بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله وحده والصّلاة والسّلام على من لا نبيّ بعده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم إخوتي وأخواتي؟
كيف حال إيمانكم؟
الحمد لله على هذه المواسم التي جعلها الله لنجدّد فيها الإيمان فلا يبلى...
أريد أن أذكّركم إخوتي بشيء مهمّ كنت قرأت عنه :
لا شك أنّ الإيمان تصديق بالدرجة الأولى، وينبني على هذا التصديق فعل وترك... وعندما يكون ترك المعاصي وعمل الصالحات نابعاً عن الإيمان... ثمّ يصير عادة للإنسان، تنشأ عن ذلك حالة ارتقائية..أي أنّ العمل الصالح الذي يصدُر عن إيمان يقوي هذا الإيمان... ثم لا يلبث هذا الإيمان القوي أن يقود إلى عمل أصلح... وهكذا في مسيرة ارتقائية. ومن هنا قال جمهور أهل السُنّة والجماعة: "الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي".
ماذا معنى هذا؟ يعني أنّك إذا وجدت نفسك تقوم بأعمال البرّ والصّلاح فلا حاجة أن تشكّ في إيمانك لأنّه لولا هذا الإيمان لما استمرّ العمل الصّالح؟
وجدت مثالا جميلا أقتبسه من كلام الدّكتور بسام جرّار وهو يحاول تفسير الآية في سورة المائدة
" لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ "
يقول : "وحتى تتضح الفكرة نضرب مثالاً بالأشخاص الذين يتعلمون الطباعة على الآلة الكاتبة، حيث يلزمهم معرفة الحروف ومواقعها على لوحة المفاتيح. وعندما يمارس المبتدئ عملية الطباعة يكون حاضر الذهن مفتوح العيون فلا يضغط على مفتاح الحروف حتى يتعرف عليه، ومن هنا تكون العملية في البداية في غاية البطء والتكلّف. وبعد حين ونتيجة للممارسة الطويلة ذهنياً وعملياً نجد أنّ متقن الطباعة لا يعود يفكر في مواقع الحروف ولا يعود يتكلف الأمر، بل يحصل اندماج بين الفكرة والسلوك ويصبح الفعل سليقة، ولا تعود تلاحظ خطوطاً فاصلة بين الفكرة والسلوك فالآية الكريمة تتحدث إذن عن الحالة الارتقائية الاندماجية التي تنتج عن ممارسة العمل الصالح على أساس من الإيمان.
فالبداية إذن:" اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا"، ثم: " اتَّقَوْا وَآَمَنُوا "، أي أنه لم يعد هناك فصل بين حقيقة الإيمان والعمل، بل إنّ الأمر يصل في مسيرة الارتقاء إلى حالة هي أرقى من الإيمان، ألا وهي الإحسان، حيث يكون التصديق أقرب إلى عالم المشاهدة، وحيث يكون العمل في أبهى صورة، ويصدر عن المحسن من غير فكر ولا رَويّة :" ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا"
إنّ أمثال هؤلاء إذا ما استشكل عليهم حكم شرعي، ولم يصل بهم فقههم إلى ترجيحٍ ظاهر يكفيهم عندها فتوى القلوب، تماماً كما هو الأمر عندما ننظر بأكثر من عين وتكون لدينا صورة واحدة."
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم إخوتي وأخواتي؟
كيف حال إيمانكم؟
الحمد لله على هذه المواسم التي جعلها الله لنجدّد فيها الإيمان فلا يبلى...
أريد أن أذكّركم إخوتي بشيء مهمّ كنت قرأت عنه :
لا شك أنّ الإيمان تصديق بالدرجة الأولى، وينبني على هذا التصديق فعل وترك... وعندما يكون ترك المعاصي وعمل الصالحات نابعاً عن الإيمان... ثمّ يصير عادة للإنسان، تنشأ عن ذلك حالة ارتقائية..أي أنّ العمل الصالح الذي يصدُر عن إيمان يقوي هذا الإيمان... ثم لا يلبث هذا الإيمان القوي أن يقود إلى عمل أصلح... وهكذا في مسيرة ارتقائية. ومن هنا قال جمهور أهل السُنّة والجماعة: "الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي".
ماذا معنى هذا؟ يعني أنّك إذا وجدت نفسك تقوم بأعمال البرّ والصّلاح فلا حاجة أن تشكّ في إيمانك لأنّه لولا هذا الإيمان لما استمرّ العمل الصّالح؟
وجدت مثالا جميلا أقتبسه من كلام الدّكتور بسام جرّار وهو يحاول تفسير الآية في سورة المائدة
" لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ "
يقول : "وحتى تتضح الفكرة نضرب مثالاً بالأشخاص الذين يتعلمون الطباعة على الآلة الكاتبة، حيث يلزمهم معرفة الحروف ومواقعها على لوحة المفاتيح. وعندما يمارس المبتدئ عملية الطباعة يكون حاضر الذهن مفتوح العيون فلا يضغط على مفتاح الحروف حتى يتعرف عليه، ومن هنا تكون العملية في البداية في غاية البطء والتكلّف. وبعد حين ونتيجة للممارسة الطويلة ذهنياً وعملياً نجد أنّ متقن الطباعة لا يعود يفكر في مواقع الحروف ولا يعود يتكلف الأمر، بل يحصل اندماج بين الفكرة والسلوك ويصبح الفعل سليقة، ولا تعود تلاحظ خطوطاً فاصلة بين الفكرة والسلوك فالآية الكريمة تتحدث إذن عن الحالة الارتقائية الاندماجية التي تنتج عن ممارسة العمل الصالح على أساس من الإيمان.
فالبداية إذن:" اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا"، ثم: " اتَّقَوْا وَآَمَنُوا "، أي أنه لم يعد هناك فصل بين حقيقة الإيمان والعمل، بل إنّ الأمر يصل في مسيرة الارتقاء إلى حالة هي أرقى من الإيمان، ألا وهي الإحسان، حيث يكون التصديق أقرب إلى عالم المشاهدة، وحيث يكون العمل في أبهى صورة، ويصدر عن المحسن من غير فكر ولا رَويّة :" ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا"
إنّ أمثال هؤلاء إذا ما استشكل عليهم حكم شرعي، ولم يصل بهم فقههم إلى ترجيحٍ ظاهر يكفيهم عندها فتوى القلوب، تماماً كما هو الأمر عندما ننظر بأكثر من عين وتكون لدينا صورة واحدة."
3 تعليقات:
أردت أن أعلّق على الكلام الذي قلته سابقا حول الإيمان والعمل لأنّي أعتقد أنّ منكم من سينظر إليه فلا يكمل قراءته لأنّه قد يبدو معقّدا لغويّا..
لكنّه هامّ جدّا لأنّه تفسير لآية كريمة تعبّر عن تساؤلات تراودنا في بعض الأحيان : هل أنا مؤمن؟ كيف أعرف ذلك ؟
والآية الكريمة من سورة المائدة -آية 93- فيها سبحان الله إجابة مطمئنة للقلوب...
المثال الذي أعطاه الدّكتور بسام جرار يشبّه الإيمان بمدى إتقان الكتابة على الآلة الرّاقنة وفعل الرّقن عليها بالعمل
في الأوّل أنت مبتدئ فيكون الرّقن صعبا لكنّك إذا ثبت وعملت سهل الرّقن وبالتّالي تحسّنت مهارتك وتحسّن مهارتك سيجعلك ترقن أكثر وتشتغل أكثر..
عندها لا تشكّ في مهارتك لكنّك تستطيع تطويرها بالعمل والعكس إن تركت العمل فهي ستتراجع وتنقص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرون من إخواننا وأخواتنا لا يسمعون بفضل العشر من ذي الحجّة... نعم هذه حقيقة..
أقترح عليكم شيئا .. أوّل شيء على الإطلاق
قبل أن تقيّموا أنفسكم وإيمانكم ومدى تعاملكم مع هذه الأيّام... ابحثوا عن هؤلاء في كلّ مكان حدّثوا كلّ من تعرفون ومن لا تعرفون بمعنى هذا الحديث
قال صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام ، يعني العشر ، قالوا يا رسول الله : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء " [ رواه البخاري وغيره ]
ستجدون الكثيرين لا يعلمون ويستغربون أنّهم لم يسمعوا كلاما كهذا من قبل... وقد يبدأ الكثيرون في التّنفيذ مباشرة ..وقد يفعلون أفضل وخيرا منّا... لكنّ الثواب للدال على الخير كثواب فاعله !!!
حثّوا على الصّيام والصّدقة والعمل الصّالح...
فقط هذه العمليّة ستشعركم بإذن الله بحالة إيمانيّة أخرى... أفضل بكثير.. جرّبوا..
دفعة من الأعمال
هل نستطيع أن نحافظ على التّبسّم في وجوه الآخرين خلال هذه العشر من ذي الحجّة؟
هل نستطيع أن نكون في خدمة الآخرين بإخلاص خلال هذه العشر؟
هل نستطيع أن نتصدّق ببعض المال ولو بالقليل؟
هل فكرنا في هديّة ندخل بها السّرور على أحد أقاربنا أو إخواننا في هذه الأيّام ولو بعض الفاكهة ولو بعض التّمر...
إن شاء الله يارب وبتوفيق منك نستطيع..!
إرسال تعليق