"عوامل إصلاح المجتمع" | |
المفتي: | عبدالعزيز بن باز |
الإجابة: |
|
"عوامل إصلاح المجتمع" | |
المفتي: | عبدالعزيز بن باز |
الإجابة: |
|
فن اغتيال الثورات |
محمد بن المختار الشنقيطي |
|
بالحب والأشواق كانت [ البدايات ] وبالندم والأحزان كانت [ النهايات ] نتائج مؤلمة . .! |
خالد بن عبد الرحمن الدغيري أبو أسامة |
أخوكم / خالد بن عبد الرحمن الدغيري أبو أسامة |
تكمن خطورة المؤامرة الصفوية على البحرين هذه المرة تكمن في توقيتها: إذ تأتي في ظل ثورات عربية شعبية نجحت في تونس ثم في مصر، وأخرى ملتهبة في ليبيا واليمن بخاصة.
ولذلك يسعى النظام الصفوي في طهران إلى التخفي وراء عجيج الثورات الحقيقية ليختطف البحرين التي يطمع فيها منذ قرون!! وهو بادر إلى الترحيب الكاذب بثورتي مصر وتونس، مع أن قمعه لمعارضيه أشد وأقسى مرات ومرات من نظام مبارك ونظام ابن علي على سوئهما!!
وقد تورط في تسويق هذا الوهم ساسة ومفكرون وإعلاميون بعضهم عن سذاجة بالغة، وآخرون نتيجة انخراطهم في مشروع المجوسية الجديدة طمعاً بمكاسب شخصية أو اقتناعاً منهم بخرافات الرفض القديمة والمستجدة.
وإلا فكيف يصدق عاقل أن أناساً لديهم أغلبية معترف بها في البرلمان يتظاهرون في الشوارع وحتلون الميادين مدججين بالسيوف والخناجر والمسدسات؟
كيف يسوغ ذلك، والجميع تابعوا الإصلاحات الكبرى التي بدأت مع تسلم الملك حمد بن عيسى مقاليد الحكم قبل عشر سنوات وما زالت مستمرة ومتنامية؟
أما المشاركون في المخطط القبيح ممن أضلهم الله على علم، فيتصدرهم الإعلام الغربي الذي يتجاهل كلياً مآسي الأقليات العرقية والدينية تحت حكم الملالي من عرب وبلوش وكرد وتركمان من سنة وشيعة!!ويتصدر هؤلاء العم سام الذي يتخذ من البحرين قاعدة حيوية لأسطوله الخامس، وهو ما يقدم دليلاً إضافياً على تحالف الصليبية الجديدة واليهودية العنصرية مع المجوسية المتجددة لافتراس المنطقة العربية والإسلامية!!
وهل التظاهر السياسي أو المطلبي يقوده معممون استعانت بهم الدولة في مرحلة معينة فتمكنوا بنظراتهم فقط من صرف تلك القطعان المسيّرة لا المخيّرة؟
إن أجهزة الأمن البحرينية والخليجية تعلم الهوية الحقيقية لمثيري الفتنة هؤلاء، وأنهم عناصر ميليشيات شرسة جرى تدريبها في الخارج على امتداد عشرات السنين، من قبل وكلاء ملالي قم، وبخاصة "حزب الله" في لبنان.
المؤامرة قديمة ترجع إلى العهد الصفوي قبل بضعة قرون، وفي العصر الحديث أطلت مع الشاه الذي طالب باقتطاع البحرين بوقاحة ولما عجز أصر على تخصيص مقعد لها في برلمانه!!
وجاء خميني بشعاراته الإسلامية المخادعة فلم يتبدل شيء من تركة النظام البائد: الخليج فارسي-الجزر الثلاث-الأطماع بالبحرين، ولذلك كان رؤوس فتنة اليوم عملاء رسميين لملالي قم تحت اسم "تحرير البحرين"وليس الثورة في البحرين مثلاً!!فتحريرها من أهلها الأصلاء مصطلح مجوسي محض لأن التحرير لا يكون إلا من غزاة أجانب!!
لا يعني كل ما سلف أن الوزر يقع على الأعداء المعلنين والمتخفين فحسب، وإنما نتحمل نحن أهل السنة والجماعة القسط الأكبر من المسؤولية. فمن شأن عدوك أن يدبر لك المكايد ويحيك لك المؤامرات لكنك مسؤول عن التصدي اليقظ والحازم لمخططاته الشريرة.
وهذا التفريط لدينا ليس وليد اللحظة، وإنما هو خطيئة مزمنة تعود إلى أيام العباسيين الذين وثق ضعفاؤهم المتأخرون بهؤلاء الكفرة الفجرة فكانوا عوناً للغزاة دائماً. كما تكررت خطيئة التسامح الإسلامي مع من لا يستحقونه في الدولة العثمانية التي أحسنت كثيراً لليهود والنصارى فكان جزاؤها منهم جزاء سنمار.
وها نحن نقع في الحفرة ذاتها، فقد غلبت سياسة اللين على تعامل حكوماتنا معهم وبخاصة منذ ثورة الملالي فازدادوا صلفاً وجشعاً إذ تصوروا –بحكم موروثهم الدموي الذي يمارس الذل في حال الضعف-تصوروا أن التسامح لا يصدر إلا عن ضعيف خائف!!
لذلك نجح الصفويون في توظيف ولاء أكثر الرافضة العرب لهم ضد بلداننا وأمنها واستقرارها، ورحنا نقدم التنازل تلو التنازل وإلا فليقارن العاقل بين مظالم إخواننا أهل السنة في إيران المحرومين من كل حقوق إنسانية وبين غطرسة رافضة البحرين الذين يستولون على أكثر مقاعد المجلس النيابي ثم يحاولون إحراق البلد عندما جاءهم أمر العمليات من طهران، ثم يدعوهم الملك إلى الحوار فيشرطون حل حكومته قبل الاستجابة لدعوته!!
إننا مدعوون في هذا المفصل التاريخي الحاسم ليس إلى ممارسة الحزم الصارمة مع وكلاء ملالي قم فحسب، بل إن علينا الانتقال إلى الهجوم لأنه خير وسيلة للدفاع!! وإيران دولة ملأى بالتناقضات التي تتيح لنا نقل كرة النار إلى ملعبها فهنالك إشكالية بنيوية تتعلق بالتركيبة العرقية إذ لا تتجاوز نسبة الفرس 45 % من إجمالي تعداد سكانها!!ومع ذلك يحتكر هذا العرق مفاصل الدولة الرئيسية ويستعلون على سائر العرقيات الأخرى.
كما أن هنالك بُعْداً آخر للقضية يتداخل مع القهر القومي، يتمثل في الانتماء الديني لتلك المكونات الإثنية، حيث يعاني البلوش والأكراد والتركمان من قمع إضافي بسبب انتمائهم إلى أهل السنة والجماعة. وإن كان التشيع لا يشفع لأصحابه من المنتسبين إلى غير القومية المتكبرة، وهذا ما يعيشه عرب الأحواز وهم في أكثريتهم من الشيعة الإمامية الاثني عشرية، الأمر الذي جعلهم يثورون على ذلك الموروث في السنوات الأخيرة، لتعود أعداد كبيرة منهم إلى جذورها السنية الأصيلة قبل مئات السنين!!
فالحذار الحذار من أي تهاون أو تردد يترك البحرين العزيزة لقمة سائغة للمجوسية المتوحشة، لأنها سوف تطمع بالمزيد، فلا يتقاعسن أحد عن واجبه ليقول بعد فوات الأوان: لقد أكلونا يوم أُكِلَ الثور الأبيض.
العرب قوم لا يصلحون إلا بدين
للشيخ أبو إسحاق الحويني
من المعلوم أن الله أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم إلى أمة من الهمج الهامج، يأكل القوي منهم الضعيف، وكانوا يعيشون على حاشية العالم، لا قيمة لهم ولا يذكرون بخير، بل كانوا كما روى البخاري رحمه الله في أول كتاب الجزية والموادعة من حديث جبير بن حية:
قال: ندبنا عمر إلى غزو كسرى وأمر علينا النعمان بن مقرن حتى إذا كنا بأرض العدو، وخرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفاً، فقام ترجمان فقال: ليكلمني رجل منكم. فقال المغيرة: سلْ عما شئتَ. قال: ما أنتم؟ قال: نحن أناس من العرب كنا في شقاء شديد، وبلاء شديد، نمصّ الجلد والنوى من الجوع، ونلبس الوبر والشعر، ونعبد الشجر والحجر، فبينما نحن كذلك؛ إذ بعث رب السموات ورب الأرضين ـ تعالى ذكره وجلت عظمته ـ إلينا نبياً من أنفسنا، نعرف أباه وأمه، فأمرنا نبينا رسول ربنا صلى الله عليه وسلم أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده، أو تؤدوا الجزية، وأخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن رسالة ربنا أنه من قُتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثله قط، ومن بقي منا ملك رقابكم»..هذا كان وضع العرب قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد قدمت هذا الكلام حتى أبين مفتاح إصلاح العرب، فإن العرب هم الذين استقبلوا الرسالة أول مرة، وهم الذين سينصر الله بهم الدين، ليس عصبية لجنس العرب..إن جنس العرب هم أفضل جنس على وجه الأرض، لا نقصد أفراد العرب، فإن منهم من الملاحدة والزنادقة ما لا يخفى على أحد، لكن جنس العرب كجنس هو أفضل جنس على وجه الأرض، هم الذين استقبلوا الرسالة وهم الذين سيجددون الدين.
هل ينهض الإسلام من الغرب؟
في بعض رحلاتي إلى أمريكا سمعت دعوة غريبة كان بعض الناس يتكلم بها ويتأول كلام النبي صلى الله عليه وسلم "لا تقوم الساعة حتى تشرق الشمس من مغربها" كان يقول: الشمس هي الإسلام، وأن نهضة الإسلام ستكون من الغرب. وهذا كلام باطل، وهذا الحديث كل علماء المسلمين يجعلونه في أبواب الفتن، فلا علاقة له بمسألة بعث الإسلام، بل هذه المنطقة المتنازع عليها "منطقة الشرق الأوسط" الممثلة في الجزيرة وفي مصر وفي الشام، هذه البقعة المباركة لم يرسل نبي قط إلا من هذه البقعة، لا تسمع أبدا أن نبيا بعث في الغرب، فالجزيرة كان فيها النبي صلى الله عليه وسلم وإبراهيم صلى الله عليه وسلم، ومصر كان فيها بنو إسرائيل وكان فيها يوسف وموسى وفيها يعقوب، والشام كذلك..هذه البقعة يتقاتل عليها الناس جميعا لشرفها، ولم يبعث نبي خارج هذه البقعة مطلقا، فالمنتظر أن يسترد الإسلام عافيته مرة أخرى من بلاد العرب.
مفتاح العرب
مفتاح العرب الذي يغفل عنه كثير من الداعين إلى الإصلاح في بلادنا هو الدين. العرب قوم لا يصلحون إلا بدين، بدون الدين لا قيمة لهم، إذا تلبسوا به وصلوا إلى الأوج، تركيبتهم هكذا، خلقتهم هكذا.
وهم إذا ولغوا في الشهوات لا يفيقون، أنت ترى في الغرب مثلا الرجل يزني ويشرب الخمر وينتج، فالغرب ليسوا أهل عفة، ومع ذلك كل ما هو موجود في بلاد المسلمين من صنع أيديهم تقريبا، وأصبحت عقدة الخواجة ماركة مسجلة، يذهب الإنسان دائما إلى ما ينتجه الغرب..أما العربي إذا شرب الخمر فإنه يشرب الخمر ثم يشرب الخمر ثم يشرب الخمر. وإذا زنى فإنه يزني ثم يزني ثم يزني، أي لا يفيق، هكذا تركيبته.؟لذا فإن الذين يحاولون أن نساير الغرب في طريقتهم ويزعمون أن هذه من دعوى الإصلاح لا يفهمون طبيعة الجنس العربي، فهم لا يصلح إلا بدين أو ولاية دينية..انظر إلى العرب وقد أنفقوا 80 سنة في حربين: حرب البسوس وحرب داحس والغبراء لسبب تافه في الحربين: لفحل وناقة.
روح التحدي
والعربي عنده روح التحدي، يتحدى حتى لو أهلك نفسه، لذا بطبيعة العربي – كطبيعة عند العرب – إذا تحديته فإنه لا يصبر، ينطلق كالسهم إلى مكان التحدي، لذا كان أخطر الدعوات في دولة اليهود – هما كتلتان: الليكود وحزب العمل، الليكود يتعامل (بالعنف)، وحزب العمل يتعامل بهدوء. فإسحاق رابين هذا الذي قتل كان يدعو إلى سوق اقتصادية وتبادل ثقافي، ونحن نستنيم لعدونا أول ما نسمع هذه الدعوات. أما بيجين وجماعته (فمذهبهم العنف).
ونحن عندما نضرب تستيقظ فينا روح التحدي، لذا كان من الخطر الداهم أن يحدث نوع من (الدعة) التي تملأ بلاد المسلمين، لأننا معاشر أهل السنة نتمتع بنوع من الغفلة، يمكن أن نضع أيدينا بيد عدونا إذا حدث نوع من السلام بيننا وبينه، لذا نحن نخشى أن يحدث صلح بيننا وبين الرافضة، لأنه لو حدث صلح بيننا وبينهم، سيكون أهل السنة هم المجني عليه، لأنه سيحدث تبادل ثقافي وتنتشر الحسينيات، وننسى حقيقة الخلاف الجوهري بيننا وبينهم..لكن نحن نتمتع بشيء لا يتمتع به عدونا أننا نسيج واحد متماسك، أما عدونا فليس كذلك. فدولة اليهود مفككة: يهود شرق ويهود غرب، يهود الغرب هم السادة ويهود الشرق هم (أبناء البطة السوداء) لا قيمة لهم.
لابد من عدو
في فبراير 1967 قبل الهزيمة النكراء التي منينا بها سئل بن جوريون - وهذا في كتاب مترجم قرأته عن طبيعة الصراع الإسلامي اليهودي، أما تسميته (الصراع العربي الإسرائيلي) فهذه تسمية خاطئة، لذا لم ينتصر العرب أبدا طالما سموا المسألة (عربي إسرائيلي)، فإذا صار (إسلامي يهودي) انتصروا فورا، لأنك إذا قلت إسلامي تحرك بعقيدة – أن العرب يمدون أيديهم بالسلام فلماذا ترفضون السلام؟ الرجل كان صريحاً جدا قال: نحن قوم لا نحيا إلا بعدو، فإن لم نجد عدوا صنعنا عدوا.
طبيعة الناس في المحن أنهم يتجمعون وينسون الخلافات، وأظن في الولاية الثانية للرئيس بوش، ذلك المجرم الأثيم، تصور كثير من الناس بسبب إخفاقه في العراق وأفغانستان والهزيمة النكراء لقواته والقتلى الذين هم آلاف مؤلفة – وهم يخفون الحقائق – توقع كثير من الناس أن يسقط في الانتخابات، لكن الذين يعرفون الحقيقة علموا أنه سينجح، لماذا؟ لأنه استطاع أن يحشد المجتمع الأمريكي ضد عدو.
استطاع أن يبين أن العراق يهدد أمريكا تهديدا مباشرا وعنده صواريخ بالستية تحمل رؤوسا نووية يمكن أن تصل إلى أمريكا، فصدق الناس كلهم تقريبا هذه الفكرة، لأن أجهزة الدولة كانت مسخرة لهذه الفكرة، أي فكرة أن هناك عدوا وأن هناك خطرا داهما على أمريكا نفسها، استطاع أن يجمع كل الناس على عدو، هذه طبيعة المحن..وقد سألني بعض الناس مرة لماذا ذكر الله آية الربا وسط الكلام على غزوة أحد؟ {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ..والإجابة أن المجتمع إن لم يكن متماسكا لم يستطع أن يغلب عدوه في الخارج. فإذا كان المجتمع مليئا بالأحقاد والكراهية والحسد وعدم التراحم لم يستطع أبدا أن يهزم عدوه في الخارج، فلابد أن يكون نسيجا متماسكا.
والمجتمع اليهودي ليس نسيجاً متماسكاً، بخلاف بلاد العرب أعني السُنَّة، وانظر إلى العراق وهي (أطياف شتى) لما وقعت المحنة أكل بعضهم بعضا، فوضع العراق لا نظير له في بلاد العرب، بقية البلاد تقريبا كأنها نسيج واحد..وعدونا يعلم هذه الحقيقة، فإذا مد يده بالسلام فهو يعلم أنه سيتحلل لأنه ليس نسيجا متماسكا..إذًا فالذين ينظرون إلى بلاد العرب ويتحدثون عن الإصلاح، ينبغي أن يراعوا أن العرب لابد لهم من دين.
وقد بسط ابن خلدون في "المقدمة" هذه المسألة بسطا جيدا، وعلى من يريد التوسع في المسألة العودة إلى الفصل السابع والعشرين من المقدمة، أن العرب لا يصلحون إلا بدين أو بولاية دينية، لأن عندهم من صفات الخير الكثير: تجد العربي قد يشرب الخمر وقد يقتل، لكن عنده شجاعة ونخوة وشهامة ونجدة وكرم ومروءة وحرص على صيانة الحرمات والأعراض، لذا عند القتال كانوا يأخذون نساءهم معهم، لأنه إذا رأى بارقة السيف قد يفر، لكنه إذا علم أن امرأته خلفه قاتل حتى الموت..فلأن العربي عنده من الصفات الجيدة ما سبق ذكره إذا جاءه الإسلام فإنه يتزكى ويبلغ الأوج، كما قال صلى الله عليه وسلم: "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا".
* من محاضرة بعنوان: "الإسلام سبيل العزة العربية" لفضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني في الإسكندرية بمصر في 11 ربيع الأول 1430.
رسالة لفتاة مسرفة على نفسها |
عادل بن عبد العزيز المحلاوي |
|
مناقشــات عائليــة |
أم هاني |
|