أقرأ رسالة ربك




بسم الله الرّحمان الرّحيم الحمد لله وحده والصّلاة والسّلام على من لا نبيّ بعده



** " أقرأ رسالة ربك " **
(1)


مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11)
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)


عندما أقرأ الآية أشعر بمعاني الرّحمة والحبّ من الله إذ يخيّل لي كاّنّ أبا كان يعطي أبناءه الصّغار من حين إلى آخر مبلغا ماليّا بسيطا
لينفقوه حسب هواهم بكلّ حرّية وفي يوم من الأيّام جمع حوله أبناءه الصّغار يختبر حبّهم له ويعلّمهم معاني الرّحمة وطيبة القلب
فقال لهم وملامح الجدية مرتسمة على وجهه... "أعزّائي.. أبوكم يريد أن يشتري قميصا وليس معه مال؟ من منكم يعطي بابا سلفة؟"
تخيّلوا الموقف : الأب وقد تجمّع حوله أبناؤه يستمعون إليهم..
فقال له أحدهم : أنا ليس معي مبلغ كبير وأريد أن أشتري بعض الحلوى
وقال آخر : حسنا ساعطيك قليلا ...
ثمّ فجأة صاح أحد أبنائه وقال له بنبرة واثقة قويّة : بابا ! بابا ! حبيبي
أنا أعطيك السلفة..بل هاك مالي خذه كلّه..اشتر به قميصا وكلّ ما تحبّ يا أبي !
وإليكم أن تتصوّروا شدّة فرح هذا الأب بابنه الصّغير... سيقفز به ويحمله إليه سيضمّه بكلّ قوّة إلى صدره
"ابني حبيبي في الواقع أنا لست في حاجة إلى المال ولكنّك أثبتّ لي أنّك إبني الحبيب البارّ الطّيب الجدير بجائزة كبرى من عندي"
ثمّ التفت إلى أبنائه قائلا وأنوار العطف والرّحمة تتلألأ على محيّاه :" أنتم أبنائي جميعا وأحبّكم جميعا وأحبّ لكم الخير فاقتدوا بأخيكم وكونوا
سباقين للبذل دون تردّد وطول حياتكم" وضمّهم إليه جميعا بحنان..
أرأيتم هذا الأب مع صغاره ؟ألا فإنّ لله المثل الأعلى مع عباده بل هو أرحم بهم من أمّ رؤوم بولدها ... الله لا يحتاج منّا شيئا...نحن الفقراء إليه وهو الغنيّ المعطي سبحانه..
هو يرزقنا ويحبّ أن يرى عباده ينفقون بعض ما رزقهم في سبيله..أن يرى أثر نعمته فيما يتصدّقون به...
وكلّما كان عبده أسرع للإستجابة كانت فرحته ورحمته به سبحانه وتعالى أعظم من كلّ تصوّر وكانت جائزته في الآخرة سبحانه
لا تضاهيها جائزة !!


يتبع بإذن الله...


2 تعليقات:

الله حبيبي يقول...

أسأل الله عز و جل لك دوام الصحة و العافية و أن يرزقك الإخلاص و القول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة.

ابو احمد عبد الرحمن يقول...

بصراحة شديدة أختي الفاضلة ركن اقرأ رسالة ربّك ومنذ أن بدأ كان له عليّ وعلى أمّ احمد منافع كثيرة
أوّلا أخجل من نفسي عندما لا أتفاعل مع رسالة ربّي لأنّ كلام الله أشرف من أن أمرّ عليه مرور الكرام
ثانيا الحمد لله صرت أفتح تفسير الجلالين والقرطبي وابن كثير والطّبري في كلّ مرّ أي على الأقلّ مرتين في الأسبوع ..طبعا ليست لي كلّ هذه التّفاسير بالبيت لكنّي أستعين بموقع مختصّ بذلك..والحمد لله كلّما فتحت هذه التفاسير أكتشف معلومات وأحاديث وموادّ لم أكن أحلم بها من قبل وأحيانا أبحر في الأفكار ولا أستطيع أن أتوقّف وقد لاحظ لي هذا التّطويل بعض الإخوة والأخوات فيما أكتبه من خواطر...
ثالثا والأهمّ كما جاء في سؤالك بالنّسبة للمراقبة الذّاتيّة في الحقيقة يحدث معي هذا بتفاوت أي مثلا آية "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"
من نعمة الله أن قرأت تفاسيرها الأربعة وبقيت إلى هذه اللحظة متؤثّرا بها وكأنّ كاميرا خاصّة منصوبة تسجل عليّ كلّ حركاتي وسكناتي... الأمر متفاوت بالنّسبة لبقيّة الآيات

الحقيقة استحسنت سؤالك الصّارخ في هذه المرحلة وكأنّه ضميرنا الدّاخليّ يؤنّبنا قائلا : ماذا عملتم مع كتاب الله؟
وترنّ الآية " وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا"

ضمائرنا أختي تحتاج إلى من يحرّكنا كلّ يوم بل ويرجّنا رجّا ... بارك الله لك وعليك وثبّتك على هذه المهمّة الشّريفة النّبيلة...

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting