ليلة وصباح الأحد ذي الحجة 1425


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ليلة وصباح الأحد
13 ذي الحجة 1425هـ



ذهبنا مبكرين للتهجد....
ستكون هذه غالبا آخر ليلة لنا، إن أذن الله تعالى لنا وسافرنا، فلنغتنم كل لحظة.
كان المسجد هادئا جدا، وعدد المصلين لا يتجاوز بضعة صفوف...
وكان المطر لا زال ينهمر في الخارج، لكن بصورة أقل بكثير من الأمس...
اتفقت مع ابنتيّ على أن تكون زيارتنا ووداعنا للحبيب صلى الله عليه وسلم في الضحى.
وهكذا صلينا الفجر ثم توجهنا لقسم الزيارة ومكثنا ننتظر حتى ارتفعت شمس الضحى فصلينا، وفتح باب الزيارة، فدخلنا......
زرنا وصلينا في الروضة ووقفنا نودع وندعو.......
هذه المرة شعرت أنه وداع حقيقي..
وكاد قلبي ينخلع من بين أضلعي...
كلما قلت: الوداع يارسول الله،الوداع يا حبيب الله، اللهم لا تجعله آخر العهد بهذا المكان الطيب الطاهر، كلما نطقت بهذا أجهشت بالبكاء، وأحسست كأن سكينا تمزق قلبي...
تمنيت لو يكتب الله لي الإقامة في هذه المدينة الطيبة الطاهرة,,

بدأت ابنتاي تشدانني ....
-هيا يا أمي... حسبك هذا........ هيا سنتأخر..

ولكنني أحسست أنني متسمرة في مكاني...
كيف أترك هذه الجنة بملء إرادتي؟
كيف أبعد عن الحبيب وأرحل؟...
ودعوت الله تعالى بما فتح به علي...

وشدتني ابنتاي للخارج وأنا أبكي... وعرفت وقتها أنه كان الوداع...
{إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد}

اقرءا يا ابنتيّ هذه الآية..... اقرءاها عسى يكتب لنا المولى عز وجل عودة قريبة...

اللهم إنا نستودع هذا المكان شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله

اللهم إنا نشهدك أن حبيبنا محمدا قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة، فجزه اللهم عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته، واجمعنا معه على الحوض الشريف، واسقنا من يده الكريمة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا، ووفقنا اللهم لاتباع سنته ونشرها في العالمين.






-------------------

تمت المذكرات بحمد الله

نسأل الله العودة وتنسم مزيد من تلك النفحات

0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting