3) الحلقة الثانية ( القصة الأولي من قصص حسن الخاتمة )



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على رسول الله الأمين

وعلى آله وصحبه أجمعين

..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد

..

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

وأسأل الله لي ولكم الإخلاص والتوفيق والقبول

..


والحمد لله الذي وفقني لقول ينفع المؤمنين بإذن الله

وأبشرك وأبشر الجميع ،، بأن سلسلة الدار الآخرة

هي حديث عن النعيم

نعيم الاحتضار .. نعيم الموت

نعيم القبر

نعيم الحشر

نعيم يوم القيامة

وأخيرا نعيم الجنة والفردوس الأعلى من الجنة

نسأل الله الخلاص والتوفيق والقبول

حديث عن النعيم والسعادة وعن رحمته الله بعبيده - رجاء أن لا نرى الجانب الآخر ..جانب الشقاء والبؤس -

..

وطبعا .. الكلمات هي هي نفسها لا يمكن تغيرها ..

إنما المعاني هي التي تتغير

لا يمكن أن أضع كلمة أخرى مقام الاحتضار أو الموت أو القبر

إنما زاوية الحديث وكل المعاني ستكون في جانب النعيم الأبدي بإذن الله

وعلى فكرة

كل هذا النعيم .. سيكون مدعما بأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه في مراحل قادمة بإذن الله تعالى

..

لا تسونا من دعائكم الصالح

..


سأبدأ اليوم مع أولى القصص عن حسن الخاتمة

هذه القصة سترون فيها أكثر من خمس كرامات

طبعا كلها ظهرت على جسد الميت

فلكم أن تبحروا بالخيال .. أي نعيم نالته الروح الطاهرة العلوية وهي في مقام أمين في أعلى عليين

..

(1)

القصة الأولى من قصص حسن الخاتمة

هي قصة حقيقية حدثت عندنا في الحجاز

وقد حكاها أحد مغسلي الأموات – جزاه الله خيرا –

وسأقص القصة باختصار

يقول المغسل : ذهبت لغسل أحد الأموات قبل ظهر أحد أيام الخميس

وكان مكان الغسل غير مناسب لأنه كان تحت السلم وليس فيه إضاءة كافيه – إلا ضوء الشمس الداخل من الجهة العكسية –

ولم تكن هناك تهوية

ولضيق الوقت بدأت في الغسل

يقول فرأيت في هذا الرجل خمس كرامات

الكرامة الأولى :

يقول : أول ما كشفت عن وجهه .. أضاء نور من وجهه وأنار المكان حتى صار يرى كامل جسده بوضوح

والكل رأوا ذلك ..

نورا حقيقيا لا خيالا

– سبق أن ذكرت أن الإضاءة كانت ضعيفة في مكان الغسل ، فقط ضوء شمس من جهة واحدة وأيضا من جهة عكسية بحيث أن الظل يقع على الميت –

..

الكرامة الثانية:

يقول : .. عادة الميت يخرج منه – أكرمنا وأكرمك الله – ما هو قابل للخروج من بطنه

إلا أنه بعد عصره لبطن هذا الميت لم يخرج منه شيء على الإطلاق.

يعني طاهر ونظيف.

..

الكرامة الثالثة:

يقول : عندما أردت غسل يد الميت .. وجدته ناطقا بالشهادة بإصبعه السبابة

فحاولت ثنيها أو خفضها فلم أستطع

أي أن إصبع السبابة مرتفع كما نفعل في التشهد في الصلاة.

..

الكرامة الرابعة:

يقول : بعد أن انتهيت من غسله ورفعته من خشبة الغسل

فاحت منه رائحة طيبة عبقة ..

يقول المغسل : .. والله رائحة لم أشم مثلها قط

رائحة قوية شمها هو والحاضرين وحتى الذين صلوا عليه في المسجد شموا هذه الرائحة الزكية العبقة

وحتى حينما وضعوه في القبر زادت الرائحة أكثر وأكثر والكل اشتمها.

يقول المغسل : ظلت هذا الرائحة ملازمة لي أشتمها لمدة ثلاثة أيام ، ولم تنقطع الرائحة الطيبة عني إلا عندما اغتسلت من جنابة .

..

الكرامة الخامسة:

يقول المغسل :

كنا في شدة الحر في فصل الصيف وفي وقت الظهيرة

كان الجو شديد الحرارة

إلا أننا عندما أدخلنا هذا الميت في القبر .. وأردت أن أجمع بعض التراب خلف ظهره حتى يثبت في جهة القبلة

يقول : عندما لمست التراب تشنجت يدي

هل تعلمون لماذا؟ .. يقول :

من شدة برودة التراب الذي كان أبرد من الثلج

يقول : فأخذت غطاء الرأس ولففته حول يدي ثم جمعت التراب خلف ظهره.

التراب بارد كالثلج في يوم صائف شديد الحر

فلا إله إلا الله

..

هذه الكرامات التي رآها المغسل والحاضرون

أما ما حدث للميت قبل وفاته واحتضاره وموته فشيء آخر

..

تقول زوجته

مات زوجي صائما وفي يوم مبارك هو يوم الخميس الذي تعرض فيه الأعمال على الله

تقول :

دخلت عليه قبل الفجر أوقظه لتناول السحور

فقال لي : لا أريد أن آكل .. ابتعدي عني

أحس بسعادة عجيبة

أحس بسعادة لا يتسع لها قلبي

فتقول .. فسكت وجلست بجواره أقرأ القرآن.

..

فنام الرجل قليلا .. وأحست الزوجة بعد فترة أن قدماه باردتان بشكل غير طبيعي

فقامت وأيقظت الأبناء ،، ونقلوا أباهم إلى المستشفى

في المستشفى .. وضعوا الأكسجين وجهه

والمغذي في الوريد.

..

يقول الممرض الذي شهد وفاته ودقائقه الأخيرة

كان يرفع يده رافعا السبابة ناطقا بالشهادة مرات كثيرة

يقول الممرض .. ليس العجب هنا .. فقد رأيت الكثيرين من الموتى ينطقون بالشهادتين قبل الموت

لكن هذا الرجل كان ينطق بالشهادة ويرفع يده ويتشهد بالسبابة وقلبه متوقف ... وجهاز الضغط على الصفر

أي طبيا لا يمكن له أن يتحرك أبدا .. لأن قلبه متوقف وضغطه صفر ،، أي ميت.

لكنه وهو في هذه الحالة رفع يديه مرات ومرات يشير بالسبابة دليلا على نطق الشهادتين.

وغير ذلك من الكرامات الكثيرة التي حدثت لهذا الميت.

..

أحبابي الكرام

هل تحتاج هذه القصة إلى تعليق؟

هل تخيلتم نعيمه وسروره ومنزلته ودرجته بما رأيتم حول موته وجسده من كرامات

نور ورائحة زكية وإشارة بالسبابة ونظافة وطهارة وبرودة في القبر في عز الصيف.

..

ونطق بالشهادتين وهو ميت

..

هل هذا هو الموت الذي نخاف منه؟

..

لكم أن تتخيلوا مدى سعادة هذا الرجل ونعيمه .. وأنسه وسروره

والله لا وحشة عليه لا في القبر ولا في الحشر

..

الذين يخافون ظلمة القبور .. لا تخافوا .. فوالله سيشع النور من أجسادكم إن صدقتم مع الله

الذين يخافون من المجهول .. لا تخافوا .. فإنكم قد صرتم إلى الرحمن الرحيم أقرب

..

والله لن تَفِدُوا على أكرم ولا أرحم من الله ،، فمم الخوف والجزع؟

..

أتذكرون تلك الليلة .. الليلة التي دخلت سيدة من سيدات الجنة على أبيها

الليلة التي دخل فيها السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها على أبيها المصطفى صلى الله عليه وسلم

والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم في آخر ساعات له في عمره الميمون .

سارّها النبي صلى الله عليه وسلم بشيء فبكت ..

ثم سارّها بشيء فضحكت

أتعلمون مم بكت؟ .. لأن أباها وحبيبها أخبرها بأنه سيلتحق بالرفيق الأعلى .

وتعلمون مم ضحكت؟ .. لأن أباها وحبيبها أخبرها بأنها ستلتحق به قريبا

هل تفهمون ما أفهم؟

أخبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ستموت قريبا

فلم تصب بجزع ولا هلع ولا قلق ولا خوف

بل ضحكت وفرحت واستبشرت

..

وهذه ليست خاصة بالسيدة فاطمة رضي الله عنها .

بل رأينا الكثيرين ممن يشتاقون للموت ويستقبلونه بالأحضان ..

لماذا .. لأنهم عرفوا أنهم إلى رابهم صائرون .. ولأحبابهم ملاقون

ولنكد الدنيا وكدرها مفارقون

لم يكونوا بأعمالهم مغترين – رغم أنهم كانوا إلى الخيرات سابقين - .. إنما بين يدي ربهم منطرحين منكسرين

رأس مالهم حسن الظن بربهم .. فلقوا ربهم .. فعاينوا من رحمة الله ما لم يخطر على لهم بال .

..

تأملوا في حال أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن أجمعين

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن أول أزواجه لوحقن به هي أطولهن يدا

فكانوا - أمهات المؤمنين رضي الله عنهن - يقيسون أيديهن ،، من تكون الأطول يدا؟ ..

حبا وشوقا للقاء الله

فلما ماتت أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها

علموا أنها هي الأطول يدا ،، لأنها كانت تنفق كثيرا.

..

..وهذا بلال رضي الله عنه .. تقول زوجته عند موته .. وا حزناه .. فيقول لها :

وا طرباه .. غدا ألقى الأحبة .. محمد وصحبه

..

هكذا ينبغي أن نتعامل مع الموت ..

والذي يعين على هذا هو الزهد في الدنيا والسعي والمسارعة في الطاعات والخيرات.

.. .. ..

..

ربما تقولون أن هذا الكلام نظري . أو أن هذا الصنف من البشر غير موجودين في هذا الزمان

أقول لكم : أعرف أناسا ورأيتهم بأم عيني في هذا الزمان

والله إنهم ليشتاقون للقاء ربهم أكثر من شوق أحدنا للماء البارد في اليوم الصائف

وهذا لا يعني أنهم يتمنون الموت .. بل على العكس .. يتمنون أن يحيوا حتى يستزيدوا من التقرب إلى ربهم

لكن هناك نداء خفي في أعماقهم ..

..

مزيج من الحب والشوق ، مع الخشية والمهابة

يستشعرون دائما .. أنهم إن صاروا إلى ربهم .. سيفدون على أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين

رأيتهم وعشت معهم ..

دائما تراهم يقولون .. بلسان الحال لا المقال :

نحن لا نتكل على أعمالنا .. ولا نغتر بعباداتنا وطاعاتنا ..

لكننا علمنا أنه الرحيم الكريم الحليم العظيم .. فكسرنا قلوبنا بين يديه ذلا وعبودية

وقلنا له .. يا كريم .. ليست لدينا أعمال ندل به ونتباهى بها بين يديك

لكن هذه بضاعتنا المزجاة

فأجبر الكسر .. وارحم الضعف ..

واقل العثرة وتجاوز عن السيئة ..

وارحم وافدا ضعيفا فقيرا مسكينا ذليلا عاجزا وفد إليك ووقف ببابك

وأنت الغني الكريم القوي القادر العزيز الرحيم

سبحانك لا إله إلا أنت.

..

..

بقي أن أخبركم عن حال الرجل – صاحب القصة – ولماذا كانت خاتمته حسنة ونال ما نال من الكرامات

الكل اتفقوا على كلمة واحدة

أهل المسجد .. أهله وأبناؤه

..

كان قلبه معلقا بالمساجد

كان يأتي إلى المسجد قبل أن يفتح .. فيجلس خارج المسجد على عتبة الباب يقرأ القرآن

إلى أن يأتي الحارس ويفتح المسجد

وكان آخر من يخرج من المسجد .. حتى حارس المسجد ،، فكان يقوم بإخراج الحارس من المسجد أولا

ثم يخرج بعده

فيكون أول قدم تدخل المسجد ، وآخر قدم تخرج من المسجد هي قدم هذا الرجل.

..

نعم .. من صدق الله صدق الله معه

..

ألا فلمثل هذا المصرع فأعدوا .. تنالوا الشرف والعز في الدارين

..

وإلى قصة معبرة أخرى من قصص حسن الخاتمة في وقت قريب بإذن الله تعالى

نعيش معها ونستشعر النعيم .. ونحلق بأرواحنا في رحمات الله

.نحلق عاليا عاليا جدا

..

أستودعكم الله

..

وأقول للجميع .. إن رأيتم فيّ عيبا أو غير ذلك فبصروني بعيوب نفسي

بارك الله فيكم ورحمكم رحمة يغنيكم الله بها عن رحمة من سواه

..

لا تنسوني من الدعاء .. فأنا محتاج لدعواتكم

..

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محبكم


0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting