماء والثلج والبرد
ونق قلبي من الخطايا
كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
وباعد بيني وبين خطاياي
كما باعدت بين المشرق والمغرب

رواه البخاري ومسلم


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وأرضاهما قال
كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم
إني أعوذ بك
من زوال نعمتك
وتحول عافيتك
وفجاءة نقمتك
وجميع سخطك

رواه مسلم



عن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنهما وأرضاهما قال
تعوذوا بكلمات كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بهن
اللهم
إني أعوذ بك
من الجبن
وأعوذ بك
من البخل
وأعوذ بك
من أن أرد إلى أرذل العمر
وأعوذ بك
من فتنة الدنيا وعذاب القبر

رواه البخاري


عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه
اللهم
إني أعوذ بك
من شر ما عملت
وشر ما لم أعمل
رواه مسلم

عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
تعوذوا بالله
من جهد البلاء
ودرك الشقاء
وسوء القضاء
وشماتة الأعداء

رواه البخاري ومسلم


عن زيد بن أرقم رضي الله عنه وأرضاه قال
لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان يقول
اللهم إني أعوذ بك
من العجز والكسل
والجبن والبخل
والهرم وعذاب القبر
اللهم آت نفسي تقواها
وزكها أنت خير من زكاها
أنت وليها ومولاها
اللهم إني أعوذ بك
من علم لا ينفع
ومن قلب لا يخشع
ومن نفس لا تشبع
ومن دعوة لا يستجاب لها

رواه مسلم


عن ابن عباس رضي الله عنهما وأرضاهما
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول
اللهم لك أسلمت
وبك آمنت
وعليك توكلت
وإليك أنبت
وبك خاصمت
اللهم إني أعوذ بعزتك
لا إله إلا أنت
أن تضلني
أنت الحى الذى لا يموت
والجن والإنس يموتون

رواه مسلم



عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء
اللهم إني أسألك
من الخير كله
عاجله وآجله
ما علمت منه وما لم أعلم
وأعوذ بك من الشر كله
عاجله وآجله
ما علمت منه وما لم أعلم
اللهم إني أسألك من خير
ما سألك عبدك ونبيك
وأعوذ بك من شر
ما عاذ به عبدك ونبيك
اللهم إني أسألك الجنة
وما قرب إليها من قول وعمل
وأعوذ بك من النار
وما قرب إليها من قول وعمل
وأسألك أن تجعل
كل قضاء
قضيته لي
خيراً

رواه ابن ماجه



عن ابن عباس رضي الله عنهما وأرضاهما قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو
رب أعني ولا تعن علي
وانصرني ولا تنصر علي
وامكر لي ولا تمكر علي
واهدني ويسر الهدى لي
وانصرني على من بغى علي
اللهم اجعلني
لك شاكرا
لك ذاكرا
لك راهب
لك مطواعا
لك مخبتا
إليك أواها منيبا
رب تقبل توبتي
واغسل حوبتي
وأجب دعوتي
وثبت حجتي
واهد قلبي
وسدد لساني
واسلل سخيمة صدري

رواه أبو داود والترمذي



عن زياد بن علاقة عن عمه رضي الله عنهما وأرضاهما قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول
اللهم إني أعوذ بك
من منكرات الأخلاق
والأعمال والأهواء

رواه الترمذي



عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول
سبحان الله وبحمده
أستغفر الله وأتوب إليه

قالت : فقلت : يا رسول الله
أراك تكثر من قول
سبحان الله وبحمده
أستغفر الله وأتوب إليه

فقال خبرني ربي
أني سأرى علامة في أمتي
فإذا رأيتها أكثرت من قول
سبحان الله وبحمده
أستغفر الله وأتوب إليه

فقد رأيتها
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا
رواه مسلم

اللهم صلى وسلم وبارك
على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم

كلمات وكنوز من هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه أنه قال
يا رسول الله مُرْني بِكلماتٍ أقولهُنَّ إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قُلْ اللهمَّ فاطر السموات والأرضِ
عالم الغيبِ والشهادة
ربَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَه
أشهد أن لا إله إلا أنتَ
أعوذُ بك منْ شـرِّ نفسي
وشـر الشيطانِ وشركهِ

ثم قال صلى الله عليه وسلم
قُلها إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ
وإذا أخذتَ مَضْجعك

رواه أبو داود والترمذي
وقالا حديث حسن صحيح
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه
أنه قال لرسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم
علّمني دُعاءً أدعو به في صلاتي
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قُلْ اللهمّ إنّي ظَلَمتُ نفسي ظُلْماً كثيراً
ولا يغفر الذنوب إلا أنت
فاغفر لي مغفرةً من عندك
وارحمني إنك أنت الغفور الرّحيم

متفق عليه
وعن علي بن أبى طالب رضي الله عنه وأرضاه
أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال له ولفاطمة رضي الله عنهما وأرضاهما
إذا أوَيْتُما إلى فراشكما
أوْ أخذتما مَضاجعكما
فكَبّرا ثلاثاً وثلاثين
وسبّحا ثلاثاً وثلاثين
واحْمَدا ثلاثاً وثلاثين

متفق عليه
وعن علي بن أبى طالب رضي الله عنه وأرضاه قال
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
قُلْ اللهمّ اهْدِني وسَدِّدْني
رواه مسلم
عن أبي ذر رضي الله عنه وأرضاه قال
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ألا أخبرك بأحبِّ الكلام إلى الله؟
إنَّ أحبّ الكلام إلى الله
سُبحان الله وبِحَمدِه

رواه مسلم
وعن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها وأرضاها
أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج مِنْ عندها
بُكرةً حين صلّى الصّبـح وهِيَ في مسجدها
ثم رَجَع بَعْـد أن أضحى وهي جالسـة
فقال صلى الله عليه وسلم
أمازِلْـتِ على الحـال التي فارَقْتُـكِ عليهـا؟
قالت نعم

فقال النبي صلى الله عليه وسلم
لقد قُلتُ بَعْدك أرْبع كلمات ثلاث مرّات
لو وُزِنَت بما قلتِ مُنذُ اليوم لوَزَنَتَهُنّ

سبحان الله وبحمده
عَدَدَ خَلْقهِ
ورِضاءَ نَفْسهِ
وزِنَةَ عرشه
ومِداد كلماته

رواه مسلم
عن أبي موسـى رضي اللـه عنه وأرضاه قال
قال لي رسـول اللـه -صلى الله عليه وسلم
ألا أدُلّك على كَنْـزٍ من كنوز الجنّة؟
فقلتُ : بلى يا رسول الله

قال صلى الله عليه وسلم
لا حول ولا قوة إلا بالله
متفق عليه
عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه
أنَّ فُقراء المهاجرين أتَوْا
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا ذهب أهْلُ الدُّثُور
بالدرجات العُلى والنّعيم المقيم
يُصلون كما نُصَلي
ويصومون كما نصوم
ولهم فضل من أموال
يحجون ويَعتَمرون
ويجاهدون ويتصدقون
فقال صلى الله عليه وسلم
ألا أعلّمُكم شَيْئاً تُدْركون به مَنْ سَبَقكم
وتسبقون بِهِ منْ بَعدكم
ولا يكون أحَدٌ أفْضَلَ منكم
إلا من صَنَع مِثل ما صَنَعْتُم ؟

قالوا بَلَى يا رسول الله
قال صلى الله عليه وسلم
تُسبِّحون وتَحْمدون وتُكبّرون
خلفَ كل صلاة ثلاثاً وثلاثين

مُتفق عليه

اللّهم إني أسألك رحمةً من عندك


اللّهم إني أسألك رحمةً من عندك
تهدي بها قلبي
وتجمع بها شملي
وتلم بها شعثي
وتردّ بها أُلفَتي
وتصلح بها علانيتي
وتقضي بها ديني
وتحفظ بها غائبي
وترفع بها شاهدي
وتزكي بها عملي
وتبيض بها وجهي
وتلقني بها رشدي
وتعصمني بها من كل سوء
اللّهم أعطني إيماناً صادقاً
ويقيناً ليس بعده كفر
ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة
اللّهم إني أسألك الفوز عند القضاء
ومنازل الشهداء وعيش السعداء
ومرافقة الأنبياء والنصر على الأعداء
اللّهم إني أنزلُ بك حاجتي
وإن قصر رأيي
وضعف عملي
وافتقرت إلى رحمتك
فأسألك يا قاضي الأمور
ويا شافي الصدور
كما تجير بين البحور
أن تجيرني من عذاب السعير
ومن دعوة الثبور
ومن فتنة القبور
اللّهم ما قصر عنه رأيي
وضعف عنه عملي
ولم تبلغه نيتي
ومنيتي من خير
وعدته أحداً من خلقك
أو خير أنت معطيه أحداً من عبادك
فإني أرغب إليك فيه
وأسألك يا ربّ العالمين
اللّهم اجعلنا هادين مهديين
غير ضالين ولا مضلين
حرباً لأعدائك وسلماً لأوليائك
نحب بحبك الناس
ونعادي بعداوتك من خالفك من خلقك
اللّهم هذا الدعاء وعليك الإجابة
وهذا الجهد وعليك التكلان
فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون
لا حول ولا قوة إلا باللّه
ذي الحبل الشديد والأمر الرشيد
أسألك الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود
مع المقرّبين الشهود
والركّع السجود
والموفين بالعهود
إنك رحيم ودود
أنت تفعل ما تريد
سبحان الذي تعطف بالعز وقال به
سبحان الذي لبس المجد وتكرم به
سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلاّ له
سبحان ذي الفضل والنعم
سبحان ذي القدرة والكرم
سبحان الذي أحصى كل شيء بعلمه
اللّهم اجعل لي نوراً في قلبي
ونوراً في قبري
ونوراً في سمعي
ونوراً في بصري
ونوراً في شعري
ونوراً في بشري
ونوراً في لحمي
ونوراً في دمي
ونوراً في عظامي
ونوراً من بين يدي
ونوراً من خلفي
ونوراً عن يميني
ونوراً عن شمالي
ونوراً من فوقي
ونوراً من تحتي
اللّهم زدني نوراً
وأعطني نوراً
واجعل لي نوراً
آمين آمين آمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم

كنوز من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم



عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
عشر مرات

كان كمن أعتق أنفس من ولد إسماعيل
رواه مسلم





عن أبي هريرة رضي الله عنه

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
في يوم مائة مره
كانت له عدل عشر رقاب
وكتبت له مائة حسنة
ومحيت عنه مائة سيئه
وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي
ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به
إلا أحد عمل عملا أكثر من ذلك
رواه مسلم








عن مصعب بن سعد قال : حدثني أبي قال
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنه ؟
فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب أحدنا ألف حسنه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

يسبح الله مائة تسبييحه
فتكتب له ألف حسنة أو تحط عنه ألف خطيئة
رواه مسلم





عن أبي عمير الأنصاري رضي الله عنه قال
قال رسول الله عليه وسلم
من صلى علي صلاة واحده
صلى الله عليه عشر صلوات
وحطت عنه عشر خطيئات
ورفعت له عشر درجات
وكتبت له عشر حسنات

رواه أحمد بسند جيد




وصية غريب
















وصية غريب



ملفات متنوعة




أضيفت بتاريخ : : 08 - 06 - 2006
نقلا عن : من رسالة: "وصية غريب" للشيخ/ عبد الواحد بن عبد الله المهيدب.


يتناول الدرس وصية تحتوى زاداً في طريق الحياة، فهي في غاية من الأهمية لما فيها من الفوائد التي تجعل الإنسان المؤمن يسعى إلى الدار الأخروية بالكلية، فاحرص على قراءتها بتفهم، وكرر القراءة، وليكن همك العلم والعمل بإخلاص، ومتابعة لنبي الغرباء صلى الله عليه وسلم وبلغها لعلك تفوز بطوبى.

أخي في الله..
هذه وصية غريب أهديها لك لعلك أن تكون من الغرباء الذين لا يستغنون عن هذه الوصية التي تحتوي زاداً لك في طريق الحياة، فهي في غاية من الأهمية لما فيها من الفوائد التي تجعل الإنسان المؤمن يسعى إلى الدار الأخروية بالكلية، فاحرص على قراءتها بتفهم وكرر القراءة، وليكن همك العلم والعمل بإخلاص، ومتابعة لنبي الغرباء وبلغها لعلك تفوز بطوبى.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» رواه مسلم وابن ماجة وأحمد.

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:«كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ» رواه البخاري والترمذي وابن ماجة وأحمد .



من الغريب؟



الغريب، هو الذي تمسك بما كان عليه صلى الله عليه وسلم عقيدة وشريعة, أخلاقاً وسلوكاً، وعبادة شاملة بكل ما أمر الله به، وصبر على ذلك «فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ» قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ، قَالَ: «بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ» رواه الترمذي وأبوداود وابن ماجة وهو في السلسلة الصحيحة للألباني 1/812 .

فهؤلاء الغرباء الممدوحون، ولقلتهم في الناس سُمُّوا غرباء، فإن الأكثر على غير هذه الصفات، فأهل الإسلام في الناس غرباء، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء، وأهل العلم في المؤمنين غرباء، وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع غرباء، والداعون إليها الصابرون علي أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة، ولكن هؤلاء هم أهل الله حقًا فلا غربة عليهم، وإنما غربتهم بين الأكثرين، الذي قال الله فيهم: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام:116]. فأولئك هم الغرباء من الله ورسوله ودينه، غربتهم هي الغربة الموحشة، وإن كانوا هم المعروفين المشار إليه.


من صفات الغرباء:



-التمسك بالسنة إذا رغب عنها الناس، وترك ما أحدثوه وإن كان هو المعروف عندهم.

- وتجريد التوحيد وإن أنكر ذلك أكثر الناس.

-وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بل هؤلاء هم الغرباء المنتسبون إلى الله بالعبودية وحده، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم بالاتباع لما جاء به وحده، وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقًا.


الإسلام الحقيقي غريب وأهله غرباء بين الناس، وكيف لا تكون فرقة واحدة غريبة بين اثنتين وسبعين فرقة ذات أتباع، ورئاسات، ومناصب، وولايات؟! لا يقوم لها سوق إلا بمخالفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن نفس ما جاء به يضاد أهواءهم ولذاتهم ومناصبهم، وما هم عليه من الشهوات والشبهات.

فكيف لا يكون المؤمن الطاهر غريباً بين هؤلاء الذين قد اتبعوا أهواءهم، وأطاعوا شحهم، وأعجب كل منهم برأيه؟!

فإذا أراد المؤمن -الذي قد رزقه الله بصيرة في دينه، وأراه ما الناس فيه من الأهواء- أن يسلك هذا الطريق المستقيم؛ فليوطّن نفسه على قدح الجهال وأهل البدع فيه، وإزرائهم به، وتنفير الناس عنه، وتحذيرهم منه كما كان سلفهم من الكفار يفعلون مع متبوعة وإمامه صلى الله عليه وسلم.

فهو غريب في دينه لفساد أديانهم، غريب في تمسكه بالسنة لتمسكهم بالبدع، غريب في اعتقاده لفساد عقائدهم، غريب في صلاته لسوء صلاتهم، غريب في طريقه لضلال وفساد طرقهم، غريب في نسبته لمخالفة نسبهم، غريب في معاشرته لهم؛ لأنه لا يعاشرهم على ما تهوى أنفسهم.

وبالجملة فهو غريب في أمور دنياه وآخرته، داع إلى الله ورسوله بين دعاة إلى الأهواء والبدع، آمر بالمعروف ناه عن المنكر بين قومٍ المعروف لديهم منكر، والمنكر لديهم معروف.

وكيف لا يكون العبد في هذه الدار غريباً، وهو على جناح سفر، لا يحل عن راحلته إلا بين أهل القبور؟ فهو مسافر في صورة قاعد، وكما قيل:

وما هـذه الأيام إلا مــــــــــراحل يحث بها داع إلى الموت قاصد
وأعجب شيء -لو تأملت- أنهـا منازل تطوي والمسافر قــاعـد


ذُكر أن قوماً من الصالحين جلسوا في مجلس، وكان بينهم رجل من أهل الإيمان، وأراد أن يجعلهم يحتقرون الدنيا، ويتذكرون الآخرة، ماذا فعل؟ أتى بورقة، وجعل فيها شيئاً حقيراً، وأخذ هذا الشيء يدور على جميع من كان في المجلس، وكلما نظر إنسان من الجالسين إلى الورقة يضحك ويتعجب، ولم يلقوا لها بالاً، ولم يفهموا شيئاً أبداً، ثم قال لهم: إن هذا الشيء الحقير الصغير الذي رأيتموه هو جناح بعوضة قذرة، وإن الدنيا بأموالها وأهلها وشهواتها، وجوها وبحرها، وأرضها وسمائها، وليلها ونهارها؛ هي أحقر عند الله من هذا الجناح القذر.

ويقول الصالحون الذين كانوا في المجلس: بعد ذلك صحون من غفلتنا، وأحسسنا بضربة في القلب هزت كياننا، وعرفنا أنه أراد أن يذكرنا بحديث الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ» رواه الترمذي وابن ماجة.

فيا أخي إذا كنا نحتقر جناح البعوضة، فمن باب أولى أن لا نهتم بهذه الدنيا؛ لأنها أحقر عند الله من جناح البعوضة القذر، فلنجعل الدنيا تحت تصرفنا وتحكمنا ولنجعلها مزرعة للآخرة.


أخي في الله..
{لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتَغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} [النساء:114]. وتذكر جيدًا قوله تعالي:{مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18].

فليكن لسانك عامراً بالذكر والنصح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجعله كالمشلول عند مواطن الغيبة والنميمة، والسب والاستهزاء والغناء، وليكن بصرك متجهاً دائماً وأبداً إلى الخير من قراءة القرآن، أو الكتب المفيدة، أو إلى النظر إلى عظمة السماء والأرض وما فيهما من المخلوقات، فتعرف من خلال إطالة، وتعمق الفكرة عظمة الله المطلقة، فتكف بصرك عن جميع ما حرم الله من النظر إلى النساء، وغيرها من الفتن، والنظر إلي ما لا فائدة فيه؛ فيعطيك الله ثلاث خصال: حلاوة إيمان، وخشوعاً في القلب، وفراسة.

وإذا حدث منك زلل، فبادر إلى استغفار الله بقلبك ولسانك، وأتبع هذه الزلل حسنة بفعل الخير، تجد الله غفوراً رحيماً. وحافظ علي قول كفارة المجلس عند نهاية كل جلسة وهي: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ» رواه أبوداود والدارمي وأحمد.

أخي في الله..
لا بد أن تكثر من الأعمال الخيرية في كل مكان وزمان، ولا تحقر أبداً أي عمل ما دام خيراً، وبإذن الله لن تتعب من القيام بهذه الأعمال؛ ما دمت تشرب من الشراب اللذيذ الذي يزيدك محبة لهذه الأعمال، ألا وهو شراب الإخلاص، والاحتساب لله سبحانه، واحذر كل سبب يقربك إلى النار، وسارع إلى كل سبب يؤدي بكل إلى بوابة الجنة.

ولا بد يا أخي أن تستدرك ما فات مادام في العمر بقية، وتعرف أن هذه الدنيا خداعة براقة، وأنه لا لذة ولا نعيم، ولا راحة ولا سعادة إلا بطاعة الله، ومتابعته صلى الله عليه وسلم في كل شئ،وسوف تحب الخير وأهله، وتحرص عليه، وتكره الشر وأهله، وتحرص على البعد عنه.

أخي في الله، الدنيا ساعة فاجعلها طاعة، واجتهد واستيقظ، وإياك والنوم والكسل، والتسويف والتململ.

أخي في الله، استدرك ما فات، فما زلت شاباً، فماذا تنتظر بعد ذلك؟ أتنتظر الأشغال التي تشغلك؟ أتنتظر الشيخوخة؟ أتنتظر الموت الذي هو قريب، ولكنك في غفلة منه؟ وسوف يهجم عليك في ساعة من ليل أو نهار، ولا تدري كيف الانتقال، أيكون بأعمال صالحة وحسن ختام؟ أم يكون بأعمال سيئة وسوء ختام؟ إن الشيخوخة تكون عليك حسرة، وتقول ياليتني حينما كنت شاباً أكثرت من صوم التطوع، وقيام الليل، وتعلم العلم والدعوة إليه، وفعل كل ما يحبه الله.

أخي، لا تغفل عن الموت، إن الموت لا ينفع معه ندم، لا كثير ولا قليل، فهو بوابة لأهل الإيمان والتقوى إلى الجنة، وبوابة لأهل الكفر والعصيان إلى النيران، وسوف تنتقل بخرقة بيضاء، ولا يقال إلا غسلوا الجنازة، وطيبوا الجنازة، وصلوا على الجنازة.
أقرب الناس إليك لا يريدونك، بل يسارعون بك إلى حفرة عرضها أشبار وطولها أمتار، إما أن تكون روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، وبعد ذلك ينساك الحبيب والقريب، ولا ينفعك إلا ما قدمت من الأعمال الصالحة الخالصة كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» رواه مسلم وأبوداود والترمذي والنسائي والدارمي وأحمد.

أخـي :



تزوّد مـن التقوى فإنك لا تــــــــدري إذا جَنَّ ليلٌ هـل تعيش إلى الفجرِ
فكم من فتى أضحى وأمسى ضاحكاً وقـد نسجت أكفانه وهـو لا يدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهمُ وقـد أُدخلت أجسادهم ظلمة القبر
وكـم مـن عروسٍ زينوها لزوجهـــا وقـد قبضت أرواحهم ليلة العرس




أخـي في الله..
كل معصية سوف تجازى بها لا شك في ذلك، ولكن يُعفى عنك لأسباب منها: التوبة والاستغفار، وفعل الحسنات، وما يقدر عليك من المصائب، ودعاء الأخيار لك، واهدائم الأعمال التي ورد فيها النص بعد مماتك، أو بعذاب القبر، أو بأهوال يوم القيامة، أو عذاب جهنم، أو بغير ذلك من الأسباب.

فأسألك بالله ما هو أسهل عليك من هذه الأمور؟ أليست التوبة؟





إذًا: لماذا لا تتوب، وتفتح صفحة جديدة بيضاء، تصدق مع الله؛ واحذر التسويف.. سوف أتوب وأترك المعاصي الظاهرة والباطنة، وسوف أدعو إلى الله، بل سارع إلى الله، وتب التوبة النصوح، وانكسر بين يدي ربك، واسكب الدموع بين يدي مولاك في جوف الليل، واعترف بذنوبك، واسأله أن يعينك فيما بقي من عمرك.

يا مسكين،الأجل بيد الله، ولا حول ولا قوة لك، فمتى كان وقت رحيلك؛ أتاك ملك الموت، وخطف روحك، رضيت بذلك أم لم ترض، فأيهما أحسن أن تخرج روحك من جسدك، وهي طاهرة مطمئنة أو تخرج وهي خبيثة؟!

وتذكر أهل القبور، وكيف غير الموت أحوالهم، تعفّنت بطونهم، وغيّر محاسن وجوههم، وتساقطت أسنانهم على الأرض، وأكل الدود خدودهم وأجسادهم، أصبحوا جثثًا هامدةً، وجيفًا منتنة!

وأكثر من الدعاء لنفسك بصلاح قلبك والتوفيق والهداية والسداد، وادع لوالديك، وأكثر من الدعاء للعلماء، ولإخوانك الأفغان، فإن النصر بيد الله، وكذلك إخوانك المسلمين في كل مكان، فإن الملائكة تقول: آمين ولك بمثل، فأنت الرابح.

يا أخي، عليك بمخالطة الغرباء من أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وقراءة سيرة الغرباء الأوائل والأواخر، وانطرح بين يدي رب الغرباء في السحر بعين باكية، وقلب خاشع، ولسان ذاكر، خصوصاً في سكون الليل الآخر، ولا تغفل عن السير إلى دار الغرباء بزاد العلم والعمل الخالص إلى بلاد الأفراح.

أخي الحبيب، اجتهد دائماً أن تتذكر بلاد الأفراح بنقل قلبك إليها، ففيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

يا أخي، ألا تريد التمتع بالنظر لوجه الله الكريم؟ ألا تريد التمتع برؤية الصالحين من الأنبياء والصدّيقين؟ ألا تريد التمتع بالحور العين؟ ألا تريد أن تأكل لحم طير مما يشتهون، وفاكهة مما يتخيرون، وأنواع الشراب من الخمر، والعسل، وغير ذلك؟ ألا تريد قصور الذهب والفضة، والبساتين العظيمة في دار السلام؟

أخي..



ما ضر من كان في الفردوس مسكنه ما مسه قبل مــــــــــن خير وإقتار



أخي: انظر إلى الآخرة دائماً، وتذكرها في الليل والنهار ما فيها من نعيم، وما فيها من أهوال وشدائد، فإذا أكلت فاسأل نفسك: هل تريد أن تأكل مما أعد الله لأوليائه في جنات نعيم من فاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون، أم تريد أن تأكل من الزقوم، وتشرب من ماء تتقطع له الأمعاء؟!

أخي، إذا مررت على جسر، فاسأل نفسك: هل تكون يوم القيامة ممن يمرون علي الصراط كأجاويد الخيل، أو كالرياح، أم أنك تحبو على الصراط حبواً، أم أنك تلقفك الكلاليب؟

أخي، كن على حذر من الشيطان، فالشيطان ملحاح بطيء، لا ييأس منك بل يحاول أن يوقعك في الآثام والمعاصي من هذه العقبات:عقبة الكفر، والشرك الأصغر، أو الأكبر، احذر البدع وابتعد عنها، وحذر الآخرين منها، احذر الكبائر فالشيطان يدعوك إلى كبائر الذنوب والآثام، والظاهرة والباطنة، واجعل بينك وبينها وقاية من خوف الله، ورجاء ثوابه ومحبته، وتعظيمه في الليل والنهار، فإذا ما سلمت من ذلك جاءك الشيطان من مدخل الصغائر كي يوقعك في حباله، فإذا سلمت من ذلك جاءك من باب المباحات والانشغال عن الطاعات، فإذا سلمت من ذلك جاءك من باب الانشغال بالأعمال المرجوحة عن الأعمال الراجحة، فاحذر ذلك كأن يشغلك عن العلم، ويشغلك عن بر الوالدين، أو غير ذلك.

واعلم بأن الشيطان لن يتركك، فاجتهد أن تشغل نفسك بالطاعات، ومن ذلك الصدقة فإن الله يحبها، واحرص على أن تشارك بجزء من مالك في الجهاد في سبيل الله، فالرسول صلى الله عليه وسلم قَالَ:« مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا» رواه البخاري ومسلم. ويقول صلى الله عليه وسلم:«كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ يَومَ الْقِيَامَةِ» رواه أحمد، وابن خزيمة وصححه الألباني في الترغيب والترهيب.

أخي، احرص أن تتابع بين نوافل الطاعات، ومن ذلك الحج خلال السنوات، والإكثار من العمرة خلال السنة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:«الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلا الْجَنَّةُ» رواه البخاري ومسلم .


أخي، اسعَ في قضاء حوائج الآخرين -وخصوصاً الأرملة والمسكين- وأكثر من تلاوة كتاب الله بتدبر وفهم وعمل بالآيات، وأكثر من ذكر الله، واسأله لنفسك ولأقاربك وإخوانك في الله وللمسلمين أن يدخلك الجنة، وأن يبعدك عن النار، وأكثر من الاستغفار، والصلاة والسلام على المصطفى المختار. وكن ممن يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر على قدر طاقتك.

احرص على مجالس العلماء وحلق الذكر، ففي ذلك حياة لقلبك، وكن ممن يحيون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل شئ، ومن ذلك الجلوس بعد صلاة الفجر في المسجد حتي تطلع الشمس وتصلي ركعتين لعل الله يعطيك أجر حجة وعمرة تامة تامة، تامة؛ فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ» رواه الترمذي.

وخير ما أوصيك به: الإكثار من الدعاء في السجود، فإنك قريب من الله، فسله أن يصلح قلبك، وأن يثبتك علي طريق الإيمان، فكم من إنسان سار على هذا الطريق وأضلّه الشيطان بسبب ذنوب باطنة أو ظاهرة -نسأل الله العافية والسلامة من الوقوع في خطواته-. وليكن عندك يقين بأنك تدعو مَنْ بيده خزائن السماوات والأرض، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، إذا أراد شيئاً إنما يقول له كن فيكون، فهو يحب السائلين، ويفرح بالتائبين، وأنين المذنبين أحب إليه من زجل المسبحين المعجبين بأعمالهم.

واحذر يا أخي الحسد؛ فهو يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. واحذر من احتقار الناس، فالناس ليسوا مظاهر فقط، وإنما بواطن كذلك، فربَّ أشعت أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره، خير منك عند الله؛ لصلاح قلبه باليقين والتوكل، والإنابة، والرغبة والرهبة، والخوف والرجاء، والمحبة والإخلاص، والتعلق بالله والإخبات والخشوع، وغير ذلك من أعمال القلوب التي هي من أفضل الأعمال عند الله عز وجل.

واجتهد في إصلاح قلبك، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ الْحَلالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ» رواه البخاري ومسلم.



اجتهد دائمًا في فعل الطاعات لعل الله يتوفاك عليها، ويبعثك عليها، فلا تضيع الأوقات فالفرصة ما زالت بيدك، لا يضحك عليك الشيطان كما ضحك على كثير من الناس بانشغالهم عن الله بأموال، ومناصب، وأزواج، وأولاد، وشهادات، وأصدقاء من أهل السوء، وهو حريص أن تكون من حزبه في النار، فإن كنت صاحب همة؛ فإنك سوف تنقاد لأمر الله ورسوله بالليل والنهار، فتكن من أصحاب الهمم العالية، وإياك أن تكون من أصحاب الهمم الحيوانية، فما أكثرهم في هذا الزمان.

وسارع إلى الله ما زال في العمر بقية، سافر بقلبك وجوارحك إلى الله والدار الآخرة قبل أن يدركك هادم اللذات، ومفرق الجماعات. وإياك أن تكثر من المباحات التي تؤدي إلى المكروهات، ثم إلى المحرمات، وعصيان الرحمن.

واجتنب كثرة الضحك؛ فإن الضحك يميت القلب، واحذر كثرة الخلطة؛ فإن كثرتها تضيع عليك الأوقات التي هي رأس مالك في هذه الدار التي يجب أن تعمر أوقاتك فيها بكل ما ينفعك عند الله. وأمسك لسانك عن الآفات اللسانية التي وقع فيها أكثر الناس، فإذا مات القلب فما فائدة الطاعة؟


كن دائمًا محافظاً على ما افترض الله عليك من الطاعات، وخصوصاً الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، والعمرة، وبر الوالدين، وليكن شعارك دائماً: فعل الطاعات، والبعد عن المنكرات، والصبر على أقدار الله؛ تكن من أهل النعيم الدنيوي، الذي يجعلك تسارع إلى النعيم الأخروي.

واحرص علي زيارة المقابر كي تتذكر ساعة الرحيل، وصلِّ على جنائز المسلمين، وشارك في دفنهم، فلك من الأجر قيراطان كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث:«مَنْ خَرَجَ مَعَ جَنَازَةٍ مِنْ بَيْتِهَا وَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ تَبِعَهَا حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ مِنْ أَجْرٍ كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ» رواه البخاري ومسلم.



احرص أن لا يفوتك شئ من الخير؛ فأيامك معدودة، وأنفاسك محدودة، ولا تدري متى الرحيل إلى الآخرة.


أخي في الله اسأل الله القبول وحسن الختام، فالأعمال بالخواتيم، ولا يدري العبد كيف تكون خاتمته، وإنما الأعمال بالقبول، فالله عز وجل يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} [المائدة:27]. فهل أنت من المتقين؟

كن دائمًا قدوة للآخرين، وذلك لا يكون إلا بإقتدائك بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومتابعتك له، لكي يقتدي بك الآخرون، وإياك والتعصب لأحد سواه، واعلم أنك علي طريق الأنبياء والمرسلين، فكن عزيز النفس، فأنت الأعلى بإيمانك.

أخي..
هل تريد أن يحبك الله، فيحبك بعد ذلك جبريل والملائكة، ويوضع لك القبول في الأرض، فتكون محبوباً عند الناس؟ أخي في الله، هذه أسباب جالبة لمحبة الله لك، فاحرص عليها؛ لعله يحبك، فتكون من المنعمين في الدنيا والآخرة:

-قراءة القرآن بتدبر وتفهم لمعانيه، وما أريد منها، ولا يكن همك نهاية الآية.

-التقرب إلى الله بالنوافل في الليل والنهار بعد الفرائض، فيقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ» رواه البخاري .

-دوام ذكره على كل حال: باللسان والقلب، والعمل والحال، فنصيبك من المحبة على قدر نصيبك من هذا الذكر.

-إيثار محابه جلا وعلا على محابك عند غلبات الهوى، والمسارعة إلى محابه وإن صعب المرتقى.

-مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله؛ أحبه لا محالة، فتتأمل في أسمائه، وتؤمن بآثارها وأركانها، واقتبس النور منها في حياتك.

-مشاهدة بره وإحسانه، ونعمه الباطنة والظاهرة؛ فإنها داعية إلى محبته، فكلما تذكرت بره وإحسانه بك وبخلقه وتفكرت في آياته ونعمه؛ تزداد محبة له جل وعلا.

-انكسار قلبك بكليته بين يدي الله تعالى.

-الخلوة به وقت النزول الإلهي، لمناجاته وتلاوة كلامه، والوقوف بالقلب، والتأدب بأدب العبودية بين يديه، ثم اختم ذلك بالاستغفار والتوبة.

-مجالسة المحبين الصادقين، وتنتقي أطيب ثمرات كلامهم كما تنتقي أطيب الفواكه والطعام، ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام، وعلمت أن فيه مزيدًا لحالك، ومنفعة لغيرك.

-مباعدة كل سبب يحول بين قلبك وبين الله، وملاك ذلك كله أمران: استعداد روحك لهذا الشأن، وانفتاح عين بصيرتك.


أسأل الله لي وللمسلمين العلم النافع، والعمل الصالح، والإخلاص لله في ذلك، وصلى الله وسلم علي نبي الغرباء محمد، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.



عند صلاة الفجر... لا تلتفت للعواء
















عند صلاة الفجر... لا تلتفت للعواء



ممدوح إسماعيل




أضيفت بتاريخ : : 03 - 08 - 2009
نقلا عن : طريق الإسلام



بينما كنت خارج من منزلي لصلاة الفجر سمعت صوت نباح كلاب مزعج جداً وشاهدت شابًا صغيرًا أمامي يلتقط حجراً ليقذف به الكلاب، فالتفت إليه وقلت له: "يا بني عند صلاة الفجر، لا تلتفت الى العواء"، فالتفت إليَّ وقال وهو يبتسم: "والدي رجل كبير مريض، يخاف عليّ، وعند نزولي لصلاة الفجر قال لي: "يا بني، صلِ في البيت أحسن يعتقلوك"، فنزلت فلم أجد أحد يعتقلني ولكني وجدت كلابًا ضالة تنبح في طريقي".

فنظرت إليه واستغرقت في التفكير في كلامه وكلامي فقد ذكّرني بحوار هام قديم، وقلت له ونحن متجهين للمسجد: "لقد ذكّرتني بموقف هام حدث في حياتي منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وذلك عندما خرجت لصلاة الفجر في أحد الأيام الشتوية وكان الشارع مظلماً والإضاءة به ضعيفة جدا أكاد أرى الطريق للمسجد بصعوبة، وإذ بنباح الكلاب حولي في الشارع مزعج، فانحنيت التقط بعض الحجارة لأقذف بها الكلاب المزعجة وإذ بجارنا الشيخ العجوز الوقور الحكيم الحاج عبد الرحيم يظهر أمامي ويلقي السلام عليّ ويقول: "اترك الحجارة في الأرض"، فتركتها وسلمت عليه ووضع يده على كتفي وهو يقول: "عند صلاة الفجر لا تلتفت للنباح" فنظرت اليه متعجباً وقلت له: "وإن وقف الكلب أمامي؟!"، فقال لي الشيخ: "وإن وقف الكلب أمامك، يكفيه منك فقط أن تُشيح بيدك إليه ليخاف ويجرى من أمامك، يا بني، لا تجعل لنباح الكلاب قيمة أو وزن في حياتك، وصدق الشاعر القائل: ولو أن كل كلب عوى ألقمته حجراً.. لأصبح مثقال الصخر بدينار"، ثم قال لي: "يا بني، احمد الله أنك استيقظت لصلاة الفجر والناس نائمون، وهكذا الحياة الناس في غفلة عن الخير وقلة منهم تسلك طريق الخير؛ فكثير من الناس يسهر يلهو حتى الفجر فينام ولا يصلى الفجر فلا يرى في حياته نور فجر الخير أبداً ويمضي يومه في تعاسة وشؤم"،
ثم قال: "أترى هذا الظلام وهذا الشارع الموصل للمسجد وبه المطبات والحفر والوحل وكثير من العوائق؟"، قلت له: "نعم"، فقال لي: "وهكذا الحياة لكل صاحب دين ومبدأ، والطريق أمامك صعب لأن الحياة تزداد سوءًأ يوم بعد آخر، والناس في كل يوم يزداد الشر بينهم ويقل الخير، ولكن لن ينعدم الخير ولا أهل الخير أبداً".

وبينما الشيخ يتحدث نبحت الكلاب الضالة بصوت عالٍ فنظر لي وقال دعها ولا تهتم؛ فطوال طريقك في الحياة سوف تنبح عليك كلاب ضالة كثيرة في طريقك تريد إعاقتك أو تريد تخويفك كي تتراجع عن السير في الطريق لصلاة الفج،ر فلا تهتم مطلقاً بها لأن مجرد اهتمامك معناه أنها نجحت أن تشغلك عن الطريق".

فقلت له: "ولكن صوتها مزعج"، فابتسم الشيخ عبد الرحيم وقال لي: "لا تهتم بصوتها واشغل نفسك بذكر الله، وقل اللهم اجعل في قلبي نورا"، فقاطعته وقلت له: "ولكن"، فوضع الحكيم يده على كتفي وقال: "المؤمن بدينه وبالحق دائماً يجد في طريقه من ينبح ويعوي عليه بأشكالٍ وطرقٍ مختلفةٍ فلا تلتفت للنابحين"، قلت له: "كيف؟"، قال: "سوف ينبحون على كل شيء تفعله في الخير، في ثباتك على توحيد الله وإيمانك بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهو أعظم ما يغيظهم، حتى مظهرك ولحيتك سوف ينبحون عليهما، وكلما تمسكت ودافعت عن دينك سوف يغتاظوا ويجتمعوا عليك كي يعلو صوتهم ليكون أكثر تخويفاً وإزعاجاً، وربما تجد نفسك وحيداً أو معك نفر قليل والنبًاحين كُثر لاحصر لهم فلا تلتفت ولا تهتم لأن أهم ما يريدونه منك أولاً أن تلتفت وتهتم بهم ثم تنشغل بهم بعد ذلك"، فقلت له: "نعم، فهمت".

وبينما نحن نسير اذا بحفرة كبيرة فنظر لي الشيخ وقال: "انتبه لكل حفرة، ربما يكون بها خطر لا تعرفه، فعليك أن تنظر لخطواتك جيداً في الطريق، وقل اللهم اجعل في بصرى نورًا"، واذا بصوت بوق سيارة شرطة من بعيد يقطع السكون، فنظر لي الشيخ عبد الرحيم وهو يبتسم وقال: "الأمان في جنب الله، لا تسمع لصوت يخيفك ويدفعك للتراجع عن صلاة الفجر؛ فاللص يسجن، وتاجر المخدرات يسجن، أما المؤمن إذا تعرض للسجن لإيمانه فهو ابتلاء لرفع درجاته، وخلوة له للعبادة، بينما اللصوص والمجرمين السجن عقاب لهم، فاحمد الله على نعمة الإيمان وقل اللهم اجعل في سمعي نورا".

وبينما نحن نقترب من المسجد إذ بسيارة معترضة الطريق لا تتحرك، فنظرت يمنة ويسرا للبحث عن طريق لنكمل السير فاذا بالشيخ عبد الرحيم يقول لي: "سوف تعترضك عوائق كثيرة في طريقك للصلاة فلا تقف بل قل: اللهم اجعل عن يميني نورا وعن يساري نورا، وابحث عن المخرج ولا تيأس تجد المخرج بإذن الله، ولتكمل السير في طريقك".

وبينما نحن على خطوات من باب المسجد التفت إلي الشيخ عبد الرحيم وقال لي: "يا بني، استمع دائماً لمن ينصحك على السير الصحيح في الطريق ولا تستمع لمن يشغلك ويعيقك عن السير في طريق الخير، واعلم يا بني أن صلاة الفجر هي صلاة المؤمنين الصادقين، والرسول صلى الله عليه وسلم قال بشر المشائين في الظلمات بالنور التام لهم يوم القيامة"، ثم قال الشيخ: "نحن مشينا في الظلام لكي ندرك صلاة الفجر التي يعقبها النور في الدنيا، ومن حافظ عليها له نور الهداية في الدنيا والنور التام يوم القيامة، ولا تنسى يا بني أن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم قال ركعتي الفجر خير من الدنيا وما فيها فلا تشغلنًك الدنيا عن ركعتي الفجر".

وهنا وجدت نفسى أمام المسجد فقلت: "بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك"، وقلت للشاب الصغير: "ما قصصته عليك حوار حدث منذ أكثر من ثلاثين عام، وهو واقع رأيته في حياتي في كل يوم وكل لحظة فاتعظ به، واعلم يا بني أن صلاة الفجر أصبحت غريبة بين الناس كغربة المسلم ولا يحافظ عليها إلا مؤمن، وهي تغيظ المنافقين والشياطين فحافظ عليها يحفظك الله في طريقك في الحياة، واعلم أن التعيس الشقي هو من لم يعرف نعمة الإسلام فضلَّّ في طريقه، وتخبط في ظلمات الجهل والهوى، وانغمس كالحيوان في شهواته فشغلته الدنيا عن ركعتين هما خير من الدنيا وما فيها".

ممدوح إسماعيل
محام وكاتب
Elsharia5@hotmail.com









صلاة الفجر هي مقياس حبك لله عز وجل
















صلاة الفجر هي مقياس حبك لله عز وجل



ملفات متنوعة




أضيفت بتاريخ : : 11 - 04 - 2001
نقلا عن : خاص بإذاعة طريق الإسلام

كانت سعادة ذلك الشاب عظيمة حينما وافقت الشركة ذائعة الصيت على تعيينه بها .. وانطلق يطير فرحا .. فهو الوحيد من بين أقرانه الذي نال تلك الوظيفة .. وقد مضى ذلك العقد الذي يقضي بموافقته على الالتزام بمواعيد العمل وتقديم التقارير أسبوعيا عن نشاطه وأدائه .. وموافقته على محاسبته عند التقصير ..

مضت أيام .. وذهب الشاب لمديره .. قائلا له : إنني لن أواظب بداية من الغد على الحضور في الميعاد .. ولن ألتزم بتقديم التقارير في الوقت المحدد بل سأقوم بتأخيرها بعض الشيء .. ولكنني لن أسمح لكم بمحاسبتي .. بل ليس لكم الحق في طردي من العمل ..

إننا إن تخيلنا هذا الموقف سوف نضحك ساخرين من ذلك الشاب وسيصفه البعض بالجنون والحماقة .. فكيف يريد أخذ حقوقه دون تأدية الواجبات التي عليه ؟

فما بال الكثير منا يرتكب نفس الفعل العجيب .. بل وأقسى منه .. فهو يرتكبه في حق الله سبحانه وتعالى .. فكيف يسمح شخص عاقل لنفسه .. أن يتنعم بكل ما حوله من نعم الله سبحانه وتعالى .. من طعام وشراب وكساء ومتع الدنيا .. ثم لا يقدّم لله أبسط الواجبات التي أمره بها .. ألا وهي الصلاة ؟ وإذا قدمها له قدمها في غير وقتها ... ينقرها كنقر الديكة .. لا يخشع فيها ولا يدرك ما يردد ..

في استطلاع للرأي شارك فيه أكثر من 8800 زائر لموقعنا إذاعة طريق الإسلام .. سألنا فيه زوار الموقع عن كم يوما صليت فيه الفجر حاضرا خلال الأسبوع الماضي، ولم نشترط فيه الصلاة بالمسجد .. فكانت النتيجة مخيبة للآمال .. فهناك 34 بالمائة لم يصلوا الفجر حاضرا في أي يوم، بينما 15 بالمائة صلوه مرتين أو مرة طوال الأسبوع، و19 بالمائة صلوه من ست إلى ثلاث مرات .. و31 بالمائة واظبوا على الصلاة يوميا ونسبة قليلة فات منها يوم واحد
.. فسبحان الله .. نحن لا نتكلم في أمور اجتهادية اختلف فيها علماء .. أو في سنن يمكن للمسلم أن يفرّط فيها .. بل نتكلم في ألف باء الإسلام .. في الصلاة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلم تحت كل الظروف والأحوال ..

إن الله سبحانه وتعالى حينما أمر المسلمين بأداء الصلوات .. توعّد لأولئك الذين يؤخرونها عن أوقاتها فقال : { فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون } وقد قال المفسرون : المقصدون بهذه الآية تأخير الصلاة عن وقتها .. وقالوا أيضا : الويل هو واد في جهنم .. بعيد قعره .. شديدة ظلمته .. فهل تصدق أمة الإسلام كتاب ربها ؟

إن الكثير من المسلمين في هذا العصر أضاعوا صلاة الفجر .. وكأنها قد سقطت من قاموسهم .. فيصلونها بعد انقضاء وقتها بساعات بل يقوم بعضهم بصلاتها قبل الظهر مباشرة ولا يقضيها الآخرون.. فلماذا هذا التقصير في حق الله سبحانه وتعالى ؟

- ألسنا نزعم جميعا أننا نحب الله سبحانه وتعالى أكثر من أي مخلوق على ظهر هذه الأرض ؟ .. إن الإنسان منا إذا أحب آخرا حبا صادقا .. أحب لقاءه .. بل أخذ يفكـّـر فيه جل وقته .. وكلما حانت لحظة اللقاء لم يستطع النوم .. حتى يلاقي حبيبه .. فهل حقا أولئك الذين يتكاسلون عن صلاة الفجر .. يحبون الله ؟ هل حقا يعظّمونه ويريدون لقاءه ؟

- دعونا نتخيل رجلا من أصحاب المليارات قدم عرضا لموظف بشركته خلاصته : أن يذهب ذلك الموظف يوميا في الساعة الخامسة والنصف صباحا لبيت المدير بهذا الرجل ليوقظه ويغادر ( ويستغرق الأمر 10 دقائق ).. ومقابل هذا العمل سيدفع له مديره ألف دولار يوميا .. وسيظل العرض ساريا طالما واظب الموظف على إيقاظ الثري ..
ويتم إلغاء العرض نهائيا ومطالبة الموظف بكل الأموال التي أخذها إذا أهمل ايقاظ مديره يوما بدون عذر ..
إذا كنت أخي المسلم في مكان هذا الموظف .. هل ستفرط في الاتصال بمديرك ؟
ألن تحرص كل الحرص على الاستيقاظ كل يوم من أجل الألف دولار ؟
ألن تحاول بكل الطرق إثبات عدم قدرتك على الاستيقاظ إذا فاتك يوم ولم تتصل بمديرك ؟
ولله المثل الأعلى .. فكيف بك أخي الكريم .. والله سبحانه وتعالى رازقك وهو الذي أنعم عليك بكل شيء .. نعمته عليك تتخطى ملايين الملايين من الدولارات يوميا فقد
قال : { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } .. أفلا يستحق ذلك الإله الرحيم الكريم منك أن تستيقظ له يوميا في الخامسة والنصف صباحا لتشكره في خمس أو عشر دقائق على نعمه العظيمة وآلائه الكريمة ؟

حكم التفريط في صلاة الفجر :


قال الله تعالى : { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا }

- إن الإسلام منهج شامل للحياة .. هو عقد بين العبد وربه .. يلتزم فيه العبد أمام الله بواجبات .. ونظير هذه الواجبات يقدم الله له حقوقا ومزايا .. فليس من المنطقي أن توافق على ذلك العقد .. ثم بعدها تفعل منه ما تشاء .. وتترك ما تشاء ..

ويقول الله سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة } .. قال المفسرون : أي اقبلوا الإسلام بجميع أحكامه وتشريعاته. وقد غضب الله على بني إسرائيل حينما أخذوا ما يريدون من دينه ولم يعملوا بالباقي فقال لهم : { أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض }

- ‏لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي يفرّط في صلاتي الفجر والعشاء في الجماعة بأنه منافق معلوم النفاق ! فكيف بمن لا يصليها أصلا .. لا في جماعة ولا غيرها ... فقد قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏: « ‏ليس صلاة ‏‏ أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما (يعني من ثواب) لأتوهما ولو حبوا (أي زحفا على الأقدام) » رواه الإمام البخاري في باب الآذان.

- إن الله سبحانه وتعالى يتبرأ من أولئك الذين يتركون الصلاة المفروضة .. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ‏لا ‏تترك ‏الصلاة‏ متعمدا، فإنه من ترك الصلاة ‏متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله » رواه الإمام أحمد في مسنده.
فهل تحب أخي المسلم أن يتبرأ منك أحب الناس إليك ؟
فكيف تفوّت الصلاة ليتبرأ الله منك ؟

وبعد هذه المقالة .. ما هو العلاج ؟




  • أن يقوم كل منا بوضع منبّـه يضبطه على ميعاد صلاة الفجر يوميا.



  • أن يتم إعطاء الصلاة منزلتها في حياتنا فنضبط أعمالنا على الصلاة وليس العكس.



  • أن ننام مبكرا ونستيقظ للفجر ونعمل من بعده .. فبعد الفجر يوزع الله أرزاق الناس.



  • أن يلتزم كل منا بالصحبة الصالحة التي تتصل به لتوقظه فجرا وتتواصى فيما بينها على هذا الأمر.



  • أن نواظب على أذكار قبل النوم ونسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء الصلاة.



  • أن نشعر بالتقصير والذنب إذا فاتتنا الصلاة المكتوبة ونعاهد الله على عدم تكرار هذا الذنب العظيم.



        جعلنا الله وإياكم من المحبين لله عز وجل .. ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل.

        هذا وما كان من صواب فمن الله .. وما كان من زلل أو خطأ فمن نفسي أو الشيطان.


      • حين كان رسول الله عليه الصلاة والسلام



        حين كان رسول الله عليه الصلاة والسلام
        في غار ثور
        ومع ابو بكر الصديق رضي الله عنه
        في يوم الهجرة
        والكفار عند مدخل الغار
        يقول سيدنا ابو بكر
        (لو نظر احدهم تحت قدميه لرآنا)
        فهذا كان واقع الحال
        فماذا قال له النبي
        عليه الصلاة والسلام
        (ماظنك باثنين الله ثالثهما)؟؟؟
        فالنبي عليه الصلاة والسلام
        يريد ان يثبت لابي بكر
        انهما بمعية الله عز وجل
        ومن كان مع الله عليه ان يبعد عنه الخوف والهم
        وقد اكّد العليم الحكيم على قول نبيه
        عليه الصلاة والسلام
        بهذا حين قال
        (لاتحزن ان الله معنا)

        هناك اية في القران



        هناك اية في القران
        اود ان الفت نظركم اليها
        الاية تقول
        (أقرا وربك الاكرم)
        فانت حين تتعلم من بشر
        تقول عنه كريم
        ولكن حين ياتي العلم من الله سبحانه وتعالى
        على يد بشر مثلك ليعلمك انت
        فالله اكرم الاكرمين
        لان ربك قد رفعك لدرجة عالية
        ليعلمك هو سبحانه وتعالى

        عجبت لمن خاف



        يقول سيدنا جعفر الصادق رضى الله عنه
        عجبت لمن خاف ولم يفزع الى قوله تعالى
        (حسبنا الله ونعم الوكيل)
        فقد سمعت الله بعدها يقول
        (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء)

        وعجبت لمن ابتلي بالضر والمرض
        ولم يفزع الى قول الله تعالى
        (رب اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين)
        فقد سمعت الله بعدها يقول
        (فاستجبنا له وكشفنا مابه من ضر)

        وعجبت لمن ابتلي بالغم
        ولم يفزع الى قوله تعالى
        (لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين)
        فاني قد سمعت الله بعدها يقول
        (فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين)

        وعجبت لمن جاءه الضرر
        ولم يفزع الى قوله تعالى
        (وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد)
        فاني قد سمعت الله بعدها يقول
        (فوقاه الله سيئات مامكروا)

        قال رسول الله



        قال
        رسول الله
        صلى الله عليه وسلم

        اللهم
        إنى أعوذ بك
        من علم لا ينفع
        ومن قلب لا يخشع
        ومن عين لا تدمع
        ومن دعوة لا يستجاب لها




        صحيح مسلم

        اليقين


        أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
        بسم الله الرحمن الرحيم


        لَيْسَ
        الْبِرَّ

        أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ
        قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ

        وَلَكِنَّ الْبِرَّ
        مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ
        وَالْيَوْمِ الآخِرِ
        وَالْمَلائِكَةِ
        وَالْكِتَابِ
        وَالنَّبِيِّينَ

        وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ
        ذَوِي الْقُرْبَى
        وَالْيَتَامَى
        وَالْمَسَاكِينَ
        وَابْنَ السَّبِيلِ
        وَالسَّائِلِينَ
        وَفِي الرِّقَابِ

        وَأَقَامَ الصَّلاةَ

        وَآتَى الزَّكَاةَ

        وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا

        وَالصَّابِرِينَ
        فِي الْبَأْسَاءِ
        وَالضَّرَّاءِ
        وَحِينَ الْبَأْسِ

        أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا

        وَأُولَئِكَ
        هُمُ الْمُتَّقُونَ

        سبحان الله وبحمده



        سبحان الله وبحمده
        سبحان الله العظيم

        سبحان الله وبحمده
        سبحان الله الكريم

        سبحان الله وبحمده
        سبحان رب العرش العظيم

        سبحان الله وبحمده
        سبحان ذى الملك والملكوت

        سبحان الله وبحمده
        سبحان ذى القوة والجبروت

        سبحان الله وبحمده
        سبحانه حى لا يموت

        سبحان الله وبحمده
        سبحان ذى الفضل والإحسان

        سبحان الله وبحمده
        سبحان ذى الكرم والغفران

        سبحان الله وبحمده
        سبحان الهادى القدير

        سبحان الله وبحمده
        سبحان العلى الكبير

        سبحان الله وبحمده
        تملآن ما بين السماء والأرض

        سبحان الله وبحمده
        سبحانه
        لا تقال إلا له
        سبحانه

        والصلاة والسلام على سيدنا محمد
        وعلى آله وصحبه وسلم


        فى سورة البقرة


        فى سورة البقرة

        أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
        بسم الله الرحمن الرحيم

        لَيْسَ
        الْبِرَّ


        أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ
        قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ


        وَلَكِنَّ الْبِرَّ
        مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ
        وَالْيَوْمِ الآخِرِ
        وَالْمَلائِكَةِ
        وَالْكِتَابِ
        وَالنَّبِيِّينَ


        وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ
        ذَوِي الْقُرْبَى
        وَالْيَتَامَى
        وَالْمَسَاكِينَ
        وَابْنَ السَّبِيلِ
        وَالسَّائِلِينَ
        وَفِي الرِّقَابِ


        وَأَقَامَ الصَّلاةَ

        وَآتَى الزَّكَاةَ

        وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا

        وَالصَّابِرِينَ
        فِي الْبَأْسَاءِ
        وَالضَّرَّاءِ
        وَحِينَ الْبَأْسِ


        أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا

        وَأُولَئِكَ
        هُمُ الْمُتَّقُونَ


        بسم الله


        بسم الله
        ولا حول ولا قوة إلا بالله

        وصلاة الله وسلامه
        على سيدنا محمد
        وعلى آله

        أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
        بسم الله الرحمن الرحيم
        فأصبر
        لحكم ربك

        وكن من
        الساجدين

        وأعبد ربك

        حتى يأتيك
        اليقين

        اللهم ارزقنا حبك



        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك,
        اللهم ظلنا تحت عرشك يوم لا ظل الا ظلك
        رب أوزعنى ان اشكر نعمتك على وعلى والديي
        وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لى فى ذريتى
        انىتبت إليك وإنى من المسلمين
        رب اغفرلى ولوالدى ربى ارحمهما كما ربيانى صغيرا
        اللهم اغفر لى ما لا يعلمون
        ولا تؤاخذنى بما يقولون
        واجعلنى خيرا مما يظنون

        دليل الاسرة في استثمار الاجازة










        دليل الأسرة في استثمار الإجازة



        اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد



        إعداد أ. محمد شندي الراوي




        المقدمة:


        الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

        أقبلت الإجازة الصيفية، وكلٌ يرنو إليها بلهفة وأمل....

        فالجميع.. ينظر إليها على أنها محطة راحة واستجمام، لمعاودة الجد والعمل والنشاط من جديد.

        والمسلم العاقل ينظر للإجازة الصيفية نظرة خاصة، فهي عنده تجارة رابحة ولهو مباح ووقت ممتع يقضيه مع أولاده وجولة إيمانية وتربوية هادفة.. فماذا أعددنا لها؟؟

        حين يقدم المولود يستبشر به الوالدان ويسترخصان ما يبذلان وما ينفقان من أجله. فكم هي الأموال التي ننفقها على أولادنا، في تعليمهم؟ في غذائهم؟ بل في الترفيه عنهم؟

        ولكن هل يتناسب هذا الجهد مع الجهد الذي نبذله في تربيتهم وإصلاحهم؟

        إن أحدنا حين يريد بناء منزل أو تصميم مشروع فإنه يقوم باستشارة المختصين. ويسأل أصحاب الخبرة والتجربة. وهكذا في سائر عالمنا المادي. فهل اعتناؤنا بتربية أولادنا وفلذات أكبادنا يتناسب مع اعتنائنا بحياتنا المادية؟

        فالإجازة نعمة امتنَّ الله بها على عباده، يقول الله عز وجل: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77] والأية الكريمة تبين أن الله سبحانه وتعالى يحث العبد على استعمال ما وهبه له من المال الجزيل والنعمة الطائلة في طاعة ربه والتقرب إليه بأنواع القربات التي يحصل له بها الثواب في الدار الآخرة {وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} مما أباح الله فيها من المآكل والمشارب والمساكن والمناكح..

        جاء في الحديث: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»(صحيح البخاري 6049).

        إن المفهوم الصحيح لقول النبي صلى الله عليه وسلم ساعة وساعة (صحيح مسلم 2075) هو ساعة لطاعة الله عز وجل , وساعة يلهو بلهو مباح كما هو ظاهر الحديث والذي يوافق روح الشريعة الغراء..

        قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه (أجموا (أي روحوا) هذه القلوب فإنها تمل كما تمل الأبدان) فيض القدير للمناوي.

        وقال ابي الدرداء رضي الله عنه: (إني لأجم فؤادي ببعض الباطل (أي اللهو الجائز) لأنشط للحق) فيض القدير للمناوي.

        فأي دين أعظم من هذا؟ وأي شريعة أكمل من هذه الشريعة؟ التي راعت بين جوانب الحياة كلها وبينت احتياجات الإنسان، وأعطت كل ذي حق حقه.

        إن الإسلام لا يقف في وجهك حجر عثرة عن التنزه والترفه إذا كان ذلك وفق الضوابط الشرعية التي تكفل لك ولأسرتك السلامة والعافية في الدارين..

        لكن إذا صاحب ذلك تفريط وإفراط هنا يأتي التحذير والمنع لا من أجل حرمانك من التمتع؟ كلا , بل من أجل المحافظة عليك وعلى أسرتك..

        أخي الفاضل: لعلك تقول بلسان حالك أو بلسان مقالك شخصت لنا الداء ولم تشخص لنا الدواء فأقول:

        أضع بين يديك أخي القارئ دليل الأسرة في استثمار الإجازة الصيفية ويشتمل على:
        1. أهداف البرنامج الأسري.
        2. الإعداد للإجازة الصيفية.
        3. كيفية إدارة الأسرة.
        4. البرامج والأنشطة.
        5. الوسائل المساعدة.

        ويمكن أن تستفيد الأسرة من هذا الدليل حتى في أيام الدراسة العادية حيث يمكن لرب الأسرة أن ينتقي منها ما يتناسب مع وقت أولاده وحاجتهم وإمكانياته المادية.


        البقية هنا


        تحقيق/ قبضة الفقر ... بكيت أسبوعاً عندما لم أجد ثمن ما أذهب به للكلية!

        تحقيق/ قبضة الفقر ... بكيت أسبوعاً عندما لم أجد ثمن ما أذهب به للكلية!




        قبضة الفقر

        بكيت أسبوعاً عندما
        لم أجد ثمن ما أذهب به للكلية!


        إحدى الفتيات تحدثت عن وصفهم قائلة:
        تتكون عائلتنا من 9 أبناء، وأب مريض يعاني من الصمم والبكم، وأم كبيرة في السن وأمية ولا تستطيع العمل.
        ونظراً لكوني الأخت الكبرى فقد وضعت على عاتقي مهاماً كثيرة لأساعد أمي المسكينة، فنحن لا عائل لنا سوى الله، ومنذ صغري وأنا أعلم أن أسرتي تعاني من الفقر لكن في الفترة الأخيرة بعد مرض أبي وخروجه من عمله، وبعد تخلي أعمامي عنا ازدادت حالتنا سوءاً.
        وأصبحنا بالكاد نجد لقمة يومنا، ولولا فضل الله ثم مساعدة جمعية الوفاء الخيرية لما وجدنا ما نأكله، ولو سألتم عن سبب عدم وجود عائل لنا، فهو لكون والدي مريضاً وأصماً وكذلك أبكم، ولتخلي أعمامي تماماً عن مساعدتنا بحجة انشغالهم بأسرهم. أما أخب فبعد تخرجه من الثانوية وحصوله على شهادة دورات كمبيوتر (تبرعت الجمعية بتكاليفها) لم يستطع للأسف الحصول على عمل، رغم أنه يخرج يومياً للبحث عن أي عمل دون جدوى.

        أعترف نحن نحتاج الكثير من كماليات الحياة، فأبسط ما أحتاجه أنا مثلاً هو ثمن مواصلات إلى الكلية، خاصة مع تأخر وصول المكافأة، وذات مرة لم نجد ما تدفعه لشركة المواصلات وحاولت أمي محادثتهم وشرح الوضع لهم دون فائدة، فانقطع الباص عن المرور على منزلنا لمدة أسبوع كامل تغيبت فيها عن الكلية، وكنت أبكي طوال تلك المدة خوفاً من أن يتم فصلي، إلى أن استطاعت أمي حفظها الله أن تستدين لي مبلغاً سددت به قسط المواصلات. تسألوني عن مشاعري.. حسناً سأخبركم.. أنا لا أشعر بحزن أو كآبة شديدة بسبب فقرنا، بل أحمد الله على كل ما يمن به علينا، كما لا أتذمر أبداً من أسرتي وأشعر أني فخورة بأمي وأبي كما هما لأنهما استطاعا تربيتنا وتنشئتنا التنشئة الصحيحة، فكلنا ولله الحمد نحافظ على الصلاة وناجحون في دراستنا، أما الفقر فليس عيباً ولا دخل لهما فيه، لكننا نحاول ألا يعرف أحد عنا شيئاً وصديقاتي لا يتخيلن أبداً أني محتاجة، رغم أن معظم ملابسي هي من ملابس المحسنين المستعملة. أنا راضية ولله الحمد ولا أطالب أمي أوأبي بما لا يستطيعانه لأني أعرف حدود قدرتهما. وإن كنت أدعو الله أن يوسع علينا وأن يسهل على أخي الحصول على عمل جيد إن شاء الله.


        لا أستطيع حتى شراء آيسكريم!
        منيرة (16 سنة) تقول:
        منذ طفولتي وأنا أواجه بكلمة "لا نستطيع" عندما أتمنى أي شيء ولو كانت "حبة أيسكريم" أو بعض الحلوى، كنت أتساءل لماذا كل الأطفال يشترون وأنا لا؟ لماذا أهلي دائماً لا يستطيعون شراء أي شيء؟ لكن شيئاً فشيئاً بدأت أعرف السبب جيداً.
        والدي الكبير في السن معاق بسبب حادث منذ سنوات، ولا يستطيع الحركة، وراتبه التقاعدي ضعيف جداً ولا يكفي حتى نصف متطلبات أسرتنا المتكونة من خمسة أبناء وبنتين وأم، وجدة كبيرة في السن، وعمة كبيرة لم تتزوج، بالإضافة إلى أخت لنا من الأم يتيمة ومريضة نفسياً.
        لقد تعودت على وضعنا مع مرور السنوات، وتعودت على تقبل الصدقات من الآخرين، رغم أني كنت أرفض هذا وأنهى أمي عن قبولها، لكن الآن لم أعد أمانع في قبولها ولم أعد أمانع في قبول أي ملابس مستعملة. لقد تعودت على جو الفقر ولم أعد أتبرم منه فهو شيء كتبه الله لنا ولا يد لنا فيه.
        ولا أطالب أمي بأي شيء فوق طاقتها حتى لا أزيد همومها لذا فأنا – وكذلك أخوتي – نقدر وضعنا ولا نصارحها بما نشعر به ونحتاجه.
        أما بالنسبة للمدرسة فلا أشعر أن الفقر أثرَّ عليَّ من أي ناحية ولله الحمد فأنا عادية في دراستي وعلاقتي بزميلاتي طيبة و لا أخجل من وضعنا المادي أمامهن، وإن كنت لا أبدي لهم أي حاجة أو طلب، لكنهن يعرفن مثلاً أنني لم أذهب يوماً في حياتي لمطعم فاخر أو ملاهي!.
        وإن كان مما يضايقني في المدرسة طلبات المدرسات التي كثيراً لا أستطيع تلبيتها، وحين يسألنني عن السبب لا أستطيع مصارحتهن بحقيقة وضعنا فتكون النتيجة نقصان الدرجات.


        أعمامي مشهورون.. ونحن غارقون!
        الجوهرة (17 سنة):
        لا أعرف ماذا أقول.. رغم أن أعمامي معروفون على مستوى المجتمع، وأحدهم طبيب معروف وله سلسلة من العيادات المشهورة، وعائلتنا عائلة راقية ومعروفة لدى الكثيرين، إلا أن الفقر يعشعش في بيتنا منذ سنوات دون أن يمد أحدهم يده بمساعدة ولو بسيطة لنا.
        توفي أبي منذ سنوات عديدة، كما صغاراً وأمي وحيدة ولا تعرف كيف تصرف علينا، لكن أحد أصدقاء أبي – رحمه الله – وهو تاجر كبير – أخذ يساعدنا مساعدات كبيرة وبشكل منتظم جزاه الله خيراً. وبقينا مكتفين بهذه المساعدة الشهرية التي فرضنا علينا دون أن يعلم أحد بها حتى توفي هو الآخر قبل فترة غفر الله له وأسكنه الفردوس من الجنان.
        وعندها صدمنا بالحقيقة المرة.. إذ بقينا ولا عائل لنا.. فليس لي أخوال، وأعمامي لم يكلفوا أنفسهم عناء السؤال عنا ولا معرفة أخبارنا.
        وكلما اقترحت على أمي أن تطلب منهم مساعدتنا تغضب غضباً شديداً وترفض ثم تبكي.. فأشك من تصرفها بأنها سبق وطلبت منهم فأهانوها أو رفضوا..
        الآن ولأول مرة في حياتنا.. نطلب المساعدة من جمعية خيرية.. ونزورها كل شهر طلباً لمساعدة بسيطة لا تتجاوز المائة ريال لكل فرد منا شهرياً.
        أنا ولله الحمد راضية وصابرة على قضاء الله، لكن ما يحرجني أن الجميع يعتقد أني بنت العائلة "الفلانية" الكبيرة المشهورة، ولا يعلم أننا محتاجون لأبسط مقومات الحياة ولا نجدها. حتى الملابس لا نشتري إلا ما يكفينا ويسترنا فقط ولا نبحث إلا عن الستر ورضا الله.


        والدي شارب خمر
        عهود (14 سنة، ثالث متوسط) :
        والدي هداه الله مبتلى بشرب المسكرات منذ أن تزوج أمي. وقد طرد من أكثر من عمل وهو عاطل الآن، وفي كل مرة يتم القبض عليه ويسجن أو يعاقب ثم يعود إلينا. وكانت أمي تأخذ مساعدات بسيطة من خالي نعيش عليها. أما الآن بعد تقاعد خالي من عمله لكثرة أطفاله فقد أصبح من الصعب عليه جداً مساعدتنا، لذا لجأنا للجمعيات الخيرية.
        طوال حياتنا ونحن نعيش في فقر وضيق، ومحرومون من الكثير من الأشياء لكننا تعودنا على ذلك ولم نعد نهتم أبداً، فمثلاً لو شاهدت زميلة لي في المدرسة تلبس حذاء جيلاً أو حقيبة فاخرة لا أتخيل أنها لي ولا أفكر حتى أن أتمنى مثلها لأني أعرف أن حالتنا لا تسمح بهذا.
        أنا مقدرة لوضعنا وإن كنت أتمنى وأدعو الله كثيراً أن يتحسن وضعنا لأني أرحم أمي كثيراً وأقدر تعبها من أجلنا، خاصة حين يضطرها البحث عن أي مصدر رزق لنا لطلب المساعدات من بعض الأقارب أو المعارف رغم خجلها منهم.


        الأم : أشعر بالحسرة على بناتي ..
        كما التقينا رقية (17) التي كانت بصحبة والدتها (أم يحي) حيث بدأت الابنة كلامها بـ:
        يشغل أهلي وحالتهم المادية البسيطة تفكيري في كل وقت حتى وأنا أطبخ، وعلى الرغم أني أتمنى أن أكون مثل بقية البنات إلا أني أنسى ذلك لمجرد رؤية وضع أهلي.
        لم أحصل إلا على شهادة الصف السادس الابتدائي التي توقفت عندها نظراً لسوء أحوالنا، كما عانيت من آلام في ركبتي لمدة 4 سنوات، وأجريت لها عملية منذ أسبوعين تقريباً.
        أما راتب والدي فهو لا يتجاوز الـ 2200 ريال بالكاد يكفي لسد رمق 9 بنات و3 أولاد منهم، ولا يشغلني الآن سوى أمنية واحدة أدعو الله أن يحققها لي وهي أن أعمل كاتبة في أحد الوظائف المتوفرة.

        كما اطلعنا على وجه آخر من حياة هذه الفتاة بعيون والدتها التي قالت وهي تتحدث عن ابنتها رقية
        صحيح أنها ثاني بناتي، لكني أشعر بقربها أكثر من الأولى فهي تهتم بالبيت، وبأخواتها حين أكون غائبة. وأنا أشعر بالحسرة على حال بناتي حين أنظر إلى حالهن، لكن ليس بيدي شيء سوى أن أدعو الله أن يوسع علينا.


        حين طردنا صاحب المنزل إلى الشارع
        أمل (17 سنة ، ثاني ثانوي)
        تطلقت أمي من أبي قبل عدة سنوات إثر مشاكل متواصلة بينهما، ومن أهم أسبابها أن أبي كان دائماً عاطلاً عن العمل ويعتمد على ما تحصل عليه أمي المسكينة من بيع بعض الأشياء في سوق "الحريم" سابقاً.
        وقد حاولت أمي عدة مرات إقناعه بالعمل، لكنه كان يطرد بسبب عدم اجتهاده في العمل، وبعد ذلك تم الطلاق وانتقلنا مع أمي لمنزل شعبي صغير يفتقد حتى للمكيفات والسخانات، وكانت أمي المسكينة تجتهد وتتعب وكل ما تحصله يذهب لإيجار المنزل، وذات مرة تأخرت في تسديد الإيجار فغضب صاحب المنزل، ودخل المنزل وبدأ في إخراج أغراض المطبخ، والأثاث ورميه في الشارع، ونحن نبكي وأمي تتوسل إليه وهو موقف لن أنساه، حتى رآنا أحد الجيران جزاه الله خيراً، وتدخل وسدد عنا الإيجار.
        ثم أصبحنا نأخذ مساعدات بسيطة من إحدى الجمعيات مع بعض الصدقات التي تأتينا أحياناً من أهل الخير. أفكر كثيراً في الخروج من المدرسة والعمل في أي مكان ولو كان كـ"فراشة" لكن أمي ترفض هذا، أنا أقول أني راضية بوضعنا لكني غير معترضة ولله الحمد، بل صابرة وأعلم كل شيء بيد الله كما أننا جميعاً – أنا وأخواتي – محافظون على الفرائض ومنتظمون في دراستنا، ما عدا أخي الذي يصغرني بعام والذي يتذمر دائماً من وضعنا، وقد ترك المدرسة هذه السنة لأنه لم ينجح وجلس في البيت، وأمي خائفة عليه جداً وتدعو الله أن يصلحه ويوفقه.
        أما عن شعوري بين زميلاتي فرغم ما أعانيه إلا أن أحداً منهن لا تعلم بحالنا، وأنا لا أشعر بأي نقص عنهن في الجوانب الأخرى بل على العكس شخصيتي قوية في المدرسة، ولا أتضايق إلا حين تطلب مني المدرسات أدوات أو أغراض فاضطر لجعل أمي تحدثهم في الهاتف وتشرح لهم وضعنا.


        زوج مدمن.. وابن معاق.. وأب بخيل..
        أما (أ.م) فلها قصة مأساوية ،
        وجدناها بين ملفات الجمعية، فقد تزوجت هذه الفتاة من ضابط كان يعاملها بإحسان، لكن أسلوبه تغير بعد سنوات، ثم ساءت حاله بعد إدمانه للمخدرات ثم تحوله لمروج، فحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع فصله التام من وظيفته، فأسكنها والدها الغني – والبخيل- في قبو منزله وكان يعاملها وأبناءها بقسوة ولا يصرف عليهم، خاصة وأن المبلغ المقدم من الإمارة لأهالي السجناء لا يكفيهم.
        كل هذا جعلها تتجه محرجة إلى جمعية الوفاء وهي تبكي قسوة أبيها ووضعها العاجز مع أبنائها خصوصاً أكبرهم المعاق والذي يبلغ من العمر 10 سنوات، فثابرت وأخذت دورات في الكمبيوتر - بمساعدة الجمعية - وحاولت الحصول على وظيفة.
        لكن الجمعية لم تعد تعرف عنها شيئاً لأنها لم تعد تزورهم منذ أشهر.


        أتمنى زوجاً غنياً..
        سمر (15 سنة، ثالث متوسط) :
        في الحقيقة لم نكن نعاني من الفقر في طفولتنا، كانت معيشتنا متوسطة الحال، ولكن منذ أن أصيب والدي بمرض نفسي غريب وبدأ
        يرفض الذهاب للعمل حتى طرد، ونحن نعاني من حالة الله بها عليم.
        فقد ازداد المرض النفسي على والدي رغم محاولات علاجه، كما أصيب اثنان من أخوتي بمرض وراثي في الدم يجعلهما في حالة إجهاد دائم مما جعلهما يتركان المدرسة، وهذا المرض يحتاج لتغذية وعناية مما لا نستطيع توفيره لهم، وفي الفترة الأخيرة أصيبت أختي الصغيرة أيضاً بهذا المرض.
        وضعنا هذا أثر على مستواي الدراسي كثيراً حتى أنني أعدت هذه السنة، وأفكر جدياً في ترك الدراسة لأساعد أمي في المنزل على رعاية والدي وأخوتي..
        والحقيقة أني غير راضية بهذا الوضع فلا أحد يحب الفقر والحاجة، وأنا أتمنى أن أصبح مثل زميلاتي.. أما أهم أحلامي فهي أن يرزقني الله في المستقبل زوجاً غنياً حتى أستطيع مساعدة أهلي وحتى أخرج من هذا الحرمان والشقاء..



        أبحث عن عمل..
        أما آمنة (18 سنة) فتقول:
        ترتيبي الخامسة ضمن 6 أولاد و4 بنات، والمشكلة لدينا هي في ظروف والدي النفسية السيئة كما أنه عاطل عن العمل. وحين ساءت ظروف معيشتنا اضطررت للتخلي عن دراستي المنتظمة في الصف الأول المتوسط كارهة وصرت أدرس منازل لعجز أهلي عن التكفل بمصاريف الدراسة، لكن المدرسة قررت إيقافي عن الدراسة حتى أجدد الإقامة وهذا ما لا نستطيعه الآن نظراً لحاجة الإقامة لمال كثير حتى تجدد.
        وعلى الرغم من عملي في إحدى المشاغل كمساعدة كوافيرة إلا أن بعد المسافة وحاجتي لاستئجار سيارة للوصول لمقر العمل منعاني من استكماله، ومازلت أواصل البحث عن عمل في أي مكان آخر كالحضانات، خاصة وأني أشعر أني مسؤولة عن تحسين وضعنا لأنقل أهلي لحالٍ أفضل في ظل عدم استطاعة أخويَّ الأكبر مني العمل بسبب سجن أحدهما (بسبب شجار مع شباب) وكون الآخر لا يحمل سوى شهادة الصف الرابع الابتدائي.




        عزيزتي لا تحزني

        إذا كان الله قد ابتلى أسرتك بضيق الحال فلا تحزني ولا تجعلي ذلك سبباً لضيق صدرك وكثرة همك، ولا تصرفي جل وقتك في التذمر من وضعك مقارنة بحال غيرك.
        فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يرون الفقر فضيلة، وحدث الحسن رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بأربعين عاماً) فقال جليس للحسن: أمن الأغنياء أنا أم من الفقراء؟ فقال له: هل تغديت اليوم؟ قال: نعم، قال: فهل عندك ما تتعشى به؟ قال: نعم، قال: فإذاً أنت من الأغنياء.
        هل رأيت ؟.. إذا كنت تجدين قوت يومك ولله الحمد .. فأنت عند الله غنية، لأن هناك من هم أفقر منك.. هناك من لا يجدون لقمة تسد جوعهم ولا تسكت صراخ أطفالهم.. هناك من يرتجفون برداً في المخيمات والملاجئ ولا يجدون ما يسترهم من الريح والمطر.
        وقبلهم جميعاً كان خير الخلق صلى الله عليه وسلم يشد الحجر على بطنه من شدة الجوع.
        فقد قال ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت طاوياً (جائعاً بلا طعام) ليالي.. ماله ولا لأهله عشاء، وكان عامة طعامه الشعير، وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع، وكان يقول: (اللهم توفني فقيراً ولا تتوفني غنياً، واحشرني من زمزة المساكين).
        وقد دخل صلى الله عليه وسلم على ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها وهي تطحن بالرحى، وعليها كساء من وبر الإبل فبكى وقال: (تجرعي يا فاطمة مرارة الدنيا لنعيم الآخرة).
        وتذكري أن من محاسن الفقر صفاء النفس وتواضعها وبعدها عن مظاهر البطر والفساد قال تعالى: (إن الإنسان ليطغى* أن رآه استغنى) أي يزيد طغيانه عند غناه، وتذكري قلة هموم الفقراء وعدم الانشغال بالهم كما هو حاصل لدى الأغنياء.
        وفي هذا ما قال عون بن عبد الله: "صحبت الأغنياء فعظم همي لأني كنت أرى ثياباً أحسن من ثيابي ودابة أحسن من دابتي، ثم صحبت الفقراء بعد ذلك فاسترحت".
        لذا كوني دائماً متفائلة واحمدي الله على كل نعمة، وتذكري فضل الفقر وعظم أجره وأجر من رضي به، وصبر عليه ولا تتشاءمي وتنظري للحياة بحزن وضيق، كما أن الغني أولاً وأخيراً هو غني النفس، فكم من غني يشعر بالضيق والنقص والهم بسبب عدم قناعته، وكم من فقير يعيش السعادة والراحة بسبب قناعته وإيمانه ورضاه بحاله.




        حين تزوج أبي وتركنا..
        أما ع-ص. (25سنة) فهي تتذكر سنوات طفولتها ومراهقتها التي عاشت فيها الحرمان
        إلى أن منَّ الله عليها وتزوجت فتقول:

        في البداية كنا أسرة سعيدة مترابطة، نعيش عيشة هانئة جداً ونحمد الله. إلى أن انقلبت حياتنا رأساً على عقب حين تزوج والدي عندما كنت في المرحلة المتوسطة ولم يعد يهتم بنا. لقد تركنا تماماً ولم يعد يعطينا نقوداً ولا مصروفاً وكانت أمي تبكي طوال الوقت لأنها لا تعرف كيف تعولنا وتصرف علينا..
        لقد كان انقلاب أبي مفاجئاً وغامضاً وكانت المشكلة الحقيقية في أنه تركنا ولم يعد يصرف علينا تماماً فعشنا فقراً شديداً الله به عليم، حتى أننا والله - رغم أننا من عائلة محترمة ومعروفة - أصبحنا نأخذ الصدقات من المحسنين من أقاربنا بل حتى الملابس المستعملة لم أكن متعودة أبداً على هذا الأسلوب في الحياة لكني تحملت وصبرت وساندت أمي بل كنت أخفف عنها بمرحي المعهود. وكنت أبدو أمام الجميع مرحة وطريفة حتى في المدرسة ولا أحد كان يعلم عن الحزن الذي يعشعش في قلبي، فقد كنت أبكي كل ليلة دون أن يعلم أحد بي.
        نعم كانت مشاعري عادية أمام أمي والآخرين لكني كنت أموت كمداً وحزناً في داخلي واستمرت حالتنا حتى دخلنا الجامعة أنا وأخواتي، ثم منَّ الله علينا وتزوجنا وأصبحنا نصرف على أمي وأخوتي الصغار ولله الحمد.
        على الجانب الآخر هناك بعض الفتيات اللاتي دفعهن هذا الفقر لصفات ذميمة، كالكذب أو التسول أو السرقة أو الانحراف، وهناك بعضهن جعلن الفقر شماعة يعلقن عليها سبب فشلهن الدراسي أو الاجتماعي أو غيره.

        أمي ومعطف الشتاء!
        سعاد (24سئة ) تقول:
        كان والدي يمتلك محلاً صغيراً في أحد الأسواق، وكانت حياتنا جيدة نسبياً، لكن بدأ الطلب على ذلك السوق يقل حتى باع أبي محله بخسارة كبيرة ومن هنا بدأت معاناتنا، حيث أصبحنا نعيش بلا مصدر دخل تقريباً. خاصة وأننا غير سعوديين وليس لنا أهل أو أقارب هنا.
        بقي أبي سنوات عديدة يبحث عن عمل، كنا نعيش خلالها على الدروس الخصوصية التي تعطيها أمي لبنات الحي، أما أنا فعشت الأمرين حيث لم أكن أود أن يعرف أي شخص هذه الحقيقة عني خاصة في المدرسة، فقد كنت أحاول الظهور بأفضل مظهر حتى أنني كنت أكذب كثيراً على البنات بشأن وضعنا المادي. وكنت متعودة على ارتداء أفضل الملابس حين كان وضع والدي جيداً لذا أصبحت أعاني جداً خاصة حين يقبل الشتاء وتبدأ البنات في ارتداء المعاطف. والحقيقة أني بصراحة لم أكن أقدر مشاعر أمي، ففي إحدى المرات بكيت لدى أمي بشدة لكي تحضر لي معطفاً جديداً، فما كان من أمي المسكينة إلا أن ذهبت للجيران واستلفت منهم مبلغاً وذهبت معي للسوق لشراء معطف حتى أرضي غروري أمام البنات.
        والآن بعد أن كبرت وتزوجت، أدركت كم كنت مخطئة في حق أمي المسكينة، وكم جرحت مشاعرها بغروري وعدم اقتناعي بوضعنا وعدم اعترافي به أمام الآخرين، حيث كنت أذكر دائماً للبنات أننا مقتدرون وأن أبي يملك سلسلة محلات كبرى مشهورة للأواني! رغم أن محل والدي كان صغيراً.. وفي سوق "الكباري" سابقاً!!


        بسبب الفقر: تسولن.. ثم شربن السجائر!!
        (م.ص 18سنة) و (د.ص 17سنة) :
        شقيقتان سرقن بطاقة الائتمان الخاصة بوالدهن والتي تحوي راتبه التقاعدي البسيط بمجرد سماعهن كلام أخصائية جمعية الوفاء التي طلبت منهن خلال زيارتها أن يهتممن بتنظيف البيت وترتيبه فاعتقدن أنها تطلب منهن تغيير أثاثه!! وأسرعن لسرقة بطاقة والدهن لشراء أثاث جديد بدلاً من تنظيف البيت، ولم يمانعن في المرور على بعض الأسواق لإشباع أمنيتهن القديمة في الشراء من الأسواق الكبرى كباقي النساء. وكانت النتيجة.. أنهما لم يستطيعا تسديد الـ5000 ريال التي صرفنها على ضمانة البطاقة، فقادهن تفكيرهن لفكرة عظيمة لجمع المبلغ قبل أن يعلم الأب.. وهي التسول!!
        كانت الطامة أن أمسكت بهن مكافحة التسول وحولتهن إلى الجمعية التي استقبلتهن رغم سوء أخلاقهن وحين طلبت منهن تبرير ما فعلنه كانت حجتهن كلمتين هما: "نحن محرومين!"..
        ومما لاحظته الجمعية عليهن معاناة هؤلاء الفتيات من الضغط النفسي إضافة إلى ما لاحظته المشرفات من ملامح وجوه الفتيات التي توحي بشربهن للسجائر!




        حين رأيتها في.. سوق الحريم!!
        (جواهر 23 سنة) قالت:
        في المرحلة الابتدائية كانت لدي زميلة تذكر دائماً أن أهلها أغنياء ومقتدرون، وأنهم يسافرون سنوياً لمختلف البلدان ولديهم خدم وغير ذلك رغم أن مظهرها عادي.. لكني كنت دائماً أغبطها على ذلك رغم أن حالتنا كانت جيدة، وكنت أتمنى كثيراً أن نصبح مثلهم، وذات مرة كنت ذاهبة مع والدتي لسوق الحريم (في النسيم)، فرأيت تلك الفتاة تحمل بعض الأغراض وتصفها على أحد المفارش حيث تجلس امرأة كبيرة السن (يبدو أنها والدتها) تبيع وعليها عباءة قديمة مهترئة، كانت الفتاة تحمل الأغراض والكراتين وتضعها لأمها رغم ثقل تلك الكراتين ولم يكن هناك أي خادمة لمساعدتها!
        وحين انتبهت لي من بعيد امتقع لون وجهها ووقفت مشدوهة ثم أسرعت تهرب بين النساء والبياعات، وبعدها لم تعد تجرؤ على مواجهتي في المدرسة.. ومع أني لم أخبر أحداً بما حصل كما نبهتني أمي إلا أنها توقفت بعد ذلك عن سرد أكاذيبها علينا.




        ابنتي لا ترحمني!
        تقول أم سالم (مقيمة في المملكة):
        حالتنا المادية سيئة وضعيفة جداً نظراً لمرض زوجي.. ورغم هذا إلا أن ابنتي الصغرى (16سنة) للأسف لا تقدر هذا الوضع فهي تطالبني دائماً بالمال لتشتري الملابس والحلي مثل زميلاتها في المدرسة، حتى أني هددتها بإخراجها من المدرسة، فنحن أسرة فقيرة بالكاد نستطيع جمع إيجار المنزل فكيف نوفر لها ما تطلب؟! على العكس منها أختها الكبرى التي تساعدني دائماً وتتفهم وضعنا.
        وهي كثيراً ما تردد أنها ناقمة على هذا الوضع وأنها تتمنى ولو لم نكن أهلها، حتى أني أحياناً كنت أبكي بسبب ما أسمعه منها، وذات مرة ذهبت للمدرسة لأشرح للمديرة وضعنا الصعب حتى لا ترهق ابنتي بالطلبات، ولكن حين علمت ابنتي في البيت بذلك أقامت الدنيا ولم تقعدها وأخذت تصرخ في وجهي لأني أحرجها وأسبب لها العار في المدرسة!
        لقد تعبت كثيراً من هذه البنت خاصة وأن تصرفاتها لا تعجبني، فقد ضبطتها مرة وهي تكلم شاباً في الهاتف وكدت أقتلها من الضرب لكني لم أخبر والدها. وهي تقول أنها تابت لكني لازلت أشك في تصرفاتها وأراقبها كثيراً.




        انظري للمستقبل بتفاؤل..



        كلنا نعلم أن الأرزاق كلها بيد الله وبمشيئته، ولا أحد يعلم كيف يصبح حاله في الغد يقول الشاعر:
        ولا ترهبن الفقر ما عشت في غدٍ = لكل غدٍ رزق من الله وارد
        لكن هذا لا يمنعك من محاولة البحث عن الأفضل دائماً.. ومحاولة تحسين أوضاعنا وعدم التوقف في نفس المكان..
        إن أهم خطوة تتخذينها لتحسين وضعك هي التوكل على الله ثم التفاؤل والأمل، والنظر نحو المستقبل بحماس وهمة.
        لا تنتظري أن يأتي أحد لمساعدتك.. ولا تبقي في مكانك في انتظار المساعدات من أهل الخير.. بل حاولي تطوير وضعكم دائماً نحو الأفضل.
        فمثلاً.. من ناحية المصروفات المنزلية حاولي مساعدة والدتك على الاقتصاد بها وتوفير الفائض مهما كان قليلاً.. إن شراء متطلبات المنزل من أماكن الصنع أو من محلات الجملة يمكن أن يوفر مبالغ جيدة، ومع الوقت يمكن أن تجمع لتبدؤوا بها مشروعاً بسيطاً يساعد أسرتكم على الوقوف على أقدامها مع التخلي عن المساعدات.
        ثم ابحثي في نفسك عن مهارة أو موهبة يمكنك تطويرها سواء فيك أو في والدتك، ولا تخجلي من العمل في أي عمل شريف ليس فيه محاذير، ولا تنتظري أن يطرق العمل بابك، لكن ابحثي عنه بنفسك اتصلي على المشاغل النسائية مثلاً أو المدارس الأهلية أو المعاهد أو اذهبي لها بنفسك واعرضي عليهم العمل ولو براتب بسيط، واحرصي على أن تشرحي لمديرة العمل وضعك الاجتماعي والاقتصادي بلباقة وأدب حتى تتفهم وضعك وتساعدك على الحصول على العمل.
        كما أن من المفيد أن تحاولي البدء في مشروع صناعة شيء ما وبيعه على من يستطيع توزيعه، وفي تحقيق " فتيات أعمال" الذي طرحته حياة من قبل العديد من الأفكار التي ذكرتها فتيات خضن تلك التجربة.
        وفي النهاية نسأل الله لك التوفيق ونذكرك بدعاء: "اللهم أغنني بحلالك عن حرامك وبك عمن سواك"، كما نذكرك بقراءة سورة الواقعة كل ليلة لأنها تمنع الفقر بإذن الله كما أوصى بها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بناته قبل وفاته.




        تحت خط الفقر
        في البداية بدا عليها الإحراج..
        نظراتها كانت تتجه نحو الأرض في حزن..
        وكن بعد قليل.. حين تحدثنا قليلاً وتأكدت أن معلوماتنا عنها سرية للغاية.. بدأت في الحديث عن معاناته بحرية أكبر..
        "عمري 14سنة.. أدرس في الصف الثاني المتوسط.. أخوتي خمسة أكبرهم في الصف الثالث المتوسط..
        منذ أن خرجنا للدنيا ونحن نعاني من ضائقة مادية..
        فأمي لا تعمل.. ولا أقارب لدينا سوى جدي - والد أبي - ..
        أما أبي.. فهو مدمن مخدرات.. في كل مرة يسجن ويعاقب ثم يخرج.. وهكذا.. منذ أن عرفت الدنيا وأنا لا أراه سوى أشهر معدودة ثم نفقده لعدة سنوات يغيبها في السجن ثم يخرج ويعود لإدمانه.. فيسجن مرة أخرى.. وهكذا.. لذا فلا معيل لنا في هذه الدنيا سوى الله..
        جدي منحنا المنزل الشعبي القديم الذي نقيم فيه... وهو منزل يفتقد لأبسط المقومات..
        عموماً نحن تعودنا على نمط الحياة هذا.. وأمي حرصت ولله الحمد على تربيتنا التربية الصحيحة..
        كما أن ذلك لم يؤثر يوماً على دراستي فأنا وأخوتي لم نرسب ولا مرة في حياتنا.. كما أن أخي بدأ الآن يقوم بدوره تجاهنا.. ففي آخر مرة خرج فيها أبي من السجن وعاد لإدمانه كان أخي هو من أخذ بنفسه وسلمه لمستشفى علاج الإدمان..
        أمي جزاها الله خيراً تحاول بقدر استطاعتها أن تشعرنا بأننا مثل غيرنا..
        ونحن نقدر هذا فلا نطلب منها أكثر من طاقتها لأننا نعلم أن مصروفنا هو من الجمعيات الخيرية..ونظراً لكوننا من عائلة معروفة ومحترمة فإن أمي تحاول قدر الإمكان أن لا يعلم أحد عن حالتنا أو يشعر بها.. ونحن نساعدها في ذلك فلا نخبر أحداً عن سوء حالتنا ومدى الضيق الذي نعيش فيه.. والحمد لله على كل حال..

        وحين سألناها..ألم تشعري يوماً بفارق بينك وبين زميلاتك في المدرسة أو شعرت بأن الفقر يمكن أن يجعلك أقل من غيرك.. صمتت قليلاً ثم قالت:
        لا.. لا أظن لقد تعودنا على وضعنا.. وأنا لا أقارن نفسي بغيري أبداً.. الحمد لله نحن نجد ما نأكله على الأقل.. صحيح أحياناً أتمنى لو أستطيع أن اشتري مثل غيري الفساتين والحلويات والكماليات... لكني لا أهتم بذلك كثيراً.. عموماً نحن لا نخرج للأسواق ولا للمناسبات الاجتماعية إلا نادراً.. وأنا أحاول أن لا أظهر لأمي أني بأي حاجة أو نقص حتى لا أحزنها أكثر.. أما الفتيات في المدرسة فأنا لا أغار منهن ولا أقارن نفسي بهن كما قلت... وأتذكر دائماً بأني حالة خاصة ومختلفة عنهن لذا لا أشعر بنقص عنهن.. إلا في ناحية فقدي لأبي هداه الله..

        كانت سارة ذات الأربعة عشر ربيعاً تتحدث بعفوية رائعة، وهي الطالبة المتفوقة التي تثني عليها المعلمات.. رغم أن واحدة منهن لا تعرف شيئاً عن المعاناة التي تعيشها سارة، والتي تعاني أسرتها من الضيق المادي، ورغم ذلك حرصوا أشد الحرص أن لا يعرف أحد شيئاً عن حالتهم..
        سارة استطاعت أن تشق طريقها في الحياة.. وأن لا تكترث بهذا الفقر الذي يجثم على حياة أسرتها.. ولم تجعله سبباً لتعاستها وحزنها. وفي الوقت الذي نجد فيه بعض الفتيات يتذمرن من أبسط الأشياء التي قد يحرمن منها لسببٍ أو لآخر.. ويقمن الدنيا ولا يقعدنها لأن والدها لم يمنحها ثمن فستان سهرة جديد!!!

        حياة خاضت أعماق بحر الفقر... وغاصت تحت خط الفقر، لتقابل فتيات وأسر يعشن تحت هذا المستوى المعيشي وتسألهن عن مشاعرهن وهمومهن وكيف يعانين بصمت يعشن حياتهن بصمود حين تخلى عنهن الآخرون..



        ماذا تقول الأخصائيات؟
        ما المعاناة التي تواجهها الأخصائية المشرفة على هذه الحالات في الجمعيات الخيرية؟
        تقول الأخصائية فوزية الجلبان في جمعية الوفاء:
        نواجه بعض حالات الكذب والاحتيال لتتمكن الواحدة منهن من الحصول على المساعدة المالية، حيث نحتاج للتأكد من أحقيتهم للإعانة.
        كما تتبعنا بعض الفتيات اللاتي لا يردن التأقلم مع الوضع المحيط بهن، فهناك من تتقبل وضعها وتقتنع به وترضى بالعمل في أية وظيفة حتى لو كانت جامعية أو معها شهادة ثانوية، والبعض لا تتقبل الوظائف البسيطة نهائياً مع أنها لا تحمل سوى شهادة ابتدائية لأنها تخجل من ذلك.

        وتتابع الأخصائية مها الفايز سرد نوع المعاناة التي تواجهها المشرفات على هذه الحالات:
        من الطبيعي أن تتأثر نفسية الأخصائية من مواجهة هذه الحالات والتعايش معها، فنحن نتعاطف كثيراً مع الحالات التي نزورها ونعايش مأساتها، ونحمل همومها ولكن ما باليد حيلة، فالحالات كثيرة وإمكانات الجمعية محدودة.

        وتؤيدها الأخصائية هند الدوس في ذلك فتذكر أن نظرتها للحياة تغيرت تماماً بسبب إطلاعها على نمط حياة أولئك الناس المحتاجين، وأنها تتعاطف معهم وتحاول مساعدتهم في حدود الإمكانات المتاحة.
        كما تذكر أنهم يعانون من مشاكل الكذب والتلاعب من قبل طالبات المساعدة، وكمثال على ذلك ذكرت أن إحداهن كانت مطلقة، ومحتاجة وتستلم إعانة، ثم تزوجت دون أن تخبر الجمعية واستمرت تستلم الإعانة، وعندما علمت الجمعية بأمر زواجها قطعتها عنها.


        * *
        المصدر: مجلة حياة العدد 34 صفر 1424هـ




        تحرير: حورية الدعوة
        قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »


        المتابعون

        Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

         
        Free Web Hosting