فيما قيل عن التوبة النصوح






** فيما قيل عن التوبة النصوح **


قال ابن القيم : النصح في التوبة يتضمن ثلاثة أشياء :-


الأول : تعميم جميع الذنوب و استغراقها بحيث لا تدع ذنبا إلا تناولته .


الثاني : إجماع العزم و الصدق بكليته عليها بحيث لا يبقي عنده تردد ولا تلوم ولا انتظار بل يجمع عليها كل إرادته و عزيمته مبادرا بها .


الثالث : تخليصها من الشوائب و العلل القادحة في إخلاصها و وقوعها لمحض الخوف من الله و خشيته و الرغبة فيما لديه و الرهبة مما عنده ؛ لا كمن يتوب لحفظ حاجته و حرمته و منصبه و رياسته و لحفظ قوته و ماله ؛ أو استدعاء حمد الناس أو الهروب من ذمهم ؛ أو لئلا يتسلط عليه السفهاء أو لقضاء نهمته من الدنيا ؛ أو لإفلاسه و عجزه و نحو ذلك من العلل التي تقدح في صحتها و خلوصها لله عز و جل .


فالأول يتعلق بما يتوب منه ؛ و الثاني يتعلق بذات التائب ؛ و الثالث يتعلق بمن يتوب إليه ؛ فنصح التوبة الصدق فيها و الإخلاص وتعميم الذنوب ؛ ولا ريب أن هذه التوبة تستلزم الاستغفار و تتضمنه و تمحو جميع الذنوب و هي أكمل ما يكون من التوبة .


** اتهام التوبة **


* من اتهام التوبة ضعف العزيمة و التفات القلب إلي الذنب الفينة بعد الفينة و تذكر حلاوة مواقعته .


* و منها طمأنينته و وثوقه من نفسه بأنه قد تاب حتي كأنه قد أعطي منشورا بالأمان فهذا من علامات التهمة .


* و منها جمود العين و استمرار الغفلة و أن لا يستحدث أعمالا صالحة لم تكن له قبل الخطيئة .

يتبع ...

0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting