ترددت كثيرا

ترددت كثيرا الحقيقة قبل أن أكتب رسالتي هذه لأنها غير كل الرسائل التي كتبت.. لنقل غير كل الرسائل التي قرأت..
لعل الكل يتسائل كيف ستكون رسالتك هذه.. المختلفة ؟
ربما لن تكون رسالة
للتعبير عن حبي لأبي و حسب لكنها سؤال له بالهداية..
لن تكون رسالتي للحديث عن شخصيتك العظيمة و ايمانك و خوفك من الله لن تكون عن ارادتك القوية في المواقف الصعبة و العصيبة لن تكون للأشادة بعباداتك و تقربك من الله رغم الداء و الأعداء..لن تكون كذلك
لكنها رسالة أعبر لك فيها عن حبي لك
رغم كل شيئ كان او يكون أو سيكون
سأطلعك عن طريق لم أكن لأهتدي اليه لولا أن هداني الله اليه سأحاول أن أرقق قلبك ..فتعرف الحب الحقيقي
الحب الذي ما ان اعتراني حتي أحببت كل من حولي ..
أحببت كل شيئ قدره لي حتي أبي الذي لم يتسني لي لطيلة سنين التعرف اليه لكني كنت و لازلت أحبه
أحبك .. كما أمرني الله أن احبك
بل كما أمرني الله أن اطيعك
و لكن نهاني الله أن أعصيه لأرضيك ..
كنت أبي دائما رجلا غامضا ..غائبا
كنت موجود بيننا لكنك كنت في عالم لوحدك
عالما تعودت عليه
أو عودت نفسك عليه فلم تستطع أن تأنس بغير نفسك ..لا أدري ان كنت تحبني
لا أشك في فطرة الله في الحب
و لكني لم ار يوما ملامح و جهك تعبر لي عن حبك
عندما ولدت و كنت بكرتك لم تذهب لأمي
أو لم تكن بجانب أمي ..و عندما أخبروك بميلادي
ذهبت لتأنس بنفسك دون أن تعتريك رغبة كبيرة
و لا حتي صغيرة في رؤيتي
هكذا قالتها أمي أمامي عندما أصبحت أعي من حولي
لم تعلم أمي حينها أنها فجرت قنبلة
لكني رغم هذا أحبك..لأن فطرتي أمرتني بذلك
و من دون أن أشعر أقول لك أحبك..
لأن الله أمرني بذلك ..
لأن في ذلك خير كثير أن شاء الله.
.لم تفرح بشيئ أكثر من وصول ابنك الذكر
لكنك عندما تفرح أيضا.. تذهب فتأنس بنفسك
تقولها أمام الكل ..احب ابني و أفديه بنفسي
هو ابني فقط من سيحمل اسمي
تقولها فأشفق على نفسي من كلامك
ألذي ينزل علي نزول الصاعقة على
شجرة تنمو فتقسمها نصفين
نصف يموت و نصف يحي بحياة الجذور في أرض طيبة
و تقول نفسي لا عليك ..هو يحبك
لا تملي الرجاء في حبه
وكانت نيتي دائما أن أواصل التعبير لك عن حبي
رغم كل الصد الذي لاقته نفسي لن أمل التقرب اليك
بكل ما أتيت من قوة
كنت أبحث فيك عن شيئ أقتدي به
فأحببت كل شيئ تحبه
لم أتعلم منك الكثير لكن كنت سعيدة بحبك
كنت أأنس بنفسي أنا أيضا
كنت أرسم لك في مخيلتي صورة مختلفة تماما عن الواقع
كل ما كنت أتمنى أن تكون عليه علاقتنا على أرض الواقع
كنت أتحدث الى زملائي عن عظمتك وعن حنيتك و عطفك
كل ما كنت أقوله كان من وحي خيالي
لكني أحببت كثيرا تلك الصورة التي رسمت لك
كنت أجول بنفسي في خيال واسع
ذات مرة استوقفت نفسي قليلا ..
ما بك يا نفس ؟لم تعشقين الأنس بنفسك
أصبحت يا نفسي من محبي العزلة
من شدة حبي لك ابي عشقت ما عشقت
الأن فهمت لم كان يأنس بنفسه
لمذا كان يترك كل شيئ ..كل الناس
و يأنس بنفسه..
لم يا نفس لا تأنسي بالله
من يأنس بغير الله يؤنسه الشيطان
بمعصية الله فيحشر معه في جهنم و باس المصير
كما كان أبي يأنس بنفسه فيعصي الله
الأنس بغير الله مذلة للنفس
لم تهت يا نفس ..
ابحثي عن حب الله في قلبك
كما بحثت عن حب أباك
لعلك ان أحببت الله
لن تضيعي.. يوما.. لا يكون لك فيه أنيس و لا رفيق
و تقولين يا ليتني عملت لله ..
فأحببت الله أبي ..و أحببت كل شيئ معه
حتي أعدائي أحببتهم
لم يعد في قلبي مقت و لا غيرة
لم أعد أشفق على نفسي
وجدت حبا ليس من قبله و لامن بعده حب
حب ليس من وحي الخيال
حب لم أرسم له صورة كالتي رسمتها لك
أدعو الله في كل صلاة أن يهديك الى ما هداني
و الله من حبي لك أخشى عليك
الموت قبل أن تهتدي الى خالقك
الى خالق كل شيئ
أخشى عليك من لقاء رب كريم لكن شديد العقاب
أخشى عليك العمر الذي مر و لم تسجد له
سجدة شكر واحدة
أخشى عليك هذه السنين التي لم تذق فيها حبه
و حب من أحبه من الأنبياء و الصالحين
حب عمل يقربك من حب أعظم حب في الوجود
تسألني أحيانا بفضول كبير
كيف سيكون الموت؟ كيف سيكون الحساب ؟فأقول كل ما عندي و هو قليل ولكن في ازدياد و الحمد لله
أحاول أن أوصل لك أصدق احساس
نعمة القرب من الخالق جل و على
أحاول أن أعبر لك عن عظمة ديننا و عظمة نبينا
صلى الله عليه و سلم
أعظم رجل عرفه التاريخ..أرحم خلق الله ..شفيع الأمة
لكني أراك بعد حين تذهب لتأنس بغير الله
اني و الله لأشفق عليك من الشيطان
الماكر لعنه الله ..
لي ربي عندك سؤال
لن أسألك ربي جاها و لامالا ..لن أسألك ربي أكثر مما أعطيتني و هو كثيرا..الحمدلله على كل ما أعطيت
أسألك ربي أن تخرجه من الظلمات الى النور
اللهم اهدهه الى نور وجهك
اللهم لا تمته قبل أن يهتدي اليك
دعاء صادق من قلب صادق له ذنوب كثيرة
لكن ظني بك فيه من الخير الكثير
اللهم لا تقنته من رحمتك
اللهم اخرجه من الدنيا على خير
أحسبني ربي الأبن الصالح الذي رزقت أبي
ليدعو اليه فان كان كذلك ربي فأستجب
وليس ذلك عليك بعسير
اللهم بيدك الملك بيدك قلوب خلقك أجمعين
اللهم انزع المعصية من قلبه الأن
اللهم لا تحرمه التذلل بين يديك لطلب عفوك
اللهم انك عفوتحب العفو
اللهم انك عفو تحب العفو
اللهم انك عفو تحب العفو
اعف عنه يا رب اعف عنه يا رب
هذه هي رسالتي اليك أبي لعل الله بمشيئته و رحمته يستجيب لي ..عز من قال..
ان ألهمك ربك الدعاء
فهو سيستجيب لك
اللهم استجب
اللهم استجب
اللهم استجب

2 تعليقات:

Unknown يقول...

آمين يا الله ...
الله يهديه ويهدي آبائنا و جميع المسلمين

توبة نصوحة يقول...

امين امين
هده المقالة اثرت في كثيرا الى ان ترددت هل اضعها ام لا
يا ربي ارحم والدي برحمتك التي وسعت كل شيء و امتبه من اهل الحنة و اجعل قبره روضة من رياض الجنة

مرحبا بك اخ محمد و بارك الله فيك

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting