إخواني في الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني في الله
كنت ذاهبة الي عملي وكان السائق قد أدار محطة القرآن الكريم فكان هناك ابتهالات عن الكعبة بدأت بقول
( ها هي الكعبة قد لاحت )
فلم استطع أن أكبح دموعي فقد تساقطت رغماً عني
وكنت أنظر من النافذة وكأني لا أنظر الي الشوارع التي نسير فيها
وإنما كل ما كان يشغل تفكيري هي صورة الكعبة الحبيبة
وعادت ذاكرتي بي الي سبعة أشهر ماضية عندما كنت هناك أقف أمامها لأول مرة في حياتي
وتذكرت كيف كان إحساسي وقدمي تطأ أرض الحرم لأول مرة والرعشة التي أصابتني وأنا أدخل من باب الحرم لنبدأ أداء مراسم العمرة
عندما كنت أنظر الي الأرض أثناء سيري حتي لا أري الكعبة الشريفة من بعيد والأعمدة تحجبها
وتذكرت وصولي الي أول الدرج المؤدي الي ساحة الحرم والتي تقف فيه الكعبة الحبيبة شامخة ورفعت عيني لأراها لأول مرة في حياتي
لا أنسي هذا الإحساس أبداً ولن أنساه ما حييت بإذن ربي ورحمته بي
لا يمكنني أن أصف كيف كان ولكن الشيء الذي أستطيع قوله أنني وقعت في حبها من النظرة الأولي فمنذ أن رفعت بصري لأراها لأول مرة لم تنزل عيني من عليها أثناء الطواف حتي عندما اتجهت للسعي بين الصفا والمروة كنت أسعي وأنا أفكر فيها والنعمة العظيمة التي أكرمني ربي بها رغم كل عيوبي ومساوئي
وكنت أنتظر وصولي لنهاية الشوط حتي أسارع بالنظر اليها وأمتع عيني برؤيتها

نعم هي متعة ولذة لم أشعر بمثلها من قبل
مجرد النظر اليها يشعرني بسعادة غامرة سعادة حقيقية خالصة
والآن وقد اقتربت مراسم الحج وبدأت الأفواج في الذهاب أشعر بشيء غريب يعتريني
أشعر وكأني طفلة صغيرة أخذت بعيداً من أحضان أمها
وكل يوم تراها أمامها وتتحرق شوقاً اليها والي حضنها الدافيئ ولا تملك الذهاب اليها
أري منظر عباد الله يحيطون بالحرم وبالكعبة واقول يا ليتني كنت معكم وأسأل هل يمكن أن يناديني ربي يوماً ويكتب لي الحج
ورغم أني والحمد لله أعلم أن كل شيء بقدر الله وأنه لا شيء بعيد علي الله مالك الملك أكرم الأكرمين
إلا أنني لا أملك ألا أشعر بهذا الإحساس

لذلك أسألكم أن تدعو لي ولكل أهلي أن يرزقنا الله بالحج ونحن علي طاعته دائمين ومحافظين وثابتين

بارك الله فيكم

لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك
إن الحمد والنعمة لك والملك
لا شريك لك لبيك