تعقيبا على كلامك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعقيبا على كلامك أخي الفاضل أدعوك للتفكر في هذه الآية الكريمة:


أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ *

شبّه تعالى الهدى الذي أنزله على رسوله لحياة القلوب والأرواح، بالماء.
وشبّه ما في الهدى من النفع العام الكثير الذي يضطر إليه العباد، بما في المطر من النفع العام الضروري.
وشبه القلوب الحاملة للهدى وتفاوتها بالأودية التي تسيل فيها السيول،
فواد كبير يسع ماء كثيرا، كقلب كبير يسع علما كثيرا، وواد صغير يأخذ ماء قليلا كقلب صغير، يسع علما قليلا وهكذا.
وشبه ما يكون في القلوب من الشهوات والشبهات عند وصول الحق إليها، بالزبد الذي يعلو الماء ويعلو ما يوقد عليه النار من الحلية التي يراد تخليصها وسبكها،
وأنها لا تزال فوق الماء طافية مكدرة له حتى تذهب وتضمحل، ويبقى ما ينفع الناس من الماء الصافي والحلية الخالصة.

كذلك الشبهات والشهوات لا يزال القلب يكرهها، ويجاهدها بالبراهين الصادقة، والإرادات الجازمة، حتى تذهب وتضمحل ويبقى القلب خالصا صافيا ليس فيه إلا ما ينفع الناس من العلم بالحق وإيثاره، والرغبة فيه، فالباطل يذهب ويمحقه الحق { إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا }


وهذا مصداق ما يحصل معنا.. نتعلم شيئا جديدا فتهجم علينا شبهة جديدة..
فيقول البعض: يا ليتني لم أتعلم وبقيت على فطرتي
وهذا التصرف خاطئ بل يجب التعلم والسعي لذلك وفي نفس الوقت مجاهدة النفس حتى تصبح صافية نقية يغلب خيرها شرها
ففي طلب العلم مشقة ومجاهدة الشبهات والشهوات مشقة والعمل بالعلم مشقة وعلى قدر المشقة يكون الأجر

وفقني الله وإياكم لمزيد من العلم النافع والعمل الصالح
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

من تفسير العلامة السعدي رحمه الله بتصرف
* الرعد 17


نعمة ستر الله على عباده

0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting