"عوامل إصلاح المجتمع"












"عوامل إصلاح المجتمع"

المفتي:عبدالعزيز بن باز
الإجابة:


الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام الأتمّان والأكملان على عبده ورسوله نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

فإني أشكر الله عز وجل على ما منّ به من هذا اللقاء بإخواني وأبنائي في هذه الجامعة، وأسأله عز وجل أن يجعله لقاءً مباركاً، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعاً، وأن يجعلنا هداة مهتدين وصالحين مصلحين، وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ثم أشكر القائمين على هذه الجامعة على دعوتهم لي لهذا اللقاء، وأسأل الله أن يوفقهم جميعاً لما فيه رضاه، ولما فيه صلاح أبناء الجامعة وموظفيها والقائمين عليها، ولما فيه صلاح المسلمين عموماً، وأن يزيدهم هدىً وتوفيقاً، وأن يعيذنا جميعاً وسائر المسلمين من كل ما يغضبه، ويخالف شرعه، إنه جواد كريم.

أيها الإخوة وأيها الأبناء الكرام، كلمتي أرجو أن تكون موجزة، ثم بعدها الجواب عما يتقدم به الأبناء من الأسئلة حسب الإمكان، وعنوانها:
"عوامل إصلاح المجتمع"
المجتمع في أشد الحاجة إلى الإصلاح، المجتمع الإسلامي وغير الإسلامي، ولكن بوجه أخص المجتمع الإسلامي في أشد الحاجة إلى أن يسير على النهج القويم، وأن يأخذ بالعوامل والأسباب والوسائل التي بها صلاحه، وأن يسير على النهج الذي سار عليه خيرة هذه الأمة، خليل الرحمن وصفوته من عباده، سيدنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.

ومعلوم أن العوامل التي بها صلاح المجتمع الإسلامي وغير الإسلامي، هي العوامل التي قام بها إمام المرسلين، وخاتم النبيين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، وقام بها صحابته الكرام وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون المهديون: أبو بكر الصديق ، وعمر الفاروق ، وعثمان ذو النورين، وعلي المرتضى، أبو الحسن، ثم من معهم من الصحابة رضي الله عن الجميع، وجعلنا من أتباعهم بإحسان.

ومن المعلوم أن هذه العوامل قام بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة أولاً، ثم في المدينة، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا الذي صلح به أولها كما قال أهل العلم والإيمان، ومن جملتهم الإمام المشهور مالك بن أنس إمام أهل الهجرة في زمانه، والفقيه المعروف، أحد الأئمة الأربعة قال هذه المقالة، وتلقاها أهل العلم في زمانه وبعده، ووافقوا عليها جميعاً: "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها".

والمعنى: أن الذي صلح به أولها، وهو اتباع كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم هو الذي يصلح به آخرها إلى يوم القيامة.

ومن أراد صلاح المجتمع الإسلامي، أو صلاح المجتمعات الأخرى في هذه الدنيا بغير الطريق والوسائل والعوامل التي صلح بها الأولون فقد غلط، وقال غير الحق، فليس إلى غير هذا من سبيل، إنما السبيل إلى إصلاح الناس وإقامتهم على الطريق السوي، هو السبيل الذي درج عليه نبينا عليه الصلاة والسلام، ودرج عليه صحابته الكرام ثم أتباعهم بإحسان إلى يومنا هذا، وهو العناية بالقرآن العظيم، والعناية بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعوة الناس إليهما والتفقه فيهما، ونشرهما بين الناس عن علم وبصيرة وإيضاح ما دل عليه هذان الأصلان من الأحكام في العقيدة الأساسية الصحيحة.

ومن الآراء التي يجب على المجتمع الإسلامي الأخذ بها، وبيان المحارم التي يجب على المجتمع الإسلامي الحذر منهل، وبيان الحدود التي حدها الله ورسوله، حتى يقف عندها، كما قال عز وجل: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا}، وهي المحارم، نهى عن قربانها باقتراف المعاصي، كما نهى عن تعدي الحدود التي حدها لعباده وهي ما فرضه عليهم، وألزمهم به من العبادات والأحكام.

والرسول صلى الله عليه وسلم أول عمل عمله، وأول أساس رسمه، أنه دعا الناس إلى توحيد الله، وإخلاص العبادة له.

هذا أول عمل، وهذا أول أساس تكلم به ودعا إليه وسار عليه، هو دعوة الناس إلى توحيد الله، وإرشادهم إلى تفاصيل ذلك.

والكلمة التي دلت على هذا المعنى هي قول: "لا إله إلا الله" هذه هي الأساس المتين، ومعها شهادة أن محمداً رسول الله.

هذان الأصلان والأساسان المهمان: هما أساس الإسلام، وهما أساس صلاح هذه الأمة، من أخذ بهما واستقام عليهما عملاً وعلماً ودعوة وصبراً، استقام له أمره وأصلح الله به الأمة، على قدر جهاده وقدرته وأسبابه، ومن أضاعهما أو أضاع أحدهما ضاع وهلك.

ولما بعث الله نبيه عليه الصلاة والسلام، وأنزل القرآن، كان أول ما نزل عليه: {اقرأ}، ثم المدثر، فقام إلى الناس ينذرهم ويدعوهم إلى توحيد الله ويحذرهم نقمة الله عز وجل، ويقول: "يا قوم قولوا لا إله إلا الله تفلحوا"، فاستكبر المشركون واستنكروا هذا؛ لأنه ليس الأمر الذي اعتادوه، وليس الأمر الذي أدركوا عليه أسلافهم، ولهذا استنكروه، وقالوا عند ذلك: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}، وقالوا: {أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ}، وقبلها قوله سبحانه: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ} فرد الله عليهم بقوله: {بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ}.

وبسبب تساهل الكثير من العلماء وطلبة العلم، وأعيان أهل الإسلام الذين فقهوا توحيد الله، بسبب التساهل في هذا الأصل الأصيل، انتشر الشرك في بلدان كثيرة، وعُبدت القبور وأهلها من دون الله، وصُرف لها الكثير من عبادة الله، فهذا يدعو صاحب القبر، وهذا يستغيث به، وهذا ينذر له، وهذا يطلبه المدد كما فعلت قريش وغيرها في الجاهلية مع العزى، وكما فعل غيرهم مع اللات ومع مناة، ومع أصنام أخرى، وكما يفعل المشركون في كل زمان مع أصنامهم وأوثانهم، في التعظيم والدعاء والاستغاثة، والتمسح والتبرك وطلب المدد.

وهذا من دسائس الشيطان ومن مكائده، فإنه أحرص شيء على إزاحة الناس عن عقيدتهم ودينهم، وعلى إبعادهم عنها بكل وسيلة.

فالواجب على طلبة العلم -وهم أمل الأمة بعد الله عز وجل في القيادة المستقبلة، وهم رجال الغد في أي جامعة تخرجوا- أن يقودوا السفينة بحكمة وإخلاص وصدق، وأن يُعنوا بالأساس وأن يعرفوا العامل الوحيد العظيم الذي عليه الارتكاز، والذي يتبعه ما سواه، وهو العناية بتوحيد الله والإخلاص له، والعناية بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأنه رسول الله حقاً، وأن الواجب اتباعه، والسير في منهاجه، وأن صحابته هم خير الأمة، وهم أفضلها، فيجب حسن الظن بهم، واعتقاد عدالتهم، وأنهم خير الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنهم حملة السنة وحملة القرآن، فوجب السير على منهاجهم والترضي عنهم جميعاً، واعتقاد أنهم خير الناس، وهم أفضل الناس بعد الأنبياء، كما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"، وهناك أحاديث أخرى دلت على ذلك.

فأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم خير الناس بعد الأنبياء، وهم أفضل الناس، وهم على مراتب في الفضل، فأفضلهم الخلفاء الراشدون ثم بقية العشرة المشهود لهم بالجنة، ثم الباقون على مراتبهم، وعلى حسب علمهم وفضلهم.

فوجب أن نُعنى بهذا الأساس وأن ندعو الناس إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له، وألا نغلو في القبور والأنبياء والأولياء ونعبدهم مع الله، ونصرف لهم العبادة من دعاء أو خوف أو رجاء أو نحو ذلك.

ويجب على طالب العلم وعلى القائد أن يعظم أمر الله ونهيه، وأن يستقر خوف الله في قلبه، فوق جميع الأشياء، وأن يعظم أمره ونهيه، وألا يبالي بما يُرجف به المرجفون ضد الحق وأهله ثقة بالله، وتصديقاً لما وعد رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم وكافة الرسل، كما في قوله جل وعلا: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ * وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} الآية، فطالب العلم العالم والموجه، والقائد البصير لا يبالي بإرجاف عبّاد القبور، ولا بإرجاف الخرافيين، ولا بإرجاف من يعادي الإسلام من أي صنف، بل يصمد في الميدان، ويصبر ويعلق قلبه بالله، ويخافه سبحانه، ويرجو منه النصر جل وعلا، فهو الناصر وهو الولي سبحانه وتعالى، وقد وعد أن ينصر من ينصره فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، ويقول سبحانه: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، لكن بالشرط وهو التمسك بدين الله، والإيمان به، والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم، والاستقامة على دين الله.

هذا هو السبب، وهذا هو الشرط في نصر الله لنا، كما قال عز وجل: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ}، وفي الآية الأخرى يقول سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً}، فهذا وعده عز وجل لمن استقام على الإيمان والهدى والعمل الصالح: أن الله يستخلفه في الأرض ويمكن له دينه، ويؤمنه ويعيذه من شر الأعداء ومكائدهم وينصره عليهم.

ومن تحقيق شهادة أن محمداً رسول الله تعظيم سنته، والدعوة إليها وتنفيذ مقاصدها، والتحذير من خلافها، وتفسير القرآن الكريم بها فيما قد يخفى من آياته، فإنه يفسر بالسنة ويوضح بها، فالسنة توضح القرآن وتبينه وتدل عليه، وتعبر عنه، كما قال عز وجل: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.

هذا الأساس العظيم يجب أن يكون منه المنطلق للدعاة المخلصين، والمصلحين في الأرض، الذين يريدون أن يتولوا إصلاح المجتمع والأخذ بيده إلى شاطئ السلامة، وسفينة النجاة، كي يرتكز هذا الإصلاح على أعظم عامل، وهو الإخلاص لله في العبادة والإيمان برسوله عليه الصلاة والسلام، وتعظيم أمره ونهيه، باتباع شريعته والحذر مما يخالفها.

ثم بعد ذلك يُنظر في العوامل الأخرى التي هي تابعة لهذا الأساس، فيدعو إلى أداء فرائض الله من صلاة وزكاة وصوم وحج، وغير ذلك، وينهى عن محارم الله من الشرك وما دونه من سائر المعاصي والشرور، ويسعى بالإصلاح بين الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وإصلاح ذات البين، إلى غير ذلك.

فهو ساعٍ بكل جهده إلى إقامة أمر الله في أرض الله، وإلى ترك محارم الله والوقوف عند حدود الله، وإلى الحذر من البدع المحظورة في الدين، هكذا يكون المصلح الموفق يأخذ العوامل عاملاً عاملاً، مع مراعاة الأساس المتين، وهو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله علماً وعملاً، فهو يعلِّمها الناس ويعمل بها في نفسه، فيوحد الله، ويخصه بالعبادة وينقاد لشريعته خلف رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، يتلقى السنة ويعظمها كما عظمها الصحابة، ويسير على نهجها وعلى مقتضاها مع كتاب الله كما سار الصحابة، فإن علم الصحابة من كتاب الله ومن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ما عندهم كتب أخرى، وإنما جاءت الكتب بعدهم.

أما الصحابة والتابعون فكانت سيرتهم، وكانت أعمالهم مستقاة من الكتاب العظيم، يتدبرونه ويقرؤونه بقصد صالح، بقصد العلم والإفادة والعمل، ومن السنة كذلك يدرسونها ويحفظونها، ويأخذون منها العلم والعمل.

هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا كان التابعون لهم بإحسان قبل وجود المؤلفات في الحديث وغير الحديث.

فقدِّر لنفسك مع أولئك، واستنبط من كتاب ربك، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن كلام أهل العلم ما يعينك على فهم كتاب الله، وعلى فهم السنة، وكن حريصاً على العلم والفقه في الدين حتى تستطيع أن توجه المجتمع إلى الطريق السوي، وتأخذ بيده إلى شاطئ السلامة، وحتى تعلم كيف تعمل، فتبدأ بنفسك، وتجتهد في إصلاح سيرتك ومسابقتك إلى كل خير، فتكون مع أول الناس في الصلاة، ومع أول الناس في كل خير، وتكون من أبعدهم عن كل شر، تمتثل تنفيذ كتاب الله، وتنفيذ سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في أعمالك وفي أقوالك مع زملائك وإخوانك وأعوانك.

هكذا يكون المؤمن، وهكذا كان الصحابة رضي الله عنهم، وهكذا كان أتباعهم من التابعين، وأتباع التابعين والمصلحين، وأئمة الهدى يدرسون كتاب الله، ويعملون بما فيه ويقرئونه الناس ويعلمونهم إياه، ويرشدونهم إلى معانيه، ويعلمونهم السنة ويحثونهم على التمسك بها والفقه فيها، ويوصونهم بتعظيم الأوامر والنواهي، والوقوف عند الحدود التي حدها الله ورسوله مدة حياتهم في هذه العاجلة.

فكلُّ عاملٍ هنّ عوامل الإصلاح يتطلب إخلاصاً وصدقاً، فالدعوة إلى توحيد الله تحتاج إلى إخلاص وصدق وبيان معنى لا إله إلا الله، وأن معناها: لا معبود حق إلا الله، وأن الواجب الحذر من الشرك كله دقيقه وجليله، وتحذير الناس منه كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما فعل أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم.

وبتدبر القرآن العظيم يتضح هذا المعنى كثيراً، وهكذا السنة تعظيمها والدعوة إليها بعد الإيمان أن محمداً رسول الله، وأن الواجب اتباعه وأن الله أرسله إلى الناس كافة، عربهم وعجمهم، جنهم وإنسهم، ذكورهم وإناثهم، فعلى جميع أهل الأرض أن يتبعوه، كما قال سبحانه: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}، وقال قبلها سبحانه: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

فمن اتبعه وعظم أمره ونهيه فهو المفلح، ومن حاد عن ذلك وتبع الهوى والشيطان فهو الخاسر الهالك ولا حول ولا قوة إلا بالله.

والعوامل تتعدد بحسب ما تدعو إليه، وما تنهى عنه، فأنت تجتهد في اختيار العامل الذي تقوم به العامل الشرعي الذي عرفت أصله، وعرفت مأخذه من كتاب الله، ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنت تدعو الناس إلى دين الله، وإلى أداء فرائض الله، وإلى ترك محارم الله على الطريقة التي سلكها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والعوامل والمجتمعات تختلف، فالمجتمع المحارب للدين، والذي ليس فيه قائد يعينك على الإصلاح والتوجيه تعمل فيه كما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة، تدعو إلى الله بالحسنى وبالأسلوب الحسن، وبالكلمات اللينة، حتى يدخل ما تقول في القلوب، وحتى يؤثر فيها فيحصل بذلك انجذاب القلوب إلى طاعة الله وتوحيده، وتتعاون مع إخوانك ومن سار على نهجك في دعوة الناس وإرشادهم بالطرق اللينة في المجتمعات التي يمكن حضورها حتى يثبت هذا الإيمان في القلوب، وحتى ينتشر بين الناس بأدلته الواضحة.

وفي المجتمع الإسلامي، ووجود القائد الإسلامي الذي يعينك يكون لك نشاط أكثر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاتصال بالمسئولين عند وجود المعاندين، والذين يخشى من عنادهم الخطر على المجتمع، وتكون مع ذلك سالكاً المسلك القويم بالرفق والحكمة والصبر، كما قال عز وجل: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.

فلابد من صبر وتواص بالحق، ودعوة إليه، حتى تنجح في مهمتك، وكذلك المسئولون والكبار الذين يخشى من شرهم على الدعوة، ينصحون بالأسلوب الحسن، ويوجهون، ويدعون بالكتابة والمشافهة من أعيان الأمة ورجالها وقادتها وأمرائها، كما قال سبحانه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} الآية، وكما قال سبحانه لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام لما بعثهما إلى فرعون: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}.

فالواجب على المصلحين والدعاة أن يسلكوا هذا السبيل، وأن يعالجوا مشكلات المجتمع بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يخاطبوا كل إنسان بما يليق به، حتى ينجحوا في مهمتهم، ويصلوا إلى غايتهم.

وعلى الداعي أيضاً إلى الله سبحانه والراغب في الإصلاح أن يراعي عاملين آخرين، سوى العاملين السابقين وهما: عامل التناصح والتواصي بالحق مع إخوانه وزملائه ومع أعيان المجتمع وقادته وعامل الصبر على ما قد يقع من الأذى من الأعيان أو غيرهم عملاً بما دلت عليه السورة السابقة، وهي قوله سبحانه: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}، وتأسياً بالرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، كما قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في آخر سورة الأحقاف وهي مكية: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} الآية، وقال سبحانه في سورة آل عمران وهي مدنية: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}، وقال فيها سبحانه لما نهى عن اتخاذ البطانة من المشركين: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}، وقال سبحانه في آخر سورة النحل، وهي مدنية أيضاً: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

وكل من سلك مسلك الرسل من الدعاة والمصلحين، نجح في دعوته، وفاز بالعاقبة الحميدة والنصر على الأعداء ومن سبر ذلك، ودرس أخبار المصلحين وسيرتهم علم ذلك وتحققه، فأسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، أن يصلح أحوال المسلمين، ويمنحهم الفقه في الدين، وأن يوفق قادتهم لكل خير، ويصلح لهم البطانة، وأن يعيذ المسلمين جميعاً في كل مكان من مضلات الفتن، ومن طاعة الهوى والشيطان، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى ورسائل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله - المجلد الأول.

فن اغتيال الثورات













فن اغتيال الثورات
08/02/2011



محمد بن المختار الشنقيطي




بسم الله الرحمن الرحيم



كتب الفقيه السياسي الفرنسي (توكفيل) منذ مائة وخمسين عاما: “إن الثورة مثل الرواية، أصعب ما فيها هو نهايتها”. وإنما تحسن خواتيم الثورات إذا كان الأفق النظري لديها متقدما على الواقع العملي. وهذه أفكار أرجو أن تنفع الثائرين المصابرين، الذين يكتبون تاريخ الأمة من جديد، ويلهمون كافة الأحرار في العالم.

إن شروط نجاح الثورات ست:


1. صلابة الإرادة والتصميم لدى الثوار.
2. الحفاظ على الصورة الناصعة للثورة.
3. وحدة الصف والتلاحم بين القوى الشعبية
4. حسن التسديد إلى مراكز ثقل النظام.
5. الوعي بمخططات أجنحة النظام المختلفة.
6. تقديم البديل السياسي حتى لا تجد فلول النظام فراغا للتمكن.

وفنون اغتيال الثورات ست أيضا:


1.
كسر الإرادة بالقمع والبطش.
2.
تلطيخ صورة الثوار وتزييف الوعي الشعبي.
3.
تفريق الثوار وتمزيقهم بالإغراء والإغواء.
4.
توجيه ضربات الثورة إلى حواشي النظام وهوامشه.
5.
التضحية ببعض أجنحة النظام إبقاءً على البعض الآخر.
6. سد الفراغ ببدائل مزيفة ترقع الواقع ولا تغيره.

وقد نجحت الثورة المصرية العظيمة على الجبهتين الأوليين نجاحا باهرا. لكن الخطر الآن يتراكم على الجبهات الأربع الأخرى. فقد بدأ أحد أجنحة النظام (جناح عمر سليمان) يصفي الجناح الآخر (عائلة مبارك والحزب) على أمل البقاء واختلاس ثمرات الثورة، ثم بدأ هذا الجناح المخاتل يمد اليد لبعض الثائرين وبعض القوى السياسية، سعيا إلى شق الصف، ومحاولة لإرضاء الشعب بتنازلات شكلية، أو بفرض مسارات للتحول تخدمه ولا تخدم التغيير الجذري الذي سالت من أجله دماء الشهداء. فبقاء هذا الجناح متحكما في المرحلة الانتقالية بقاءٌ للنظام بوجه جديد، وفي ذلك خطر عظيم على ثورة مصر المجيدة وثمراتها.

ولتفادي هذه المخاطر المحدقة بثورتكم أقترح عليكم الآتي:


أولا:
شكلوا فورا قيادة سياسية لكم، واضحة المعالم معروفة، مركبة من المجموعات الشبابية في الميدان والقوى السياسية النظيفة، تكون حلفا قياديا يحمل رسالة الثورة. فأي تفاوض مع السلطة المتهاوية قبل ذلك خطر على وحدة الصف.

ثانيا:
لا تتعاملوا مع فلول النظام بمنطق المطالبة، فذلك إضفاء للشرعية على هذه الفلول، وعون لها على البقاء. وإنما تعاملوا معها بمنطق المغالبة، لتحقيق استسلامها وتسليمها السلطة للشعب، فأنتم من له اليد العليا اليوم، فلا تطالبوا، وإنما غالبوا.

ثالثا:
لا تقبلوا أي دور سياسي للجيش في مستقبل مصر، فبقاء الحكم العسكري بأي صورة كانت اغتيالٌ للثورة، وجناح عمر سليمان يحاول البقاء تحت مظلة الجيش، مستفيدا من سمعة الجيش ومكانته، وهذا التسلل من المخاطر الكبيرة المحدقة بالثورة الآن.

رابعا:
لا تقبلوا السقف الواطئ الذي عوَّد مبارك الشعب عليه، فبعض القوى السياسية أدمنت على هذا السقف الواطئ، وهي اليوم تستصعب الخروج عليه. أما أنتم أيها الأحرار فقد مزقتم هذا السقف واخترقتموه، فلا تقبلوا بالرجوع إليه أبدا.

إن المتمرسين بألاعيب الاستخبارات وفنون اغتيال الثورات لن يستسلموا بسهولة، ومن ورائهم قوى دولية طامعة بدأت تندب حظها العاثر، وتتباكى على فقد سيطرتها على مصر العظيمة، ونهاية استعبادها لشعب مصر وللعرب أجمعين. فكونوا لهم بالمرصاد. لقد أوشكت معركة الفرعون على الحسم، لكن معركة هامان وقارون لا تزال في بدايتها، فأعدوا لها أيها الثوار الأحرار، وسيروا بثقةٍ إلى النور والعبور.. والله يرعاكم ويسدد خطاكم

بالحب والأشواق كانت [ البدايات ] وبالندم والأحزان كانت [ النهايات ] نتائج مؤلمة . .!













بالحب والأشواق كانت [ البدايات ] وبالندم والأحزان كانت [ النهايات ] نتائج مؤلمة . .!



خالد بن عبد الرحمن الدغيري أبو أسامة
الطموح99



قيل : السعيد من وعظ بغيره . . وقيل : الوقاية خير من العلاج . .
في السطور التالية سأذكر بعض النتائج المتوقعة لمن دخلت عالم المعاكسات . .
وفيها عبرة وعظة لكل فتاة سواء ممن حماها الله من سلوك هذه الطرق المظلمة لكي تزداد يقينا وبعدا عنها ولكي تحذر وتحذّر من تراه من الفتيات . .
وكذلك من تفكر أومن ليس عندها مانع في إنشاء علاقة محرمة ولكن لم تأتي لها الفرصة المناسبة . .
فهذه النتائج كفيلة بإذن الله بأن تجعلها تغير من نظرتها إلى هذه المعاكسات وتفر منها . .
وكذلك من وقعت ممن لا زالت في وحل هذه المعاكسات المحرمة. . !
فستكون بإذن الله خير معين لها على ترك هذه الطرق المظلمة . .
وكل هذا بعد أن تستعين الفتاة بالله سبحانه وتعالى . .

ولتعلم كل فتاة أن كل هذه النتائج التي سأذكرها كانت بدايتها [ خطوة من خطوات الشيطان. .! ] تساهلت بها الفتاة في البداية ثم لم تشعر إلا وهي في المصيدة . .! وخطوات الشيطان تتعدد وتتنوع وخاصة مع تطور وسائل الاتصالات والتقنية ولعلي أذكر بعض منها على السبيل المثال لا الحصر . .
فقد تكون الخطوة الأولى بالرد على المتصل أو الاتصال عليه وسواء كان ذلك لأجل التسلية وقضاء الوقت كما تدعيه بعض الفتيات التي لا تتعدى نظرتها إلى تحت أقدامها !
أو لأجل معرفة ماهية المتصل أو لأجل تأديبه بسبب إزعاجه لها كما يخيّل لبعضهن ممن زادت ثقتها بنفسها في مثل هذه الأحوال الخطيرة ! أو عن طريق غرف الدردشة والمحادثات و المنتديات في النت والتي يلتقي فيها الجنسين من غير حسيب ولا رقيب . . ! أو عن طريق البلوتوث في الجوال . . وغير ذلك . .
وفي كل هذه الخطوات يقوم المعاكس بالدخول على الفتاة من حيث لا تشعر بأساليب وتفنن وخداع قد لا تحس بها الفتاة إلا إذا وقعت . .! ثم لا تسل عن الخطوات الأخرى التي كان منشؤها الخطوة الأولى . .!

لذلك أرجو من الفتاة أن تقرأ هذه النتائج المتوقعة لكل من سلكت هذه الطرق بكل تأني وتمهل وتحكّم عقلها وتتخيل كيف حال من وقع لها شيء من هذه النتائج لا قدر الله . .!

وقد اجتهدت في ترتيبها وجمعها ثم جعلتها على شكل نقاط مختصرة مع بعض التعليقات اليسيرة وكل ذلك لأجل أن تتمعني فيها وتتخيلي شناعتها . . ! ولتتذكر الفتاة أن حدوث بعضها كافٍ لتصور شناعة هذه العلاقة المشينة !


1. [ خيانة ] الفتاة لوالديها وأهلها الذين وثقوا بها وذلك في محادثة رجل أجنبي عنها .
2.عند حدوث [ الفضيحة ] فإنها ستلحق أهل الفتاة وعائلتها ولن تقتصر على الفتاة .
3. تسبب الفتاة في تشويه [ سمعة ] إخوانها وأخواتها وابتعاد الخطاب عنها وعن أخواتها .
4. إيقاع الفتاة نفسها في وضع [ محرج ] تعظ أصابع الندم عليه وذلك عندما تريد الخلاص بسب امتلاك مقاطع لصوتها وصورها ورسائلها فتكون تابعة وأسيرة للمعاكس .
5. [ امتهان كرامة ] الفتاة من الذئاب البشرية كالدمية يتصرفون فيها كيف شاءوا.
6. استنزاف الفتاة [ لعاطفتها ومشاعرها ] وصرفها لمن لا يستحقها وذلك في تعلقها بالمعاكس وسماع كلمات الحب والغرام منه. . لذلك لتثق كل فتاة ثقة كاملة أن من صرفت عاطفتها في هذه المعاكسات فلن تكون مساوية تماما لمن أبقتها وحافظت عليها حتى الزواج. .! وقيل : من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه . .!
7. ارتكاب [ الآثام المتتالية ] والتي تأتي متتابعة منذ محادثة المعاكس [ محادثة المعاكس بخضوع في القول , قول وسماع الكلام اللين والفاحش والبذيء , الخروج بدون علم الأهل ومع رجل غريب , انتهاك حرمة البيت وإدخال رجل غريب في البيت , الخلوة والركوب بدون محرم , كشف الوجه والتبرج والسفور , اللباس الفاضح والعاري , الاجتماع بأكثر من شاب , ...الخ ]
8. [ تصوير ] الفتاة وانتشار صورها .
9. جرأة بعض المعاكسين وذلك في [ طلب أخت من يعاكسها ] وذلك عندما ينتهي منها وقد يكون ذلك رغما عن أنفها .

10. [ فعل الزنا ] قال تعالى : { وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا } قال السعدي في تفسيره : [ والنهي عن قربانه أبلغ من النهي عن مجرد فعله لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه فإن: \" من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه \" خصوصا هذا الأمر الذي في كثير من النفوس أقوى داع إليه. ووصف الله الزنى وقبحه بأنه { كَانَ فَاحِشَةً } أي: إثما يستفحش في الشرع والعقل والفطر لتضمنه التجري على الحرمة في حق الله وحق المرأة وحق أهلها أو زوجها وإفساد الفراش واختلاط الأنساب وغير ذلك من المفاسد. وقوله: { وَسَاءَ سَبِيلا } أي: بئس السبيل سبيل من تجرأ على هذا الذنب العظيم ] وفي الحديث \"يا أمة محمد إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته\" رواه مسلم.
11. أمراض يعاقب الله بها من يفعلون الزنا [ الايدز ] من أعظم العقوبات .
12. [ تكرار ] الزنا وفعل الفاحشة بالفتاة من أكثر من شخص .

13. الفضيحة والعار بعد [ حمل السفاح ] !
14. [ أبناء الزنا ] والتسبب في ولادة أبناء غير شرعيين [ دار التوجيه ] والخاصة باللقطاء ! خير مثال وخير واعظ . . ! فمجرد سؤال الشاب والفتاة نفسيهما هذا السؤال : من أين أتى هؤلاء..؟ كفيل بردع الشاب والفتاة وأن لا يكونا سببا في تكثير هؤلاء ممن لا ذنب لهم ..!
15. [ إسقاط الجنين ] جريمة عظيمة وإزهاق للنفس وذلك خوفا من الفضيحة !
16. [ قتل الفتاة ] للتخلص منها بعد فعل الفاحشة بها .
17. [ الندم وتأنيب الضمير ] بسب ما جنته الفتاة من آثار ونتائج هذه المعاكسات ولكن بعد فوات كل شيء , أين أنتِ قبل حدوث كل هذا فالوقاية خير من العلاج. !
18. [ تأخر أو رفض ] الزواج بسبب الفضيحة أو خوف الفتاة من اكتشاف أمرها .
19. [ الشكوك ] بعد الزواج سواء من الزوج أو الزوجة ممن سبق لهم المعاكسات وتنغيص الحياة بذلك .

20. استمرار المعاكسات بعد الزواج والوقوع في الخيانة ومن ثم [ فساد الزواج ] .
21. نظرة المعاكس للفتاة لأجل [ الاستمتاع بها ] ثم يتركها كالعلك الذي ذهب طعمه !
22. [ ثم ماذا ]. . . معاكسات ومكالمات وكلمات حب وتعلق ورسائل وخروج والتقاء وتسكع بالأسواق و. .و. .الخ . . بعد ذلك لتتذكر الفتاة بعد أن ذهبت اللذة والمتعة. .وبقي الألم والحسرة وشؤم المعصية. .هذه الأسئلة : أين من كان يتغنى بجمالك الساحر . .؟ وبصوتك الناعم. .؟ وبمظهرك الباهر. . ؟ أين هو الآن ..؟ فبعد أن ذهب كل شيء ..أين هم الآن ..لا أحد . .! إذن لتختصري هذا الطريق الواضح لكل من وفقها الله بأن تتجنبي هذه الطرق المظلمة ولتعلمي علم اليقين أن الخاسر والملام أنتِ فقط . .!

إلى غير ذلك من النتائج المتوقعة. .

همسة . .

قد يأتي الشيطان ويقول للفتاة بأن حدوث هذه النتائج فيه شيء من المبالغة وقد يكون ذلك من شياطين الإنس من الجنسين ممن يهوّنون أمر المعاكسات . .! بل قد يأتي من يشجع الفتاة على المعاكسات وأنها قادرة على تجنب الوقوع في مثل هذه النتائج . .!
وقد تصدق الفتاة هذا الوهم وأنها قادرة على حفظ نفسها من الوقوع في بعض هذه النتائج بل قد تغتر بذكائها وتتبجح بين صديقاتها . . ! ولكن هذا الوهم لا يلبث أن يتبدد عندما ترى أنها وقعت في المصيدة . . ! وأنها صارت أسيرة لمن تعاكسه يتصرف بها كيف شاء . .! إذن أين ذكائها وفطنتها . .!
بل قد تنجو بعض الفتيات من بعض المعاكسين وهذا يزيدها اغترارا بأنه لن يستطيع أحد جرها إلى ما لا تريده . . نعم قد يحدث مثل هذا ولكن العبرة بالنهايات . . والشاذ لا حكم له. . وقد تنجو هذه وتلك ولكن من يضمن لك أنتِ النجاة مثلهن. .! وتذكري : أن الله يمهل ولا يهمل. .!

أخيرا أمر مهم لابد من توضيحه . .


هذه النتائج جمعتها واستقصيتها من القصص المتكررة والتي انتهى بعضها نهاية مأساوية . .!
وهذا لا يعني أن من وقعت أن الوقت قد مضى عليها. . بل ينبغي أن ترجع في الوقت الذي أفاقت فيه وتغتنم ما من الله عليها بصدق التوبة إلى الله وتعزم على أن لا تعود وتكثر من الاستغفار ومن الأعمال الصالحة وتستعين بالله سبحانه وتعالى وتحاول أن تشغل نفسها بكل ما ينسيها ما مضى ويبعدها عنه وكذلك لا تخبر أي أحدا بماضيها بل تحمد الله على أن ستر عليها إلا إذا كان هناك حاجة كاستعانة بمن يساعدها على التخلص ممن تعاكسه كأخ أو قريب عاقل أو ناصح مشفق وذلك بعد استعانتها بالله سبحانه وتعالى . .
إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ [هود : 88]
أسأل الله أن يحفظ ويبصر بنات المسلمين من كل خطر وشر . . آمين.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . .


أخوكم / خالد بن عبد الرحمن الدغيري أبو أسامة
الطموح99
doghry-7554@hotmail.com

لا تتركوا البحرين فريسة للصفويين!!




تكمن خطورة المؤامرة الصفوية على البحرين هذه المرة تكمن في توقيتها: إذ تأتي في ظل ثورات عربية شعبية نجحت في تونس ثم في مصر، وأخرى ملتهبة في ليبيا واليمن بخاصة.
ولذلك يسعى النظام الصفوي في طهران إلى التخفي وراء عجيج الثورات الحقيقية ليختطف البحرين التي يطمع فيها منذ قرون!! وهو بادر إلى الترحيب الكاذب بثورتي مصر وتونس، مع أن قمعه لمعارضيه أشد وأقسى مرات ومرات من نظام مبارك ونظام ابن علي على سوئهما!!



وقد تورط في تسويق هذا الوهم ساسة ومفكرون وإعلاميون بعضهم عن سذاجة بالغة، وآخرون نتيجة انخراطهم في مشروع المجوسية الجديدة طمعاً بمكاسب شخصية أو اقتناعاً منهم بخرافات الرفض القديمة والمستجدة.
وإلا فكيف يصدق عاقل أن أناساً لديهم أغلبية معترف بها في البرلمان يتظاهرون في الشوارع وحتلون الميادين مدججين بالسيوف والخناجر والمسدسات؟



كيف يسوغ ذلك، والجميع تابعوا الإصلاحات الكبرى التي بدأت مع تسلم الملك حمد بن عيسى مقاليد الحكم قبل عشر سنوات وما زالت مستمرة ومتنامية؟
أما المشاركون في المخطط القبيح ممن أضلهم الله على علم، فيتصدرهم الإعلام الغربي الذي يتجاهل كلياً مآسي الأقليات العرقية والدينية تحت حكم الملالي من عرب وبلوش وكرد وتركمان من سنة وشيعة!!ويتصدر هؤلاء العم سام الذي يتخذ من البحرين قاعدة حيوية لأسطوله الخامس، وهو ما يقدم دليلاً إضافياً على تحالف الصليبية الجديدة واليهودية العنصرية مع المجوسية المتجددة لافتراس المنطقة العربية والإسلامية!!



وهل التظاهر السياسي أو المطلبي يقوده معممون استعانت بهم الدولة في مرحلة معينة فتمكنوا بنظراتهم فقط من صرف تلك القطعان المسيّرة لا المخيّرة؟
إن أجهزة الأمن البحرينية والخليجية تعلم الهوية الحقيقية لمثيري الفتنة هؤلاء، وأنهم عناصر ميليشيات شرسة جرى تدريبها في الخارج على امتداد عشرات السنين، من قبل وكلاء ملالي قم، وبخاصة "حزب الله" في لبنان.
المؤامرة قديمة ترجع إلى العهد الصفوي قبل بضعة قرون، وفي العصر الحديث أطلت مع الشاه الذي طالب باقتطاع البحرين بوقاحة ولما عجز أصر على تخصيص مقعد لها في برلمانه!!



وجاء خميني بشعاراته الإسلامية المخادعة فلم يتبدل شيء من تركة النظام البائد: الخليج فارسي-الجزر الثلاث-الأطماع بالبحرين، ولذلك كان رؤوس فتنة اليوم عملاء رسميين لملالي قم تحت اسم "تحرير البحرين"وليس الثورة في البحرين مثلاً!!فتحريرها من أهلها الأصلاء مصطلح مجوسي محض لأن التحرير لا يكون إلا من غزاة أجانب!!
لا يعني كل ما سلف أن الوزر يقع على الأعداء المعلنين والمتخفين فحسب، وإنما نتحمل نحن أهل السنة والجماعة القسط الأكبر من المسؤولية. فمن شأن عدوك أن يدبر لك المكايد ويحيك لك المؤامرات لكنك مسؤول عن التصدي اليقظ والحازم لمخططاته الشريرة.



وهذا التفريط لدينا ليس وليد اللحظة، وإنما هو خطيئة مزمنة تعود إلى أيام العباسيين الذين وثق ضعفاؤهم المتأخرون بهؤلاء الكفرة الفجرة فكانوا عوناً للغزاة دائماً. كما تكررت خطيئة التسامح الإسلامي مع من لا يستحقونه في الدولة العثمانية التي أحسنت كثيراً لليهود والنصارى فكان جزاؤها منهم جزاء سنمار.
وها نحن نقع في الحفرة ذاتها، فقد غلبت سياسة اللين على تعامل حكوماتنا معهم وبخاصة منذ ثورة الملالي فازدادوا صلفاً وجشعاً إذ تصوروا –بحكم موروثهم الدموي الذي يمارس الذل في حال الضعف-تصوروا أن التسامح لا يصدر إلا عن ضعيف خائف!!



لذلك نجح الصفويون في توظيف ولاء أكثر الرافضة العرب لهم ضد بلداننا وأمنها واستقرارها، ورحنا نقدم التنازل تلو التنازل وإلا فليقارن العاقل بين مظالم إخواننا أهل السنة في إيران المحرومين من كل حقوق إنسانية وبين غطرسة رافضة البحرين الذين يستولون على أكثر مقاعد المجلس النيابي ثم يحاولون إحراق البلد عندما جاءهم أمر العمليات من طهران، ثم يدعوهم الملك إلى الحوار فيشرطون حل حكومته قبل الاستجابة لدعوته!!
إننا مدعوون في هذا المفصل التاريخي الحاسم ليس إلى ممارسة الحزم الصارمة مع وكلاء ملالي قم فحسب، بل إن علينا الانتقال إلى الهجوم لأنه خير وسيلة للدفاع!! وإيران دولة ملأى بالتناقضات التي تتيح لنا نقل كرة النار إلى ملعبها فهنالك إشكالية بنيوية تتعلق بالتركيبة العرقية إذ لا تتجاوز نسبة الفرس 45 % من إجمالي تعداد سكانها!!ومع ذلك يحتكر هذا العرق مفاصل الدولة الرئيسية ويستعلون على سائر العرقيات الأخرى.



كما أن هنالك بُعْداً آخر للقضية يتداخل مع القهر القومي، يتمثل في الانتماء الديني لتلك المكونات الإثنية، حيث يعاني البلوش والأكراد والتركمان من قمع إضافي بسبب انتمائهم إلى أهل السنة والجماعة. وإن كان التشيع لا يشفع لأصحابه من المنتسبين إلى غير القومية المتكبرة، وهذا ما يعيشه عرب الأحواز وهم في أكثريتهم من الشيعة الإمامية الاثني عشرية، الأمر الذي جعلهم يثورون على ذلك الموروث في السنوات الأخيرة، لتعود أعداد كبيرة منهم إلى جذورها السنية الأصيلة قبل مئات السنين!!
فالحذار الحذار من أي تهاون أو تردد يترك البحرين العزيزة لقمة سائغة للمجوسية المتوحشة، لأنها سوف تطمع بالمزيد، فلا يتقاعسن أحد عن واجبه ليقول بعد فوات الأوان: لقد أكلونا يوم أُكِلَ الثور الأبيض.


رفع الهـمـم إلى القمـم. د. عائض القرني.

أنا إن عشت لست أعدم خبزاً.......وإذا مت لست أعدم قبـــراً
همتّي همة الملـــــوك ونفسي.......نفس حر ترى المذلة طفراً

السلام على أهل الهمّة..
فهم صفوة الأمم..
وأهل المجد والكرم..
طالت بهم أرواحهم إلى مراقي الصعود.. مطالع السعود.. ومراتب الخلود..
ومن أراد المعالي هان عليه كل هم.. لأنه لولا المشقّة ساد الناس كلهم..
ونصوص الوحي تناديك.. سارع ولا تلبث بناديك.. وسابق ولا تمكث بواديك..

أمية بن خلف لما جلس مع الخلف أدركه التلف..
ولما سمع بلال بن رباح حي على الفلاح.. أصبح من أهل الصلاح..


أطلب الأعلى دائماً وما عليك..
فإن موسى لما اختصه الله بالكلام قال: { قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ }
المجد لايأتي هبة.. لكنه يحصل بالمناهبة..
فلما حمل الهدهد الرسالة، ذكر في سورة النمل بالبسالة..
نجحت النملة بالمثابرة، وطول المصابرة..


تريد المجد ولا تجدّ؟؟
تخطب المعالي وتناوم الليالي؟؟
ترجوا الجنّة وتفرّط في السنّة؟؟


قام رسولنا صلى الله عليه وسلم حتى تفطرت قدماه..
وربط الحجر على بطنه من الجوع.. وهو العبد الأوّاه..
وأدميت عقباه بالحجارة.. وخاض بنفسه كل غارة..


يدعى أبو بكر من الأبواب الثمانية، لأن قلبه معلق بربه كل ثانية..
صرف للدين أقواله، وأصلح بالهدى أفعاله، وأقام بالحق أحواله، وأنفق في سبيل الله أمواله.. وهاجر وترك عياله..


لبس عمر المرقّع، وتأوّه من ذكر الموت وتوجّع، وأخذ الحيطة لدينه وتوقّع ..
عدل وصدق وتهجّد، وسأل الله أن يستشهد، فرزقه الله الشهادة في المسجد..

عليك الجد إن الأمر جَـدّ.......وليس كما ظننت ولا وهمتَ
وبادر فالليالي مسرعات.......وأنت بمقلة الحدثـــان نمتَ

اخرج من سرداب الأماني، يا أسير الأغاني..
وانفض غبار الكسل واهجر من عذل، فكل من سار على الدرب وصل..
نسيت الآيات وأخّرت الصلوات، وأذهبت عمرك السهرات، وتريد الجنات؟؟

ويلك!! والله ما شبع النمل حتى جد في الطلب..
وما ساد الأسد حتى وثب..
وما أصاب السهم حتى خرج من القوس..
وما قطع السيف حتى صار أحدَّ من الموس..
الحمامة تبيني عشّها..
والحمرة تنقل عشّها..
والعنكبوت تهندس بيتها..
والضب يحفر مغارة..
والجرادة تبني عمارة..

وأنت لك مدة..
ورأسك على المخدة..

في الحديث.. « إحرص على ما ينفعك » .. لأن ما ينفعك يرفعك..
« المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف » 
بالقوة يبنى القصر المنيف, وينال المجد الشريف..

همة تنطح الثريا وعزم.......نبوي يزعزع الأجبال

صاحب الهمة مايهمه الحرّ.. ولايخيفه القرّ.. ولا يزعجه الضرّ.. ولايقلقله المرّ.. لأنه تدرع بالصبر...
صاحب الهمة يسبق الأمّة إلى القمّة..
{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ.أُوْلَـئِكَ الْمُقَرَّبُونَ }
لأنهم على الصالحات مدبون في البر مجرّبون..
عمي بعض المحدثين من كثرة الرواية، فما كلّ ولاملّ حتى بلغ النهاية..
مشى أحمد بن حنبل من بغداد إلى صنعاء.. وأنت تفتر في حفظ دعاء..
سافر أحدهم إلى مصر، وغدوه شهر ورواحه شهر.. في طلب حديث واحد.. ليدرك به المجد الخالد..
ولولا المحنة، مادعي أحمد إمام االسنة.. ووصل بالجلد إلى المجد..
ووضع ابن تيمية في الزنزانة.. فبرز بالعلم زمانه..
واعلم أن الماء الراكد فاسد.. لأنه لم يسافر ولم يجاهد..
ولما جرى الماء.. صار مطلب الأحياء..
بقيت على سطح البحر الجيفة.. لأنها خفيفة..
وسافر الدرّ إلى قاع البحر.. فوضع من التكريم على النحر..

فكن رجلاً رجله في الثرى.......وهامة همته في الثريا
ياكثير الرقاد.. أما لنومك نفاد؟؟
سوف تدفع الثمن يامن غلبه الوسن..
تظن الحياة جلسة.. وكبسة.. ولبسة.. وخلسة؟؟
بل الحياة شريعة ودمعة. وركعة. ومحاربة بدعة..

الله أمرتا بالعمل.. لينظر عملنا.. وقال  { وَالَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا }
فالحياة عقيدة وجهاد.. وصبلا وجلاد.. ونضال وكفاح.. وبر وفلاح..
لامكان في الحياة لأكول كسول..
ولامقعد في حافلة الدنيا للمخذول..

ابدأ في طلب الأجر من الفجر.. بقراءة وذكر.. ودعاء وشكر.. لأنها انطلاق الطير من وكورها..
ولا تنسى: « بارك الله لأمتي في بكورها »
العلم في حركة.. كأنه شركة.. وقلبك خربة كأنه خشبة..
والطير يغرد.. والقمري ينشد.. والماء يتمتم.. والهواء يهمهم..
والأسود تصول.. والبهائم تجول.. وأنت جثة على الفراش؟؟
لافي أمر عبادة.. ولا معاش؟؟
نائم هائم.. طروب لعوب كسول أكول..

ولاتقل الصبا فيه اتساع.......وفكر كم صبي قد دفنتـــا
تفرّ من الهجير وتتقيـــه.......فهلا من جهنم قد فـررتا

أنت تفتر والملائكة لايفترون.. وتسأم العمل والمقربون لايسأمون..


بم تدخل الجنة؟؟
هل طعنت في ذات الله بالألسنة؟؟
هل أوذيت في نصر السنة؟؟
فانفض عنك غبار الخمول.. ياكسول..
فبلال العزيمة.. أذّن في أذنك فهل تسمع؟؟
وداع الخير دعاك فلماذا لاتسرع؟؟
{ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ } 
ولابد للهمم الملتهبة أن تنال مطلوبها..
ولابد للعزائم المتوثبة أن تدرك مرغوبها..
سنة لاتبدل.. وقضية لاتحوّل..

سوف تأتيك المعالي إن أتيت.......لاتقل سوف عسى، أين وليت

قل للمتخلفين اقعدوا مع الخالفين.. لأن المنازل العالية والأماني الغالية تحتاج إلى همم موارّة.. وفتكات جبارة.. لينال المجد بجدارة..

وقل للكسول النائم.. والثقيل الهائم..
امسح النوم من عينيك.. واطرد الكرى من جفنيك.. فلن تنال من ماء العزة قطرة.. ولن ترى من نور العلى خطرة.. حتى تثب مع من وثب.. وتفعل مايجب.. وتأتي بالسبب..


ألا فليهنأ أرباب الهمم.. بوصول القمم..
وليخسأ العاكغون على غفلاتهم في الحضيض.. فلن يشفع لهم عند ملوك الفضل نومهم العريض..

وقل لهؤلاء الراقدين: { إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ } 
فهبوا إلى درجات الكمال.. نساءً ورجالاً..
ودرّبوا على الفضيلة أطفالاً..
{ انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً }


تونس...مصر....مدرسة واحدة وأجندة واحدة

المتأمل في ما وقع في تونس ويقع في مصر، والناظر نظرة فاحصة لنظام الحكم في الدولتين وكثير من الدول العربية سيجد تشابه إلى حد كبير في كيفية حكم البلاد وتسيير شؤونها.

بيع الثروات بثمنٍ بخس، قمع وكبت الحريات، فنّ تزوير الانتخابات وإخراجها بصورة يرضاها الغرب، إيذاء الصالحين في أرزاقهم ووظائفهم بل واعتقالهم مع رفع شماعة الإرهاب. موالاة اليهود والنصارى وتطبيق أجندتهم لسنين طويلة.


هذه المدرسة تعلموا فيها واتفقوا فيها على أنها سياسة جوّع شعبك يتبعك، وسياسة حكم الفرد وأسرته واستحواذهم على مقدرات الأمة وثرواتها، واستخدام الديمقراطية المزورة للبقاء على الكراسي (99،99).

مدرسة تعلموا فيها استخدام الأمن بأنواعه السياسي والقومي والمركزي والوطني للتجسس على شعوبهم وقمعهم، مع اهتمامهم بالإعلام الذي يلعب دوراً بارزا في تلميعهم وإبرازهم كشخصيات ملهمة لا تخطيء، هدية الله للبلاد، لولاهم ما قام مشروع ولا تحقق منجز ولا أنشئت جامعة إلا ببركتهم وبغيرهم البلاد خراب ودمار.


قضية فلسطين وغزة خاصة قضية محورية وزئبقية توضح أن هؤلاء الحكام -إلا من رحم الله- خريجي مدرسة واحدة وتربية واحدة، ويطبقون أجندة واحدة وأيدلوجية واحدة، وما هم إلا أقسام شرطة كما يقولون يطبقون قوانين الغرب لنا، وما حرب غزة عنا ببعيد.

لكن شاء الله أن لكل بداية ونهاية ولكل ظالم زوال، وما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل.


الصحوة الإسلامية وصحوة التغيير ودعوات المظلومين في ظلمات الليالي ورفض الظلم والاستبداد، والرغبة في العيش بحرية وكرامة، هذه كله هو الذي حمل الشعب التونسي على ثورته وكذلك الشعب المصري، والله يعلم وحده من هو الشعب الحي اليقظ الثائر التالي.

{
إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار}.
{
إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}.


أمير بن محمد المدري
إمام وخطيب مسجد الإيمان – اليمن
أمير بن محمد المدري - موقع صيد الفوائد
Almadari_1@hotmail.com

العرب قوم لا يصلحون إلا بدين

العرب قوم لا يصلحون إلا بدين
للشيخ أبو إسحاق الحويني

من المعلوم أن الله أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم إلى أمة من الهمج الهامج، يأكل القوي منهم الضعيف، وكانوا يعيشون على حاشية العالم، لا قيمة لهم ولا يذكرون بخير، بل كانوا كما روى البخاري رحمه الله في أول كتاب الجزية والموادعة من حديث جبير بن حية:

قال: ندبنا عمر إلى غزو كسرى وأمر علينا النعمان بن مقرن حتى إذا كنا بأرض العدو، وخرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفاً، فقام ترجمان فقال: ليكلمني رجل منكم. فقال المغيرة: سلْ عما شئتَ. قال: ما أنتم؟ قال: نحن أناس من العرب كنا في شقاء شديد، وبلاء شديد، نمصّ الجلد والنوى من الجوع، ونلبس الوبر والشعر، ونعبد الشجر والحجر، فبينما نحن كذلك؛ إذ بعث رب السموات ورب الأرضين ـ تعالى ذكره وجلت عظمته ـ إلينا نبياً من أنفسنا، نعرف أباه وأمه، فأمرنا نبينا رسول ربنا صلى الله عليه وسلم أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده، أو تؤدوا الجزية، وأخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن رسالة ربنا أنه من قُتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثله قط، ومن بقي منا ملك رقابكم»..هذا كان وضع العرب قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد قدمت هذا الكلام حتى أبين مفتاح إصلاح العرب، فإن العرب هم الذين استقبلوا الرسالة أول مرة، وهم الذين سينصر الله بهم الدين، ليس عصبية لجنس العرب..إن جنس العرب هم أفضل جنس على وجه الأرض، لا نقصد أفراد العرب، فإن منهم من الملاحدة والزنادقة ما لا يخفى على أحد، لكن جنس العرب كجنس هو أفضل جنس على وجه الأرض، هم الذين استقبلوا الرسالة وهم الذين سيجددون الدين.

هل ينهض الإسلام من الغرب؟

في بعض رحلاتي إلى أمريكا سمعت دعوة غريبة كان بعض الناس يتكلم بها ويتأول كلام النبي صلى الله عليه وسلم "لا تقوم الساعة حتى تشرق الشمس من مغربها" كان يقول: الشمس هي الإسلام، وأن نهضة الإسلام ستكون من الغرب. وهذا كلام باطل، وهذا الحديث كل علماء المسلمين يجعلونه في أبواب الفتن، فلا علاقة له بمسألة بعث الإسلام، بل هذه المنطقة المتنازع عليها "منطقة الشرق الأوسط" الممثلة في الجزيرة وفي مصر وفي الشام، هذه البقعة المباركة لم يرسل نبي قط إلا من هذه البقعة، لا تسمع أبدا أن نبيا بعث في الغرب، فالجزيرة كان فيها النبي صلى الله عليه وسلم وإبراهيم صلى الله عليه وسلم، ومصر كان فيها بنو إسرائيل وكان فيها يوسف وموسى وفيها يعقوب، والشام كذلك..هذه البقعة يتقاتل عليها الناس جميعا لشرفها، ولم يبعث نبي خارج هذه البقعة مطلقا، فالمنتظر أن يسترد الإسلام عافيته مرة أخرى من بلاد العرب.

مفتاح العرب

مفتاح العرب الذي يغفل عنه كثير من الداعين إلى الإصلاح في بلادنا هو الدين. العرب قوم لا يصلحون إلا بدين، بدون الدين لا قيمة لهم، إذا تلبسوا به وصلوا إلى الأوج، تركيبتهم هكذا، خلقتهم هكذا.

وهم إذا ولغوا في الشهوات لا يفيقون، أنت ترى في الغرب مثلا الرجل يزني ويشرب الخمر وينتج، فالغرب ليسوا أهل عفة، ومع ذلك كل ما هو موجود في بلاد المسلمين من صنع أيديهم تقريبا، وأصبحت عقدة الخواجة ماركة مسجلة، يذهب الإنسان دائما إلى ما ينتجه الغرب..أما العربي إذا شرب الخمر فإنه يشرب الخمر ثم يشرب الخمر ثم يشرب الخمر. وإذا زنى فإنه يزني ثم يزني ثم يزني، أي لا يفيق، هكذا تركيبته.؟لذا فإن الذين يحاولون أن نساير الغرب في طريقتهم ويزعمون أن هذه من دعوى الإصلاح لا يفهمون طبيعة الجنس العربي، فهم لا يصلح إلا بدين أو ولاية دينية..انظر إلى العرب وقد أنفقوا 80 سنة في حربين: حرب البسوس وحرب داحس والغبراء لسبب تافه في الحربين: لفحل وناقة.

روح التحدي

والعربي عنده روح التحدي، يتحدى حتى لو أهلك نفسه، لذا بطبيعة العربي – كطبيعة عند العرب – إذا تحديته فإنه لا يصبر، ينطلق كالسهم إلى مكان التحدي، لذا كان أخطر الدعوات في دولة اليهود – هما كتلتان: الليكود وحزب العمل، الليكود يتعامل (بالعنف)، وحزب العمل يتعامل بهدوء. فإسحاق رابين هذا الذي قتل كان يدعو إلى سوق اقتصادية وتبادل ثقافي، ونحن نستنيم لعدونا أول ما نسمع هذه الدعوات. أما بيجين وجماعته (فمذهبهم العنف).

ونحن عندما نضرب تستيقظ فينا روح التحدي، لذا كان من الخطر الداهم أن يحدث نوع من (الدعة) التي تملأ بلاد المسلمين، لأننا معاشر أهل السنة نتمتع بنوع من الغفلة، يمكن أن نضع أيدينا بيد عدونا إذا حدث نوع من السلام بيننا وبينه، لذا نحن نخشى أن يحدث صلح بيننا وبين الرافضة، لأنه لو حدث صلح بيننا وبينهم، سيكون أهل السنة هم المجني عليه، لأنه سيحدث تبادل ثقافي وتنتشر الحسينيات، وننسى حقيقة الخلاف الجوهري بيننا وبينهم..لكن نحن نتمتع بشيء لا يتمتع به عدونا أننا نسيج واحد متماسك، أما عدونا فليس كذلك. فدولة اليهود مفككة: يهود شرق ويهود غرب، يهود الغرب هم السادة ويهود الشرق هم (أبناء البطة السوداء) لا قيمة لهم.

لابد من عدو

في فبراير 1967 قبل الهزيمة النكراء التي منينا بها سئل بن جوريون - وهذا في كتاب مترجم قرأته عن طبيعة الصراع الإسلامي اليهودي، أما تسميته (الصراع العربي الإسرائيلي) فهذه تسمية خاطئة، لذا لم ينتصر العرب أبدا طالما سموا المسألة (عربي إسرائيلي)، فإذا صار (إسلامي يهودي) انتصروا فورا، لأنك إذا قلت إسلامي تحرك بعقيدة – أن العرب يمدون أيديهم بالسلام فلماذا ترفضون السلام؟ الرجل كان صريحاً جدا قال: نحن قوم لا نحيا إلا بعدو، فإن لم نجد عدوا صنعنا عدوا.

طبيعة الناس في المحن أنهم يتجمعون وينسون الخلافات، وأظن في الولاية الثانية للرئيس بوش، ذلك المجرم الأثيم، تصور كثير من الناس بسبب إخفاقه في العراق وأفغانستان والهزيمة النكراء لقواته والقتلى الذين هم آلاف مؤلفة – وهم يخفون الحقائق – توقع كثير من الناس أن يسقط في الانتخابات، لكن الذين يعرفون الحقيقة علموا أنه سينجح، لماذا؟ لأنه استطاع أن يحشد المجتمع الأمريكي ضد عدو.

استطاع أن يبين أن العراق يهدد أمريكا تهديدا مباشرا وعنده صواريخ بالستية تحمل رؤوسا نووية يمكن أن تصل إلى أمريكا، فصدق الناس كلهم تقريبا هذه الفكرة، لأن أجهزة الدولة كانت مسخرة لهذه الفكرة، أي فكرة أن هناك عدوا وأن هناك خطرا داهما على أمريكا نفسها، استطاع أن يجمع كل الناس على عدو، هذه طبيعة المحن..وقد سألني بعض الناس مرة لماذا ذكر الله آية الربا وسط الكلام على غزوة أحد؟ {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ..والإجابة أن المجتمع إن لم يكن متماسكا لم يستطع أن يغلب عدوه في الخارج. فإذا كان المجتمع مليئا بالأحقاد والكراهية والحسد وعدم التراحم لم يستطع أبدا أن يهزم عدوه في الخارج، فلابد أن يكون نسيجا متماسكا.

والمجتمع اليهودي ليس نسيجاً متماسكاً، بخلاف بلاد العرب أعني السُنَّة، وانظر إلى العراق وهي (أطياف شتى) لما وقعت المحنة أكل بعضهم بعضا، فوضع العراق لا نظير له في بلاد العرب، بقية البلاد تقريبا كأنها نسيج واحد..وعدونا يعلم هذه الحقيقة، فإذا مد يده بالسلام فهو يعلم أنه سيتحلل لأنه ليس نسيجا متماسكا..إذًا فالذين ينظرون إلى بلاد العرب ويتحدثون عن الإصلاح، ينبغي أن يراعوا أن العرب لابد لهم من دين.

وقد بسط ابن خلدون في "المقدمة" هذه المسألة بسطا جيدا، وعلى من يريد التوسع في المسألة العودة إلى الفصل السابع والعشرين من المقدمة، أن العرب لا يصلحون إلا بدين أو بولاية دينية، لأن عندهم من صفات الخير الكثير: تجد العربي قد يشرب الخمر وقد يقتل، لكن عنده شجاعة ونخوة وشهامة ونجدة وكرم ومروءة وحرص على صيانة الحرمات والأعراض، لذا عند القتال كانوا يأخذون نساءهم معهم، لأنه إذا رأى بارقة السيف قد يفر، لكنه إذا علم أن امرأته خلفه قاتل حتى الموت..فلأن العربي عنده من الصفات الجيدة ما سبق ذكره إذا جاءه الإسلام فإنه يتزكى ويبلغ الأوج، كما قال صلى الله عليه وسلم: "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا".

* من محاضرة بعنوان: "الإسلام سبيل العزة العربية" لفضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني في الإسكندرية بمصر في 11 ربيع الأول 1430.

رسالة لفتاة مسرفة على نفسها













رسالة لفتاة مسرفة على نفسها



عادل بن عبد العزيز المحلاوي



وصلني على بريدي رسالة لفتاة – لا تزال - مسرفة على نفسها بالذنوب , قد أهلكتها المعاصي فزاد حالها سوءاً , وكانت مستهينة بما هي , قائمة على ما يسخط الله تعالى , فبعثت لها بهذه الرسالة رجاء أن تنتفع بها .

ولأنها مبهمة , وعلى شاكلتها بعض الفتيات , رغبت بنشرها ليعم نفعها , وتكون نموذجاً لمن أراد أن ينصح من على شاكلتها .

أسأل الله أن ينفع بها , ويجعلها خالصة لوجهه .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فأكتب لك أختي الكريمة بعدما قرأت رسالتك , وتألمت للحالة التي وصلتي لها .

أكتب لك بلسان المشفق عليك , المحب لك كل خير .

أكتب لك وأنا أنفض يدي للتو من غبار قبر , قبرنا صاحبه قبل قليل , وقفنا عنده قليلاً ثم تركناه وحيداً فريداً مرتهناً بعمله , أتدرين قبر من؟

أنه قبر أحد طلابي الذي كان عندي العام الماضي في الصف الثالث الثانوي " وأظنك تكبرين منه " ولكنّ الموت لم يمهله لصغر سنه . ولا أظنه سيمهلك أنت .

أكتب لك وقد قبرنا قبله بثلاثة أيام شاب في ريعان شبابه , أتدرين كم بين موته وزواجه ؟

أنها ثلاثون يوما فقط .

جاء ليشتري أغراض بيت الزوجية , ويفرح مع زوجته في عش طالما رسم له في ذهنه أمنيات , وخطط لمستقبله مع زوجه وولده تخطيطات .

فيا الله ما أقرب الموت منا !

وما أعظم غفلتنا عنه !

أخيتي :


لئن كنت تعيشين سكرة الهوى , وظلام المعصية , وران على قلبك أثر الذنوب , وغفلت كما غفل غيرك عن ربه وعن مصيره المحتوم , فلعل رسالتي هذه أن توقظ بقية الخير فيك التي أعلم بثباتها ورسوخها ولكنها الغفلة التي سرعان ما تنقشع بالتذكرة .
وأعلم بطهارة نفسك التي تحب الله ورسوله وجنته , وتخاف من ناره , ولكنها سكرة الهوى التي تعيشينها وتزول بالصدق مع النفس وتذكر الدار الآخرة .

أخيتي


لئن كنت اغتررت بشبابك فهلا اعتبرت بهؤلاء الذين ماتوا بعمر الزهور بعضهم أصغر منك .

ولئن اغتررت بجمالك , فهل تأمنين بقاء هذا الجمال ؟

إن لسعة نار واحدة , أو بخار حار قد تُذهب هذا الجمال , وتمحو تلك النضرة .

فلا تأمنين مفاجأة الأيام .

احذرك – أخيتي - نقمة الله وأنت مقيمةٌ على معصيته , فقد تجرأ قبلك خلقاً على ربهم , وتمردوا على شرعه , فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر .

أين من كانوا يُحيون الليالي الحمراء , تجمعهم الكأس والغانية , ويرأسهم إبليس بجنده , وكيف جاءهم الموت على حين غرة , فأصبحت قصصهم تُذكر ليُتعظ بها ,

فهل يسرك أن تكوني موعظة لغيرك ؟

ولئن كنت ذكرت في رسالتك أحوال زميلاتك وأنهن واقعين فيما أنت واقعة فيه من المعاصي , فلا تغتري بهم وبكثرة سوادهم - فالهالكون وربي كثير - ولكل واحد صحيفة عمل , وله حساب على حده , وليس هذا عذراً لك بين يدي الله .

وبالمقابل انظري إلى من نجت من شهوات الدنيا , فكانت لها الحياة الطيبة والذكر الجميل بين الناس , وقد وعدها الله بعد مماتها بجنات النعيم .

اغمضي عينيك الآن عندي حرفي هذا ....وتخيلي السنين تمضي عليك , وتخيلي أنه قد فات منها عشر سنوات أو عشرين وقد بلغت الأربعين أو الخمسين فقول لي بربك كيف سيكون حالك عند هذا السن ؟

هل ستكونين مع زوج في سعادة وبين يديك أطفالك تسعدين فيهم , وتهنئين ببرهم ؟

هل ستحضين برجل يفخر بك ويعتز أنه ارتبط بمثلك ؟

هل سيكون تحت قدميك أبناء بررة يجهدون لأجل برك ؟

كيف بك لو علموا أن أمهم يوماً من الأيام كانت .....؟

أخيتي


إن الله يمهل ولا يهمل , فلا تغتري بستره عليك

لا تلجي يا أختاه إلى طريق الظلام فإنه نفق موحش , صار قبلك فيه أُناس وظنوا أن فيه السعادة والأنس , فوجدوه سراباً خادعاً , وذاقوا مرارة الجراءة على حدود الله , فعضوا أصابع الندم , وبكوا بدل الدمع دماً .

تمنوا أن لو لم تلدهم أمهاتهم وقد وصلوا إلى ما وصلوا إليه , فأُعيذك بالله أن تصلي إلى ما وصلوا إليه .

أختاه


إن باب التوبة مفتوح , والكريم يبسط يده بالليل لك إن أسأت بالنهار , ويبسط يده بالنهار لك إن أسأت بالليل , فلا تحرمي نفسك هذا العطاء .

وربي إنه ليفرح بك وبغيرك من التائبين

فلا تيأسي ولا تقنطي من رحمته

فلو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتي الكريم – غفر لك –

ولو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استرحمتي الرحيم - صب عليك رحمته , وأفاض عليك من جوده -

فهلمي إلى رحمته , وسارعي إلى بابه جوده المفتوح .

اللهم إن أمتك بنت عبدك قد أقبلت إليك , يارب فاقبل توبتها , وامح خطيئتها , وأبدل سيئاتها حسنات . اللهم آمين .


كتبه / عادل بن عبد العزيز المحلاوي
Adel-aam@hotmail.com

مناقشــات عائليــة













مناقشــات عائليــة



أم هاني




** مناقشــات عائليــة ....


محاجّة رقم (1) إذا أحبَّ الله عبدا ابتلاه


( دخل الابن من الباب - ذات يوم - وجلس يبكي بكاءً مريرا ..... )

- الأم : ما يبكيك ؟ ! !

- الابن بصوت متهدج من البكاء : ظلمني أصحابي واتفقوا على أني مخطئ ، ووالله أنا بريء مظلوم ....

- الأم وكأنه أمر معتاد جدا : هل تعاركتم ... هداكم الله ...

الابن : والله أنا مظلوم ، ولكنك - طبعا- لن تصدقيني ---- زيادة في بالبكـــاء ...

الأم صادقة : الحق أنا أعرفك وخبيرة بك ؛ و الراجح عندي أنك لست مظلوما تماما... .

الابن : أعلم أنك تظنين فيّ ذلك - دائما - يواصل البكـــاء و بشدة .

( الأم تبتسم - في نفسها - وتحدثها : هذه فرصة ذهبية لأبين له عاقبة إساءته )
- الأم تربّت على ظهره بحنان قائلة :
( ما أصاب من مصيبة فبما كسبت أيديكم .... ويعفو عن كثيييير )
طيب : هب أنهم ظلموك يا بني ، أفيكون ذلك عقابا من الله على تقصيرك في أداء الصلاة مثلا ...؟؟؟

- الابن وقد توقف عن البكاء قليلا : أمي أمي أنسيتِ ؟!!

- الأم في دهشة : وما الذي نسيته ذكّرني ؟!

- الابن : ( إذا أحب الله عبدا ابتلاه ) معاودة للبكاء ...

- الأم : ..... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!






محاجّة رقم (2): ليس منا من لم يرحم صغيرنــا


- الولدان يتعاركان : الكبير يصرخ على الصغير، والصغير يبكي بشدة متنمرًا مغتاظًا....

- الأم تحاول فض الاشتباك ، وتُوفق - أخيرا - في الفصل بين القوات ( أقصد الأولاد )

- الأم : مـــــا الأمـــر ؟!!!

- الولدان كلاهما يتحدث .... ضوضاء...

- الأم آمرة : اسكتــــــــا....

- الابن الأصغر صارخا باكيًا بمرارة : هو مفترٍ وظالم .....

- الأم تنهره : ولد : ( ليس منا من لم يوقر كبيرنا )

- الابن الأصغر باكيا بقهر وأنفاس متقطعة : ( وليس منا من لم يرحم صغيرنا ) ....


- الجميع :.......!!!!!!!!!






محاجّة رقم ( 3 ): سيدخل صبي - إن شاء الله - الجنة في هرة !!!

- الابن يدق الباب وقد تأخر كثيرا ....

- الأم تفتح الباب : لِمَ تأخرتَ ؟ ألم أنهكَ عن ذلك ؟

- الابن منفعلا جدا : صبرا يا أمي سأحكي لكِ ...

- الأم بنفاذ صبر : تفضل احكِ ....

- الابن - يبتلع ريقه وبعين لامعة - :
وجدت هرة جميلة كالأرنب بيضاء عيونها زرقاء
في الطريق ، كانت جائعة ، وتشعر بالعطش .... فأطعمتها وسقيتها ...
ثم بحثت لها عن مكان آمن ووضعتها فيه ...و .... هذا هو السبب .

- الأم - وقد همت بالاعتراض ، و وشى وجهها بكثير من الامتعاض - : ألم .....

- الابن - مقاطعا بسرعة ونظرته متوسلة -: يــا أمي يــا أمي :
دخلت امرأة النار في هرة ، وسيدخل صبي - إن شاء الله - الجنة في هرة .

الأم - تبتسم مغضبة - : ..........!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !






محاجة (4 ) ما دخل الرفق في شيء إلا زانه


الابن يدفع الباب بقوة ...

الأم : يا بني ( مادخل الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه )

الابن يجذب اللعبة بشدة ، فتنكسر ...

الأم : يا بني ( مادخل الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه )

الابن يفتح الكتاب بعنف ، فيتمزق الغلاف ...

الأم : يا بني ( مادخل الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه )

الابن ......

الأم : يا بني ( مادخل الرفق في شيء إلا زانه .....


المعلم يشرح للابن مسألة منفعلا مشوّحًا، فيطيح كوب العصير وينسكب محتواه ...

الابن ناصحا : يا معلمي ( مادخل الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه )

المعلم وقد اتسعت حدقتاه : .................!!!!!!!!!!!!! !!






محاجّة رقم (5 ) فتبينـــوا .....

-الأم للابن وهي تعد أطباق الطعام في المطبخ :
أغلق الحاسوب - فضلا - وهيّـا للغداء .

- وأضافت محذِّرة كالعادة :
إياك أن تغلق الجهاز فجأة ، أغلق جميع الملفات أولا .

- الابن : حــاضر يا أمي .

- أحد كبار العائلة للأم : لقد أغلق ابنك الجهاز فجأة ، ولم يطعك ...

- الابن صارخا : والله لم أفعل ، تعالي يا أمي ، وانظري لما ينغلق الجهاز بعد !!!

- الأم - من مكانها وهي تكمل عملها - للكبير معاتبة :
عساك لم تنتبه جيدا ، فهو ناضج ومطيع ربنا يبارك فيه...

- وتكمل الأم للابن مهدئة : هو لم ينتبه ، ولم يقصد ؛ هوّن عليك يا صغيري .

- الابن مندفعا بقوة يحتضن أمه بشدة من خاصرتها ،
وقد دمعت عيناه من شدة التأثر (1)
فكادت الأطبق تطيح من بين يديها ، وهو يقبل ما يطاله منها قائلا بصوت
غلبه البكاء : شكرا أمي ... شكرا أمي : ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )

- الجميع تتسع عيونهم في دهشة .... !!!!

- وقد تنمر الكبير وهب معارضا ....

- الأم للكبير ذاهلة : مهلا ... مهلا ... هو لم يقصد فقط فقط ..
أخطأ من شدة الفرح ....!!!


--------------------------------

(1)- وكان هذا لأن ديدن الأم وهديها معه : أنها تباشر بلومه وعقابه فور تشكّي أحد منه ، دون أن تستمع منه .

اللهم اغفر لها آمين .






- محاجّة رقم ( 6) أنا مسلم ...!


الابن وقد فعل فعلا غير لائق .

الأم موبخة : أيفعل ذلك مؤمن ؟!!!

الابن مدافعا : يا أمي ... يا أمي : أنا مسلم ولست بمؤمن .. (1)

الأم : .........!!!!!


-----------------------------

(1)- لأنه يعلم من نقاش سابق أن العباد الموحدين على درجات :
أعلاها درجة الإحسان
وأوسطها الوصف بالإيمان
وأدناها مطلق الإسلام .






محاجّة رقم : (7) أربعة أشهر فقط !!!

الأم للابن وقد ضايقها شدة التصاقه بها :
ألا تبتعد عني قليلا ، أود أكون وحدي فضـــلا ؟

الابن بكل حماس وإصرار : أبدا لن أبتعد أو أتركك وحدك أبدا
ثم يكمل بجدية : حتى عندما أكبر - إن شاء الله -
وأتزوج سألازمك أربعة أشهر ،ثم أتركك ليوم واحد
- فقط - أذهب فيه للأولاد وأعود إليك بعده .


الأم في دهشة : ولِـمَ أربعة أشهر بالذات ؟!!!

الابن متعجبا : يا أمي أنسيتِ أنه لا يجوز للزوج ترك أهله أكثر
من أربعة أشهر !!! (1)

الأم باسمة : ............!!!

-------------------------------

(1)- هذا لأنه استمع إلى حوار سابق بين الكبار عن أقصى مدة للإيلاء في الشرع .






محاجّة رقم : (8) الجهر والإسرار بالبسملة .

الابن يصلي جهرا : ( الله أكبر . الحمد لله رب العالمين .... )

الأم توجهه وهو يصلي : البسملة آية من الفاتحة يا بني .

الابن يصلي جهرا : ( الله أكبر . الحمد لله رب العالمين .... )

الأم توجهه وهو يصلي : البسملة آية من الفاتحة يا بني .

الابن يصلي جهرا : ( الله أكبر . الحمد لله رب العالمين .... )

الأم توجهه وهو يصلي : البسملة آية من الفاتحة يا بني .

............................ تكرار الموقف ما لا يحصى !!!

الابن يبادر الأم قائلا ولـمّا يدخل من الباب بعد آتيا من صلاة الجمعة :

أمي .. أمي لِمَ لم تخبريني بحكم الجهر والإسرار بالبسملة في الفاتحة ؟

الأم في دهشة : لم تأتِ مناسبة .......... لماذا ؟!!

الابن : بعد أن انتهى الإمام من خطبة الجمعة والصلاة
ذهبت إليه وسلمت عليه ثم قلت له : يا شيخنا البسملة
آية من الفاتحة ولم تقرأها في الصلاة ؟
فأجابني الشيخ مبتسمًا وهو يربّت على كتفي :
لقد أسررت بها يا بني ولم أجهر .

الابن يكمل معاتبا : كثيرا ما رددتِ علي يا أمي
( البسملة آية من الفاتحة )فلماذا لم تخبريني
بحكم الجهر والإسرار بها ؟!


الأم : ...........!!!!!






مجاجة رقم : (9) أخبريني بسيئاتك يا أمي ؟ ...

- الابن يحفظ مع الأم سورة فاطر


- الأم تحاول مساعدته على الحفظ بشرح مبسط جدا لبعض معاني الآيات


- الابن وصل مع أمه لتلك الآية :

( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ
وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) فاطر : 32


- الأم : عباد الله ثلاثة يا بني :
1- الظالم لنفسه وهو : من عنده طاعات و لكنه ظلم نفسه بعمل بعض السيئات
2- المقتصد وهو : من اقتصر على فعل الطاعات الواجبة فقط واجتنب السيئات.
3- أما السابق بالخيرات - وانتبه أن ذلك من فضل الله عليه - فهو :
الذي يفعل الطاعات الواجبات بل و الكثير من المستحبات مع اجتنابه للسيئات.


- الابن يقول وقد شرد ببصره بعيدا : إذن أنت من السابقين بالخيرات يا أمي ؟


- الأم وقد باغتها السؤال ودمعت عيناها : لا بل أنا ظالمة لنفسها -يعلم الله -
فكم لي من سيئات...


- الابن وقد اتسعت حدقتاه دهشة : أنت !!! أنت يا أمي ...!!!
لماذا تقولين هذا ؟ !


- الأم تحاول حبس دموعها : هيا أتم الحفظ فضلا ..


- الابن وقد لمعت عيناه : إذن العم فلان والخالة فلانة من الظالمين لأنفسهم
لأنهم لا يصليان و... و ...و ...


- الأم وهي تعلم صدق ما يقول : هداك الله اهتم بنفسك ..


- الابن يكمل كأنه لم يسمع شيئا : وأبي نعم أبي هو من السابقين بالخيرات
؛ فهو يكثر من تلاوة القرآن ، ويقوم الليل ، و يفعل ...
كذا وكذا وكذا ... أليس كذلك يا أمي ؟


- الأم لا تدري ماذا تقول : أظنه كذلك يا بني
... نعم - إن شاء الله - هو منهم .


- الابن مواصلا : ولكن أمي أخبريني ... أخبريني - رجاء - عن سيئاتك التي فعلتِ ؟!


- الأم لا يعلم بحالها إلا الله : .............!!!!






مجاجة رقم : (10) - من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .

- الابن يسأل عن شيء لا يخصه ...

- الأم منكرة عليه : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .

- الابن يدخل في نقاش بين الكبار ...

- الأم منكرة عليه : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .

- الابن يتكلم بشأن أناس آخرين ....

- الأم منكرة عليه : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .

- الابن يقابل إحدى الجارات في الطريق فتستوقفه لتسأله
عن بعض الأمور الخاصة بالعائلة فضولا منها....

- الابن مستنكرا عليها بشدة : يا خالة ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )

- الجارة ذاهلة : ...............!!!






محاجة رقم (11)- أذهب مبكرا ثم أخرج ..

*كل يوم جمعة الأم تكرر للابن ما يلي :
- يا بني اذهب مبكرا شيئا ما لصلاة الجمعة :
لتقرب إلى الله ولو بيضة ، وتُكتب في صحف الملائكة الكرام البررة (1).

- الابن يتلكأ ويتلكأ حتى يُرفع الأذان ، ويصعد على المنبر الإمام

- الأم متحسرة : كذا أنت محروم .

* وفي يوم الجمعة الأم تكرر للابن ما يلي :
- يا بني اذهب مبكرا شيئا ما لصلاة الجمعة :
لتقرب إلى الله لو بيضة ، وتُكتب في صحف الملائكة الكرام البررة .

- الابن يتلكأ ويتلكأ حتى يُرفع الأذان ، ويصعد على المنبر الإمام

- الأم متحسرة : كذا أنت محروم .

- وذات مرة قال الابن لأمه وقد برقت عيناه بشدة :
ما رأيك يا أمي أن أذهب إلى صلاة الجمعة مبكرا
فإذا دخلت من باب المسجد وكتبتْ اسمي الملائكة
و تثبت لي عند الله قربة ، ثم أخرج بعد قليل أذهب
إلى بيت الجدة ، ثم أعود إلى أداء الصلاة عند الأذان
مرة أخرى ؟

الأم وقد برقت عيناها من الدهشة : ............!!!


---------------------------

(1)- [ إذا كان يوم الجمعة ، وقفت الملائكة على باب المسجد ، يكتبون الأول فالأول ، ومثل المهجر كمثل الذي يهدي بدنة ، ثم كالذي يهدي بقرة ، ثم كبشا ، ثم دجاجة ، ثم بيضة ، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ، ويستمعون الذكر . ]
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 929
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]






محاجة رقم (12)- أخطأتُ واحدًا وعُوقبت ثلاثًا...!!!


أخطأ الابن الصغير الذي لـمّا يُتم عامه الثالث بعدُ .

فعاقبته الأم بالضرب على ظهر كفيه حتى بكى بشدة

ثم كأنها لم تكتفِ فحرمته من اللعب سائر اليوم

- الابن : يزيد في البكاء

- الأم وكأنها لم تقنع بعدُ : وكذا لا حلوى إلى الغد

- الابن زاد في البكاء وانفجر قائلا بحروف مقطعة وبمتهى القهر
يشكو إليها منها وهو يعد على أصابعه الصغيرة :

أمي أنا أخطأت واحد
أنت ضربتِ واحد
لعب لا اثنان
حلوى لا ثلاثة !!!!!!!!!!!!!!

ثم يندفع بقوة إلى أحضانها مواصلا النحيب ..

- الأم مصدومة : .............!!!






محاجة رقم ( 13)- كان الله في عون العبد ؛ ما كان العبد في عون أخيه


- ذهبت الأم لزيارة صديقة لها مع بعض الصاحبات

- صاحبة المنزل جالسة مع الأضياف

- و إذا بابنها الصغير يدخل على الجمع ؛ شاكيا لأمه وقد هطل من عينه الدمع :

أمي ..أمي : سألت أختى الكبرى أن تساعدني في حل بعض المسائل

فأبت ، فذهبت للأخرى فأبت أيضا ... فماذا أفعل ؟!

- قالت الأم - صاحبة المنزل - لابنها بصوت رفعته لتسمع شقيقتيه :
لا عليك يا بني : هات الكتاب وتعالى لأساعدك أنا في حل
تلك المسائل ... ويكفيهما عقوبة أنهما حُرمتا من معونة الله
لهما ؛ لأنهما قد أبتا معاونتك فقد قال رسول الله -
صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : (.... الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) (1)

الجميع في دهشة : ...........!!!

-------------------------

(1)- ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة . ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة . ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة . والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه . ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة . وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده . ومن بطأ به عمله ، لم يسرع به نسبه . غير أن حديث أبي أسامة ليس فيه ذكر التيسير على المعسر . )
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2699
خلاصة حكم المحدث: صحيح






(14) سترة الإمام سترة المأمومين ...!

الأم وصغارها مع جمع غفير ذهبوا يوما لوليمة مــا .

حان وقت الصلاة فصفت الأمهات لأداء الصلاة تأمهن إحداهن

وانتحى الصغار جانبا قريبا من المصلى في نفس القاعة ،
وكانت الصلاة سرية وعدد الصفوف كثير.. اللهم بارك

- فقالت إحدى البنات الصغيرات بصوت خفيض
لكنه مسموع لأن الصلاة كانت سرية : أود العبور إلى الجانب الآخر من القاعة ؟

- فسألتها صاحبتها التى لما تبلغ الرابعة من عمرها - متعجبة -
بصوت خفيض لكنه مسموع أيضا بوضوح :
ومـــا الذي يمنعــك !!!

- فأجابتها الكبرى مستنكرة : كيف أمر بين يدي المصلين ؟!!!

- فقالت لها الصغرى كالناصحة : يجوز المرور بين يدي المصلين في جماعة
فقط لا تمري بين يدي الإمام ( الخالة فلانة ) ومري كما تشائين بعدُ
ألا تعلمين أن سترة الإمام سترة للمأمومين !!!

فتبسّم الحضور من قولهما ، وبعد تمام الصلاة ردد الجميع :

ماشاء الله لا قوة إلا بالله ، اللهم بارك ، اللهم بارك ، اللهم بارك !!!






15- اللهم ارزقني قطة ........

- بقي على الإفطار بعض الوقت الابن الأصغر صائم و يبكي من الجوع ...

- يحوم حول أمه : أمي هل بقي الكثير ... أمي هل بقي الكثير ....؟

- الأم متصبرة : بعض الشيء يا بني ....

- الابن متباكيا : لم أعد أحتمل يا أمي ..............

- الأم : هلاّ دعوت الله بما تحب فللصائم دعوة مستجابة ....؟

- الابن منصاعا : طيــــب

- وبصوت عالٍ يدعو ناظرا إلى السماء بتضرع :
يـارب ارزقتي : قطـة ، و playstation ( جهاز لألعاب الفديو )/
وصنارة يـارب : يـا رب : اشف أمي وأبي ، وارزق أمي - يـارب- حسن الخلق (1)
............انتهى .

- فضحكت الأم في دهشة شديدة وقالت : آمين آمين آمين ( تقصد دعوة حسن الخلق )!!!!

-------------------------------------

(1)- علما بأنه فعل ذلك لأنه كان يسمع أمه كثيرا تدعو بتلك الدعوة له ولها ولغيرهما .






16 - فضلا لا تدعُ الله ....

- الابن الصغير يطلب من أمه شيئا ويلح عليها إلحاحا شديدا لتوافقه


- الأم بتصبر : لا لن أعطيك ما تريد كف فضلا عن الإلحاح ...


- الابن لا يستسلم : ولم !؟ يارب يبارك فيك أعطينيه ...


- الأم تتصنع الغضب : قلت لا ... ولكن فضلا : إياك أن تدعو الله
فأنت حينما تدعو الله يستجيب لك وأخشى ان تدعوه فأجدني أوافق على مطلوبك
دون أن أعلم كيف ... فقط فضلا انس الأمر ولا تلح على الله بالدعاء كي أوافق
إياك ...

- الابن وقد لمعت عيناه بمكر محبب : إذن سأدعوه وبشدة وسنرى يا أمي
وجرى من أمامها وهو يضحك بشدة


- الأم نظرت إليه متصنعة الغيظ والخوف وقالت : لا لا من أجلي لا تفعل
أخشى أن يستجيب الله لك ....

- الولد يضحك ويضحك كالغائظ لها بلى سأفعل ويرفع يديه إلى السماء
ضارعا يسأل الله أن توافق أمه على حاجته ...

- والأم بكل سرور تحاول إنزال يديه وتصرخ عليه متصنعة الغيظ : ولد .. فضلا لا تفعل ...

ثم تتركه بعض الوقت وفي المساء يعاود الكرة وبثقة تلك المرة : يا أمي فضلا
أعطيني حاجتي ...

- الأم تتصنع الرفض ليس القوي : طيب ربنا ييسر سأرى ... ولكن انتظرماذا فعلتَ اُراني أتأثر شيئا فشيئا أنت شرير ...........

- الابن يضحك بشدة ويقول : بعد صلاة العشاء ستوافقين إن شاء الله .


- الأم بتعجب مصطنع : ولم بعد العشاء تعيننا ؟


- الابن يضحك بمكر محبب :لأني سأكرر الدعاء في السجود
وأعلم أن الله سيستجيب لي .


- الأم بسرور خفي : طيب سنرى !


- بعد العشاء الابن يعاود الإلحاح على الأم : أمي فضلا أعطيني حاجتي .


- الأم تنظر إليه متصنعة التردد الضعيف ألا تيأس ؟


- الابن : فضلا يا أمي ...؟


- الأم توافق كالمضطرة وتقول معاتبة : ولكن كف عن دعاء الله
يا ماكر فهو سبحانه يحب الإلحاح في الدعاء وخاصة من الأطفال .


- الابن يتقافز من الفرح : أبدا والله أبدا لن أترك دعاءه سبحانه .


الأم مسرورة : الله يهديك !!!






17 - ولمن صبر وغفر ...


الأم والابن الصغير في سيارة مستأجرة عائدان إلى البيت

- الأم يجللها الصمت شاردة في لجة حائرة مكتئبة ثائرة ..

- وفي هامش شعورها تسمع الأم الابن والسائق يتجاذبان أطراف الحديث
لكنها لا تفقه منه الكثير...

- الأم لنفسها : لا أستطيع حقا يشق عليّ كيف أسامحهم !
يعلم الله كم وكم أساءوا إليّ ، لا قدرة لي على المغفرة !!!

- فجأة انتزع الأم من لجتها صراخ السائق
وهو يسب سائقا آخر يبدو أنه آذاه !!!

الابن : يا عم لم تسبه ؟!
أما علمتَ قوله تعالى :
{وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} سورة الشورى /43
وقوله تعالى :
{ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }الشورى/40

- تخللت تلك الكلمات السمع والفؤاد كسهام صائبات
الأم باكية تناجي ربّها : سبحان الملك سبحان الملك !!!

اللهم : إني أشهدك أني قد غفرتُ لهم ...






18- لا تخـــف وقــل ....


- عادت الأم من الخارج ومعها الصغير وابن خالته

- الولدان صعدا الدرج ركضا بينما الأم تصعد الهوينى

- الطوابق العليا غارقة في ظلام دامس يبدو أن الجيران بالخارج منذ الصباح


- الأم تسمع ابن أختها يصيح من أعلى : ما هذا الظلام !!! نرى بالكاد يا خالة ...

- أجابه الابن ناصحا : لا تخف لا تخف
قل معي : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
وصدقني لن يضرك شيء .

- الولدان يرددانها ثلاثا بصوت مرتفع ....

- الأم بــاسمة : .....!!!






(19)- استعن بالله ...

الأم للابن في الطريق : يا بني احمل عني تلك الحقيبة فضلا .


الابن حاول حمل الحقيبة بمشقة ثم صرخ : أمي أمي لا أستطيع حمل الحقيبة فهي ثقيلة جدا ...!

الأم تصبّره وتحضّه : قل : الله المستعان و إن شاء الله تستطيع حملها بيسر ..

الابن ينظر إلى أعلى لأمه متعجبا : وهل قولي : الله المستعان سيجعل الحقيبة أقل ثقلا !!!

الأم تنظر إليه وبلهجة مؤكدة : نعم - فقط - قلها من قلبك وسترى .

الابن يطيع : الله المستعان الله المستعان الله المستعـااان
ويحمل الحقيبة بشيء من اليسر .

***********

وفي اليوم التالي .... الأولاد يلعبون حول الأم ويطلبون منها المشاركة

الأم توافق فيتقافز الصغير فرحا ...


الابن بانفعال : أمي هيا نلعب من الأقوى ؟

الأم مستسلمة : لا بأس ...

الابن يمسك كف أمه وقد ارتكزا كلاهما على مرفقه أرضا
وكل منهما يحاول مغالبة الآخر بإنزال يده إلى الأرض أولا

الأم تستطيع هزيمة الابن بيسر ولكنها تقول بصوت مرتفع
نوعا وهي تدعي الضعف شيئا ما: الله المستعان الله المستعان
ثم تهزمه وتضحك من غيظه قائلة :
الله أكبر الله أكبر أنا الأقوى أنا الأقوى ...

الابن حزين و بغيظ : لا لستِ الأقوى ... ولكنك استعنتِ بالله
يا أمي .

الأم تحاول ألا تضحك : وهل منعتك أن تفعل !!!

الابن بتحدٍ : فضلا نعيد مرة أخرى وسنرى من الأقوى ؟

الأم كالمضطرة : لا بأس ...
ثم تضيف لإغاظته وتحفيزه : ولكن أكيد أنا الأقوى !

الابن بعناد وإسرار وعيناه تلمعان: سنرى يا أمي ..سنرى يا أمي

ثم يعيدان الكَرة ...

الابن يكرر بعزم وقوة : الله المستعان الله المستعان الله المستعااان

الأم بعد مقاومة مصطنعة تُهزم له .. فيتقافز الصغير فرحا :
الله أكبر الله أكبر أنا الأقوى أنا الأقوى ...

الأم تصطنع الغيظ : لا لستَ الأقوى ولكنك استعنتَ بالله !

الابن بحبور مغيظ وهو يضحك بشدة :
وسأفعل يا أمي سأفعل دائما ..






20- أنا صغير لم يجرِ عليّ القلم بعدُ..!

- الابن يشاهد إحدى القريبات تحدث الأم في أمر ما بغلظة ..!

- الأم تحاول بالحسنى مرارا وتكرارا أن تهدئ من روعها
فما تزداد تلك القريبة إلا عتوًا ونفورا ...!

- حمى الوطيس فإذا بتلك القريبة تقع بالأم و تستطيل عليها ....

- الأم وقد أخذ منها الغضب كل مأخذ قد وشى بذلك وجهها وهمت بالرد عليها ...

- إذا بالصغير يتدخل صارخا وباكيا : لا يا أمي ،لا يا أمي
فضلا : لا تردي على إساءتها ..أنا سأجيب عنك فأنا صغير لم يجر علي القلم بعدُ..

- الأم عاجزة عن النطق : ....!!!






21 - سلبية ولكنها شديدة الإيجابية ...!

- الابن لأمه مستفسرا : ما معنى سلبي وإيجابي ؟

- الأم بدهشة : ولم هذا السؤال ؟!

- الابن : سمعت حوارا فيه ذكر هاتين الكلمتين كثيرا :
هذا سلوك سلبي ، وهذا سلوك إيجابي ...
ولم أفهم معناهما .

- الأم بتبسط : السلوك السلبي هو السلوك الخاطئ
بينما السلوك الإجابي هو السلوك الجيد أو الحسن .

- الابن : فقط ؟!

- الأم بتصبر : وكذلك عدم السلوك يمكن أن يكون سلبية
بينما السلوك التفاعلي يمكن أن يوصف بالإيجابية
ثم أضافت كالقاطعة لاستمرار هذا الحوار :
وهذا ما أستطيع توضيحه لك الآن ، وإن شاء الله حين تكبر
سيزيد علمك حول تلك المعاني ...

- الابن يسكت كالمقتنع بما قالته الأم ....

*وبعد عدة أيام جاء الابن مغضبا يشكو لأمه من تعدي صديقه في الصف
بالهمز واللمز عليه كلما أدار له ظهره .....

- الأم تنصحه مشفقة : لا تهتم له ، وكأنك لم تره ولم تعلم بما يفعل
وصدقني أنه لما يرى عدم مبالاتك و يلمس أنه لم ينجح في إغضابك
سينتهي وينفض هذا الأمر ...

- الابن بدهشة شديدة : أليست هذه سلبية !!!
لم لا أفعل معه مثل ما يفعل معي ؟!


- الأم تنظر بتعجب لبرهة طويلة ولا تستطيع الإجابة الفورية ..
ثم يفتح الله عليها فتنصحه بترفق :
أولا : قال تعالى : ( ويل لكل همزة لمزة )
أتريد أن تكون مثله ؟!
ثانيا : نعم هي سلبية من جهة عدم المبالاة وترك الفعل
ولكنها شديدة الإيجابية لأنك - وأخذت تعد على أصابعها - :
- ستحصل حسنات من صبرك على إساءته
- وتحقق مصلحة لما ييأس من إغاظتك
بل ستغيظه أنت كثيرا .
- ولن تقع في المحظور مثله.

وتختم حاضّة له على العمل بنصيحتها :
بني : فقط جرب ما أقول وسترى خيرا إن شاء الله .


* الابن مبتسما تلمع عيناه من الرضا وينصرف ليلعب
قائلا : نعم سأغيظه ولن أهتم له ...

الأم مبتسمة : .....!!!






22- أنا أشجع منك يا أمي ! ...

- الابن : سأذهب إلى جدتي يا أمي فضلا ؟

- الأم : لا بأس اذهب ...

- ولكن حين هم الابن بالانصراف قالت له : مهلا مهلا خذ الهاتف النقال معك .

- الابن مندهشا : ولم هذه المرة بالذات سمحت لي بذلك !!!

- الأم و هي لا تعلم السبب تحديدا : بلا سبب لعلي أتصل بك لأمر عارض ..

- فذهب وبعد ساعتين تقريبا أي بعد العشاء اتصلت الأم بالابن قائلة :
يكفي تعالى إلى البيت .

- الابن : ألا تتركيني قليلا فضلا ....

* وإذا بالاتصال ينقطع بسبب ضعف شحن نقال الأم
فقد سهت عن تزويده بالطاقة ....

* وبعد قليل انقطع التيار الكهربي فانتظرت الأم بعض الوقت
فلما لم يعد التيار الكهربي حاولت الأم الاتصال بالجدة ؛
لتحبس الابن عندها حتى عودة التيار الكهربي
ولكن بسبب ضعف شحن النقال انقطع الاتصال
أكثر من مرة ولم تستطع الأم إيصال المراد ....

*الأم تحاول الاتصال على نقال الابن وإذا به يجيبها بوضوح !
- الأم : أين أنت يا بني ؟

- الابن : أسفل أمام البيت يا أمي ...

- الأم : التيار الكهربي منقطع احذر ... وهنا ينقطع الاتصال...!!

* الأم تتوقع أن يصعد الابن الدرج مستخدما ضوء النقال
* وبعد وقت غلبها القلق وإذا بالتيار الكهربي يعود فجأة ...
* ثم ما لبث أن عاود التيار الكهربي الانقطاع ثانية ...
* و لما يصل الابن بعدُ وهنا يشتد قلق الأم ...
* الأم تحاول الاتصال مرة أخرى وللنقال صوت الجوع إلى الطاقة !!!

- وإذا بالابن يجيب بصوت يرتعش من الخوف فيه شيء من البكاء :
أمي أمي أمي ...أنا محبوس في المصعد وهو معلق
قريب من طابقنا أمي أمي أخرجيني فضلا ...أخرجيني

- الأم تحاول تثبيته وقد اضطرب قلبها : لا تخش شيئا يا بني
إياك أن تخاف انظر قل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
انظر : يا بني أنت مستجاب الدعوة أليس كذلك ؟
هيا ادع الله أن يعود التيار الكهربي سريعا وأنا سأدعو معك
فقط لا تخش شيئا اطمئن اطمئن .............. وهنا انقطع الاتصال ..

- الأم لنفسها بقلق شديد : لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا حول ولا قوة إلا بالله
ماذا أفعل ؟! ماذا أفعل ؟! تحاول الاتصال مرة تلو الأخرى ... ولكن
النقال أبى أن يعمل ألبتة ...الله المستعان الله المستعان

* وخلف باب الشقة تقف الأم تدعو وتتوسل إليه أن يغنيها بفضله
عن خلقه ...........

- وإذا بصوت الحارس فجأة ودون توقع يسأل الابن : أين أنت يا بني تحديدا ؟

- الابن بصوت واضح تسمعه الأم : أنا هنا يا عمي ...هنا

- الرجل يفتح باب المصعد ويخرجه بسلام الابن يشكره : جزاك الله خيرا يا عمي

-الابن يجري نحو المسكن مسرورا وفي منتصف الطريق وقبل أن يصل
يأتي التيار الكهربائي فجأة فيضيء المكان ....!!!

- الأم فرحة برحمة الله وفضله تكاد تبكي تردد : الحمد لله .. الحمد لله ...

- الابن يدخل من الباب مندفعا لأحضان الأم : أمي أمي مالك يا أمي علام البكاء !!!
فأنا الصغير أشجع منك ...........قالها بفجر ...

- الأم مبتسمة : .................!!!

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting