بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على رسوله الأمين
أحبتي في الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سبحان الله، اليوم قدر الله لي أن ألتقي بشخص عزيز على قلبي لم أره منذ عام أو أكثر (غفر الله لي تقصيري الشديد)، لم يكن هذا الشخص لا من أقربائي و لا من جيرتي و لا حتى من أصدقائي، و لكني أظنه من صنف "أحمد"، الحمد لله كان اللقاء على الرغم من قصر مدته حميميا كثيرا ختمه بقوله لي "أحبك في الله" جعلني أوشك ان يغمى علي من وقعها على قلبي.
هذا الرجل تعرفت عليه في المستشفى العام الماضي عندما كنت أرافق والدي رحمه الله، سبحان الله، "أحمد" هذا كل من كان بالمستشفى بقسم أمراض الدم (عافاكم الله و أدام عليكم صحتكم) كان الجميع يعرفه، المرضى، الإطار الطبي و الزائرين، و كان الجميع يحبه.
سبب وجوده في المستشفى هو مرافقته لزوجته التي تعاني من مرض السرطان في الدم (عافاكم الله) و أذكر أن حالتها كانت خطيرة جدا و هي تعاني المرض في مراحله الأخيرة. كان "أحمد" له يقين تام في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم "داوو مرضاكم بالصدقات"
فلا يبخل بأي شيء يملكه ليتصدق به و يجمع في ذلك عدة نوايا منها طلب الشفاء لزوجته. لا أعلم إن كان الرجل يتصدق بماله أم لا، و لكني ما أعلمه هو أنه يتصدق بوقته و بجهده على جميع جيرانه في المستشفى، سبحان الله، كان لا يمل من السؤال عن المرضى، فيمر عليهم في الصباح لكي يساعدهم في تناول فطرهم، يغسل الأواني، ينضف الطاولات، يمسح الأرضية، يساعدهم على تغيير ملابسهم، ينادي الممرض أو الطبيب لو احتاجوا، سبحان الله، أول ما وصلت المستشفى ظننته يعمل هناك مقابل أجر، فهو ماشاء الله لا يفتر من خدمة المرضى، شعلة من النشاط ما شاء الله، كان حتى عندما لا يجد خدمة ما يقدمها إلى المرضى يجلس معه قليلا ليؤنسهم و يذكرهم بالله بطريقة سلسة و ذكية.
ما أثار انتباهي في أول يوم هو أنه كان مهتما بوالدي رحمه أيما اهتمام و كان يبالغ في السؤال عنه من حين لآخر و لكن بعدها فهمت أنه يطمع في دعواته خاصة و أنه يعلم أنه كان إمام مسجد (كان من رواد مسجده).
أدركت حينها أن هذا الرجل فيه من الخير الكثير و الحمد لله قبل أن أعوضه حين يذهب هو للعمل وسط النهار.
سألته أول الأمر عن نيته من ذلك كله (و لم تكن الصورة قد اتضحت عندي بعد) فأخبرني بكلمة واحدة: "تبسمك في وجه أخيك صدقة".
طوال الشهر الذي كنت فيه بالمستشفى، كان "أحمد" يحافظ على نفس النسق في خدمة المرضى، حتى أني كنت أشك أنه ينام، كان لا يدخل غرفته للنوم إلا بعد أن يطمئن على حالة المرضى كلهم و يسلم عليهم و قبل أن يغادر غرفة كل واحد منهم بذكره قائلا مبتسما:" لا تنسى آية الكرسي قبل النوم".
سبحان الله، وجهه الطليق السمح يجعل الجميع يحبونه و يطيعونه
قدر الله أن يتوفي والدي رحمه الله و أغادر المستشفى و هو لازال هناك، لم أره منذ الصائفة الماضية، كنت أتصل به أحيانا لأطمئن على حاله و حال زوجته، في كل مرة كان يقول لي بمعنويات مرتفعة أنه بخير و الحمد لله و أن الله سوف يشفي زوجته يقينا.
و اليوم عندما رأيته، فرحت كثيرا للقياه و سألت عن حالة زوجته، أجابني بكل ثقة: "الحمد لله، شفيت تماما و لم يعد هناك أي أثر للمرض و هي الآن تباشر عملها و في صحة جيدة للغاية".
سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر
...
الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله
واصلنا الحديث و لا أخفي عليكم أن الله قذف في قلبي حبه، يبدة أن "أحمد هذا من هواة مساعدة الآخرين، كان يلح علي في أن يقدم إلي المساعدة في أي شيء بكل تواضع و كل صدق، ختم كلامه ب "أحبك في الله" ، سبحان الله، لم نتكلم في أمور الدين أو حتى بعبارات توحي بحوار ديني، كان لقاء عاديا في ظاهره، و لكن يبدو أن القلوب كانت تتخاطب هي أيضا فكما أنا أحببته في الله ...
الحمد لله على نعمة الإسلام
أعجر عن وصف إحساسي حينها
طاقة إيمانية رهيبة أحسستها حينها و لازالت كما هي إلى الآن، و لعل هذا ما جعلني أكتب إليكم هذه الخاطرة
الحمد لله على صحبتكم أحبتي في الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اليوم قدر الله لي
الأربعاء, ديسمبر 02, 2009
توبة نصوحة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
2 تعليقات:
ما شاء الله تبارك الله
رب أشعث مدفوع بالأبواب ، لو أقسم على الله لأبره
كسرت الربيع ، وهي عمة أنس بن مالك ، ثنية جارية من الأنصار ، فطلب القوم القصاص ، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص ، فقال أنس بن النضر ، عم أنس بن مالك : لا والله لا تكسر سنها يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أنس ، كتاب الله القصاص ) . فرضي القوم وقبلوا الأرش ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ) .
ما احوجنا الى ان نزرع اليقين في قلوبنا وان نحسن الظن بالله فهو الركن الشديد وهو الفعال لما يريد
جزاك الله خيرا و الحديث الذي سردته في صحيح البخاري
إرسال تعليق