عمرة الاخت ايمان 2


خرجت من عند رسول الله وأنا أفكر لقد كنت واقفة أمام رسول الله صلي الله عليه وسلم وأتت ذنوبي أمامي تذكرتها وكأني أفعلها
فلم أحتمل وكدت أفقد وعيي من شدة خجلي وحيائي منه صلي الله عليه وسلم
فكيف بي وأنا أقف بين يدي الله عز وجل وقتها لن أتذكر ذنوبي بل سأقرأها من كتابي
لن يضيع ذنب واحد كل شيء مسجل وبدقة متناهية
وقتها كيف سيكون حالي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أسأل الله العفو والرحمة والمغفرة

إخواني بعد هذا مضت أيامي في المدينة سريعة جداً
ذهبت الي مقابر البقيع
هي مقابر خلف الحرم النبوي
عندما رأيتها لم اشعر بأي انقباض بل شعرت براحة وكأني أري قطعة من الجنة علي الأرض
الحمام يملأها تكاد تحس بالملائكة تحيط بها من كل جانب
تقول السلام عليكم أهل الديار أنتم السابقوون ونحن إن شاء الله بكم لا حقون
قلت هذا الدعاء وفكرت هل سألحق بهم حقاً
هم أهل الجنة بغذن الله يتنعمون ويسعدون بما هم فيه
يارب ألحق بهم وأكن بجوارهم يكفي أن يدفن المرء في مقابر تجاور قبر رسول الله صلي الله عليه وسلم

ذهبت أيضاً الي جبل أحد ورأيت مقابر شهداء أحد وجبل الرماة
مكان غزوة أحد
جبل أحد عندما رأيته شعرت أني أحببته
نعم أحب النظر اليه
صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم حين قال جبل يحبنا ونحبه
فقد شعرت فعلاً بمشاعر تربطني بهذا الجبل وصعدت علي جزء منه ومسكت جزء من ترابه في يدي وقلت هذا التراب من الجنة
الرائحة هناك تشبه أحلي مسك يمكن أن تتخيلها
سبحان الله
كنت علي جبل من الجنة
أن تذهبوا الي هناك وتستشعروا هذه القيمة وهذا المعني لهو شيء مؤثر جداً في نفوسكم بإذن الله

وحانت لحظة الوداع وداع رسول الله صلي الله عليه وسلم
وداع مدينة الحبيب
وفي هذه المرحلة لن أستطيع قول الكثير
لن أستطيع حقاً
فقط سأقول ما هون علي نفسي الفراق أني كنت ذاهبة الي الكعبة
الي مكة الي بيت الله

خرجنا من المدينة الساعة الثانية بعد الظهر متجهين الي آبيار علي لنحرم من هناك وننوي العمرة
ووصلنا واغتسلنا كنت أشعر والماء ينزل علي الجسد أنه يخرج بالذنوب من الجوارح
توضئنا ونوينا الاحرام
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك
إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك
طوال الطريق كنت ألبي بهذا واستشعر القول
الله تبارك وتعالي ناداني وطلبني وأتيت اليه بفضله وكرمه ومنه ألبي ندائه
أعترف بفضله علي شخصي الفقير اليه
وقتها لم أفكر سوي في أني متجهة الي الله
أني أعبد الله فقط لأنه الله مالك الملك
وصلنا حدود مكة اقتربنا
كنت أتصور أني سأري الحرم المكي من بعيد مثلما حدث في المدينة
لكن لم أره إلا بعد توقفنا في الفندق أنزلنا حقائبنا بعدها بفترة بسيطة اتجهنا الي هناك نلبي في الطريق

وصلنا للحرم من الخارج
دخلنا من باب الملك عبد العزيز
تخيلوا معي الآن أنا لأول مرة أدخل لأري الكعبة
قلبي كان يرتعش وقتها كنت اتنفس بصعوبة
كنت أنظر للأرض لم أرد إلا أن أراها فجأة وهي كاملة وليس بالتدريج

حسناً وصلنا اليها أخبروني أن أرفع رأسي لأراها
رفعت رأسي ببطء ورأيتها
نعم رأيتها أمامي
وهنا أتحدي أعظم الأدباء والشعراء أن يصفوا بكلماتهم هذا الموقف
أو حتي يدّعوا أن عقلهم له القدرة علي العمل
فقد شعرت أن كل أجهزة جسمي توقفت عن العمل
وقفت مذهولة من جمالها من شموخها من هيبتها
أحاول أن أتنفس لا أستطيع
رباه أنا أقص عليكم الآن ولا أتمالك أعصابي
سأتوقف قليلاً لأتمالك نفسي
وأعود لأكمل لكم

0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting