زياد و دعاؤه آخر يوم قبل وفاته


سبحان الله..
حاولت ألا أتذكّر زياد..

لكنّه كأنّه حال بيني و بين الكيبورد والشاشة..
لم أستطع العمل رغم أني في المكتب جئت للعمل..
لم أستطع مواصلة الكتابة لكم..
صوته في أذني (سامحيني أم زياد.. سأحيّر لك مواجعك)..
صوته في اليوم الأخير..
وصل الألم ذروته..
فأسمعه يقول: يا ودود عبدك.. يا ودود عبدك..يا ودود عبدك..
أفضل ما وصف به حاله..أنه عبد لله..
كأنه غاص في نفسه فلم يجد صفة أو عملا يتقرب به الله أو يستجلب به رحماته غير أنه عبد له..
كأنه يقول أن أفضل ما عنده.. عبوديته لله وحده.. كأن لسان حاله يقول.. يا رب.. كل أعمالي الصالحة لا تنفع و لا تصلح لي و لا تشرّفني.. فقط أني عبد لك.. ليس لي رب سواك يرحمني و يتكرم علي..
ثم بحث في صفات الله و هو على تلك الحالة فلم يجد أفضل من اسم الودود.. أي "المحب المتقرب لعبيدك"..
في تلك اللحظات كنت أحس بزياد يفارقنا..
فلم يتذكّر من زاده و من أعماله و من صبره الا هذا: أنا عبدك..
اخواني..
كما قال الأخ المكي أبو محمد..
لنغير تعاملنا مع الله..
لنكن ربانيين أو لنتصنّع ذلك حتّى يجعلنا الله كذلك..
لنستعدّ لخواني لهذا اليوم..
يوم عصيب
تليه أيام عصيبة..
و نحن ضعفاء لا نقدر على هذا..
نطمع في الفردوس طمع المتسول الذليل..
طمع العبد الحقير
لا طمع الطالب حقّه..
و لنعمل اخواني لربّنا لأنّه أهل لذلك..
سحقا للدنيا سحقا لملهياتها و لمغريلتها و لأمانيها و أملها..
سحقا للحظة تمرّ لا تقرّبنا الى ربّنا..
اخوة الايمان..
جيران الحبيب صلى الله عليه و سلم باذن الله و رحمته..
لنتعظ و نعمل و نعمل و نعمل.. ليس لنا خيار آخر..
لنضع الله سبحانه في أعلى أولوياتنا و همنا الوحيد ارضاؤه..
لنشمّر و لنفرّ معا الى رب ودود كريم لن يخذلنا..
و لا حول و لا قوة الا بالله..





منقول من كلام الاخ ابو زياد ابن عم زياد رحمه الله

1 تعليقات:

غير معرف يقول...

ذكراك زهرة لا تذبل

رحلوا و لسنا ندري كيف أو متى رحلوا
كانوا هنا بجانبنا فألفيناهم قد ارتحلوا
بكت لفرقاكم أعيننا والشوق بالصّدر يشتعل
بسطنا الأيدي و رجونا الله بصوت يبتهل
رحماك ربي نرجوها و نرجو من الرجاء لو يصل
رحماك ربي لأخ كان بأعيننا بطل
لا يبلغ قمّته العالية برج و لا حتّى جبل
مثال أنت في الصّبر و في الإيمان معتدل
زياد ...يا جبلا تربته عطاء و بذل
منك نتعلّم يا أخي معنى الصّبر و نحتمل
لن تفارقنا ذكراك و لن نجد لها بدل
إنّ النّجوم إذا ماتت يبقى نورها مشتعل
و إنّ الشّمس إذا غابت يحمل شعاعها القمر
و إنّك و إن غبت عنّا ذكراك أبدا لا تذبل


أحبّكم في الله

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting