الانتماء إلى التيارات والتعاون بين الزوجين






أحييكم على المجهود المبذول في سبيل إنارة المسلمين وجعل الله هذا في ميزان حسناتكم


أرجو منكم إفادتي في الأسئلة التالية:


1- هل يحاسب الله الإنسان على انتمائه إلى تيار معين وينشط .


2- إني امرأة عاملة ولي أبناء يدرسون وأشعر أن أعباء العمل والمنزل والأولاد كثيرة لذا فإني في بعض الأحيان أشعر بغضب شديد فأصيح وأتخاصم مع زوجي حتى يمد لي يد المساعدة في بعض الأعمال وخاصة متابعة الأولاد في دروسهم وينتج عن ذلك غضب زوجي ومحاولته هجري كعقاب لي مما يحز ّفي نفسي لأنني في الواقع أتصرف كذلك حتى يشعر بمدى تعبي وحتى يعاونني على ذلك. فما هو موقف الشرع في ذلك وكيف السبيل إلى تجنب مثل هذه الأشياء خاصة وأني لا أستطيع التخلي عن عملي وكذلك زوجي يحبذ زوجة تعمل لأن عملي قار ومحترم وأتقاضى مرتبا محترما والحمد لله ؟









خلاصة الفتوى:


الانتماء إلى التيارات لا يخرج عن سائر الأعمال التي يمارسها المرء في هذه الحياة. خيره كخيرها وشره كشرها، وعلى كل من الزوجين أن يراعي ظروف الآخر ويساعده في مهمته ما استطاع.


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


إن الانتماء إلى تيار معين لا يخرج عن سائر الأقوال والأعمال التي يمارسها الفرد في هذه الحياة، خيره كخيرها وشره كشرها.


والإنسان في هذه الحياة لا يقول قولا أو يعمل عملا إلا وهو مكتوب له أو عليه، مسجل لا يضيع منه شيء. قال تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {ق:18} . وقال تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ {الإنفطار: 10-12}. وقال تعالى: أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ] {الزُّخرف:80}. وقال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {المدَّثر:38}.


ثم إن من واجب الزوج أن يقوم بما يعنيه من أعباء المنزل، فينفق على الأولاد ويوجههم الوجهة الصحيحة، ويصرف على البيت ما يلزم من النفقات...


وعلى الزوجة أن تربي الأولاد وتدير شؤون البيت وترعى كل ذلك وتصونه...


ومن الحسن أن يعين كل من الزوجين الآخر فيما يعنيه من الأعباء؛ لأن ذلك أدعى لبقاء الألفة والمحبة.


وأما أن تغضب الزوجة زوجها فإن ذلك مما يتنافى مع التعاليم الشرعية، فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة" أخرجه الترمذي وحسنه. وقال صلى الله عليه وسلم " لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " أخرجه الترمذي بإسناد حسن.


فننصح الأخت السائلة بالسعى في إرضاء زوجها، وبأن لا تغضبه ولا تصيح في وجهه، وتطيعه في كل ما يدعوها إليه من معروف.


وننصحه هو بأن يترفق بزوجته ويساعدها ويراعي أتعابها وظروفها.


ونسأل الله العلي الكبير أن يؤلف بينكما...


والله أعلم.


هنا الرابط


0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting