** تابع علامات صحة التوبة **
* منها : كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شئ و لا تكون لغير المذنب ؛ لا تحصل بجوع ولا رياضة و لا حب مجرد ؛ و إنما هي أمر وراء هذا كله ؛ تكسر القلب بين يدي الرب كسرة عامة قد أحاطت به من جميع جهاته ؛ و ألقته بين يدي ربه طريحا ذليلا خاشعا ؛ كحال عبد آبق من سيده فأخذه فأحضر بين يديه و لم يجد من ينجيه من سطوته و لم يجد منه بدا و لا عنه غناء و لا منه مهربا ؛ و علم أن حياته و سعادته و فلاحه و نجاحه في رضاه عنه ؛ وقد علم إحاطة سيده بتفاصيل جناياته ؛ هذا مع حبه لسيده و شدة حاجته إليه ؛ و علمه بضعفه و عجزه وقوة سيده ؛ و ذله و عز سيده .
فيجتمع في هذه الأحوال كسرة و ذلة و خضوع ما أنفعها للعبد و ما اجدي عائدتها عليه و ما أعظم جبره بها و ما أقربه بها من سيده ؛ فليس شئ أحب الي سيده من هذه الكسرة و الخضوع و التذلل و الاخبات و الانطراح بين يديه و الاستلام له ؛ فلله ما أحلي قوله في
هذه الحال :
أسألك بعزك و ذلي إلا رحمتني .
أسألك بقوتك و ضعفي و بغناك عني وفقري إليك .
هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك ؛ عبيدك سواي كثير و ليس لي سيد سواك ؛ لا ملجأ و لا منجي منك الا اليك ؛ أسالك مسألة المسكين و أبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل ؛ و أدعوك دعاء الخائف الضرير ؛ سؤال من خضعت لك رقبته و رغم لك أنفه و فاضت لك عيناه و ذل لك قلبه .
*** فهذا و أمثاله من آثار التوبة المقبولة ؛ فمن لم يجد ذلك في قلبه فليتهم توبته و ليرجع إلي تصحيحها فما أصعب التوبة الصحيحة بالحقيقة و ما أسهلها باللسان و الدعوي .
يتبع ...
0 تعليقات:
إرسال تعليق