السلام عليكم
القصّة الواقعية..
أحداثها في تونس.
التقيت بشيخ كنت أتمنى من مدة طويلة أن ألتقي به مباشرة..
شيخ عرفته من صلاتي ورائه..
صوت ما شاء الله و تلاوة الله أكبر.. من أروع ما سمعت..
و عرفته من الخير الذي أسمعه عنه..
فقد كان فاتحا بيته ليعالج كل أنواع المرضى مجانا..
مجانا و ليس "الّي كتب".. فقد كان يشترط ألا يأخذ مليما..
و كان الشيخ أبسط بكثير مما توقعت..
رجل عادي لو تراه في الشارع لحسبته موضفا..
لكن كان على وجهه نور و لكلامه وقع على القلب..
و صوته حتى و هو يتكلّم.. مزيّن بالقرآن.. يتكلّم الدارجة لكن بنطق صحيح و بسكتات و بغنّات و بادغامات ما شاء الله فتحسّ لكلامه سحرا.. ما شاء الله.
المهم أحببته من النظرة الأولى.. في الله وحده.
و يبدو أن الله جعله يحبني هو الآخر و الحمد لله
فارتاح لي رغم أنه لا يعرفني
و خرجنا في نزهة صغيرة بالسيارة..
و حصل ما يحصل أحيانا بين الأخلاء..
كأنها نفحات ربانية غشت القلوب..
فتشعبنا في الحديث و تعمّقنا في ثنايا قلوبنا
و كانت لحظات صفاء نادرة..
كأننا نعرف بعض من سنوات
سبحان مؤلف الأرواح و القلوب.
و في سياق الحديث
سألت الشيخ
قلت له يا شيخ سمعت أن بيتك (و بيته بسيط جدا جدا جدا)
سمعت أن بيتك هذا يعجّ بالمرضى
يقولون أن عددهم يتجاوز المائة في اليوم
هذا مسكون هذا مجنون هذا مصروع هذا مرض عضال هذا أعور ..
هل هذا صحيح؟
نعم يا ولدي.. صحيح. من سنوات طوال و الأمر على هذا الحال.
لكن الآن تفرغت للعلم و تركت الأمر
و سكت قليلا.
لماذا؟ هذا باب أجر كبير أن يشفي الله الناس على يديك؟ أتترك هذا الخير؟
اعلم يا بني أن أبواب الخير كثيرة.. و أحيانا يوجهنا الله من باب لباب آخر. و لا ندري من أي باب يريد الله أن يقربنا منه.. نسأله أن نكون كذلك..
عرفت أن هناك تفاصيل لم يذكرها.. لكن أحببت أن يكون على سجيّته قاكتفيت بردّه.
و بعد صمت طويل.. قال الشيخ:
تستحظرني الآن قصة لا أدري ما جعلني أتذكرها.. و أحس برغبة في أن أخبرك بها.. رغم أن الله يشهد أنه هو الوحيد المطلع عليها.. أقصّها عليك و أحسّ أنّك ستستفيد منها ان شاء الله..
برقت عيناي و سال ريقي .. أنا من يقتنص القصص و يفتكها.. يرسل الله لي قصة للشيخ لا يعرفها غيري؟ الله أكبر.. أصبحت كلي آذان صاغية و سكتّ أنتظر الشيخ ليقصّ عليّ..
0 تعليقات:
إرسال تعليق