** تابع لطائف التوبة **



* منها :أن يعرف بره سبحانه في ستره عليه حال ارتكاب المعصية مع كمال رؤيته له و لو شاء لفضحه بين خلقه ؛ و هذا من كمال بره و من أسمائه ( البر ) و هذا البر من سيده كان عن كمال غناه و كمال فقر العبد إليه ؛ فيشتغل بمطالعة هذه المنه و مشاهدة هذا البر و الإحسان و الكرم ؛ فيذهل عن ذكر الخطيئة فيبقي مع الله سبحانه و ذلك أنفع له من الانشغال بجنايته و شهود ذل معصيته ؛ فإن الانشغال بالله و الغفلة عما سواه هو المطلب الاعلي و المقصد الأسني .


- و لا يوجب هذا نسيان الخطيئة مطلقا ؛ بل في هذه الحال فإذا فقدها فليرجع إلي مطالعة الخطيئة و ذكر الجناية ؛ و لكل وقت و مقام عبودية تليق به .



* و منها : شهود حلم الله سبحانه و تعالي في إمهال راكب الخطيئة و لو شاء لعاجله بالعقوبة و لكنه الحليم الذي لا يعجل بالعقوبة فيحدث له ذلك معرفة ربه سبحانه باسمه ( الحليم ) و مشاهدة صفة " الحلم " و التعبد بهذا الاسم و الحكمة و المصلحة الحاصلة من ذلك بتوسط الذنب أحب إلي الله و أصلح للعبد و أنفع من فوتها و وجود الملزوم بدون لازمه ممتنع .



* و منها : معرفة العبد كرم ربه في قبول العذر فيه إذا اعتذر إليه بالتوبة لا بالاحتجاج بالقدر فإنه مخاصمة و محاجة ؛ فيقبل عذره فيوجب له ذلك اشتغالا بذكره و شكره ومحبة أخري لم تكن حاصلة له قبل ذلك ؛ فإن محبتك لمن شكرك علي إحسانك و جازاك به غفر لك إساءتك و لم يؤاخذك بها أضعاف محبتك علي شكر الإحسان وحده . و الواقع شاهد بذلك فعبودية التوبة بعد الذنب لون و هذا لون آخر .



* منها : أن يشهد فضله في مغفرته فإن المغفرة فضل من الله و إلا فلو أخذك بمحض حقه كان عادلا محمودا و إنما عفوه بفضله لا باستحقاقك ؛ فيوجب لك ذلك ايضا شكرا له و محبة و إنابة و فرحا و ابتهاجا به و معرفة له باسمه ( الغفار ) و مشاهدة لهذه الصفة و تعبدا بمقتضاها و هذا أكمل في العبودية و المحبة و المعرفة .



* و منها : أن يكمل لعبده مراتب الذل و الخضوع و الانكسار بين يديه والافتقار إليه ؛ فإن النفس فيها مضاهاة للربوبية ؛ ولو قدرت لقالت مثل قول فرعون ؛ و لكنه قدر فأظهر و غيره عجز فإضمر ؛ إنما يخلصها من هذه المضاهاة ذل العبودية و هو أربع مراتب .


** المرتبة الاولي :


يتبع ...

4 تعليقات:

توبة نصوحة يقول...

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج معاوية على حلقة في المسجد، فقال: ما أجلسكم ، قالوا: جلسنا نذكر الله عزل وجل قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: الله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إنِّي لم استحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسبم أَقلَّ عنه حديثاً مني، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله عز وجل، ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنّ علينا بك، قال: آللهِ ما أجلسكم إلا ذلك؟ قالوا: آلله ما أجلسنا إلا ذلك. قال: أما إنيِّ لم استحلفكم تهمة لكم، وإنَّه أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أنّ الله عز وجل يباهي بكم الملائكة

توبة نصوحة يقول...

لا أعلم هل ما كتبت عن التوبة مفيد لكم أم مجرد كلام منقول لا ينفع فأنا لا اريد أن اكتب مجرد كلمات مملة لا تفيد لذلك لا أعلم هل اكمل ما تبقي من موضوع التوبة أم اكتفي بما كتبت و الله المستعان ؟


جزاكم الله خيرا جميعكم

ابو احمد عبد الرحمن يقول...

فيما يخصّ موضوع التّوبة الذي تناولته سأسألك سؤالا وعموما لكلّ من يكتب في
ا
لمنتديات ...بغض النّظر عن نقد المحتوى
ما هو أملك ومبتغاك وأنت تفتح جهازك وتدخل للمحطّة لتكتب خاطرة ؟
إن كانت إجابتك ما يلي فأبشر : أسأل الله أن يكون ما أكتبه مؤثرا ونافعا ويستفيد به من يقرؤه وبذلك أحصل على الثّواب بإذن الله .
أقول لك أبشر إن كان هذا فعلا ما تنويه كلّ مرّة لقد كتب الله لك أجرين على من فتح الصّفحة فقرأ ووعى عقله وقلبه
وأجرا واحدا عن كلّ من دخل الصّفحة ونظر سطحيا للمشاركة ولم يهتمّ أصلا. مالدليل ؟
لأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا وهو الصادق المصدوق : من اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد ولم يصب فله أجر واحد !!!
فأبشري أختي بأجر واحد على الأقلّ
ثمّ لا تنسي أختي أنّ الصّفحات التي كتبتيها لا يعلم إلاّ الله وحده كم من واحد سيستفيد بها
أعطيك مثالا بسيطا سيغيّر رأيك انطلاقا من تجربة شخصيّة حقيقية على مواقع الانترنت :
منذ اللحظة التي تضعين فيها كلمة خير لا تستطيعين أبدا أن تتخيّلي كم شخصا دخل وقرأها

ابو احمد عبد الرحمن يقول...

فأبشري.. "الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمه طيبه كشجره طيبه اصلها ثابت وفرعها في السماء"
أبشري...لا أحد يتصوّر ما ستبلغه كلمة طيبة وضعت على الانترنت !
يا أختي ما عليك إلا أن تستحضري النّية الخالصة وأحسبك كذلك إن شاء الله ثمّ اكتبي ...
أنت بذلك تركت أثرا وكلّ من كتب شيئا ترك أثرا هذا محقّق أكيد !!
تصوّري أحيانا أدخل على النات وأضغط على صفحة ما في الوسط أقول هاه ! لأنظر ما تحمله لي هذه الصّفحة من خير
وإذا بي أمام كتاب جميل طيّب مرّة يحدّثني عن السّنن ومرّة أقرأ فيه أحاسيس إيمانيّة وأنظر إلى التاريخ وأنظر إلى الشّخص
فأقول هذا هو الأثر الذي قال عنه تعالى
"إنّا نحن نحيي الموتى ونكنب ماقدّموا وآثارهم وكلّ شيء أحصيناه في إمام مبين " ولا تدرين وقع ذلك في النّفس
عندما أذكر أنّ كتابي يكتب في كلّ لحظة ويحصى فيه كلّ عمل ! ولا يضيع شيء وكلّ شيء يوزن بميزان الحقّ ! وسيعرض
عليّ يوم القيامة !
سيرى كلّ واحد مناّ في كتاب أعماله يومئذ صفحات هذا أكيد !
يوم تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه.

وخلاصة الأمر لا تتوقّفي ولا تفكّري لحظة في جدوى ما تكتبينه واصلي رجاء لأنّه جيد ومفيد ولا تهتمّي
بالعوارض الخير مستمرّ بحول الله ولن ينقطع بفضل الله
وثبات من وجد فيها
العنكبوت (آية:2): احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون
أسأل الله أن يثبّتنا على دينه وأن يجعلنا ممّن يستمعون للقول فيتّبعون أحسنه وأن يوفّقنا لفعل الخيرات

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting