محمّد الصّغير 3

بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله وحده والصّلاة والسّلام على من لا نبيّ بعده


قصّة من ذاكرة الأندلس

محمّد الصّغير

الحلقة 3






قال لي أبي : مالك لا تجيب! أتستطيع أن تكتم ما سأقوله لك؟
قلت: نعم
قال: تكتمه حتى عن أمك وأقرب الناس إليك؟
قلت: نعم

قال: أقترب مني. أرهف سمعك جيداً، فإني لا أقدر أن أرفع صوتي. أخشى أن تكون للحيطان آذان، فتشي بي إلى ديوان التفتيش، فيحرقني حياً.
فاقتربت منه وقلت له:
إني مصغ يا أبت.
فأشار إلى الكتاب الذي كان على الرف، وقال:
أتعرف هذا الكتاب يا بني؟
قلت: لا
هذا كتاب الله.
قلت : الكتاب المقدس الذي جاء به يسوع بن الله.
فأضطرب وقال:
كلا، هذا هو القرآن الذي أنزله الله، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، على أفضل مخلوقاته، وسيد أنبيائه، سيدنا محمد بن عبد الله النبي العربي صلى الله عليه وسلم.
ففتحت عيني من الدهشة، ولم أكد افهم شيئاً.
قال: هذا كتاب الإسلام، الإسلام الذي بعث الله به محمداً إلى الناس كافة.. فظهر هناك.. وراء البحار والبوادي.. في الصحراء البعيدة القاحلة.. في مكة في قوم بداة، مختلفين، مشركين، جاهلين، فهداهم به إلى التوحيد، وأعطاهم به الاتحاد، والقوة، والعلم والحضارة، فخرجوا يفتحون به المشرق والمغرب، حتى وصلوا إلى هذه الجزيرة، إلى إسبانيا، فعدلوا بين الناس، وأحسنوا إليهم، وأمنوهم على أرواحهم وأموالهم، ولبثوا فيها ثمانمئة سنة.. ثمانمئة سنة، جعلوها فيها أرقى وأجمل بلاد الدنيا.
نعم يا بني نحن العرب المسلمين..

فلم أملك لساني من الدهشة والعجب والخوف، وصحت به:
ماذا.؟ نحن؟ .. العرب المسلمين!


يتبع بإذن الله...

3 تعليقات:

حاتم يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جمعة مباركة
أنار الله طريقنا بالإيمان و ملئ قلوبنا حبا لله و لرسوله صلى الله عليه و سلم و لكل من يحبهم الله آمين

و أسأل الله أن يكون في عون المستضعفين و المساكين في كل مكان و أن يرحمنا جميعا في كل وقت و حين فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض
اللهم آمين

غير معرف يقول...

أتابع قصصك أخي, بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير
قصّة محمّد الصّغير متشوق لتكملها لنا

غير معرف يقول...

اللهم يا ذا الجلال و الإكرام يا حنان يا منان
اللهم صلّ على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
اللهم أعنا على بر والدينا
و ارزقنا الإتقان و الإحسان و رضّهم عنا و ارضى عنا أجمعين
اللهم اغفر لنا و لوالدينا و ارحمهم كما ربونا و نحنا صغار
اللهم ارزقهم عنا الفردوس الأعلى بلا حساب و لا سابقة عذاب و لا مناقشة حساب
اللهم اجعل قبورهم وقبورنا روضة من رياض الجنة و لا تجعلها حفرة من حفر النار
برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم آمين
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
و صلّ اللهم و بارك على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting