بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أما بعد،
كيف هي أحوالكم؟
و كيف هي دنياكم؟
و كيف هو دينكم؟
أحبتي الغالين، نحن في نعمة من الله عز و جل بها علينا، و يا لها من نعمة، الحب في الله.
قبل دخولي المنتدى، كنت أتساءل بيني و بين نفسي : و كيف لي أن أظفر بأحبة في الله في ظل هذه الظروف؟
و لكن الله كريم حليم يعطي من يشاء بلا حساب، و وجودي بينكم أ لا هو نعمة مهما شكرت المولى عز و جل عليها فلن أوفي نقطة في بحر في شكر خالقي المنان.
عن قتادة قال إنه سمع أن أنس بن مالك رضي الله عنه يحدث أن النبي قال:
"ثلاث من كن فيه وجد لهن حلاوة الإيمان :
- من يكن الله و رسوله أحب إليه مما سواهما
- و أن يقذف الرجل في النار أحب إليه من أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه
- و أن يحب العبد لا يحبه ألا لله -أو قال- في الله"
(رواه البخاري)
فأحبتي من أحب عبدا في الله ذاق حلاوة الإيمان، اللهم ارزقنا حلاوة الإيمان و لا تحرمنا منها نعمة.
و عن أنس رضي الله عنه قال:
قام رجل من أهل البادية أعرابي فقال: يا رسول الله، متى قيام الساعة؟
فحضرت الصلاة، فقام رسول الله إلى الصلاة، فلما قضى صلاته قال : "أين السائل عن الساعة؟"
قال : أنا
قال : " ويلك! ما أعددت لها؟"
قال : و الله ما أعددت لها كثير عمل صوم و لا صلاة، و لكني أحب الله و رسوله.
قال : "أنت مع من أحببت -أو المرء مع من أحب-"
قال أنس: فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام فرحهم يومئذ.
(رواه مسلم)
فالمرء مع من يحب في الجنة إن شاء الله.
و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال:
"يقول الله عز و جل يوم القيامة : أين المتحابون في جلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي"
(رواه مسلم)
ظل الرحمان أحبتي!! و هل لنا غنى عنه في يوم يجعل الولدان شيبا؟
و عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله :
" من قضى لأخيه المسلم حاجة كان كمن خدم الله عمره"
(أخرجه البخاري في التاريخ الكبير)
و عن عبد الرحمان بن غنم أن أبا مالك قال: أن رسول الله لما قضى صلاته أقبل إلى الناس بوجهه فقال :
" يا أيها الناس، اسمعوا و اعقلوا، و اعلموا أن لله عبادا ليسوا بأنبياء و لا شهداء، يغبطهم النبيون و الشهداء على مجالسهم و قربهم من الله عز و جل"
فجاء رجل من الأعراب من قاصية الناس، و ألوى بيده إلى رسول الله فقال : يا نبي الله، ناس من الناس ليسوا بأنبياء و لا شهداء، يغبطهم الأنبياء و الشهداء على مجالسهم و قربهم من الله؟! حلهم لنا-يعني صفهم لنا- شكلهم لنا.
فسر وجه رسول الله لسؤال الأعرابي، فقال " هم أناس من أفناء الناس و نوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله و تصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها فيجعل وجوههم نورا، و ثيابهم نورا، يفزع الناس يوم القيامة و لا يفزعون، و هم أولياء الله الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون"
(رواه أحمد في المسند و رجاله ثقات)
..
...
و غير هذه الأجور التي ينالها المتحابون في الله.
هل تركتم هذه الأجور و استغنيتم عنها؟
استغنيتم عن الأمن يوم الفزع الأكبر، و عن ظل الرحمان يوم لا ظل إلا ظله!!
أغرتكم الحياة الدنيا؟
عودوا عودوا عودوا إلى دياركم و أهلكم، فهم في شوق إليكم..
0 تعليقات:
إرسال تعليق