عمرة الاخت ايمان 1


وصلنا الي المدينة
ها نحن الآن نقترب من حدود المدينة المنورة والإحساس بالشوق يصل للسماء
سأري مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد قليل
ودخلنا المدينة وسرنا في شوارعها كلما مررنا بمسجد ظننت أنه هو ثم أكتشف خطئي
وهكذا كنت أتحرك علي مقعدي لا أطيق الجلوس عليه وأنا في شوارع المدينة
أريد أن أنزل لأسير علي قدمي لعل قدمي تأتي علي موضع سار عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم
المدينة هادئة جداً فيها سكون وهدوء تشعر بهما بمجرد أن تدخلها
ورأيته مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم
رأيته ونحن متجهين للنزول أمام الفندق فهو بجوار الحرم
أخيراً رأيته كانت الساعة الحادية عشر والنصف مساء
الأنوار تملأ المآذن نور يملأ المكان
نور عجيب كأنه نور يملأ القلب وليس المكان
نور يغمرك ويغمر قلبك وكل خلية من جسدك

ولكن يا لأسفي الحرم يغلق بعد صلاة العشاء
وددت لو أذهب جرياً اليه مباشرة ولكن قدر الله وما شاء فعل
أخبروني أنه عليّ الانتظار الي صلاة الفجر
ولم يكن أمامي سوي الصبر
وذهبت لحجرتي في الفندق والفندق مجاور لحرم نبينا صلي الله عليه وسلم أي أني جالسة بجواره
حقاً عشت هذا المعني كنت مرهقة جداً من السفر ثلاث ليالي لم أنم فيهم وكم كنت أشعر قبل دخولي المدينة بالتعب والرغبة في النوم
ولكن كل هذا ذهب وضاع لمجرد أني أصبحت بجوار الحبيب صلي الله عليه وسلم
يا له من شرف أكرمني به ربي
عند الفجر سأصلي في مسجد الرسول وأقابله بعدها لأول مرة
هل تتخيلون إحساسي
هل تتصورون كيف أمضيت الساعات المتبقية قبل فتح الحرم النبوي في الغرفة إذا جلست علي الفراش لا أطيقه وإذا مشيت علي الأرض لا أطيق
الي أن توضأت وذهبت الي الحرم قبل الفجر بحوالي بساعة
كان الوقت حوالي الثانية والنصف
ذهبت وحدي مع أبي لم أنتظر البقية رغم كون هذا تصرف غير لائق
ولكني لم أكن احتمل الصبر
ومشيت ودخلت ساحة الحرم ونظرت حولي الناس تتجه من كل الأبواب
تسير في هدوء وخشوع هذا منظر كنت أشاهده من وراء شاشة التلفزيون وأنا الآن معهم في نفس المكان وتركت أبي وذهبت
وقدر لي الله عز وجل بتوفيق أن أدخل من باب عثمان بن عفان
وهو نفس الباب الذي يؤدي بالنساء الي روضة الحبيب صلي الله عليه وسلم
دخلت بقدمي اليمني وقلت دعاء دخول المسجد ووقفت لم أخطو الي الداخل
توقفت أنظر حولي
عندما تدخل تشعر بإحساس غريب
ليتني أستطيع أن أصفه لكم أحبتي في الله
أنا أريد منكم أن تتخيلوا أنتم تقفون في مسجد رسول الله أخبروني بالله عليكم كيف سيكون احساسكم وهل يمكن أن تصفوه بالكلمات
لا أعتقد هذا أبداً

المهم أني بدأت أصلي حتي حان وقت الصلاة وسمعت الآذان
بصوت جميل جميل حقاً
وأقيمت الصلاة أول صلاة لي في الحرم النبوي وعشت الموقف تماماً
تخيلت وكأني هناك في المدينة ورسول الله صلي الله عليه وسلم يقيم الصلاة ويصلي وأنا خلفه
وأطلقت تنهيدة من أعماق قلبي وأنتهت الصلاة وانتظرت حتي سمحوا للنساء بالذهاب للروضة وفتحوا الطريق لذلك
ووجدت نفسي أسير في الطريق خطوة وراء خطوة أتجه لرسول الله صلي الله عليه وسلم
ووصلت فإذا بي أقف في روضة النبي في روضة من رياض الجنة
نعم كنت أقف في قطعة من الجنة سترفع من علي الأرض الي الجنة
وقفت عليه بقدمي
يا لها من نعمة وأعطيت وجههي لقبر رسول الله صلي الله عليه وسلم
أحقاً أنا أقف أمامه أأنا هناك بالفعل
ما هذه النعمة التي أنعم عليّ بها الله
أي شرف هذا
قلت السلام عليك يارسول الله
خرجت الكلمات من بين شفاهي بصعوبة شديدة
فأنا لا أستحق هذه الوقفة هذه النعمة
أنا ومن أكون تجمعت الذنوب أمامي وكأنها جبل عظيم شريط مر بذاكرتي وأنا أرتكب هذه الذنوب
يا أي خزي هذا أي إحساس بالخجل
طأطأت رأسي الي الأرض لا أستطيع أن أرفعها
كيف أرفعها وأنا أمام رسول الله
المؤكد أنه صلي الله عليه وسلم ردت اليه روحه ورد علي سلامي وعرفني فتري هل يرد عليّ السلام وهو فرح بي وبلقائي أم .....؟؟؟

الموقف دائماً يكون ممتلأ بكثير من المشاعر بإذن الله ستشعرون جميعاً بها عندما تذهبون برحمة الله

وخرجت من عند رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنا في شدة تأثري
شعرت أني انسانة مختلفة لا أدري كيف ولكنه شعور غريب
.........
يتبع

1 تعليقات:

غير معرف يقول...

اغبطك يا اختي
ونسال الله ان يرزقنا زيارة بيته الحرام حاجين ومعتمرين.كما صدق الله رسوله الرؤيا بالحق وحيل بينهم وبين البيت الحرام سنوات عديدة ثم رزقهم الله من فضله.

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting