تحقيق/ قبضة الفقر ... بكيت أسبوعاً عندما لم أجد ثمن ما أذهب به للكلية!

تحقيق/ قبضة الفقر ... بكيت أسبوعاً عندما لم أجد ثمن ما أذهب به للكلية!




قبضة الفقر

بكيت أسبوعاً عندما
لم أجد ثمن ما أذهب به للكلية!


إحدى الفتيات تحدثت عن وصفهم قائلة:
تتكون عائلتنا من 9 أبناء، وأب مريض يعاني من الصمم والبكم، وأم كبيرة في السن وأمية ولا تستطيع العمل.
ونظراً لكوني الأخت الكبرى فقد وضعت على عاتقي مهاماً كثيرة لأساعد أمي المسكينة، فنحن لا عائل لنا سوى الله، ومنذ صغري وأنا أعلم أن أسرتي تعاني من الفقر لكن في الفترة الأخيرة بعد مرض أبي وخروجه من عمله، وبعد تخلي أعمامي عنا ازدادت حالتنا سوءاً.
وأصبحنا بالكاد نجد لقمة يومنا، ولولا فضل الله ثم مساعدة جمعية الوفاء الخيرية لما وجدنا ما نأكله، ولو سألتم عن سبب عدم وجود عائل لنا، فهو لكون والدي مريضاً وأصماً وكذلك أبكم، ولتخلي أعمامي تماماً عن مساعدتنا بحجة انشغالهم بأسرهم. أما أخب فبعد تخرجه من الثانوية وحصوله على شهادة دورات كمبيوتر (تبرعت الجمعية بتكاليفها) لم يستطع للأسف الحصول على عمل، رغم أنه يخرج يومياً للبحث عن أي عمل دون جدوى.

أعترف نحن نحتاج الكثير من كماليات الحياة، فأبسط ما أحتاجه أنا مثلاً هو ثمن مواصلات إلى الكلية، خاصة مع تأخر وصول المكافأة، وذات مرة لم نجد ما تدفعه لشركة المواصلات وحاولت أمي محادثتهم وشرح الوضع لهم دون فائدة، فانقطع الباص عن المرور على منزلنا لمدة أسبوع كامل تغيبت فيها عن الكلية، وكنت أبكي طوال تلك المدة خوفاً من أن يتم فصلي، إلى أن استطاعت أمي حفظها الله أن تستدين لي مبلغاً سددت به قسط المواصلات. تسألوني عن مشاعري.. حسناً سأخبركم.. أنا لا أشعر بحزن أو كآبة شديدة بسبب فقرنا، بل أحمد الله على كل ما يمن به علينا، كما لا أتذمر أبداً من أسرتي وأشعر أني فخورة بأمي وأبي كما هما لأنهما استطاعا تربيتنا وتنشئتنا التنشئة الصحيحة، فكلنا ولله الحمد نحافظ على الصلاة وناجحون في دراستنا، أما الفقر فليس عيباً ولا دخل لهما فيه، لكننا نحاول ألا يعرف أحد عنا شيئاً وصديقاتي لا يتخيلن أبداً أني محتاجة، رغم أن معظم ملابسي هي من ملابس المحسنين المستعملة. أنا راضية ولله الحمد ولا أطالب أمي أوأبي بما لا يستطيعانه لأني أعرف حدود قدرتهما. وإن كنت أدعو الله أن يوسع علينا وأن يسهل على أخي الحصول على عمل جيد إن شاء الله.


لا أستطيع حتى شراء آيسكريم!
منيرة (16 سنة) تقول:
منذ طفولتي وأنا أواجه بكلمة "لا نستطيع" عندما أتمنى أي شيء ولو كانت "حبة أيسكريم" أو بعض الحلوى، كنت أتساءل لماذا كل الأطفال يشترون وأنا لا؟ لماذا أهلي دائماً لا يستطيعون شراء أي شيء؟ لكن شيئاً فشيئاً بدأت أعرف السبب جيداً.
والدي الكبير في السن معاق بسبب حادث منذ سنوات، ولا يستطيع الحركة، وراتبه التقاعدي ضعيف جداً ولا يكفي حتى نصف متطلبات أسرتنا المتكونة من خمسة أبناء وبنتين وأم، وجدة كبيرة في السن، وعمة كبيرة لم تتزوج، بالإضافة إلى أخت لنا من الأم يتيمة ومريضة نفسياً.
لقد تعودت على وضعنا مع مرور السنوات، وتعودت على تقبل الصدقات من الآخرين، رغم أني كنت أرفض هذا وأنهى أمي عن قبولها، لكن الآن لم أعد أمانع في قبولها ولم أعد أمانع في قبول أي ملابس مستعملة. لقد تعودت على جو الفقر ولم أعد أتبرم منه فهو شيء كتبه الله لنا ولا يد لنا فيه.
ولا أطالب أمي بأي شيء فوق طاقتها حتى لا أزيد همومها لذا فأنا – وكذلك أخوتي – نقدر وضعنا ولا نصارحها بما نشعر به ونحتاجه.
أما بالنسبة للمدرسة فلا أشعر أن الفقر أثرَّ عليَّ من أي ناحية ولله الحمد فأنا عادية في دراستي وعلاقتي بزميلاتي طيبة و لا أخجل من وضعنا المادي أمامهن، وإن كنت لا أبدي لهم أي حاجة أو طلب، لكنهن يعرفن مثلاً أنني لم أذهب يوماً في حياتي لمطعم فاخر أو ملاهي!.
وإن كان مما يضايقني في المدرسة طلبات المدرسات التي كثيراً لا أستطيع تلبيتها، وحين يسألنني عن السبب لا أستطيع مصارحتهن بحقيقة وضعنا فتكون النتيجة نقصان الدرجات.


أعمامي مشهورون.. ونحن غارقون!
الجوهرة (17 سنة):
لا أعرف ماذا أقول.. رغم أن أعمامي معروفون على مستوى المجتمع، وأحدهم طبيب معروف وله سلسلة من العيادات المشهورة، وعائلتنا عائلة راقية ومعروفة لدى الكثيرين، إلا أن الفقر يعشعش في بيتنا منذ سنوات دون أن يمد أحدهم يده بمساعدة ولو بسيطة لنا.
توفي أبي منذ سنوات عديدة، كما صغاراً وأمي وحيدة ولا تعرف كيف تصرف علينا، لكن أحد أصدقاء أبي – رحمه الله – وهو تاجر كبير – أخذ يساعدنا مساعدات كبيرة وبشكل منتظم جزاه الله خيراً. وبقينا مكتفين بهذه المساعدة الشهرية التي فرضنا علينا دون أن يعلم أحد بها حتى توفي هو الآخر قبل فترة غفر الله له وأسكنه الفردوس من الجنان.
وعندها صدمنا بالحقيقة المرة.. إذ بقينا ولا عائل لنا.. فليس لي أخوال، وأعمامي لم يكلفوا أنفسهم عناء السؤال عنا ولا معرفة أخبارنا.
وكلما اقترحت على أمي أن تطلب منهم مساعدتنا تغضب غضباً شديداً وترفض ثم تبكي.. فأشك من تصرفها بأنها سبق وطلبت منهم فأهانوها أو رفضوا..
الآن ولأول مرة في حياتنا.. نطلب المساعدة من جمعية خيرية.. ونزورها كل شهر طلباً لمساعدة بسيطة لا تتجاوز المائة ريال لكل فرد منا شهرياً.
أنا ولله الحمد راضية وصابرة على قضاء الله، لكن ما يحرجني أن الجميع يعتقد أني بنت العائلة "الفلانية" الكبيرة المشهورة، ولا يعلم أننا محتاجون لأبسط مقومات الحياة ولا نجدها. حتى الملابس لا نشتري إلا ما يكفينا ويسترنا فقط ولا نبحث إلا عن الستر ورضا الله.


والدي شارب خمر
عهود (14 سنة، ثالث متوسط) :
والدي هداه الله مبتلى بشرب المسكرات منذ أن تزوج أمي. وقد طرد من أكثر من عمل وهو عاطل الآن، وفي كل مرة يتم القبض عليه ويسجن أو يعاقب ثم يعود إلينا. وكانت أمي تأخذ مساعدات بسيطة من خالي نعيش عليها. أما الآن بعد تقاعد خالي من عمله لكثرة أطفاله فقد أصبح من الصعب عليه جداً مساعدتنا، لذا لجأنا للجمعيات الخيرية.
طوال حياتنا ونحن نعيش في فقر وضيق، ومحرومون من الكثير من الأشياء لكننا تعودنا على ذلك ولم نعد نهتم أبداً، فمثلاً لو شاهدت زميلة لي في المدرسة تلبس حذاء جيلاً أو حقيبة فاخرة لا أتخيل أنها لي ولا أفكر حتى أن أتمنى مثلها لأني أعرف أن حالتنا لا تسمح بهذا.
أنا مقدرة لوضعنا وإن كنت أتمنى وأدعو الله كثيراً أن يتحسن وضعنا لأني أرحم أمي كثيراً وأقدر تعبها من أجلنا، خاصة حين يضطرها البحث عن أي مصدر رزق لنا لطلب المساعدات من بعض الأقارب أو المعارف رغم خجلها منهم.


الأم : أشعر بالحسرة على بناتي ..
كما التقينا رقية (17) التي كانت بصحبة والدتها (أم يحي) حيث بدأت الابنة كلامها بـ:
يشغل أهلي وحالتهم المادية البسيطة تفكيري في كل وقت حتى وأنا أطبخ، وعلى الرغم أني أتمنى أن أكون مثل بقية البنات إلا أني أنسى ذلك لمجرد رؤية وضع أهلي.
لم أحصل إلا على شهادة الصف السادس الابتدائي التي توقفت عندها نظراً لسوء أحوالنا، كما عانيت من آلام في ركبتي لمدة 4 سنوات، وأجريت لها عملية منذ أسبوعين تقريباً.
أما راتب والدي فهو لا يتجاوز الـ 2200 ريال بالكاد يكفي لسد رمق 9 بنات و3 أولاد منهم، ولا يشغلني الآن سوى أمنية واحدة أدعو الله أن يحققها لي وهي أن أعمل كاتبة في أحد الوظائف المتوفرة.

كما اطلعنا على وجه آخر من حياة هذه الفتاة بعيون والدتها التي قالت وهي تتحدث عن ابنتها رقية
صحيح أنها ثاني بناتي، لكني أشعر بقربها أكثر من الأولى فهي تهتم بالبيت، وبأخواتها حين أكون غائبة. وأنا أشعر بالحسرة على حال بناتي حين أنظر إلى حالهن، لكن ليس بيدي شيء سوى أن أدعو الله أن يوسع علينا.


حين طردنا صاحب المنزل إلى الشارع
أمل (17 سنة ، ثاني ثانوي)
تطلقت أمي من أبي قبل عدة سنوات إثر مشاكل متواصلة بينهما، ومن أهم أسبابها أن أبي كان دائماً عاطلاً عن العمل ويعتمد على ما تحصل عليه أمي المسكينة من بيع بعض الأشياء في سوق "الحريم" سابقاً.
وقد حاولت أمي عدة مرات إقناعه بالعمل، لكنه كان يطرد بسبب عدم اجتهاده في العمل، وبعد ذلك تم الطلاق وانتقلنا مع أمي لمنزل شعبي صغير يفتقد حتى للمكيفات والسخانات، وكانت أمي المسكينة تجتهد وتتعب وكل ما تحصله يذهب لإيجار المنزل، وذات مرة تأخرت في تسديد الإيجار فغضب صاحب المنزل، ودخل المنزل وبدأ في إخراج أغراض المطبخ، والأثاث ورميه في الشارع، ونحن نبكي وأمي تتوسل إليه وهو موقف لن أنساه، حتى رآنا أحد الجيران جزاه الله خيراً، وتدخل وسدد عنا الإيجار.
ثم أصبحنا نأخذ مساعدات بسيطة من إحدى الجمعيات مع بعض الصدقات التي تأتينا أحياناً من أهل الخير. أفكر كثيراً في الخروج من المدرسة والعمل في أي مكان ولو كان كـ"فراشة" لكن أمي ترفض هذا، أنا أقول أني راضية بوضعنا لكني غير معترضة ولله الحمد، بل صابرة وأعلم كل شيء بيد الله كما أننا جميعاً – أنا وأخواتي – محافظون على الفرائض ومنتظمون في دراستنا، ما عدا أخي الذي يصغرني بعام والذي يتذمر دائماً من وضعنا، وقد ترك المدرسة هذه السنة لأنه لم ينجح وجلس في البيت، وأمي خائفة عليه جداً وتدعو الله أن يصلحه ويوفقه.
أما عن شعوري بين زميلاتي فرغم ما أعانيه إلا أن أحداً منهن لا تعلم بحالنا، وأنا لا أشعر بأي نقص عنهن في الجوانب الأخرى بل على العكس شخصيتي قوية في المدرسة، ولا أتضايق إلا حين تطلب مني المدرسات أدوات أو أغراض فاضطر لجعل أمي تحدثهم في الهاتف وتشرح لهم وضعنا.


زوج مدمن.. وابن معاق.. وأب بخيل..
أما (أ.م) فلها قصة مأساوية ،
وجدناها بين ملفات الجمعية، فقد تزوجت هذه الفتاة من ضابط كان يعاملها بإحسان، لكن أسلوبه تغير بعد سنوات، ثم ساءت حاله بعد إدمانه للمخدرات ثم تحوله لمروج، فحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع فصله التام من وظيفته، فأسكنها والدها الغني – والبخيل- في قبو منزله وكان يعاملها وأبناءها بقسوة ولا يصرف عليهم، خاصة وأن المبلغ المقدم من الإمارة لأهالي السجناء لا يكفيهم.
كل هذا جعلها تتجه محرجة إلى جمعية الوفاء وهي تبكي قسوة أبيها ووضعها العاجز مع أبنائها خصوصاً أكبرهم المعاق والذي يبلغ من العمر 10 سنوات، فثابرت وأخذت دورات في الكمبيوتر - بمساعدة الجمعية - وحاولت الحصول على وظيفة.
لكن الجمعية لم تعد تعرف عنها شيئاً لأنها لم تعد تزورهم منذ أشهر.


أتمنى زوجاً غنياً..
سمر (15 سنة، ثالث متوسط) :
في الحقيقة لم نكن نعاني من الفقر في طفولتنا، كانت معيشتنا متوسطة الحال، ولكن منذ أن أصيب والدي بمرض نفسي غريب وبدأ
يرفض الذهاب للعمل حتى طرد، ونحن نعاني من حالة الله بها عليم.
فقد ازداد المرض النفسي على والدي رغم محاولات علاجه، كما أصيب اثنان من أخوتي بمرض وراثي في الدم يجعلهما في حالة إجهاد دائم مما جعلهما يتركان المدرسة، وهذا المرض يحتاج لتغذية وعناية مما لا نستطيع توفيره لهم، وفي الفترة الأخيرة أصيبت أختي الصغيرة أيضاً بهذا المرض.
وضعنا هذا أثر على مستواي الدراسي كثيراً حتى أنني أعدت هذه السنة، وأفكر جدياً في ترك الدراسة لأساعد أمي في المنزل على رعاية والدي وأخوتي..
والحقيقة أني غير راضية بهذا الوضع فلا أحد يحب الفقر والحاجة، وأنا أتمنى أن أصبح مثل زميلاتي.. أما أهم أحلامي فهي أن يرزقني الله في المستقبل زوجاً غنياً حتى أستطيع مساعدة أهلي وحتى أخرج من هذا الحرمان والشقاء..



أبحث عن عمل..
أما آمنة (18 سنة) فتقول:
ترتيبي الخامسة ضمن 6 أولاد و4 بنات، والمشكلة لدينا هي في ظروف والدي النفسية السيئة كما أنه عاطل عن العمل. وحين ساءت ظروف معيشتنا اضطررت للتخلي عن دراستي المنتظمة في الصف الأول المتوسط كارهة وصرت أدرس منازل لعجز أهلي عن التكفل بمصاريف الدراسة، لكن المدرسة قررت إيقافي عن الدراسة حتى أجدد الإقامة وهذا ما لا نستطيعه الآن نظراً لحاجة الإقامة لمال كثير حتى تجدد.
وعلى الرغم من عملي في إحدى المشاغل كمساعدة كوافيرة إلا أن بعد المسافة وحاجتي لاستئجار سيارة للوصول لمقر العمل منعاني من استكماله، ومازلت أواصل البحث عن عمل في أي مكان آخر كالحضانات، خاصة وأني أشعر أني مسؤولة عن تحسين وضعنا لأنقل أهلي لحالٍ أفضل في ظل عدم استطاعة أخويَّ الأكبر مني العمل بسبب سجن أحدهما (بسبب شجار مع شباب) وكون الآخر لا يحمل سوى شهادة الصف الرابع الابتدائي.




عزيزتي لا تحزني

إذا كان الله قد ابتلى أسرتك بضيق الحال فلا تحزني ولا تجعلي ذلك سبباً لضيق صدرك وكثرة همك، ولا تصرفي جل وقتك في التذمر من وضعك مقارنة بحال غيرك.
فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يرون الفقر فضيلة، وحدث الحسن رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بأربعين عاماً) فقال جليس للحسن: أمن الأغنياء أنا أم من الفقراء؟ فقال له: هل تغديت اليوم؟ قال: نعم، قال: فهل عندك ما تتعشى به؟ قال: نعم، قال: فإذاً أنت من الأغنياء.
هل رأيت ؟.. إذا كنت تجدين قوت يومك ولله الحمد .. فأنت عند الله غنية، لأن هناك من هم أفقر منك.. هناك من لا يجدون لقمة تسد جوعهم ولا تسكت صراخ أطفالهم.. هناك من يرتجفون برداً في المخيمات والملاجئ ولا يجدون ما يسترهم من الريح والمطر.
وقبلهم جميعاً كان خير الخلق صلى الله عليه وسلم يشد الحجر على بطنه من شدة الجوع.
فقد قال ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت طاوياً (جائعاً بلا طعام) ليالي.. ماله ولا لأهله عشاء، وكان عامة طعامه الشعير، وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع، وكان يقول: (اللهم توفني فقيراً ولا تتوفني غنياً، واحشرني من زمزة المساكين).
وقد دخل صلى الله عليه وسلم على ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها وهي تطحن بالرحى، وعليها كساء من وبر الإبل فبكى وقال: (تجرعي يا فاطمة مرارة الدنيا لنعيم الآخرة).
وتذكري أن من محاسن الفقر صفاء النفس وتواضعها وبعدها عن مظاهر البطر والفساد قال تعالى: (إن الإنسان ليطغى* أن رآه استغنى) أي يزيد طغيانه عند غناه، وتذكري قلة هموم الفقراء وعدم الانشغال بالهم كما هو حاصل لدى الأغنياء.
وفي هذا ما قال عون بن عبد الله: "صحبت الأغنياء فعظم همي لأني كنت أرى ثياباً أحسن من ثيابي ودابة أحسن من دابتي، ثم صحبت الفقراء بعد ذلك فاسترحت".
لذا كوني دائماً متفائلة واحمدي الله على كل نعمة، وتذكري فضل الفقر وعظم أجره وأجر من رضي به، وصبر عليه ولا تتشاءمي وتنظري للحياة بحزن وضيق، كما أن الغني أولاً وأخيراً هو غني النفس، فكم من غني يشعر بالضيق والنقص والهم بسبب عدم قناعته، وكم من فقير يعيش السعادة والراحة بسبب قناعته وإيمانه ورضاه بحاله.




حين تزوج أبي وتركنا..
أما ع-ص. (25سنة) فهي تتذكر سنوات طفولتها ومراهقتها التي عاشت فيها الحرمان
إلى أن منَّ الله عليها وتزوجت فتقول:

في البداية كنا أسرة سعيدة مترابطة، نعيش عيشة هانئة جداً ونحمد الله. إلى أن انقلبت حياتنا رأساً على عقب حين تزوج والدي عندما كنت في المرحلة المتوسطة ولم يعد يهتم بنا. لقد تركنا تماماً ولم يعد يعطينا نقوداً ولا مصروفاً وكانت أمي تبكي طوال الوقت لأنها لا تعرف كيف تعولنا وتصرف علينا..
لقد كان انقلاب أبي مفاجئاً وغامضاً وكانت المشكلة الحقيقية في أنه تركنا ولم يعد يصرف علينا تماماً فعشنا فقراً شديداً الله به عليم، حتى أننا والله - رغم أننا من عائلة محترمة ومعروفة - أصبحنا نأخذ الصدقات من المحسنين من أقاربنا بل حتى الملابس المستعملة لم أكن متعودة أبداً على هذا الأسلوب في الحياة لكني تحملت وصبرت وساندت أمي بل كنت أخفف عنها بمرحي المعهود. وكنت أبدو أمام الجميع مرحة وطريفة حتى في المدرسة ولا أحد كان يعلم عن الحزن الذي يعشعش في قلبي، فقد كنت أبكي كل ليلة دون أن يعلم أحد بي.
نعم كانت مشاعري عادية أمام أمي والآخرين لكني كنت أموت كمداً وحزناً في داخلي واستمرت حالتنا حتى دخلنا الجامعة أنا وأخواتي، ثم منَّ الله علينا وتزوجنا وأصبحنا نصرف على أمي وأخوتي الصغار ولله الحمد.
على الجانب الآخر هناك بعض الفتيات اللاتي دفعهن هذا الفقر لصفات ذميمة، كالكذب أو التسول أو السرقة أو الانحراف، وهناك بعضهن جعلن الفقر شماعة يعلقن عليها سبب فشلهن الدراسي أو الاجتماعي أو غيره.

أمي ومعطف الشتاء!
سعاد (24سئة ) تقول:
كان والدي يمتلك محلاً صغيراً في أحد الأسواق، وكانت حياتنا جيدة نسبياً، لكن بدأ الطلب على ذلك السوق يقل حتى باع أبي محله بخسارة كبيرة ومن هنا بدأت معاناتنا، حيث أصبحنا نعيش بلا مصدر دخل تقريباً. خاصة وأننا غير سعوديين وليس لنا أهل أو أقارب هنا.
بقي أبي سنوات عديدة يبحث عن عمل، كنا نعيش خلالها على الدروس الخصوصية التي تعطيها أمي لبنات الحي، أما أنا فعشت الأمرين حيث لم أكن أود أن يعرف أي شخص هذه الحقيقة عني خاصة في المدرسة، فقد كنت أحاول الظهور بأفضل مظهر حتى أنني كنت أكذب كثيراً على البنات بشأن وضعنا المادي. وكنت متعودة على ارتداء أفضل الملابس حين كان وضع والدي جيداً لذا أصبحت أعاني جداً خاصة حين يقبل الشتاء وتبدأ البنات في ارتداء المعاطف. والحقيقة أني بصراحة لم أكن أقدر مشاعر أمي، ففي إحدى المرات بكيت لدى أمي بشدة لكي تحضر لي معطفاً جديداً، فما كان من أمي المسكينة إلا أن ذهبت للجيران واستلفت منهم مبلغاً وذهبت معي للسوق لشراء معطف حتى أرضي غروري أمام البنات.
والآن بعد أن كبرت وتزوجت، أدركت كم كنت مخطئة في حق أمي المسكينة، وكم جرحت مشاعرها بغروري وعدم اقتناعي بوضعنا وعدم اعترافي به أمام الآخرين، حيث كنت أذكر دائماً للبنات أننا مقتدرون وأن أبي يملك سلسلة محلات كبرى مشهورة للأواني! رغم أن محل والدي كان صغيراً.. وفي سوق "الكباري" سابقاً!!


بسبب الفقر: تسولن.. ثم شربن السجائر!!
(م.ص 18سنة) و (د.ص 17سنة) :
شقيقتان سرقن بطاقة الائتمان الخاصة بوالدهن والتي تحوي راتبه التقاعدي البسيط بمجرد سماعهن كلام أخصائية جمعية الوفاء التي طلبت منهن خلال زيارتها أن يهتممن بتنظيف البيت وترتيبه فاعتقدن أنها تطلب منهن تغيير أثاثه!! وأسرعن لسرقة بطاقة والدهن لشراء أثاث جديد بدلاً من تنظيف البيت، ولم يمانعن في المرور على بعض الأسواق لإشباع أمنيتهن القديمة في الشراء من الأسواق الكبرى كباقي النساء. وكانت النتيجة.. أنهما لم يستطيعا تسديد الـ5000 ريال التي صرفنها على ضمانة البطاقة، فقادهن تفكيرهن لفكرة عظيمة لجمع المبلغ قبل أن يعلم الأب.. وهي التسول!!
كانت الطامة أن أمسكت بهن مكافحة التسول وحولتهن إلى الجمعية التي استقبلتهن رغم سوء أخلاقهن وحين طلبت منهن تبرير ما فعلنه كانت حجتهن كلمتين هما: "نحن محرومين!"..
ومما لاحظته الجمعية عليهن معاناة هؤلاء الفتيات من الضغط النفسي إضافة إلى ما لاحظته المشرفات من ملامح وجوه الفتيات التي توحي بشربهن للسجائر!




حين رأيتها في.. سوق الحريم!!
(جواهر 23 سنة) قالت:
في المرحلة الابتدائية كانت لدي زميلة تذكر دائماً أن أهلها أغنياء ومقتدرون، وأنهم يسافرون سنوياً لمختلف البلدان ولديهم خدم وغير ذلك رغم أن مظهرها عادي.. لكني كنت دائماً أغبطها على ذلك رغم أن حالتنا كانت جيدة، وكنت أتمنى كثيراً أن نصبح مثلهم، وذات مرة كنت ذاهبة مع والدتي لسوق الحريم (في النسيم)، فرأيت تلك الفتاة تحمل بعض الأغراض وتصفها على أحد المفارش حيث تجلس امرأة كبيرة السن (يبدو أنها والدتها) تبيع وعليها عباءة قديمة مهترئة، كانت الفتاة تحمل الأغراض والكراتين وتضعها لأمها رغم ثقل تلك الكراتين ولم يكن هناك أي خادمة لمساعدتها!
وحين انتبهت لي من بعيد امتقع لون وجهها ووقفت مشدوهة ثم أسرعت تهرب بين النساء والبياعات، وبعدها لم تعد تجرؤ على مواجهتي في المدرسة.. ومع أني لم أخبر أحداً بما حصل كما نبهتني أمي إلا أنها توقفت بعد ذلك عن سرد أكاذيبها علينا.




ابنتي لا ترحمني!
تقول أم سالم (مقيمة في المملكة):
حالتنا المادية سيئة وضعيفة جداً نظراً لمرض زوجي.. ورغم هذا إلا أن ابنتي الصغرى (16سنة) للأسف لا تقدر هذا الوضع فهي تطالبني دائماً بالمال لتشتري الملابس والحلي مثل زميلاتها في المدرسة، حتى أني هددتها بإخراجها من المدرسة، فنحن أسرة فقيرة بالكاد نستطيع جمع إيجار المنزل فكيف نوفر لها ما تطلب؟! على العكس منها أختها الكبرى التي تساعدني دائماً وتتفهم وضعنا.
وهي كثيراً ما تردد أنها ناقمة على هذا الوضع وأنها تتمنى ولو لم نكن أهلها، حتى أني أحياناً كنت أبكي بسبب ما أسمعه منها، وذات مرة ذهبت للمدرسة لأشرح للمديرة وضعنا الصعب حتى لا ترهق ابنتي بالطلبات، ولكن حين علمت ابنتي في البيت بذلك أقامت الدنيا ولم تقعدها وأخذت تصرخ في وجهي لأني أحرجها وأسبب لها العار في المدرسة!
لقد تعبت كثيراً من هذه البنت خاصة وأن تصرفاتها لا تعجبني، فقد ضبطتها مرة وهي تكلم شاباً في الهاتف وكدت أقتلها من الضرب لكني لم أخبر والدها. وهي تقول أنها تابت لكني لازلت أشك في تصرفاتها وأراقبها كثيراً.




انظري للمستقبل بتفاؤل..



كلنا نعلم أن الأرزاق كلها بيد الله وبمشيئته، ولا أحد يعلم كيف يصبح حاله في الغد يقول الشاعر:
ولا ترهبن الفقر ما عشت في غدٍ = لكل غدٍ رزق من الله وارد
لكن هذا لا يمنعك من محاولة البحث عن الأفضل دائماً.. ومحاولة تحسين أوضاعنا وعدم التوقف في نفس المكان..
إن أهم خطوة تتخذينها لتحسين وضعك هي التوكل على الله ثم التفاؤل والأمل، والنظر نحو المستقبل بحماس وهمة.
لا تنتظري أن يأتي أحد لمساعدتك.. ولا تبقي في مكانك في انتظار المساعدات من أهل الخير.. بل حاولي تطوير وضعكم دائماً نحو الأفضل.
فمثلاً.. من ناحية المصروفات المنزلية حاولي مساعدة والدتك على الاقتصاد بها وتوفير الفائض مهما كان قليلاً.. إن شراء متطلبات المنزل من أماكن الصنع أو من محلات الجملة يمكن أن يوفر مبالغ جيدة، ومع الوقت يمكن أن تجمع لتبدؤوا بها مشروعاً بسيطاً يساعد أسرتكم على الوقوف على أقدامها مع التخلي عن المساعدات.
ثم ابحثي في نفسك عن مهارة أو موهبة يمكنك تطويرها سواء فيك أو في والدتك، ولا تخجلي من العمل في أي عمل شريف ليس فيه محاذير، ولا تنتظري أن يطرق العمل بابك، لكن ابحثي عنه بنفسك اتصلي على المشاغل النسائية مثلاً أو المدارس الأهلية أو المعاهد أو اذهبي لها بنفسك واعرضي عليهم العمل ولو براتب بسيط، واحرصي على أن تشرحي لمديرة العمل وضعك الاجتماعي والاقتصادي بلباقة وأدب حتى تتفهم وضعك وتساعدك على الحصول على العمل.
كما أن من المفيد أن تحاولي البدء في مشروع صناعة شيء ما وبيعه على من يستطيع توزيعه، وفي تحقيق " فتيات أعمال" الذي طرحته حياة من قبل العديد من الأفكار التي ذكرتها فتيات خضن تلك التجربة.
وفي النهاية نسأل الله لك التوفيق ونذكرك بدعاء: "اللهم أغنني بحلالك عن حرامك وبك عمن سواك"، كما نذكرك بقراءة سورة الواقعة كل ليلة لأنها تمنع الفقر بإذن الله كما أوصى بها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بناته قبل وفاته.




تحت خط الفقر
في البداية بدا عليها الإحراج..
نظراتها كانت تتجه نحو الأرض في حزن..
وكن بعد قليل.. حين تحدثنا قليلاً وتأكدت أن معلوماتنا عنها سرية للغاية.. بدأت في الحديث عن معاناته بحرية أكبر..
"عمري 14سنة.. أدرس في الصف الثاني المتوسط.. أخوتي خمسة أكبرهم في الصف الثالث المتوسط..
منذ أن خرجنا للدنيا ونحن نعاني من ضائقة مادية..
فأمي لا تعمل.. ولا أقارب لدينا سوى جدي - والد أبي - ..
أما أبي.. فهو مدمن مخدرات.. في كل مرة يسجن ويعاقب ثم يخرج.. وهكذا.. منذ أن عرفت الدنيا وأنا لا أراه سوى أشهر معدودة ثم نفقده لعدة سنوات يغيبها في السجن ثم يخرج ويعود لإدمانه.. فيسجن مرة أخرى.. وهكذا.. لذا فلا معيل لنا في هذه الدنيا سوى الله..
جدي منحنا المنزل الشعبي القديم الذي نقيم فيه... وهو منزل يفتقد لأبسط المقومات..
عموماً نحن تعودنا على نمط الحياة هذا.. وأمي حرصت ولله الحمد على تربيتنا التربية الصحيحة..
كما أن ذلك لم يؤثر يوماً على دراستي فأنا وأخوتي لم نرسب ولا مرة في حياتنا.. كما أن أخي بدأ الآن يقوم بدوره تجاهنا.. ففي آخر مرة خرج فيها أبي من السجن وعاد لإدمانه كان أخي هو من أخذ بنفسه وسلمه لمستشفى علاج الإدمان..
أمي جزاها الله خيراً تحاول بقدر استطاعتها أن تشعرنا بأننا مثل غيرنا..
ونحن نقدر هذا فلا نطلب منها أكثر من طاقتها لأننا نعلم أن مصروفنا هو من الجمعيات الخيرية..ونظراً لكوننا من عائلة معروفة ومحترمة فإن أمي تحاول قدر الإمكان أن لا يعلم أحد عن حالتنا أو يشعر بها.. ونحن نساعدها في ذلك فلا نخبر أحداً عن سوء حالتنا ومدى الضيق الذي نعيش فيه.. والحمد لله على كل حال..

وحين سألناها..ألم تشعري يوماً بفارق بينك وبين زميلاتك في المدرسة أو شعرت بأن الفقر يمكن أن يجعلك أقل من غيرك.. صمتت قليلاً ثم قالت:
لا.. لا أظن لقد تعودنا على وضعنا.. وأنا لا أقارن نفسي بغيري أبداً.. الحمد لله نحن نجد ما نأكله على الأقل.. صحيح أحياناً أتمنى لو أستطيع أن اشتري مثل غيري الفساتين والحلويات والكماليات... لكني لا أهتم بذلك كثيراً.. عموماً نحن لا نخرج للأسواق ولا للمناسبات الاجتماعية إلا نادراً.. وأنا أحاول أن لا أظهر لأمي أني بأي حاجة أو نقص حتى لا أحزنها أكثر.. أما الفتيات في المدرسة فأنا لا أغار منهن ولا أقارن نفسي بهن كما قلت... وأتذكر دائماً بأني حالة خاصة ومختلفة عنهن لذا لا أشعر بنقص عنهن.. إلا في ناحية فقدي لأبي هداه الله..

كانت سارة ذات الأربعة عشر ربيعاً تتحدث بعفوية رائعة، وهي الطالبة المتفوقة التي تثني عليها المعلمات.. رغم أن واحدة منهن لا تعرف شيئاً عن المعاناة التي تعيشها سارة، والتي تعاني أسرتها من الضيق المادي، ورغم ذلك حرصوا أشد الحرص أن لا يعرف أحد شيئاً عن حالتهم..
سارة استطاعت أن تشق طريقها في الحياة.. وأن لا تكترث بهذا الفقر الذي يجثم على حياة أسرتها.. ولم تجعله سبباً لتعاستها وحزنها. وفي الوقت الذي نجد فيه بعض الفتيات يتذمرن من أبسط الأشياء التي قد يحرمن منها لسببٍ أو لآخر.. ويقمن الدنيا ولا يقعدنها لأن والدها لم يمنحها ثمن فستان سهرة جديد!!!

حياة خاضت أعماق بحر الفقر... وغاصت تحت خط الفقر، لتقابل فتيات وأسر يعشن تحت هذا المستوى المعيشي وتسألهن عن مشاعرهن وهمومهن وكيف يعانين بصمت يعشن حياتهن بصمود حين تخلى عنهن الآخرون..



ماذا تقول الأخصائيات؟
ما المعاناة التي تواجهها الأخصائية المشرفة على هذه الحالات في الجمعيات الخيرية؟
تقول الأخصائية فوزية الجلبان في جمعية الوفاء:
نواجه بعض حالات الكذب والاحتيال لتتمكن الواحدة منهن من الحصول على المساعدة المالية، حيث نحتاج للتأكد من أحقيتهم للإعانة.
كما تتبعنا بعض الفتيات اللاتي لا يردن التأقلم مع الوضع المحيط بهن، فهناك من تتقبل وضعها وتقتنع به وترضى بالعمل في أية وظيفة حتى لو كانت جامعية أو معها شهادة ثانوية، والبعض لا تتقبل الوظائف البسيطة نهائياً مع أنها لا تحمل سوى شهادة ابتدائية لأنها تخجل من ذلك.

وتتابع الأخصائية مها الفايز سرد نوع المعاناة التي تواجهها المشرفات على هذه الحالات:
من الطبيعي أن تتأثر نفسية الأخصائية من مواجهة هذه الحالات والتعايش معها، فنحن نتعاطف كثيراً مع الحالات التي نزورها ونعايش مأساتها، ونحمل همومها ولكن ما باليد حيلة، فالحالات كثيرة وإمكانات الجمعية محدودة.

وتؤيدها الأخصائية هند الدوس في ذلك فتذكر أن نظرتها للحياة تغيرت تماماً بسبب إطلاعها على نمط حياة أولئك الناس المحتاجين، وأنها تتعاطف معهم وتحاول مساعدتهم في حدود الإمكانات المتاحة.
كما تذكر أنهم يعانون من مشاكل الكذب والتلاعب من قبل طالبات المساعدة، وكمثال على ذلك ذكرت أن إحداهن كانت مطلقة، ومحتاجة وتستلم إعانة، ثم تزوجت دون أن تخبر الجمعية واستمرت تستلم الإعانة، وعندما علمت الجمعية بأمر زواجها قطعتها عنها.


* *
المصدر: مجلة حياة العدد 34 صفر 1424هـ




تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »


0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting