قراءة في ديوان " أحبك ربي










قراءة في ديوان " أحبك ربي "





بقلم الدكتور محمد علي سلطاني




تمّ لي قراءةُ ديوان " أحبك ربي " فوجدتُ عالماً شفافاً من الصدق والرقة والمحبة والشعور ..
فقد اجتمعتْ لصاحبه الشاعريةُ والمعرفة وحرارة الانفعال وصدق التجربة والشعور .
فالكلماتُ نبضاتٌ موحية ، والمقطوعاتُ مواقف شفافة راقية ،ومشاعر رقيقة سامية .
وكيف لا يكون الأمر كذلك حين يكون المخاطَبُ هو الله سبحانه ، والغاية هي التماس عفوه سبحانه ، والتعبير عن محبته وطلب رضاه ..
وكيف لا تكون لغة التخاطب والحالة هذه نفحاتٍ شفافةً صادقةً رقيقة مؤثرة.
من ذلك قوله :


كلَُّ يومٍ لم أذبْ فيه نشيداً ليس عمري
كل شعرٍ لم أمتْ فيه شهيداً ليس شعري
كل فكرٍ لم يكن فيه شعورٌ كيف يغري!
يا إلهي باسْمكَ الأعلى يناجي كلُّ حرِّ
حبكَ اللهم يسري في حنايا كل صدرِ
نحوك الأكوانُ ولّتْ وجهَها في كل أمرِ



ولم يكن الشاعر في مناجاته الشفافة هذه بعيداً عن أمته وهمومه ، فالأقصى والتضحية وأطفال الحجارة نالوا قسطاً وافراً من أحاسيس الشاعر وفؤاده ،
لمس فيها جرح الأمة ، ووضع يده على موضع العلة فيها حين خاطب أطفال الحجارة وأملها المرتجى، بقوله :


عذري إليكمْ أنني --- لا عذرَ لي ، لكنني
أدمى فؤاديَ جرحُكم --- وأهمّني ، وأغمّني
أشلاؤُكم منثورةٌ --- وننامُ ملءَ الأعينِ !
ودماؤكم مهدورة ٌ --- ونرومُ طِيبَ المسكنِ!



فقلت: تُرى أين مفتاحُ التقصير ، يا أمة الأمجاد والتاريخ الكبير الجدير ..
وما كان الشعر بأسلوبه النبيل المعبر الرفيع إلا لساناً للتعبير عن كل راقٍ ونبيل في حياة الناس ، مما يعجز النثر عن الوفاء به ..
مصداقا لقوله تعالى حين يفرق بين الشعر الساقط والشعر الرفيع:
(والشعراءُ يتبعهمُ الغاوون ،ألم ترَ أنهم في كل وادٍ يهيمون ، وأنهم يقولون مالا يفعلون، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً ).

***


0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting