السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
** سر غرفة زياد رحمه الله :-
دخلت اليوم غرفة زياد..
أول ما رأيتها, حمدت الله سبحانه أنّه لم يجعل الحزن و البكاء ذنبا ينقص من صبرنا و من ثوابنا,
حمدت الله على زياد, و على رحيل زياد رحمه الله.. أو ليس هذا اختيار الله له و لنا؟ فحمدا لك ورضا يا رب على ما اخترته لنا..
أعود الى غرفة زياد..
الغرفة التي لا أدعي بركة لها أو فضلا..
لكنها غرفة أحبها..
عاش فيها زياد عمره القصير..
كانت محطته في دنيانا..
و الآن انتهىانتظاره و ترك لنا محطته للعبرة..
و غرفة زياد التي أحبها.. و ليس لأني أحبها..
الا أنه فيها سرّ,
كنت دائما أردّد هذه الكلمة بدون تدبّر و لاتفكير.. فقط احساس عميق ينتابني كلما دخلتها..
اليوم طلبت من أخيه أن يتركني دقيقة في الغرفة لوحدي..
جزاه الله خيرا استجاب لطلبي و أغلق الباب و خرج..
نظرت الى الغرفة نظرة فاحصة لعلّها تكشف لي البعض من سرّها..
أسوق لكم أولا ما رأته عيناي و لمسته يداي حتى تكونون معي في الصورة..
الغرفة تقريبا كما هي من أول يوم جالست فيها خليلي زياد رحمه الله..
غرفة تشبه زياد رحمه الله:
بسيطة, لا زركشة و لا زخرفة و لا أثر فيها لمتاع الدنيا..
الا جهاز الكمبيوتر المحمول الذي كان يرافقه..
وبعض الكتب البسيطة (ماذا يحب الرسول صلى الله عليه وسلم و ماذا يكره, الطب النبوي, أطلس الأنبياء, حصن المسلم... و عشرة كتب أخرى تقريبا من كتب السهل الممتنع)..
سرير بسيط أكاد أرى عليه زياد رحمه الله ممددا كعادته..
نفس الغطاء ونفس المكان..
و الحائط.. خالي الا من صورة يتيمة كنت قد أهديتها له يومين قبل وفاته..
يومها كانت عندي مجموعة من الصور الجميلة اهديتها و لم يبقى منها الا صورة واحدة بلا أرواح.. اخترتها لتكون له..
و لم تكن الا صورة لحجرة الرسول صلى الله عليه و سلم..
بعد أن أهديتها له.. أحسست أني لم أحسن الاختيار..
خفت أن تذكّره بالموت و هو في حالته تلك, لكنه استبشر خيرا و علّقها على الحائط فوق رأسه..
هل الصّورة هي اختيار الله لتكون عاجل بشرى زياد رحمه الله؟
ألم نقل أنه لا توجد صدفة؟ ألم يكن هذا شعار زياد رحمه الله؟
فلكم أن تتخيلوا أثر الصورة على زياد.. و تقبل قلبه المشتاق لصورة حجرة الحبيب صلى الله عليه وسلم..
حاولت أن أبحث في ملابسه و أوراقه,,
فما استطاع قلبي تحمل الشحنات التي كانت تنبعث من كل آثاره..
ما سرّك يا غرفة زياد؟
لماذا أحسّ فيك بانعزال عن الدنيا وبقرب من الله سبحانه ؟
لماذا أحس فيك بالسكينة و الأمن و الطمأنينة وحب الآخرة؟
ثمّ تفطّن أنفي لحيرتي,,
فحاول أن يقنعني بأن السر يكمن في رائحة الغرفة, رائحتها الطاهرة المعطّرة بأنفاس زياد الطاهرة ..
لكنّ أذني تدخّلت و حاولت عبثا أن تستدرجني للصوت الملائكي الذي أكاد أسمعه..
وكأن السّر يكمن في صدى دعواته و مناجاته وابتهالاته..
أو صدى أصوات آهات كتمها صبرا لعل الله شكره عليها..
عيني عادت الى النظر جاهدة عساها تكشف السّر.. فوقعت على مصحف التجويد و القيام.. موضوع على حامل المصحف
الذي استعمله زياد رحمه الله لقيام الليل..
هو نفسه الذي أخبرتكم أني صليت به آخر ركعتين له في جوف الليلة الأخيرة.. والتي سمع فيها بشرى أخرى من ربه..
و انتقلت عيناي الى أوراقه البسيطة..
الى كراسه الذي يستعمله في حفظ القرآن.. ومحفظته التييتنقل بها في الحج و فيها الأدعية التي يعتزم الدعاء بها هناك.. كلها لغيره..
و رأيت خطه البسيط و أوراقه البسيطة..
التقرير الذي أصدرته عيناي كان كله محوصل في كلمة: البساطة. البساطة الربانية.. التي تفوح منها رائحة الاخلاص و الصدق و ابتغاء الأجر من الله,, و ليس بساطة "الطبع" أو ال"النفس".. بساطته كانت جزءا من عبادته..
مثلها مثل كل العبادات القلبية التي كان يبدع فيها..
خرجت من غرفته و تركت أمر سرّ الغرفة لربّي..
و جلست مع عائلته..
تذكّرت موقفا هزّني
زياد على سريره يستعدّ للموت..
يضع انبوب الأكسيجين على فمه..
يكحّ..
ينزف الدم من رجله..
و أنا بجانبه بتوفيق من الله أدّعي أني أعمل.. حتى لا يحس بأني تركت عملي من أجله.. فأنظر اليه وينظر الي.. ولا نسمع الا صوت صدره وهو يتنفس باختناق..ولا يستطيع الكلام..
ثم بالكاد يرفع الأنبوب عن فمه ليدعو لي ما شاء له أن يدعو..
حتى يختنق فيعيد الأنبوب الى فمه ويواصل الخرخرة الأخيرة ويموت بعدها بيوم.
جزاك الله خيرا يا زياد.. لم تترك لي الفرصة يوما لأعطي لك..
عطاؤك حجب ما خلته عطاءا مني لك..
دعواتك الأخيرة تلك.. الى الآن مازالت تتردد في أذناي..
أسمعها كل يوم و كل ساعة.. كالدين الذي لم أعد أعرف كيف أسدده..
جزاك الله عنا خيرا.. في تلك اللحظات التي كنت أحوج الناس فيها للدعاء..
أكرمتني وأفضت علي بكرمك و آثرتني بالدعاء..
فإن كان الدرهم سبق الألف درهم على قول رسول الله صلى الله عليه و سلم.. فأيّ مقام لدعواتك تلك؟ لقد محت كل محاولاتي في اكرامك..
المهم.. يبدو أن السر في غرفة زياد هو نفسه السر في زياد: كلاهما فيه لمسات من الآخرة.. كلاهما يذكّرك بأنك في محطة.. فتحسّ بغربتك.. وأنسك بالمغتربين أمثالك.. وأنسك برب المغتربين.. وأنك عابر سبيل..
فتحمد الله على نعمة أنك الآن حي,,
أي أن الله سبحانه مع كل يوم تحياه.. يمنحك فرصة أخرى لتعمل..وتحسّن رصيدك..وتتدارك مافاتك..
الحمدلله.
و سامحوني على تقصيري..
سر غرفة زياد رحمه الله
السبت, أبريل 04, 2009
توبة نصوحة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
5 تعليقات:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فيها سرّ؟؟؟؟
احذر أخي من
التبرك بالعلماء والصالحين وآثارهم
لا يجوز التبرك بأحد غير النبي صلى الله عليه وسلم لا بوضوئه ولا بشعره ولا بعرقه ولا بشيء من جسده ، بل كل هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم لما جعل الله في جسده وما مسه من الخير والبركة .
http://www.islam-qa.com/ar/ref/10083
التقرير الذي أصدرته عيناي كان كله محوصل في كلمة: البساطة. البساطة الربانية
المهم.. يبدو أن السر في غرفة زياد هو نفسه السر في زياد: كلاهما فيه لمسات من الآخرة.. كلاهما يذكّرك بأنك في محطة.. فتحسّ بغربتك.. وأنسك بالمغتربين أمثالك.. وأنسك برب المغتربين.. وأنك عابر سبيل..
فتحمد الله على نعمة أنك الآن حي,,
أي أن الله سبحانه مع كل يوم تحياه.. يمنحك فرصة أخرى لتعمل..وتحسّن رصيدك..وتتدارك مافاتك..
الحمدلله
لقد أبيح السر في غرفة زياد فهو يكمن في البساطة و كون مرضه يذكر في الموت
الرجاء قراءة المقالة إلى الاخر فهي لا تحتوي على التبرك بالعرق أو بالشعر أو غيره من الأمور المحرمة جزاكم الله خيرا
فالتبرك مصدر تبرك يتبرك تبركاً والتبرك بالشيء طلب حصول الخير بمقاربته وملابسته، والتبرك المشروع هو التبرك بما ورد به الشرع لأن التبرك أمر توقيفي
اسلام واب
بارك الله فيك
أسأل الله لك التوفيق والسداد
أعتذر ان لم ألتفت الى تلك العبارات القيمة
الأمر كله أني تذكرت ضلال بعض الفرق وأسرارها......
فيك بارك الله
لا تثريب أبدا
بالعكس أنا فرحة جدا لأنك أشرت الى امور تمس العقيدة لفرق ضالة
و لقد دفعني ذلك ان ابحث في موضوع التبرك
جزاكم الله خيرا
نفع الله بكم و زادكم علما و تقوى
إرسال تعليق