لكن كلما قرأت مشاركة وكلما قرأت كلمة لأحد منكم أجد لساني ينطق بتلقائية بحمد الله وشكره والدعاء بدوام الفضل والنعمة
وكلما حاولت كتابة مداخلة أبدأ بكلمة الحمدلله أيضاً بشكل تلقائي طبيعي بدون أي تعمد مني
وإن كنت لم أتوقف أمام هذا الأمر
والآن أيضاً كانت أول كلمة أكتبها الحمدلله رب العالمين
فتوقفت وقلت سبحان الله
سبحان من يلهمنا ما فيه خيرنا
كلمة الحمدلله أصبحت بفضل الله ملازمة لي بشكل غير طبيعي منذ فترة
لعل هذا بالفعل أمر تلقائي نتيجة إحساسي الكبير بنعمة المولى عز وجل على شخصي الفقير
فأخذت أتأمل في النعم التي أغرق فيها
بداية من كوني مسلمة من أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم
إلى نور البصيرة وتفطننا إلى قيمة إسلامنا وحياتنا وسعينا إلى الفردوس الأعلى
فكم من ملايين مسلمين لكن في غفلة لا يتفطنون
ثم تذكرت إحدى ليالي رمضان وبالتحديد ليلة 25 من رمضان
حيث كان الشيخ يقرأ سورة الزمر بما فيها من آيات رائعة مؤثرة تلامس القلب والكيان والوجدان والروح
كنت في تلك الليلة أواجه هموماً وضغوطاً كثيرة وكنت في قمة ضعفي النفسي
وفي النهار كنت بالفعل في حالة يرثى لها والحمدلله على كل حال
فوجدت نفسي أقول لما أستسلم لهذه الحالة لما لا أحاول أن أنتزع نفسي إنتزاعاً منها
أحاول بصدق والله تعالى هو الموفق والميسر وهو مصرف الهم والحزن وحده لا شريك له
فقلت أول خطوة لأواجه بها ضعف نفسي أن أبدأ في تذكر النعم التي أعيش فيها وأنطر للأمور نظرة إيجابية وكانت كلمات أخانا أبا محمد جزاه الله عنا خيراً وفتح عليه وأعانه ويسر له الخير وإياكم آمين
وهو يقول لنا أن كل أمر يحدث لنا وإن بدا لنا سوءاً وهماً وحزناً فهو الخير
كل شيء فيه خير لكن نحن فقط بنظرتنا القاصرة وعقولنا البشرية لا نفقه إليه وكثيراً لا نتفطن له
فما أن بدأت في تذكر هذه الكلمات وبدأت أعيش النعم التي أعيش فيها
حتى بكيت كثيراً
لأني شعرت بضآلتي وقيمتي الحقيقية
وكنت أقول لنفسي وربي أعلم بحالي منكم ومن نفسي
فأستحي من ربي ويزداد بكائي أكثر وأكثر وأكثر
حتى أني أكتب لكم ولا أكاد أرى الحروف من الدموع
الله المستعان
المهم حتى لا أطيل عليكم أكثر
في ذلك اليوم بعد أن بدأت أتفكر بهذه الصورة شعرت بطمأنينة تسري في قلبي ونفسي
وذهبت للتروايح
وبدأ الإمام يصلي
فإذا بسورة الزمر
وبالتحديد هذه الآيات :-
الأولى :الآية رقم 36
أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ
والثانية : الآية رقم 38
قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ
طبعاً لا أخبركم كيف كان إحساسي بعدها
دموع وقلب ينتفض ونبضاته تكاد تبلغ السماء
هكذا شعرت والله
ووجدت لسان حالي يقول فوضت أمري لك يا رب أنت حسبي ووكيلي
ثم أتت الآية التي تلامس وجدانا كلنا ولها عندنا مكانة خاصة ومعنى خاص
الآية رقم 73
وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ
أثق أن نبضات قلوبكم قد بدأت تعلو وتلاتفع كما كان حالي حين سمعتها
وبعدها مباشرة في دقيقة واحدة كانت الآية التي تليها رقم 74
وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ
انظروا كانت أول كلمة لأهل الجنة وهم يدخلونها هى الحمدلله
وانظروا لآخر الآية ونعم أجر العاملين
بعد نهاية الركعة جلست أتفكر في الآية
والله قذفها الله في قلبي وكأني أسمعها وأتفطن إليها لأول مرة
قلت يا رب أكرمني وإخواني بعمل نتقرب به إليك وندخل به جنتك ونتبوأ من الفردوس الأعلى مكانة به
وأدم علينا هذا العمل واجعلنا من العاملين المداومين على العمل في سبيلك والسعي إليك ما أحييتنا
نعم
الحمدلله رب العالمين
عبادة لن نتركها ما حيينا بإذن الله ولساننا لن يفتر عن ترديدها وقلوبنا لن تمل منها أبداً بإذن ربي عز وجل وفضله علينا
والله لا أدري ما كتبت كل هذا
فقد دخلت وكانت نيتي أن ألقي عليكم السلام وأتمتع بقربكم بعض الوقت وأتنفس معكم هواء نقياً نابعاً من قلوبكم الطاهرة تبارك الله
فإذا بي أجد نفسي أكتب دون أن اشعر
سبحان الله
لعله خير إن شاء الله
وموعدنا جميعاً هناك بإذن الله في البقيع
بعد أن يختم لنا وتصعد روحنا إلى بارئها ونحن ساجدين في آخر يوم من رمضان في يوم الجمعة بعد صلاة الفجر
إن شاء الله ليس عليه ببعيد ولا عزيز
حفظكم الله جميعاً وبارك فيكم ويسر لكم أمركم ويسر عليكم كل عسير وهون عليكم كل صعب وفتح عليكم وجعل قلوبكم عامرة بالإيمان ورفع من همتكم ورزقكم القبول الحسن
آمين آمين آمين