عمرة زياد رحمه الله مع والدته


حلقة خاصة: عمرة زياد رحمه الله مع والدته..

دخلنا الحرم..زياد رحمه الله , أمه و أنا..

كان زياد على كرسي..
و رجله ممدودة أي حركة أو أي لمسة قد تحدث له مشاكل كبيرة.. فكنت أدفع الكرسي من الخلف..
و أمه تمشي أمامنا لتحمي رجل ابنها من اللمس أو الاصطدام..
تقدمنا..
قال لي رحمه الله.. لا أريد أن أرى الكعبه رويدا رويدا.. سأتططأ رأسي.. وحينما نصل.. قل لي انظر الى الكعبة..
أمه بالطبع كانت تمشي في الاتجاه المعاكس للكعبه.. فلم تكن لترى الكعبة.. كان كل همها أن لا تلمس رجل ابنها فتتعكر حالته..
مشينا بحفظ الله و رعايته الى أن وصلنا الصحن..
قلت لهما.. انظرا الآن الى الكعبة..
أمه التفتت لترى لأول مرة في حياتها الكعبة.. وهو رفع رأسه..رحمه الله.. كان "يعشق الكعبة و النظر اليها"..
أمه (كم أنت عظيمة يا أم زياد)..كانت تتمتم بين دموعها لا تكاد تسمع صوتها..
و هو زياد ماشاء الله لم أر بكاءا مثله..
سرنا في اتجاه الكعبة..
متأثرين لكن خائفين على زياد..
رجله كانت تعفنت..و مشدودة بحديد لا يمكن لمسه لأنه وصل الى درجة لا يؤثر فيه البنج و لا مسكنات.. فحتى الرجة البسيطة.. تجعله يلازم السرير أسابيع..و يتألم آلام مبرحة.. فما بالك لو يصطدم به أحد المعتمرين.. مصيبة..
سرنا متوكلين على الله.. الأم المكلومة في ابنها.. الابن المبتلى الصابر..و العبد الفقير..
سبحان الله.. و هذه من كرامات زياد ان صح التعبير..
قال لنا أريد لمس الكعبة..
قلت له أنت تحلم؟ و كل هؤلاء الآلاف من الطائفين كيف سندخل بينهم؟ مئات الآلاف يسيرون و أنت تريد أن تخترق صفوفهم للمس الكعبة؟ جننت أخي؟
قال : بالله يا معز.. أريد لمس الكعبة.. الركن اليماني على الأقل..
نظرت لي أمه و على وجهها بحر من الدموع..
و أحسست أنها لم تعد معنا.. فقط جسدها معنا لكن قلبها...
لم أفكر كثيرا فقد كان زياد مصرا..
توكلنا على الله..
قلت لام زياد نذهب؟
قالت" توكلنا على الله"..
و شققنا صف الطائفيم مكبرين..
والله كأن حرسا من الملائكة أنزله الله خصيصا ليحمينا..
صف على اليمين و صف على اليسار..
كأن حركة الطواف كلها توقفت حتى يمر الأخ زياد و من معه..
و في ثوان قليلة و جدنا أنفسنا أمام الكعبة..
لكن لتتخيلوا الكعبة العظيمة.. فيها كنوع من المنصة تحت تحول بين الكرسي و بينها.. فلنلمسها يجب أن تقف و تنحني..
أمر مستحيل من كرسي زياد
لكن الحرس الملائكي الذي أرسله الله لنا يومها..
دون أن نطلب من الناس أي شيء.. التف بنا سبعة أو ثمانية رجال..
حملوا زياد بكرسيه..
ليضع خده على الكعبة و يضع يداه على ستارها يعانقها و يبكي بحرقة..
و أمه بجانبه.. يد تمسك بيده.. واليد الأخرى تمسك بأعتاب الكعبة..
و دقائق و هم على ها الحال في مشهد أبكى كل من كان هناك..
الى الآن لا ندري ان كانوا رجالا على هيئة ملائكة.زأو ملائكة في صورة رجال.. رفعوا زياد الى الكعبة.. رغم أنه كان هناك العشرات من أصحاب الكراسي.. الا ان الله سبحانه اختار لزياد هذه الكرامة..
و بكى
و بكت أمه المكلومة في ابنها..
ثم طلب منهم أن ينزلوه لإانزلوه.. وأتممنا الطواف في اتجاه الحجر الأسود.. وما أدراك ما الحجر الأسود.. هناك من عمل عشرات العمرات و لم يقبله يوما من شدة الازدحام عليه..
هناك.. جاء رجل.. كالملاك أيضا.. جاء من بعيد قاصدا زياد.. قال له.. ارجع الساعة الثالثة سأجعلك تقبل الحجر الأسود.. لا أدري ربما هو من أعوان الأمن أو المسأولين قذف الله في قلبه هذا.. لا أدري.. سنوات مع زياد لم أفهم فيها شيئا.. أسأفهم الآن؟
هذه العمرة علقت في ذهني..
لها وقع خاص..
رأيت فيها من آيات الله ما أخاف أن يكون حجة علي..
و الحمد لله أولا و أخيرا..

0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting