هذه قصّة ألفتها


السلام عليكم
إخوتي هذه قصّة ألفتها و هي جميلة و مفيدة بإذن الله و أردت أن أضعها لكم رغم أنّها للأطفال :

آية عظيمة
في يوم ربيعيّ مشمس، ذهبت أنا و أمّي إلى منزل جدّتي لنقضّي معها اليوم.
و قد كنت أحبّ سماع قصص جدّتي فهي تستهويني و تجعلني أعيش كل أحداثها فأكون البطل.
ففي كل مرّة نجتمع فيها مع أولاد خالاتي حول جدّتنا الحبيبة، نطلب منها بأدب و احترام أن تقصّ علينا كالعادة "حكايات الجدّة". حتّى أنّها تعوّدت بطلبنا ذاك فأصبحت كلّما تجدنا ملتفّين حولها ينطلق لسانها ..و تبدأ المغامرة.
استأنفت جدّتي حديثها قائلة:
"أعزّائي الصغار، هذه المرّة أريد أن أتفكّر معكم في آية كان لها تأثير في نفسي منذ صغري تماما في مثل عمركم هذا."
أنا:" أرى أن نغيّر هذه المرّة"
إيمان( ابنة خالتي ) :" أنا كذلك يسعدني أن أسمعك يا جدّتي"
هيثم( ابن خالتي ):" ماهي هذه الآية التي طالما أثّرت فيك يا جدّتي؟"
ابتسمت جدّتي و قالت في هدوء:" أنا سعيدة أنّ الله رزقني أحفاد مثلكم. نبدأ على بركة الله."
سادت لحظة صمت صغيرة ثم عادت جدّتي للحديث:
"- تعلمون أنّ آيات الله كلّها جميلة و من الصعب أن نخيّر واحدة عن أخرى و لكن كلّ شخص يوجد آيات تؤثّر فيه أكثر من غيره.
إنّ الآية التي أحسّ فيها بخطاب موجّه لي هي من سورة الحشر حيث يقول فيها سبحانه و تعالى "يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله و لتنظر نفس ما قدّمت لغد و اتّقوا الله إنّ الله خبير بما تعملون".
- أعرفها يا جدّتي! أعرفها! لقد سمعت أبي يتلوها في صلاته. هتف أحمد أخي الصغير.
- جيّد يا بنيّ. إذن أ تعرف معناها؟
- لا لا. نريد أن نفهمها . أردفنا جميعا.
- هذا خطاب الله للذين آمنوا أي المسلمين الذي اختاروا طاعة الله على عصيانه.
- و ماذا قال لهم الله ؟ استفهمت إيمان
- أمر الله الذين آمنوا بالتقوى(خشيته) ، تقوى الله في أعمالهم فهي التي سيحاسبون عليها يوما ما.
- أ سنحاسب يا جدّتي؟
- نعم يا صغيرتي، كلّنا سنحاسب صغيرنا و كبيرنا و لا يترك الله لنا كذلك لا صغيرة و لا كبيرة من أعمالنا. و نضرا لأنّنا سنحاسب عليها يجب على كلّ منّا أن يقيّم أعماله و يرى هل بهذه الأعمال يقترب من الله أم يبتعد بها عنه فيكون مصيره النار. و لذلك قال تعالى في هذه الآية نفسها" و لتنظر نفس ما قدّمت لغد و اتّقوا الله إنّ الله خبير بما تعملون"
قاطعها هيثم قائلا:" أفهم من هذا يا جدّتي أنّني أنا و أحمد و إيمان و محمّد مسؤولون على أعمالنا يوم القيامة و علينا دائما أن نفكّر في مصيرنا و ما جهّزنا له: كفّة مليئة بالحسنات أم كفّة مليئة بالسيئات"
- هكذا بالضبط. نعم القول يا هيثم. و لذلك يا أبنائي أطلب منكم أن تتّقوا الله و تعملوا بكتابه العظيم الذي لولاه لما تعلّمنا شريعة الإسلام ديننا الحنيف. و اعبدوا الله كأنّكم ترونه فإن كنتم لا ترونه فالله يراكم كما قال صلى الله عليه و سلّم.
- صلّى الله عليه و سلّم. تمتم كل واحد منّا.
- هذه هي الآية يا أبنائي. أ رأيتم ما أسهل فهمها و عظمة كلماتها؟
- نعم يا جدّتي إنّها آية تستحقّ أن يضعها الإنسان أمام أعينه و يتأمل فيها كلما أحس بالتشتت أو حاد عن الطريق.
- صدقت يا محمّد و هكذا نكونوا طبّقنا آية الله" و لا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون"
- و كيف ينسى الإنسان الله؟؟ و من هم الذين نسوا الله يا جدّتي؟
- الذين نسوا الله حسابهم عسير. نسأل الله أن لا يجعلنا منهم. إنّهم من شغلتهم الدنيا عن العبادة، شغلتهم الدنيا عن الذكر و الطاعة فكانوا عبيدا للشهوات و الهوى.
- أنا خائفة يا جدّتي.
- و ممّا يا حبيبتي؟
- أن أنسى الله فأكون من أهل جهنّم.
- لا تخافوا يا أحفادي. اعملوا الصالحات و اتقوا الله و حاولوا أن تتفكّروا دائما هاتين الآيتين و بإذن الله سيلقاكم الله بوجه راض.
- إن شاء الله. قلت وراء جدّتي
- و ها نحن قد أنهينا جلستنا هذا اليوم فاحمدوا الله إذ جعلنا مسلمين و جعل لنا القرآن دليلا و برهانا.
- الحمد لله
- الحمد لله."
- جزاك الله عنّا كل خير يا جدّتي الحبيبة."همست لها في أذنها"
- و أنتم كذلك يا صغاري."
ثمّ قبّل كل واحد منّا جدّتنا فحضنتنا و على وجهها ابتسامة الأم الحنون و سعادة الأم بأولادها.
و عندما عدت إلى المنزل كتبت هذه الآيات في ورقة و وضعتها أمامي كي لا أنساها.
و كانت تلك الجلسة مع جدّتي من أجمل الجلسات خرج فيها كلّ منّا بقلب مطمئن.


...............




0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting