المرأة الحديدية 3

المرأة الحديدية

الحلقة الثالثة:



- لماذا تم الحسم من راتب فلانة؟ رغم علمك بظروفها المادية الصعبة؟ ألم يكن من ضمن أهداف المدرسة تأمين مصدر رزق حلال للنساء، وفي ظروف شرعية مناسبة لهن؟

- هذه المعلمة تأتي كل يوم متأخرة عشر دقائق.

- أنت تعلمين أنها لا تجد المواصلات، ولا بد أن تأتي في سيارة ابنة جيرانها التلميذة في مدرستنا، فهي لهذا لا تستطيع التحكم بالوقت، وقد أخبرتك بهذا في بداية العام، ووافقتِ، فهل يعقل أن يُحسم من راتبها طوال العام، رغم علمنا أن هذا عذر دائم لها، لا تستطيع منه فكاكا؟ ثم إنها كثيرا ما تتأخر بعد الدوام لساعات طويلة لإنجاز مزيد من العمل المطلوب منها، دون أن يُدفع لها أي تعويض، ألا يشفع لها هذا؟

- لا بد أن تكون الإدارة حازمة ومنضبطة.

- فأين الرحمة؟

- هذا عمل... ولا بد فيه من الانضباط...



************



- لماذا نقيم مهرجانات الطفولة في المدرسة؟

- لنسعد الأطفال... فإسعاد الأطفال باب من أبواب الجنة.

- وما هي فقرات هذا المهرجان؟

- هناك مسرح للعرائس، ومهرج، ورسم للوجوه، وألعاب مختلفة، ومسابقات، ومأكولات.....

- ولكن لكل فقرة سعرها الخاص، فماذا يفعل الطفل الذي تنفد نقوده؟

- كل من يرسل أبناءه للمدارس الخاصة يستطيع أن يعطيهم ما يكفيهم من المال ليستمتعوا.

- لكن هل هذه هي رسالتنا؟ أن نربي الطفل على الإسراف واتباع الشهوات، وإنفاق المال الكثير من أجل متع تافهة، ومأكولات غير صحية؟ فأين دورنا التربوي؟

- دورنا أن نسعد الأطفال، ليحبوا المدرسة ويرتبطوا بها.

- وماذا عن الأطفال الأقل حظاً، والأقل مالا؟ أليس من حقهم أن يسعدوا أيضا؟ وماذا عن نظرة الحرمان، والشعور بالحسد؟ ماذا عن حسرة الأم المعلمة التي يشعر طفلها بالدونية أمام زملائه من أبناء العائلات المترفة، وهو يرى أنه غير قادر على مجاراتهم في الإنفاق؟ وإحساسها بالخجل والنقص أمام تلاميذها الذين يتطوعون للدفع لابنها من مصروفهم؟

- هذه مدرسة، وليست جمعية خيرية.

- هل تتجولين بين الأطفال وتنظرين إلى عيونهم؟ أم تكتفين بإحصاء الميزانية في آخر المهرجان، والإصغاء –برضا- لصيحات الإعجاب والتصفيق والإشادة بالأفكار العبقرية؟

- أنتم دوما لا تعرفون سوى النقد والتحبيط.



------------------------

يتبع....

0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting