كتاب ( كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية )



كتاب ( كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية )
تأليف الشيخ عبد الله بن محمد السدحان


عبد الله بن سليمان المنيع
رئيس محكمة تمييز بمحكمة التمييز بالمنطقة الغربية بمكة المكرمة
وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية :
( فلقد اطلعت على هذا البحث المعد من فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن السدحان عن الرقية الشرعية وآثارها من حيث اعتبارها سبباً في الشفاء من مجموعة من الأمراض أخصها أمراض العين لقوله صلى الله عليه وسلم " لا رقية إلا من عين أو حمة " .
فوجدته بحثاً قيّماً مفيداً مصدره كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما يفتح الله به على عباده من دعاء وتضرع وابتهال وتعلق به تعالى دون غيره .
ولا شك أن البحث قيّم وموضوعه محل الحاجة في كل زمان ومكان . ومؤلفه رجل معروف بسلامة عقيدته وسلامة اتجاهه وبصلاحه وتقاه فجزاه الله خيراً ونفع به وبعلمه وجهوده الاحتسابية في سبيل نفع إخوانه المسلمين من مرضى الحسد والحاسدين والعين والعائنين .......... )

الشيخ عبد الله الجبرين :
( .... فقد اطلعت على هذه الرسالة القيمة فيما يتعلق بالرقية الشرعية وأدلتها وكيفيتها والتي جمعها أحد تلاميذي وهو الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الرحمن السدحان وهو ممن له تخصص بالرقية والتعويذات المأثورة
وقد كتب في ذلك عدة رسائل نفع الله بها وحصل عليها إقبال وقراءة واستفاد منها الكثير ..... )

الشيخ د / ناصر العقل :
( .. اطلعت على كتاب " كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية " للشيخ الأخ / عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن السدحان ، وقرأته أكثر من مرة فألفيته كتاباً علمياً مفيداً يجمع بين التأصيل الشرعي والتجربة الصائبة ، ولم يتبين لي فيه ما يخالف الأصول العقيدية .... )

الشيخ د / محمد الخميس
جامعة الإملم محمد بن سعود الإسلامية
كلية أصول الدين قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة :
( فقد قرأت كتابكم ( كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية ) فوجدته كتاباً مفيداً يجمع ما بين إثبات جدوى ونفع الرقية الشرعية والدعوة إلى التداوي بها ، وبين إثبات الأدوية المادية الطبية وعدم إنكار جدواها ، وقد حاول الكتاب الجمع بين كل هذا ، مع استيعاب الآثار الواردة في هذا الباب ، مدعمة بخبرة الأخ المؤلف صاحب الخبرة الطويلة في هذا المجال خصوصاً أن الناس في زماننا قد انتشرت بينهم أمراض كثيرة نتيجة الغفلة عن شرع الله والإعراض عن ذكره ، وكثير منهم لا يلتفت إلى الرقية الشرعية ، ولا يعيرها بالاً بل يكتفي يالأدوية المادية فقط ، والبعض يطعن في إثبات العين وأثرها ، ولا يشير باستعمال الرقية الشرعية ، هذا مع أن الطب قد عجز عن كثير من هذه الأمراض ، لذا أجد أن الكتاب قد جاء في وقته ، مفيداً في موضوعه ........... )

الشيخ عبد المحسن العبيكان :
( ... فقد قرأت هذه الرسالة التي أعدّها فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد السدحان ، فألفيتها رسالة قيمة في بابها ، وخاصة أن فضيلته ممن باشر علاج المرضى بالرقية الشرعية ، وله خبرة جيدة في هذا المجال ، ولا شك أن الخبرة لها أثر كبير في عمل المعالج وفيما يؤلفه في هذا الفن .
والناس في هذا الزمن خاصة في أشدّ الحاجة للعلاج بالرقية الشرعية لانتشار الأمراض التي لا يوجد لها في الطب الحديث علاج كالسحر والعين ومس الجن ............. )


مقتطفات من الكتاب :


القرآن علاج لكل شيء


الأصل في التداوي هو : أن يكون بالقرآن ، ثم بالأسباب الدوائية حتى في الأمراض العضوية ، لا كما يزعمه جهلة القراء مِن أن مَنْ كان مرضه عضوياً فليذهب إلى المستشفيات ، ومن كان مرضه نفسياً فليذهب إلى العيادات النفسية ، أما إن كان مرضه روحياً فعلاجه بالقراءة !!
فمن أين لهم هذا التقسيم ؟
فالقرآن طِب القلوب ودواؤها وعافية الأبدان وشفاؤها ، قال تعالى : ( وننزل من القرءان ما هو شفاء ) .
وانظر إلى كلمة شفاء ، ولم يقل دواء لأنها نتيجة ظاهرة ، أما الدواء فيحتمل أن يشفي وقد لا يشفي .

يقول ابن القيم في كتابه زاد المعاد :
( فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية ، وأدواء الدنيا والآخرة ، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به ، وإذا أحسنَ العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبولٍ تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه لم يقامه الداءُ أبداً ، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزلَ على الجبال لصدّعها أو على الأرض لقطّعها ؟ فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلاّ وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه ، فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ، ومن لم يكفه فلا كفاه الله ) .

ولابد من اليقين وحسن الظن بالله ( لأن من شروط انتفاع العليل بالدواء قبوله واعتقاد النفع به ) .
ولا يجرب كلام الله لأن هذا خلل في الاعتقاد ، فلو جرب ماء زمزم مثلاً لم ينتفع به ، إذا لم يُصاحب ذلك باليقين واعتقاد النفع به .

والحديث عن علاج القرآن للأمراض العضوية يطول ولكن أضرب بعض الأمثلة :
هناك عدد من الأمراض ( عضوية أو نفسية ) للشيطان دور كبير في استفحالها وذلك لأن له تحكّماً في جريان الدم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " . متفق عليه . فمن ذلك :

الغضب : وهو أساس لكثير من الأمراض ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال : أوصني : قال : ( لا تغضب ) فردد مراراً ، قال : ( لا تغضب ) . رواه البخاري .
وأثره في البدن واضح ؛ فأمراض القرحة المعدية والحرقان المصاحب لذلك والقولون العصبي ناتج عن الغضب الشديد ، والسكر عند بعض الناس ناشيء عن القلق الذي سببه الغضب ، وعدد من الأمراض الباطنية وغيرها من أمراض الرأس من صداع وجلطة والسكتة الدماغية والشلل المفاجيء وأمراض القلب والذبحة الصدرية وغيرها للغضب دور كبير في نشوئها أو تفاقمها وهو أساس كل شرٍ .
والغضب من الشيطان قال تعالى " واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب " . حتى قيل إن أيوب – عليه السلام – أصيب بجميع الأمراض البدنية والنفسية ، فقوله : " بنصب وعذاب " أي : " بتعب وألم لمرضه وعذاب نفسي ونسب ذلك إلى الشيطان ، لأنه السبب ، وتأدباً مع الله " .

وقد تمت بحمد الله القراءة على كثير من الأمراض وبخاصة المستعصية والتي سببها الشيطان منها ، مثل : السرطان ، الجلطة ، الربو المزمن ، الشلل الرباعي ، العقم ، السكر ، القلب ، وغيرها .
وتم الشفاء منها بفضل من الله ومنّة ، ومثله مرض : عدم انتظام الدورة " الحيض " عند بعض النساء سواء بالتأخر أو بالطول دونما سبب معروف ، إلا أن سببه الجان ، وقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك مرتين ففي الإجابة الأولى قال : ( ذاك عرق )
وفي الإجابة الثانية عندما سألته حمنة بنت جحش وقالت : كنت أستحاض حيضة شديدة فقال : ( إنما هي ركضة من ركضات الشيطان ) . رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
فيحاول الشيطان أن يطيل فترة الحيض إما بحجز بعض الدم ثم يسمح بنزوله بعد انتهاء العدة حتى لا تصلي المرأة ولا تقرأ القرآن !
وإما أن يجرح المكان حتى يوهم المرأة فلا تستطيع أن تميز الدم فتتوقف عن الصلاة ، ومثله : مرض الشلل ، فالجن يمسك الأعضاء المصابة بالشلل عند بعض المرضى فيوقف حركتها ويصاحب ذلك أعراض منها : اكتئاب نفسي مع ضيق وصداع مستمر ، فإذا قرأ عليه شعر بتنملٍ في الجزء المصاب بالشلل ، وإذا لم يشعر بتنمل فيعود إلى مغادرة الجن هذا الجسم بعد أن أتلفَ الأعصاب وبنى الجسم على ذلك فنشأ بعد فترة طويلة على هذه الحالة ، وهذه من الحالات المستعصية التي تحتاج إلى صبر وقراءة مستمرة بنية الشفاء من الله ، ومثلاً : أمراض الجهاز الهضمي والعصبي والعظمي يضع يده على مكان الألم ويقول : " أعوذ بقدرة الله وعزته من شر ما أجد وأحاذر " سبع مرات فيذهب الألم بإذن الله .

أما الأمراض النفسية* فمنها :

* الفرق بين المرض النفسي والمس الشيطاني : إن المرض النفسي وهي الانفعالات إذا بُولغ فيها أصبحت مقدمات للمس الشيطاني لأن الشيطان لا ينطلق إلا على أعصاب ثائرة ولذلك نهي أن ينام الإنسان لوحده ، ولا يسافر لوحده لأن الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب كما ورد في الحديث .

انفصام الشخصية ( هو مرض ذهاني خطير يعالج عند الأطباء النفسيين بالحبوب والإبر ويقل أن يعود المريض معافى تماماً وقد نفع الله تعالى كثيراً ممن أصابهم هذا المرض بالرقية الشرعية فرجعوا كما كانوا في الصحة والعافية ) .

الوسوسة : أحد الأمراض التي سببها الجن " وهي محاولة لقطع الاتصال بين العبد وخالقه " ، تبدأ في الوضوء وتنتهي في التشكيك في العقيدة ، وعلاجها :
أولاً : الوسواس الفكري : بذكر الله المستمر وأن لا يلتفت إلى هذا الوساوس وأن يخالفه وينقض وساوسه ويستعيذ بالله منه وينفث عن يساره ويُشغل نفسه وفكره الله والاجتماع بالإخوان وصلة الأرحام .
ثانياً : الوسواس الحسي : ( وهو ما يعرف بالوسواس القهري عند علماء النفس ) وهو أشد من الفكري حيث يجد آلاماً في جسده متفرقة .

علاجه : فإضافة لما سبق عليه بمعالجته حسياً : بأن يتحرك وينفض عنه الكسل بزيارة الأقارب والاجتماع مع الإخوان وصلة الأرحام ، والاغتسال بالماء البارد لتنشيط الدورة الدموية والتمارين الرياضية والسفر وإشاعة روح التفاؤل بالابتسام في وجه أخيه والرضا بقضاء الله وقدره ، وهو بمثابة المجاهد في سبيل الله ، قال الله تعالى على لسان أيوب عليه السلام : " واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب " فلم يقل له الله عز وجل اذكر الله لطرده لأنه وسواس حسي فلا بد له من فعل حسي قال تعالى له : " اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب " .
والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما يقرره الأصوليون .

وأنظر إلى فعل الإمام أحمد رحمه الله فقد روى عنه تلميذه أبو بكر المرُّذوي قال :
خرجت مع أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل إلى المسجد فلما دخل قام ليركع فرأيته وقد أخرج يده من كفه وقال هكذا – وأومأ بأصبعيه يحركهما – فلما قضى الصلاة قلت : أبا عبد الله رأيتك توميء بأصبعيك وأنت تصلي ؟
قال : إن الشيطان أتاني فقال : ما غسلت رجليك ، قلت : بشاهدين عدلين .

الاكتئاب : علاجه المكث في المسجد من صلاة وقراءة قرآن والأذكار ، قال النبي صلى الله عليه وسلم " وجعلت قرة عيني في الصلاة " .
وكان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة . والجن تحاول أن تعزل الإنسان وحده حتى تتحكّم فيه ، ولذلك نُهي عن الوحدة في النوم واليقظة والسفر فإذا عجزت الشياطين عنه عزلته عزلة شعورية ، فلا يحس بوجوده عند الناس فيكثر سرحانه ويتشتت فكره .

والحديث في علاج الأمراض العضوية والنفسية بالقرآن يطول كما أسلفت ، ويرجع في ذلك لكتاب زاد المعاد لابن القيم ويكفي أن تعرف كيف كان يُعالج شيخ الإسلام ابن تيمية الأمراض العضوية بالقرآن حينما كتبَ على صاحب نزيف :
" وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين " فبرأ بإذن الله .
فانظر إلى عظمة كلام الله وإنها ليست خاصة بالطوفان ، فشبه الشيخ الإنسان بالأرض ، وهذا بحد ذاته منهج قائم للعلاج القرآني ، فخذ كلمة أرض في القرآن وقس عليها الإنسان : فللأمراض العصبية والروماتزم اقرأ عليها قول الله – عز وجل : " وإذا الأرض مدّت*وألقت ما فيها وتخلّت*وأذنت لربها وحقّت " .
وللأمراض الصدرية : " ألم نشرح لك صدرك*ووضعنا عنك وزرك*الذي أنقض ظهرك " .
وللأمراض الباطنية : " إذا زلزلت الأرض زلزالها " . وهكذا .


الآيات والأوراد التي تُقرأ على المعيون


الفاتحة ، أول البقرة ، آية الكرسي ، خواتم البقرة ، أول آل عمران ، آخر الحشر – وقوله تعالى - : " فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم " البقرة : 137
" وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم " .. الآية القلم : 51
" أم يحسدون الناس على ما ءاتاهم الله من فضله " النساء : 54
" فارجع البصر هل ترى من فطور " الملك : 3
" يا قومنا أجيبوا داعي الله " الأحقاف : 31
و" المعوذتين " وسورة الإخلاص ثم : اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ( سبع مرات )
أُعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ، رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً ( ثلاث مرات )
حسبي الله لا إله إلا هو توكلت وهو رب العرش العظيم ( سبع مرات )
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ( ثلاث مرات ) .

وتقرأ آيات الشفاء وهي :
" وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا " الإسراء : 82
" هو للذين ءامنوا هدىً وشفاء والذين .. " فصلت : 44
" يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدىً ورحمة للمؤمنين " يونس : 10
" ويشف صدور قوم مؤمنين " التوبة : 14
" وإذا مرضت فهو يشفين " الشعراء : 80
و( اللهم أذهب عنه حرَّها وبردها ووَصبها ) .
والقرآن الكريم كله رقية إذا أريد به نية الشفاء والهداية .

الشيخ عبد الله بن محمد السدحان


هنا الرابط من موقع صيد الفوائد

0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting