عمرة الاخت ايمان 4

وصلت الآن لآخر يوم لي في مكة
طوال النهار اكتفيت بالصلاة فقط في الحرم دون الذهاب الي الكعبة لأراها أو أطوف بها
كنت متعمدة ذلك
وبعد أن تأكدت أن أموري انتهت الخاصة بحزم الحقائب والاستعداد للسفر
ذهبت قبل صلاة المغرب واستأذنت أبي في المكوث حتي السفر في الصباح بعد الفجر بإذن الله
وفعلاً ذهبت الي الحرم وفي ذهابي كانت كل خطوة بحساب شديد
هذه آخر خطواتي عليك يا أرض مكة
كنت أمرر نظري علي الأرض والي الحمام الذي يملأ الحرم والي المباني المحيطة بالحرم والي السماء
حتي السماء تصورت أنني لن أراها وهذه آخر عهدي بها
أليست سماء مكة
ودخلت الحرم بخطوات مرتعشة
سبحان الله كنت من أيام مضت أدخله لأول مرة والآن أدخله لآخر
لا لن أقول آخر مرة فبإذن الله سيمن الله علي شخصي الذليل بين يديه بالزيارة مرة أخري

صلينا المغرب وجلست أنتظر العشاء
وفي فترة جلوسي هذه كنت أمتع عيني بكل شيء في المسجد الأعمدة السجاد الأرضية
كل شيء ذهبت لماء زمزم أشربه وأدعو وأدعو
أتذوقه واشتاق لمذاقه
فماء زمزم ليس كأي ماء
الله علي طعمه
أتعلمون أحبتي أني طوال مكوثي في المدينة ومكة حوالي 11 يوم تقريباً
لم أتناول فيهم أي طعام ( باستثناء مرة واحدة فقط )
كنت أكتفي بماء زمزم كلما شعرت بالجوع أجري عليها لأمتع نفسي بها
ورغم امتناعي عن الطعام دون تعمد مني لم أشعر بأي تعب أو مرض
بل علي العكس كنت في حالة صحية لم أشعر بها من قبل

يا ربي كم أفتقد طعمها
صليت العشاء وأنا في حالة اشتياق شديدة لرؤية الكعبة
فأنا لم أرها طوال النهار علي غير عادتي
بعد الصلاة ذهبت لأراها وفعلت مثلما حدث في أول مرة كنت أنظر لأسفل حتي لا أراها تدريجياً بل أراها فجأة

وفعلاً رفعت رأسي لأراها كما هي واقفة يطوف حولها المسلمون
ولم أتمالك نفسي وكأنه أصابني الشلل لم أستطع أن أخطو خطوة واحدة
كنت ما زلت علي الدرج فجلست عليه أنظر اليها
كم هي جميلة رائعة
بكيت كثيراً وكنت أشعر أن قلبي يكاد يبلغ حلقي من الألم
منذ وصولي لمكة وأنا أخشي علي نفسي وأشفق عليها من الفراق وكنت أفكر فيه ولا أدري كيف سأحتمله
ولم أتخيله هكذا مؤلم قاتل مميت

أختنا FREINDETTEألهمها الله تعبير جميل
كم أن العودة للأرض مرة أخري مؤلم
نعم كأني بهذه الرحلة أعطاني الله سبحانه وتعالي الفرصة لأعيش في جزء من الجنة
أعيش أحاسيس أهل الجنة
وعندما حان وقت الوداع والانصراف للعودة الي الأرض كأن روحك تخرج من كل خلية من جسدك
كأني أعاني من سكرات الموت

ذهبت لأطوف بالكعبة كان أصعب طواف وفقني فيه الله أن ألمسها طويلاً وأمسك كسوتها
كنت أضع يدي عليها وأتحسسها
وأنظر اليها ثم أعود لألمسها وهكذا
كانت ليلة شديدة الصعوبة

ويمكنكم أن تتخيلوا حالي
أحبائي في الله
تقريباً انتهيت من أهم الأشياء والمشاعر التي مررت بها هناك
ولعلكم وجدتم ما كتبته شيء عادي كما سبق وأن أخبرتكم
يحدث مع كل المعتمرين
ولكن تأكدوا من شيء واحد فقط لم يكن أبداً شيء عادي بالنسبة لي
أن يعيش الانسان الاحساس بعمق وصدق شيء
وأن يقصه شيء آخر
وبإذن الله ستأتي لكل فرد فيكم الفرصة
ليشعر فيها بما شعرت به
ويمر بكل هذا


وبالنسبة لي أعيش علي أمل واحد فقط أن يعيدني الله تعالي الي هناك
لأنعم ببعض لحظات السعادة المعدودة في حياتي

سعادة شعرت بها في كل خطوة
هل تتخيلوا أني استمتعت حتي بمشقة السفر

كل شيء استمتعت به
وطوال طريق عودتي لم بشيء إلا بالحزن
كنت أنظر لكل شيء حولي أشعر فيه بالحزن
أنظر للسماء فأتخيلها تبكي معي
أنظر للصحراء والرمال وكل شيء من حولي
حزن عميق ينبعث من قلبي ليسري في كل شيء حولي

لا أريد أن تفهموا من كلامي أني غير متفائلة
لا والله وهل أعيش إلا بقوة الأمل في رحمة الله تعالي بي
وحسن ظني به عزوجل
وثقتي بأن لن يضيعني أبداً بإذن الله

جزاكم الله خيراً أخوة الايمان والمسافرين في رحاب الله
علي صبركم معي ووقتكم الذي أخذته منكم

بارك الله فيكم
وبالله عليكم لا تنسوني من دعاؤكم
ادعوا لي بالثبات

جزاكم الله خيراً
السلام عليكم ورحمة الله وبركات

0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting