طول الامل



طول الأمل


طول الأمل والغفلة عن تذكر هادم اللذات من أشد المعوقات التي تقف سلباً في طريق التزامنا وتصيب همتنا بالفتور.

وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإكثار من تذكر الموت في قوله عليه الصلاة والسلام: "أكثروا من ذكر هادم اللذات، الموت" (أخرجه الترمذي وصححه الألباني). لأنه علاج ناجع لداء طول الأمل الذي يجعل صاحبه يركن إلى الدنيا وزينتها حتى لا يكاد يكون له هم سواها!! وإذا كان كل مسلم بحاجة لقصر الأمل في الدنيا فإن الداعية حاجته إليه أكبر.

والمسلم الفطن يأخذ من الدنيا باعتدال، القدر الذي يستعين به على طاعة الله عز وجل ويجعل جل همه الدعوة إلى الله لأنه يعلم يقيناً أنه في هذه الحياة على جناح سفر!! فلا ينظر للدنيا إلا من منظار قوله صلى الله عليه وسلم: "مالي وللدنيا وما للدنيا ومالي.. والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من النهار ثم راح وتركها" (أخرجه أحمد وصححه الألباني).

أما من يطلق لنفسه العنان في طول الأمل وينجرف وراء الدنيا وزينتها وملذاتها فهو لا يتعثر في الطريق فحسب!! بل إنه يرجع بهمته إلى الوراء بقدر تقدمه نحو الدنيا وزخرفها فيكون ذلك وبالا عليه وعلى دعوته والتزامه وإذا تأملنا في حال الصالحين قديماً وحديثاً نجد أنهم لم يبلغوا الآفاق إلا بزهدهم في الدنيا وملذاتها وقصر أملهم فيها ويكفي في الزهد فضيلة أنه سبيل لنيل محبة الباري جل وعلا.


قال صلى الله وعليه وسلم: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس" (أخرجه البيهقي وغيره وصححه الألباني).



ليس الزهد أن لا تملك شيء
بل الزهد أن لا يمتلكك شيء

0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting