** " أقرأ رسالة ربك " **
الشيطان عدو مبين حاقد على بني آدم لا هدف له إلى يوم القيامة إلاّ أن يجرّ معه إلى النّار أكبر عدد ممكن من البشر حقدا وحسدا وكرها
أضعف مايكون الإنسان عندما يغضب أو ينفعل إنّه يفقد زمام الأمور فيصير طوع الشيطان ذلك الكائن الذي يرانا ولا نراه ويجري منّا مجرى الدّم ويلقي في نفوسنا أفكارا إن لم نتوقّف لحظة ونعيد نقدها وتدبّرها هلكنا. لذلك هو يعتمد على الغاضب أكثر لأنّه لا يأخذ وقتا للتفكير ويتصرّف بتسرّع.
وهو يعتمد على المغرور لأنّه فاقد لوعيه مقفل قلبه ولا شغل له سوى رؤية نفسه فيزيّن له عظم نفسه...
وهو يعتمد على الفتاة ويجعلها لا ترى سوى جمالها وتقيس الأمور الخارجيّة بمقياس إعجاب الغير بجمالها أو إعراضهم فيستشرفها عند الخروج وعند الجلوس مع النّسوة وعند الاختلاط بالجنس الآخر...
الشّيطان خطر لأنّنا لا نراه ولا نعلم متى يحلّ لا نعرف وجوده ونحسّ به ونتخيّله إلاّ إذا كنّا من المؤمنين فتقلقنا وسوسته لأنّها لا تساير فطرة المؤمن وورعه وسكونه وخضوعه لخالقه..
هذا الشعور سمّاه الله طائفا وسمّاه نزغا ولا يحسّ به غير المؤمن الخاشع لله لأنّ الكافر أو المؤمن الغافل لا يستغرب هذا الشّعور في نفسه بل يأتي ممزوجا مع وحشة القلب وتعاضم الشّهوة فلا يكاد يتميّز ويبرز ...
المؤمن طاهر القلب نقيّ السّريرة لا يشاحن ولا يبغض ولايحسد وقلبه معلّق بخالقه فما إن ينزغ فيه الشّيطان يتذكّر أنّ ما يحسّ به أو سيفعله غريب عنه وغريب عن طباعه فيستنجد بالله لأنّ هذا العدوّ لا يرى ولا نقدر عليه سوى بالاستعاذة منه بالله.
لكنّه عنيد.. عنيد ... بغيض يعرف أنّ للمؤمن أوقات ضعف أو أزمات أو ابتلاءات فينتظر وينتظر.. هو ليس لديه ما يشتغل به إلاّ ابن آدم وفي أقوى لحظات الضعف للمؤمن يلقي بسهامه وأفكاره المسمومة...
إنّه يفهم سلوك المؤمن وطبعه أكثر منه فيختار لحظات نصب الشّراك... أو لعلّه يستدرجه رويدا رويدا ليقع في هذا الشّراك... إذا لم يستجب المؤمن وأتعبه بالذكر وسوس لبشر مثله وحرّضه عليه أو جعله يتسلّط عليه...وقد يسلّط جماعة كاملة ضدّ جماعة إن وجدها ضعيفة وهذا أخطر ما نعيشه... عندما يستبدّ الشيطان بمعظم المجتمع فيدوّخه ويجعله معجبا بنفسه فخورا بصنيعه وما يلبث أن يجعل أنظاره تتّجه إلى المتّقين الأطهار المؤمنين المتمسّكين بكتاب الله وسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيحدث ما يحدث ويضطهد المؤمنون ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله
اللهمّ إنّا نعوذ بك من الشّيطان الرّجيم
0 تعليقات:
إرسال تعليق