القصة السادسة: نحن نتعاون على البر و التقوى

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


القصة السادسة


نحن نتعاون على البر والتقوى

أخت نعرفها، داعية شابة ذات شخصية لطيفة ومحببة، رغبت في بحث بعض مسائل الخلاف، فلجأت للمنتديات، ثم قبلت إضافة أحد طلاب العلم المميزين، والذي كان بدوره داعية أو مشروع داعية ممتاز...
بدءا يتباحثان في الامور الفقهية والشرعية المختلفة، ثم بدءا يتناقشان في شتى المسائل الشرعية ثم الاجتماعية ثم الادبية.... ثم الشخصية...
وركن كل منهما للآخر...
وزين لهما الشيطان أعمالهما..
ونشأ بينهما ما سينشأ بين أي شاب وشابة ينفردان ويتناجيان بعيدا عن الرقباء، فهذه سنة الله في بني البشر منذ خلق آدم وحواء.. . الدين والالتزام لا يعني أن القلوب تحجرت، وأن المشاعر تجمدت والاحاسيس ماتت... بل العكس هو الصحيح، فالقلب البكر تكون أحاسيسه أشد رهافة ومشاعره أكثر توقدا...
وتحول الأمر بينهما من تبادل للرأي إلى تبادل للعواطف، وبوح بالمشاعر...
والمعصية أولها حلو جذاب.. وآخرها علقم وحنظل...
بعد مرور شهور وشهور على هذا الحال، والروح تخبو، والقلب يقسو، ولذة العبادة تختفي، والطاعات تنكمش، وهما لا يشعران.... بدءا يتجهان ويفكران في تتويج هذه العاطفة برباط شرعي ...
لكنه نسي في غمرة غرقه معها أن يخبرها أنه مرتبط بغيرها...
وتحولت حياته جحيما... لم يعد يطيق صبرا على خطيبته التي كانت لا ترقى للمستوى الفكري ولا الوجداني لهذه الحبيبة...
بقيت تنتظر أختنا في الله ان يتخلص هو من هذا العبء الذي يحول دون ارتباطهما، وكم نصحناها أنه لا يجوز لمؤمنة أن تبني سعادتها على خراب بيت أختها...
لكن الحب أعمى
ويبدو أن الحب –عندما لا يكون حلالا- لا يعمي البصر فقط، بل يعمي القلب والبصيرة...
... واستمرت العلاقة لسنة أخرى... بين شد وجذب، مع تجديد لعهد الحب وميثاقه بينهما.... (ويريان كل هذا لايتنافى مع أمره تعالى {ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، وقلن قولا معروفا} ولا حول ولا قوة الا بالله على الهوى عندما يصبح هو شيخنا ومفتينا)

لم تشعر أختنا بما ضاع منها من أحوال ومن طاعات، وما آلت إليه دروسها من خواء روحي...
ومنذا الذي سيهتدي أو ينجذب لكلام لا يصاحبه تطبيق؟.. أو مواعظ تخرج من قلب غارق في المعاصي، لاه غافل عن ذكر الله، غلبه الهوى، وغره حِلم الرحمن؟...
وبقيت متعلقة بأحبال الهوى وشباك الأوهام، طيلة ثلاث سنوات هي عمر علاقتهما....

ثم أذن الله تعالى لها أن تستيقظ من غفلتها، ربما لسابق عهدها معه وفي طاعته، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، وأدركت ألا أمل في هذا الحب الموهوم ، وقطعت علاقتها بذلك الحب الانترنتي التشاتي الموهوم... بعد أن شعرت كم انساقت بسببه لأمور وأحاديث وأفعال وأحوال ما كانت تتخيل يوما ان تصدر منها... وبعد أن ندمت على ما ضاع منها من أحوال وأنوار وصلة بالله تعالى وخشوع ورقة قلب بسببه

وقررت أن تحرق سفن العودة، وترتبط بأحد الخاطبين الذين تقدموا لها وفق الأصول والدين... داخلين البيوت من أبوابها، لا من نوافذها ولا شاشاتها....

لكن ترى.. ما الذي خلفته تلك العلاقة عبر هذه السنوات الثلاث من آثار في قلبها وقلبه؟ ... وهل ستكون لها آثار على حياة كل منهما الزوجية لاحقا؟؟..


نسأل الله تعالى لها التوبة والغفران، وأن يعيدها أفضل مما كانت... إنه هو الغفور الرحيم..


0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting