هذا أساس تجارتنا مع الله


اتّفقنا اذا أن أساس تجارتنا: نتاجر مع الله و لله وحده, لا ثقة في أنفسنا و لا في بضاعتنا بل في رحمة و كرم ربنا سبحانه ..و أن هدفنا من التجارة مع الله هو زيادة رصيد الحسنات و مسح السيّئات، وأن دافعنا إلى ذلك حب الله، وغايتنا من ورائه إرضاء الله.
(فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ [يوسف : 88]
أي أن التجارة هي وسيلة فقط لرضوان الله و حبّه و مغفرته و جزائه.

فيا من يريد أن يتاجر مع ربّه تجارة لن تبور, تنجيه من عذاب أليم,
,
اصنعها بقلبك قبل أن تصنعها بلسانك و يدك,
لا حاجة للأمّة للسانك و يدك و قلبك شارد عن ربّك
هل ستكون شفيقا رحيما علينا و قد كنت قاسيا شاردا عن أرحم الراحمين؟
بل عد لربّك.. و أصلح قلبك.. و أحسن خلقك
ثمّ ارجع الينا.. ..
أحبّتي في الله
كلّنا إلى ربّنا سائرون.. حتّى الغافل الذي لا يدري.. هو الى ربّه سائر
و يوشك السّائر لربّه أن يلقاه..()

فيا من ستلقى ربّك.. بماذا تحبّ أن تلقاه؟
جمّلوا ظواهركم.. طهّروا بواطنكم.. اشتاقوا للقياه
فما أقربكم من الله..()

و يا من كان عاصيا.. مسرفا.. مقصّرا.. بل كان ما كان
يا من كان ملطخا بالكبائر و الصّغائر..
يا من لم تترك له حرمة الا انتهكتها.. و لا معصية إلا اقتحمتها
أقسمت عليك بربك..
اذهب الى ربّك.. ثم ارجع الينا.. فأخبرنا كيف الكريم حين يفيض عليك
ثم اخبرنا.. كيف الغفور حين يغفر لك
ثم اخبرنا.. كيف الودود حين يحبّك
آآآآه يا أيها التائب لو تعلم كم يحبّك ربّك
والله لحظة وداد واحدة معه.. تنسيك كل متع الدنيا و الآخرة
لحظة أنس واحدة معه.. تذهلك عن كل ماضيك و مستقبلك
فلماذا الشرود عن الكريم.. لماذا الهروب من الرحيم الودود؟
...
..
!
..
لكلّ هذا اخواني,
التجارة التي لا تثمر ايمانا و رقّة في القلب..
و دمعا في العين..
و خشية في الفؤاد..
ليست تجارتنا.. ليست هي التجارة الرابحة..
تجارتنا نريدها بلسما للروح
نجاة للنفس
أقول هذا لأنّ هدفنا الأوّل (على المدى القصير و البعيد) كبير (كبير بمقياسنا طبعا).. و كلّما كبر العمل.. يجب أن تزداد النفوس انكسارا و تذللا أو تواضعا ..
و الكثير منّا يتسائل كما سألتني أختي سمية في موضوع آخر: كيف أحمد الله؟ لهؤلاء.. أقول لهم تاجروا معنا تجارة من عجر عن حمد ربّه.. اطمعوا في الجزاء لكن في نفس الوقت استشعروا أن التوفيق للعمل في حد ذاته نعمة و أنكم من خلال العمل.. بالكاد تعوّدون جوارحكم على الشكر..
نوايا كثيرة و أفكار كثيرة.. اكتفي الآن ببعضها لأني أطلت عليكم "لين ماعادش"..
سنمرّ اليوم ان شاء الله الى الواجبات العملية.. اذا أحسستم أن قلبكم ممهّد و متهيّا للنفحات الربانية.. و التجارة الرابحة.
. )

0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting