لماذا نتوب؟




ونتوب.. لأن التوبة هي بداية التصحيح، بل هي مفتاح الأمان من غضب الجبار وعقابه.


ونتوب.. لأن الله هو الذي أمر العباد بالتوبة، ويسر أسبابها، وفتح لهم أبوابها، ورتب عليها الرحمة والغفران، والفوز بالجنان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

"كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى".


ولماذا يأبى؟!.. إنه الاغترار بالعاجلة، وبما فيها من الملذات والشهوات، فالدنيا حلوة خضرة، لكنها سرعان ما تنقضي وتزول.


ثم علينا أن نتوب.. لأننا جميعا عبيد لله لا للشهوة والهوى، وقد أُمرنا بطاعة ربنا الذي نحن إليه راجعون، وعما عملنا واقترفنا محاسبون ومجزيون.


ونتوب أيضًا.. لأن التوبة واجبة، تظافرت نصوص القرآن والسنة بذلك، كما هو معلوم ولا يخفى.


قال القرطبي رحمه الله:

"واتفقت الأمة على أن التوبة فرض عين على المؤمنين".


وقال ابن قدامة المقدسي رحمه الله:

"الإجماع منعقد على وجوب التوبة".


ونتوب.. لأن للتوبة أهمية بالغة، وثمرات مباركة، في الدنيا والآخرة..


ونتوب.. لأن التوبة من أفضل العبادات وأجلها.


ونتوب.. لأن التعبد لله بالتوبة من أشرف التعبدات، فهي تجمع الخضوع، والذل، والانكسار بين يدي الله جل وعلا، إضافة إلى تحقيق الحب والرجاء، وهذه هي العبودية التي تحقق لصاحبها شرف الانتساب إلى ركب المؤمنين من عباد الرحمن أهل التوحيد والإيمان.


ونتوب.. لأن التائب الصادق كما هو معلوم ومشاهد يعود أكمل وأسعد وأفضل مما كان قبل التوبة، شهد بذلك عقلاء كل زمان ومكان.


ونتوب أيضًا.. لأن هناك ما يدفعنا نحو التوبة، وهو ما بيّنه الله من جميل فضائلها، وحلاوة ثمارها، فقال سبحانه:

﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82].


غفار لمن تاب من السيئات، وآمن بالله عظيم الصفات، وأقلع فندم على ما مضى من الزلات والخطيئات، وسارع إلى مرضاة ربه بالأعمال الصالحات، ثم اهتدى وداوم على الإنابة حتى الممات.


ولهذا كان لزاما علينا جميعًا أن ندعو أنفسنا إلى التوبة والرجوع إلى الله، وأن نسعى جاهدين في إنقاذ أنفسنا وانتشالها من الزلة والعثرة.


ونتوب.. لأن التوبة دعوة للنفس نحو التطهر، والاستعلاء، والرقي...


ونتوب.. لأن التوبة دعوة كريمة للنفس نحو الاعتراف بالذنب والتقصير، واللجوء الكامل إلى فضل الله، وطلب العفو والرحمة منه وحده.


ونتوب.. لأن الله يتفضل على التائب برحمته ورضوانه، وكرمه وإحسانه.


ونتوب.. لأن المعاصي سواد والتوبة جلاؤها.





يا رب بك أستجير ومن يجير سواك

فارحم ضعيفًا يحتمي بحماك



يا رب قد أذنبت فاقبل توبتي

من يغفر الذنب العظيم سواك

0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting