مناقشــات عائليــة













مناقشــات عائليــة



أم هاني




** مناقشــات عائليــة ....


محاجّة رقم (1) إذا أحبَّ الله عبدا ابتلاه


( دخل الابن من الباب - ذات يوم - وجلس يبكي بكاءً مريرا ..... )

- الأم : ما يبكيك ؟ ! !

- الابن بصوت متهدج من البكاء : ظلمني أصحابي واتفقوا على أني مخطئ ، ووالله أنا بريء مظلوم ....

- الأم وكأنه أمر معتاد جدا : هل تعاركتم ... هداكم الله ...

الابن : والله أنا مظلوم ، ولكنك - طبعا- لن تصدقيني ---- زيادة في بالبكـــاء ...

الأم صادقة : الحق أنا أعرفك وخبيرة بك ؛ و الراجح عندي أنك لست مظلوما تماما... .

الابن : أعلم أنك تظنين فيّ ذلك - دائما - يواصل البكـــاء و بشدة .

( الأم تبتسم - في نفسها - وتحدثها : هذه فرصة ذهبية لأبين له عاقبة إساءته )
- الأم تربّت على ظهره بحنان قائلة :
( ما أصاب من مصيبة فبما كسبت أيديكم .... ويعفو عن كثيييير )
طيب : هب أنهم ظلموك يا بني ، أفيكون ذلك عقابا من الله على تقصيرك في أداء الصلاة مثلا ...؟؟؟

- الابن وقد توقف عن البكاء قليلا : أمي أمي أنسيتِ ؟!!

- الأم في دهشة : وما الذي نسيته ذكّرني ؟!

- الابن : ( إذا أحب الله عبدا ابتلاه ) معاودة للبكاء ...

- الأم : ..... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!






محاجّة رقم (2): ليس منا من لم يرحم صغيرنــا


- الولدان يتعاركان : الكبير يصرخ على الصغير، والصغير يبكي بشدة متنمرًا مغتاظًا....

- الأم تحاول فض الاشتباك ، وتُوفق - أخيرا - في الفصل بين القوات ( أقصد الأولاد )

- الأم : مـــــا الأمـــر ؟!!!

- الولدان كلاهما يتحدث .... ضوضاء...

- الأم آمرة : اسكتــــــــا....

- الابن الأصغر صارخا باكيًا بمرارة : هو مفترٍ وظالم .....

- الأم تنهره : ولد : ( ليس منا من لم يوقر كبيرنا )

- الابن الأصغر باكيا بقهر وأنفاس متقطعة : ( وليس منا من لم يرحم صغيرنا ) ....


- الجميع :.......!!!!!!!!!






محاجّة رقم ( 3 ): سيدخل صبي - إن شاء الله - الجنة في هرة !!!

- الابن يدق الباب وقد تأخر كثيرا ....

- الأم تفتح الباب : لِمَ تأخرتَ ؟ ألم أنهكَ عن ذلك ؟

- الابن منفعلا جدا : صبرا يا أمي سأحكي لكِ ...

- الأم بنفاذ صبر : تفضل احكِ ....

- الابن - يبتلع ريقه وبعين لامعة - :
وجدت هرة جميلة كالأرنب بيضاء عيونها زرقاء
في الطريق ، كانت جائعة ، وتشعر بالعطش .... فأطعمتها وسقيتها ...
ثم بحثت لها عن مكان آمن ووضعتها فيه ...و .... هذا هو السبب .

- الأم - وقد همت بالاعتراض ، و وشى وجهها بكثير من الامتعاض - : ألم .....

- الابن - مقاطعا بسرعة ونظرته متوسلة -: يــا أمي يــا أمي :
دخلت امرأة النار في هرة ، وسيدخل صبي - إن شاء الله - الجنة في هرة .

الأم - تبتسم مغضبة - : ..........!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !






محاجة (4 ) ما دخل الرفق في شيء إلا زانه


الابن يدفع الباب بقوة ...

الأم : يا بني ( مادخل الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه )

الابن يجذب اللعبة بشدة ، فتنكسر ...

الأم : يا بني ( مادخل الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه )

الابن يفتح الكتاب بعنف ، فيتمزق الغلاف ...

الأم : يا بني ( مادخل الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه )

الابن ......

الأم : يا بني ( مادخل الرفق في شيء إلا زانه .....


المعلم يشرح للابن مسألة منفعلا مشوّحًا، فيطيح كوب العصير وينسكب محتواه ...

الابن ناصحا : يا معلمي ( مادخل الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه )

المعلم وقد اتسعت حدقتاه : .................!!!!!!!!!!!!! !!






محاجّة رقم (5 ) فتبينـــوا .....

-الأم للابن وهي تعد أطباق الطعام في المطبخ :
أغلق الحاسوب - فضلا - وهيّـا للغداء .

- وأضافت محذِّرة كالعادة :
إياك أن تغلق الجهاز فجأة ، أغلق جميع الملفات أولا .

- الابن : حــاضر يا أمي .

- أحد كبار العائلة للأم : لقد أغلق ابنك الجهاز فجأة ، ولم يطعك ...

- الابن صارخا : والله لم أفعل ، تعالي يا أمي ، وانظري لما ينغلق الجهاز بعد !!!

- الأم - من مكانها وهي تكمل عملها - للكبير معاتبة :
عساك لم تنتبه جيدا ، فهو ناضج ومطيع ربنا يبارك فيه...

- وتكمل الأم للابن مهدئة : هو لم ينتبه ، ولم يقصد ؛ هوّن عليك يا صغيري .

- الابن مندفعا بقوة يحتضن أمه بشدة من خاصرتها ،
وقد دمعت عيناه من شدة التأثر (1)
فكادت الأطبق تطيح من بين يديها ، وهو يقبل ما يطاله منها قائلا بصوت
غلبه البكاء : شكرا أمي ... شكرا أمي : ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )

- الجميع تتسع عيونهم في دهشة .... !!!!

- وقد تنمر الكبير وهب معارضا ....

- الأم للكبير ذاهلة : مهلا ... مهلا ... هو لم يقصد فقط فقط ..
أخطأ من شدة الفرح ....!!!


--------------------------------

(1)- وكان هذا لأن ديدن الأم وهديها معه : أنها تباشر بلومه وعقابه فور تشكّي أحد منه ، دون أن تستمع منه .

اللهم اغفر لها آمين .






- محاجّة رقم ( 6) أنا مسلم ...!


الابن وقد فعل فعلا غير لائق .

الأم موبخة : أيفعل ذلك مؤمن ؟!!!

الابن مدافعا : يا أمي ... يا أمي : أنا مسلم ولست بمؤمن .. (1)

الأم : .........!!!!!


-----------------------------

(1)- لأنه يعلم من نقاش سابق أن العباد الموحدين على درجات :
أعلاها درجة الإحسان
وأوسطها الوصف بالإيمان
وأدناها مطلق الإسلام .






محاجّة رقم : (7) أربعة أشهر فقط !!!

الأم للابن وقد ضايقها شدة التصاقه بها :
ألا تبتعد عني قليلا ، أود أكون وحدي فضـــلا ؟

الابن بكل حماس وإصرار : أبدا لن أبتعد أو أتركك وحدك أبدا
ثم يكمل بجدية : حتى عندما أكبر - إن شاء الله -
وأتزوج سألازمك أربعة أشهر ،ثم أتركك ليوم واحد
- فقط - أذهب فيه للأولاد وأعود إليك بعده .


الأم في دهشة : ولِـمَ أربعة أشهر بالذات ؟!!!

الابن متعجبا : يا أمي أنسيتِ أنه لا يجوز للزوج ترك أهله أكثر
من أربعة أشهر !!! (1)

الأم باسمة : ............!!!

-------------------------------

(1)- هذا لأنه استمع إلى حوار سابق بين الكبار عن أقصى مدة للإيلاء في الشرع .






محاجّة رقم : (8) الجهر والإسرار بالبسملة .

الابن يصلي جهرا : ( الله أكبر . الحمد لله رب العالمين .... )

الأم توجهه وهو يصلي : البسملة آية من الفاتحة يا بني .

الابن يصلي جهرا : ( الله أكبر . الحمد لله رب العالمين .... )

الأم توجهه وهو يصلي : البسملة آية من الفاتحة يا بني .

الابن يصلي جهرا : ( الله أكبر . الحمد لله رب العالمين .... )

الأم توجهه وهو يصلي : البسملة آية من الفاتحة يا بني .

............................ تكرار الموقف ما لا يحصى !!!

الابن يبادر الأم قائلا ولـمّا يدخل من الباب بعد آتيا من صلاة الجمعة :

أمي .. أمي لِمَ لم تخبريني بحكم الجهر والإسرار بالبسملة في الفاتحة ؟

الأم في دهشة : لم تأتِ مناسبة .......... لماذا ؟!!

الابن : بعد أن انتهى الإمام من خطبة الجمعة والصلاة
ذهبت إليه وسلمت عليه ثم قلت له : يا شيخنا البسملة
آية من الفاتحة ولم تقرأها في الصلاة ؟
فأجابني الشيخ مبتسمًا وهو يربّت على كتفي :
لقد أسررت بها يا بني ولم أجهر .

الابن يكمل معاتبا : كثيرا ما رددتِ علي يا أمي
( البسملة آية من الفاتحة )فلماذا لم تخبريني
بحكم الجهر والإسرار بها ؟!


الأم : ...........!!!!!






مجاجة رقم : (9) أخبريني بسيئاتك يا أمي ؟ ...

- الابن يحفظ مع الأم سورة فاطر


- الأم تحاول مساعدته على الحفظ بشرح مبسط جدا لبعض معاني الآيات


- الابن وصل مع أمه لتلك الآية :

( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ
وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) فاطر : 32


- الأم : عباد الله ثلاثة يا بني :
1- الظالم لنفسه وهو : من عنده طاعات و لكنه ظلم نفسه بعمل بعض السيئات
2- المقتصد وهو : من اقتصر على فعل الطاعات الواجبة فقط واجتنب السيئات.
3- أما السابق بالخيرات - وانتبه أن ذلك من فضل الله عليه - فهو :
الذي يفعل الطاعات الواجبات بل و الكثير من المستحبات مع اجتنابه للسيئات.


- الابن يقول وقد شرد ببصره بعيدا : إذن أنت من السابقين بالخيرات يا أمي ؟


- الأم وقد باغتها السؤال ودمعت عيناها : لا بل أنا ظالمة لنفسها -يعلم الله -
فكم لي من سيئات...


- الابن وقد اتسعت حدقتاه دهشة : أنت !!! أنت يا أمي ...!!!
لماذا تقولين هذا ؟ !


- الأم تحاول حبس دموعها : هيا أتم الحفظ فضلا ..


- الابن وقد لمعت عيناه : إذن العم فلان والخالة فلانة من الظالمين لأنفسهم
لأنهم لا يصليان و... و ...و ...


- الأم وهي تعلم صدق ما يقول : هداك الله اهتم بنفسك ..


- الابن يكمل كأنه لم يسمع شيئا : وأبي نعم أبي هو من السابقين بالخيرات
؛ فهو يكثر من تلاوة القرآن ، ويقوم الليل ، و يفعل ...
كذا وكذا وكذا ... أليس كذلك يا أمي ؟


- الأم لا تدري ماذا تقول : أظنه كذلك يا بني
... نعم - إن شاء الله - هو منهم .


- الابن مواصلا : ولكن أمي أخبريني ... أخبريني - رجاء - عن سيئاتك التي فعلتِ ؟!


- الأم لا يعلم بحالها إلا الله : .............!!!!






مجاجة رقم : (10) - من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .

- الابن يسأل عن شيء لا يخصه ...

- الأم منكرة عليه : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .

- الابن يدخل في نقاش بين الكبار ...

- الأم منكرة عليه : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .

- الابن يتكلم بشأن أناس آخرين ....

- الأم منكرة عليه : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .

- الابن يقابل إحدى الجارات في الطريق فتستوقفه لتسأله
عن بعض الأمور الخاصة بالعائلة فضولا منها....

- الابن مستنكرا عليها بشدة : يا خالة ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )

- الجارة ذاهلة : ...............!!!






محاجة رقم (11)- أذهب مبكرا ثم أخرج ..

*كل يوم جمعة الأم تكرر للابن ما يلي :
- يا بني اذهب مبكرا شيئا ما لصلاة الجمعة :
لتقرب إلى الله ولو بيضة ، وتُكتب في صحف الملائكة الكرام البررة (1).

- الابن يتلكأ ويتلكأ حتى يُرفع الأذان ، ويصعد على المنبر الإمام

- الأم متحسرة : كذا أنت محروم .

* وفي يوم الجمعة الأم تكرر للابن ما يلي :
- يا بني اذهب مبكرا شيئا ما لصلاة الجمعة :
لتقرب إلى الله لو بيضة ، وتُكتب في صحف الملائكة الكرام البررة .

- الابن يتلكأ ويتلكأ حتى يُرفع الأذان ، ويصعد على المنبر الإمام

- الأم متحسرة : كذا أنت محروم .

- وذات مرة قال الابن لأمه وقد برقت عيناه بشدة :
ما رأيك يا أمي أن أذهب إلى صلاة الجمعة مبكرا
فإذا دخلت من باب المسجد وكتبتْ اسمي الملائكة
و تثبت لي عند الله قربة ، ثم أخرج بعد قليل أذهب
إلى بيت الجدة ، ثم أعود إلى أداء الصلاة عند الأذان
مرة أخرى ؟

الأم وقد برقت عيناها من الدهشة : ............!!!


---------------------------

(1)- [ إذا كان يوم الجمعة ، وقفت الملائكة على باب المسجد ، يكتبون الأول فالأول ، ومثل المهجر كمثل الذي يهدي بدنة ، ثم كالذي يهدي بقرة ، ثم كبشا ، ثم دجاجة ، ثم بيضة ، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ، ويستمعون الذكر . ]
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 929
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]






محاجة رقم (12)- أخطأتُ واحدًا وعُوقبت ثلاثًا...!!!


أخطأ الابن الصغير الذي لـمّا يُتم عامه الثالث بعدُ .

فعاقبته الأم بالضرب على ظهر كفيه حتى بكى بشدة

ثم كأنها لم تكتفِ فحرمته من اللعب سائر اليوم

- الابن : يزيد في البكاء

- الأم وكأنها لم تقنع بعدُ : وكذا لا حلوى إلى الغد

- الابن زاد في البكاء وانفجر قائلا بحروف مقطعة وبمتهى القهر
يشكو إليها منها وهو يعد على أصابعه الصغيرة :

أمي أنا أخطأت واحد
أنت ضربتِ واحد
لعب لا اثنان
حلوى لا ثلاثة !!!!!!!!!!!!!!

ثم يندفع بقوة إلى أحضانها مواصلا النحيب ..

- الأم مصدومة : .............!!!






محاجة رقم ( 13)- كان الله في عون العبد ؛ ما كان العبد في عون أخيه


- ذهبت الأم لزيارة صديقة لها مع بعض الصاحبات

- صاحبة المنزل جالسة مع الأضياف

- و إذا بابنها الصغير يدخل على الجمع ؛ شاكيا لأمه وقد هطل من عينه الدمع :

أمي ..أمي : سألت أختى الكبرى أن تساعدني في حل بعض المسائل

فأبت ، فذهبت للأخرى فأبت أيضا ... فماذا أفعل ؟!

- قالت الأم - صاحبة المنزل - لابنها بصوت رفعته لتسمع شقيقتيه :
لا عليك يا بني : هات الكتاب وتعالى لأساعدك أنا في حل
تلك المسائل ... ويكفيهما عقوبة أنهما حُرمتا من معونة الله
لهما ؛ لأنهما قد أبتا معاونتك فقد قال رسول الله -
صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : (.... الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) (1)

الجميع في دهشة : ...........!!!

-------------------------

(1)- ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة . ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة . ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة . والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه . ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة . وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده . ومن بطأ به عمله ، لم يسرع به نسبه . غير أن حديث أبي أسامة ليس فيه ذكر التيسير على المعسر . )
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2699
خلاصة حكم المحدث: صحيح






(14) سترة الإمام سترة المأمومين ...!

الأم وصغارها مع جمع غفير ذهبوا يوما لوليمة مــا .

حان وقت الصلاة فصفت الأمهات لأداء الصلاة تأمهن إحداهن

وانتحى الصغار جانبا قريبا من المصلى في نفس القاعة ،
وكانت الصلاة سرية وعدد الصفوف كثير.. اللهم بارك

- فقالت إحدى البنات الصغيرات بصوت خفيض
لكنه مسموع لأن الصلاة كانت سرية : أود العبور إلى الجانب الآخر من القاعة ؟

- فسألتها صاحبتها التى لما تبلغ الرابعة من عمرها - متعجبة -
بصوت خفيض لكنه مسموع أيضا بوضوح :
ومـــا الذي يمنعــك !!!

- فأجابتها الكبرى مستنكرة : كيف أمر بين يدي المصلين ؟!!!

- فقالت لها الصغرى كالناصحة : يجوز المرور بين يدي المصلين في جماعة
فقط لا تمري بين يدي الإمام ( الخالة فلانة ) ومري كما تشائين بعدُ
ألا تعلمين أن سترة الإمام سترة للمأمومين !!!

فتبسّم الحضور من قولهما ، وبعد تمام الصلاة ردد الجميع :

ماشاء الله لا قوة إلا بالله ، اللهم بارك ، اللهم بارك ، اللهم بارك !!!






15- اللهم ارزقني قطة ........

- بقي على الإفطار بعض الوقت الابن الأصغر صائم و يبكي من الجوع ...

- يحوم حول أمه : أمي هل بقي الكثير ... أمي هل بقي الكثير ....؟

- الأم متصبرة : بعض الشيء يا بني ....

- الابن متباكيا : لم أعد أحتمل يا أمي ..............

- الأم : هلاّ دعوت الله بما تحب فللصائم دعوة مستجابة ....؟

- الابن منصاعا : طيــــب

- وبصوت عالٍ يدعو ناظرا إلى السماء بتضرع :
يـارب ارزقتي : قطـة ، و playstation ( جهاز لألعاب الفديو )/
وصنارة يـارب : يـا رب : اشف أمي وأبي ، وارزق أمي - يـارب- حسن الخلق (1)
............انتهى .

- فضحكت الأم في دهشة شديدة وقالت : آمين آمين آمين ( تقصد دعوة حسن الخلق )!!!!

-------------------------------------

(1)- علما بأنه فعل ذلك لأنه كان يسمع أمه كثيرا تدعو بتلك الدعوة له ولها ولغيرهما .






16 - فضلا لا تدعُ الله ....

- الابن الصغير يطلب من أمه شيئا ويلح عليها إلحاحا شديدا لتوافقه


- الأم بتصبر : لا لن أعطيك ما تريد كف فضلا عن الإلحاح ...


- الابن لا يستسلم : ولم !؟ يارب يبارك فيك أعطينيه ...


- الأم تتصنع الغضب : قلت لا ... ولكن فضلا : إياك أن تدعو الله
فأنت حينما تدعو الله يستجيب لك وأخشى ان تدعوه فأجدني أوافق على مطلوبك
دون أن أعلم كيف ... فقط فضلا انس الأمر ولا تلح على الله بالدعاء كي أوافق
إياك ...

- الابن وقد لمعت عيناه بمكر محبب : إذن سأدعوه وبشدة وسنرى يا أمي
وجرى من أمامها وهو يضحك بشدة


- الأم نظرت إليه متصنعة الغيظ والخوف وقالت : لا لا من أجلي لا تفعل
أخشى أن يستجيب الله لك ....

- الولد يضحك ويضحك كالغائظ لها بلى سأفعل ويرفع يديه إلى السماء
ضارعا يسأل الله أن توافق أمه على حاجته ...

- والأم بكل سرور تحاول إنزال يديه وتصرخ عليه متصنعة الغيظ : ولد .. فضلا لا تفعل ...

ثم تتركه بعض الوقت وفي المساء يعاود الكرة وبثقة تلك المرة : يا أمي فضلا
أعطيني حاجتي ...

- الأم تتصنع الرفض ليس القوي : طيب ربنا ييسر سأرى ... ولكن انتظرماذا فعلتَ اُراني أتأثر شيئا فشيئا أنت شرير ...........

- الابن يضحك بشدة ويقول : بعد صلاة العشاء ستوافقين إن شاء الله .


- الأم بتعجب مصطنع : ولم بعد العشاء تعيننا ؟


- الابن يضحك بمكر محبب :لأني سأكرر الدعاء في السجود
وأعلم أن الله سيستجيب لي .


- الأم بسرور خفي : طيب سنرى !


- بعد العشاء الابن يعاود الإلحاح على الأم : أمي فضلا أعطيني حاجتي .


- الأم تنظر إليه متصنعة التردد الضعيف ألا تيأس ؟


- الابن : فضلا يا أمي ...؟


- الأم توافق كالمضطرة وتقول معاتبة : ولكن كف عن دعاء الله
يا ماكر فهو سبحانه يحب الإلحاح في الدعاء وخاصة من الأطفال .


- الابن يتقافز من الفرح : أبدا والله أبدا لن أترك دعاءه سبحانه .


الأم مسرورة : الله يهديك !!!






17 - ولمن صبر وغفر ...


الأم والابن الصغير في سيارة مستأجرة عائدان إلى البيت

- الأم يجللها الصمت شاردة في لجة حائرة مكتئبة ثائرة ..

- وفي هامش شعورها تسمع الأم الابن والسائق يتجاذبان أطراف الحديث
لكنها لا تفقه منه الكثير...

- الأم لنفسها : لا أستطيع حقا يشق عليّ كيف أسامحهم !
يعلم الله كم وكم أساءوا إليّ ، لا قدرة لي على المغفرة !!!

- فجأة انتزع الأم من لجتها صراخ السائق
وهو يسب سائقا آخر يبدو أنه آذاه !!!

الابن : يا عم لم تسبه ؟!
أما علمتَ قوله تعالى :
{وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} سورة الشورى /43
وقوله تعالى :
{ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }الشورى/40

- تخللت تلك الكلمات السمع والفؤاد كسهام صائبات
الأم باكية تناجي ربّها : سبحان الملك سبحان الملك !!!

اللهم : إني أشهدك أني قد غفرتُ لهم ...






18- لا تخـــف وقــل ....


- عادت الأم من الخارج ومعها الصغير وابن خالته

- الولدان صعدا الدرج ركضا بينما الأم تصعد الهوينى

- الطوابق العليا غارقة في ظلام دامس يبدو أن الجيران بالخارج منذ الصباح


- الأم تسمع ابن أختها يصيح من أعلى : ما هذا الظلام !!! نرى بالكاد يا خالة ...

- أجابه الابن ناصحا : لا تخف لا تخف
قل معي : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
وصدقني لن يضرك شيء .

- الولدان يرددانها ثلاثا بصوت مرتفع ....

- الأم بــاسمة : .....!!!






(19)- استعن بالله ...

الأم للابن في الطريق : يا بني احمل عني تلك الحقيبة فضلا .


الابن حاول حمل الحقيبة بمشقة ثم صرخ : أمي أمي لا أستطيع حمل الحقيبة فهي ثقيلة جدا ...!

الأم تصبّره وتحضّه : قل : الله المستعان و إن شاء الله تستطيع حملها بيسر ..

الابن ينظر إلى أعلى لأمه متعجبا : وهل قولي : الله المستعان سيجعل الحقيبة أقل ثقلا !!!

الأم تنظر إليه وبلهجة مؤكدة : نعم - فقط - قلها من قلبك وسترى .

الابن يطيع : الله المستعان الله المستعان الله المستعـااان
ويحمل الحقيبة بشيء من اليسر .

***********

وفي اليوم التالي .... الأولاد يلعبون حول الأم ويطلبون منها المشاركة

الأم توافق فيتقافز الصغير فرحا ...


الابن بانفعال : أمي هيا نلعب من الأقوى ؟

الأم مستسلمة : لا بأس ...

الابن يمسك كف أمه وقد ارتكزا كلاهما على مرفقه أرضا
وكل منهما يحاول مغالبة الآخر بإنزال يده إلى الأرض أولا

الأم تستطيع هزيمة الابن بيسر ولكنها تقول بصوت مرتفع
نوعا وهي تدعي الضعف شيئا ما: الله المستعان الله المستعان
ثم تهزمه وتضحك من غيظه قائلة :
الله أكبر الله أكبر أنا الأقوى أنا الأقوى ...

الابن حزين و بغيظ : لا لستِ الأقوى ... ولكنك استعنتِ بالله
يا أمي .

الأم تحاول ألا تضحك : وهل منعتك أن تفعل !!!

الابن بتحدٍ : فضلا نعيد مرة أخرى وسنرى من الأقوى ؟

الأم كالمضطرة : لا بأس ...
ثم تضيف لإغاظته وتحفيزه : ولكن أكيد أنا الأقوى !

الابن بعناد وإسرار وعيناه تلمعان: سنرى يا أمي ..سنرى يا أمي

ثم يعيدان الكَرة ...

الابن يكرر بعزم وقوة : الله المستعان الله المستعان الله المستعااان

الأم بعد مقاومة مصطنعة تُهزم له .. فيتقافز الصغير فرحا :
الله أكبر الله أكبر أنا الأقوى أنا الأقوى ...

الأم تصطنع الغيظ : لا لستَ الأقوى ولكنك استعنتَ بالله !

الابن بحبور مغيظ وهو يضحك بشدة :
وسأفعل يا أمي سأفعل دائما ..






20- أنا صغير لم يجرِ عليّ القلم بعدُ..!

- الابن يشاهد إحدى القريبات تحدث الأم في أمر ما بغلظة ..!

- الأم تحاول بالحسنى مرارا وتكرارا أن تهدئ من روعها
فما تزداد تلك القريبة إلا عتوًا ونفورا ...!

- حمى الوطيس فإذا بتلك القريبة تقع بالأم و تستطيل عليها ....

- الأم وقد أخذ منها الغضب كل مأخذ قد وشى بذلك وجهها وهمت بالرد عليها ...

- إذا بالصغير يتدخل صارخا وباكيا : لا يا أمي ،لا يا أمي
فضلا : لا تردي على إساءتها ..أنا سأجيب عنك فأنا صغير لم يجر علي القلم بعدُ..

- الأم عاجزة عن النطق : ....!!!






21 - سلبية ولكنها شديدة الإيجابية ...!

- الابن لأمه مستفسرا : ما معنى سلبي وإيجابي ؟

- الأم بدهشة : ولم هذا السؤال ؟!

- الابن : سمعت حوارا فيه ذكر هاتين الكلمتين كثيرا :
هذا سلوك سلبي ، وهذا سلوك إيجابي ...
ولم أفهم معناهما .

- الأم بتبسط : السلوك السلبي هو السلوك الخاطئ
بينما السلوك الإجابي هو السلوك الجيد أو الحسن .

- الابن : فقط ؟!

- الأم بتصبر : وكذلك عدم السلوك يمكن أن يكون سلبية
بينما السلوك التفاعلي يمكن أن يوصف بالإيجابية
ثم أضافت كالقاطعة لاستمرار هذا الحوار :
وهذا ما أستطيع توضيحه لك الآن ، وإن شاء الله حين تكبر
سيزيد علمك حول تلك المعاني ...

- الابن يسكت كالمقتنع بما قالته الأم ....

*وبعد عدة أيام جاء الابن مغضبا يشكو لأمه من تعدي صديقه في الصف
بالهمز واللمز عليه كلما أدار له ظهره .....

- الأم تنصحه مشفقة : لا تهتم له ، وكأنك لم تره ولم تعلم بما يفعل
وصدقني أنه لما يرى عدم مبالاتك و يلمس أنه لم ينجح في إغضابك
سينتهي وينفض هذا الأمر ...

- الابن بدهشة شديدة : أليست هذه سلبية !!!
لم لا أفعل معه مثل ما يفعل معي ؟!


- الأم تنظر بتعجب لبرهة طويلة ولا تستطيع الإجابة الفورية ..
ثم يفتح الله عليها فتنصحه بترفق :
أولا : قال تعالى : ( ويل لكل همزة لمزة )
أتريد أن تكون مثله ؟!
ثانيا : نعم هي سلبية من جهة عدم المبالاة وترك الفعل
ولكنها شديدة الإيجابية لأنك - وأخذت تعد على أصابعها - :
- ستحصل حسنات من صبرك على إساءته
- وتحقق مصلحة لما ييأس من إغاظتك
بل ستغيظه أنت كثيرا .
- ولن تقع في المحظور مثله.

وتختم حاضّة له على العمل بنصيحتها :
بني : فقط جرب ما أقول وسترى خيرا إن شاء الله .


* الابن مبتسما تلمع عيناه من الرضا وينصرف ليلعب
قائلا : نعم سأغيظه ولن أهتم له ...

الأم مبتسمة : .....!!!






22- أنا أشجع منك يا أمي ! ...

- الابن : سأذهب إلى جدتي يا أمي فضلا ؟

- الأم : لا بأس اذهب ...

- ولكن حين هم الابن بالانصراف قالت له : مهلا مهلا خذ الهاتف النقال معك .

- الابن مندهشا : ولم هذه المرة بالذات سمحت لي بذلك !!!

- الأم و هي لا تعلم السبب تحديدا : بلا سبب لعلي أتصل بك لأمر عارض ..

- فذهب وبعد ساعتين تقريبا أي بعد العشاء اتصلت الأم بالابن قائلة :
يكفي تعالى إلى البيت .

- الابن : ألا تتركيني قليلا فضلا ....

* وإذا بالاتصال ينقطع بسبب ضعف شحن نقال الأم
فقد سهت عن تزويده بالطاقة ....

* وبعد قليل انقطع التيار الكهربي فانتظرت الأم بعض الوقت
فلما لم يعد التيار الكهربي حاولت الأم الاتصال بالجدة ؛
لتحبس الابن عندها حتى عودة التيار الكهربي
ولكن بسبب ضعف شحن النقال انقطع الاتصال
أكثر من مرة ولم تستطع الأم إيصال المراد ....

*الأم تحاول الاتصال على نقال الابن وإذا به يجيبها بوضوح !
- الأم : أين أنت يا بني ؟

- الابن : أسفل أمام البيت يا أمي ...

- الأم : التيار الكهربي منقطع احذر ... وهنا ينقطع الاتصال...!!

* الأم تتوقع أن يصعد الابن الدرج مستخدما ضوء النقال
* وبعد وقت غلبها القلق وإذا بالتيار الكهربي يعود فجأة ...
* ثم ما لبث أن عاود التيار الكهربي الانقطاع ثانية ...
* و لما يصل الابن بعدُ وهنا يشتد قلق الأم ...
* الأم تحاول الاتصال مرة أخرى وللنقال صوت الجوع إلى الطاقة !!!

- وإذا بالابن يجيب بصوت يرتعش من الخوف فيه شيء من البكاء :
أمي أمي أمي ...أنا محبوس في المصعد وهو معلق
قريب من طابقنا أمي أمي أخرجيني فضلا ...أخرجيني

- الأم تحاول تثبيته وقد اضطرب قلبها : لا تخش شيئا يا بني
إياك أن تخاف انظر قل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
انظر : يا بني أنت مستجاب الدعوة أليس كذلك ؟
هيا ادع الله أن يعود التيار الكهربي سريعا وأنا سأدعو معك
فقط لا تخش شيئا اطمئن اطمئن .............. وهنا انقطع الاتصال ..

- الأم لنفسها بقلق شديد : لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا حول ولا قوة إلا بالله
ماذا أفعل ؟! ماذا أفعل ؟! تحاول الاتصال مرة تلو الأخرى ... ولكن
النقال أبى أن يعمل ألبتة ...الله المستعان الله المستعان

* وخلف باب الشقة تقف الأم تدعو وتتوسل إليه أن يغنيها بفضله
عن خلقه ...........

- وإذا بصوت الحارس فجأة ودون توقع يسأل الابن : أين أنت يا بني تحديدا ؟

- الابن بصوت واضح تسمعه الأم : أنا هنا يا عمي ...هنا

- الرجل يفتح باب المصعد ويخرجه بسلام الابن يشكره : جزاك الله خيرا يا عمي

-الابن يجري نحو المسكن مسرورا وفي منتصف الطريق وقبل أن يصل
يأتي التيار الكهربائي فجأة فيضيء المكان ....!!!

- الأم فرحة برحمة الله وفضله تكاد تبكي تردد : الحمد لله .. الحمد لله ...

- الابن يدخل من الباب مندفعا لأحضان الأم : أمي أمي مالك يا أمي علام البكاء !!!
فأنا الصغير أشجع منك ...........قالها بفجر ...

- الأم مبتسمة : .................!!!

0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting