ذكريات زوجة كانت مبتدئة

زوجات صغيرات (17)

ذكريات زوجة كانت مبتدئة

كنت أحمل الرقم "صفر" بامتياز في كلِّ شيء، وأنا أخطو أولى خطواتي الزوجية، كنتُ أظن أنَّ مشاعري الجارفة تجاه زوجي الحبيب كانتْ تكفي للبداية، وأنها ستفتح لي أبواب قلبه ليغفرَ لي أيَّ شيء، فكم إناءٍ احترق! وكم أكْلةٍ شهيَّة كنتُ أمنِّي نفسي متحدِّية زوجي أنِّي قادرة على إعْدادها، وأنفقْتُ فيها وقتًا وجهدًا، فملأْتُ بيتي برائحة "الشياط"!

وكم صينية نسيتها بالفرن فتفحَّمَتْ! وكم زهريَّة باهظة تعثَّرْتُ بها فتحطمتْ ومعها قلبي! وكم قميصٍ لزوجي تخضَّب باللون الوردي بعد غسيله مع ملاءة السرير الحمراء! وكم وكم...!

بل وصل الأمرُ في إحدى المرَّات أني تركْتُ ليلاً إناءً على النار، ودخلْتُ للنَّوم، وعند الفجر أفقتُ على رائحة احتراق، ولولا ستْرُ الله لاحترقَ البيت ونحن معه.

وفشلت نظرية الإخفاء:

وكنتُ في اللحظات الأخيرة وقبل عودة زوجي من عملِه، أسابق الزَّمن في إخفاء ما احترق، أو ما أصابتْه البُقَع، أو ما تَحَطَّم، وكنتُ أظنُّ أني بارعة في نظرية الإخفاء.

إلا أنَّ زوجي - ولسوء حظي - كان في بعضِ الأحيان يشمُّ رائحة الشياط، التي لم يَتَسَنَّ لها الوقْت للفرار، أو يتعثر أيضًا - لسوء حظي - في إحدى الشظايا التي نجتْ بأعجوبة من عمليَّة التنظيف، والتي واضح أنها لم تتمَّ على أكملِ وجْه.

فيبتسم لي مداعبًا في ودٍّ قائلاً: غدًا تَتَعَلَّمين.

وأنتظر هذا الغد فلا يأتي.

وبمرور الأيام تبدَّلَتِ ابتسامته الودود إلى عتابٍ رقيق، ثم مشاجرات خفيفة، واشتباك بالكلمات، وكنتُ أحمد الله أنها لا ترتقي إلى مستوى اللكمات.

وكان ما يصبِّر زوجي على أفعالي تلك هو كما يقول: "خفة ظلي"، وروحي المَرِحة التي يعشقها، حتى إنه إذا انفعل أمامي، أنْفَجِر ضاحكة، فيضحك من قلبِه ونتعانَق، فأعود لتَكْرار وعدي له بأني سأنجح.

فكان يقول لي: يكفيني أنكِ تحاولين.

وها هي اللكمات؛ أقصد الكلمات المشجِّعة، قد أَتَتْ ثمارها، وها أنا - وبعد مُرُور سنوات على زواجي - أقيم الولائم، وأعدُّ العزومات، ولا يشم بِبَيْتِي سوى روائح الطعام الشَّهيَّة، ونكهات الحلويات اللذيذة.

بل وأصبحت مصدرًا للصديقات إن أَرَدْن معلومة عن تنظيف البيت، أو ترتيبه، أو احْتَجْن لطبخة مميزة، والآن أقوم بتدريب ابنتي على فُنُون الطَّهْي، وشؤون البيت؛ لعلها لا ترى ما رأيته.

وأخيرًا - عزيزتي الفتاة المقبلة على الزواج -: لا تكوني مثلي، ولا تفوتي فرصةً للتعلُّم إلاَّ واقتنصتِها، واجعلي لكِ ولو ساعة يومية تَتَدَرَّبين فيها على فُنُون الطبخ، وشؤون البيت؛ حتى توفِّري كثيرًا من الوقت والجُهد والمال.

ولا تصدقي أنَّ الطريق إلى قلْب زوجك هو إعداد الطعام فقط؛ بل المسح، والكنس، وترتيب البيت، والتنظيف.

هنا الرابط

2 تعليقات:

غير معرف يقول...

الهم بارك و وفق مسعانا اليك
امين

توبة نصوحة يقول...

آميييين آميييين آميييين

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting