
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على النَّبيِّ الأمين، وعلى آله الطَّيِّبين المنتَجَبين. أمَّا بعد:
غير خافٍ على ذي عينين ما آل إليه حال النَّاس من الفتنة بالدُّنيا، والهلكة في طلبها، والغفلة عن طلب الآخرة، والسَّعي لها سعيها.
ومن أراد التَّخلص من هذه الفتنة العمياء، والمحنة، النَّكراء؛ ليزكوا قلبه، وتشرق نفسه، فلينظر إلى معيشة النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهديه في التَّعامل مع المال، وتدبير أمور الحياة.
لقد علم النّبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- حقيقة الدُّنيا، فجعلها معبرًا للآخرة، وعاش فيها عَيْش الغريب وابن السَّبيل الَّذي هو في سيرٍ دائمٍ وسفرٍ متواصلٍ، لا يقرُّ له قرارٌ، ولا يستريح له بالٌ، حتَّى يصل إلى وطنه الحقيقي،...