التّعامل مع الطّعام


بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله وحده والصّلاة والسّلام على من لا نبيّ بعده




أمّا بعد فإنّ أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمّد صلّى الله عليه وسلّم


ومن هذا الهدي الجليل أحببت أن أسوق موضوعا أحسبه ذو أهمّية ألا وهو موضوع التّعامل مع الطّعام.

نحن في بلداننا العربيّة لا سيّما في تونس نصبح نأكل ونأكل ونأكل ثمّ نمسي نأكل ونأكل ونأكل.. أكاد أجزم أنّ لا أحد فينا يقول العكس.

كنت أقرأ في بعض سنن رسول الله عليه الصّلاة والسّلام وإذا بي أفاجأ بتقصيري في سنّته وهديه حول الطّعام وما يتعلّق به .... ليس معنى ذلك أنّي أكول بل على العكس.. إنّما أحسست بنفسي شديد التّقصير في تطبيق سنن أحببت أن أذكرها لكم لعلّ الله أن ينفعني بها وإيّاكم :
حث رسول الله على الاعتدال في الطعام، وتجنب التخمة؛ فعن ابن عمر (رضي الله عنه) قال: "تجشأ رجل عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: "كف عنا جشاءك؛ فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة" رواه الترمذي وابن ماجة.

وروي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "أول بلاء حدث في هذه الأمة بعد نبيها الشبع؛ فإن القوم لما شبعت بطونهم سمنت أبدانهم، وضعفت قلوبهم، وجمحت شهواتهم" رواه البخاري.

ولقد أوصانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا نأكل كل ما تشتهيه الأنفس؛ فقد روي عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "من الإسراف أن تأكل ما اشتهيت" رواه ابن ماجة.

وإذا كنا بحق نريد اجتناب السمنة وما فيها من مشاكل على القلب والرئتين والمرارة ومرض السكر؛ فما علينا إلا أن نتذكر، ونطبق قول رسول الله عند كل طعام : "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه؛ بحسب ابن آدم لقيمات يُقمن صلبه؛ فإن كان لا محالة؛ فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه" رواه الترمذي.

ولقد جمع الله تعالى علم الصحة والغذاء في آية من ثلاثة كلمات، قال تعالى : "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا"





بعد الذي قرأتم ألا يحقّ لنا أن نتساءل وأنا أوّلكم : ألا يحتمل أن سبب ما نشكو من ضعف قلوبنا وجموح شهواتنا يعود بنسبة لا بأس بها إلى تقديسنا للأكل والتّصنيف والطّبخ !؟ ألا تظنّون أنّ إبليس يزيّن لنا هذا الأمر صباحا مساء بحجّة كذا.. وكذا...

ختاما لا ننسى قول الله تعالى :


قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31)



3 تعليقات:

نبيل يقول...

السلام عليكم أحبتي في الله

مرور سريييييييييع
ولي عودة بعد قراءة جبل من الصفحات
بسم الله ما شاء الله لا قوة الا بالله
وفقكم الله جميعا واياكم لما يحبه ويرضاه

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا على تذكيرنا بهذه السنن أكرمك الله ، أحيانا كثيرة تأخذنا الدنيا و متاعها فنأخذ منها و نأخذ دون أن نشبع و دون أن نقنع ، أكاد أجزم أنه لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه و سلم أو الصحابة أحد ذو (كــرش) كما نطلق عليه في مصر الحبيبة أليس كذلك؟ عافانا الله و رحمنا من الشره في الطعام و الشراب.

ام الفاتحين يقول...

أردت أن أضيف على ما كتبت حديث أخر لرسول الله
نحن قوم لا نأكل حتي نجوع و اذا أكلنا لا نشبع ..
أرجو أن لا أكون قد أخطأت في كتابة الحديث و ان كان كذلك أرجو التصحيح
هذا الحديث يطبقه دكاترة التخسيس..الأخصائيين في انزال الوزن لذوي الوزن الثقيل(الريجيم)
هذا الحديث هو شعارهم الأول و الرئيسي من قائمة طويلة لشروط بداية الأخذ ببرنامج الأنزال من الوزن
مع العلم أني اكتشفت ذلك عن طريق الصدفة أثناء حضوري مع مريضة في المستشفى تعاني من الوزن الزائد
عندما أخبرتها الدكتورة المختصة بالبرنامج و الخطوة الأولي فيه ..صدمت و قلت لها أتعلمين أن سيدنا محمد قال ذلك منذ أكثر من 14قرنا
مع العلم أني حاولت أن أطبق هذا الشعار و ألزمت نفسي به فنقص وزني 10كيلو في مدة قصيرة حوالي 6أشهر

مواضيعك قيمة و مفيدة للغاية

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting