بسم الله الرحمن الرحيم
صلة الرحم من محاسن الأخلاق التي حث عليها الإسلام ودعا إليها وحذر من قطيعتها، فقد دعا الله عز وجل عباده بصلة أرحامهم في تسع عشرة آية من كتابه الكريم، وأنذر من قطع رحمه باللعن والعذاب في ثلاث آيات.
ومن أجمل القصص التي استفدت منها في حياتي وتأثرت منها كثيراً يقول صاحبي هذه القصة:
بفضل الله عز وجل أنني كل شهر أصل أرحامي عبر هاتف الجوال بفكرة بسيطة فقد قمت بإنشاء مجموعة في جوالي باسم \" صلة الأرحام \" ووضعت فيها أسماء المقربين من الوالدين في هذه المجموعة، وكل شهر أصلهم بالاتصال وأجدد محبتي واحترامي لهم والسؤال عنهم، بحيث أنني أحاول لا أطيل بالمكالمة وأخبرهم أن هدفي با الاتصال التواصل والسلام.
يقول: والله كم سعدوا باتصالي لهم والدعاء لي بكل خير، ثم أصبح تبادل المكالمات والرسائل فيما بيننا حتى أن بعضهم ينصح أبناءه أن يفعلوا مثل هذا العمل التواصل مع أرحامهم.
ووالله أنني أشعر بسعادة بهذا العمل لا يعلم بها إلا الله عز وجل وبكل صراحة فنحن نجد الواحد منا يكثر من زيارة أصدقائه والالتقاء بهم ولا يضع في جدوله زيارة أحد أرحامه ولو مرة في كل شهر.
ولعل سبب التقصير سوء إدارة أوقاتنا وعدم تنظيمها، أو لعدم إحاطتنا بعظم إثم قاطع الرحم، ودلت أحاديث وآيات كثيرة على صلة الرحم ولعلي أذكر حديثين في هذا الموضوع:
1- عن جبير بن مطعم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا يدخل الجنة قاطع ) أي: قاطع رحم . متفق عليه.
2- عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله) رواه البخاري ومسلم.
فيا أخي الغالي: إن كنت حريصاً على إطالة عمرك فلتصل رحمك فإن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله.
أسأل الله عز وجل أن يجعلني وإياكم ممن يصلون أرحامهم ولا يقطعونها وأن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، اللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله ولا تجعلنا ممن طال عمره وساء عمله.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
0 تعليقات:
إرسال تعليق