الوقوف أمام الرسول صلى الله عليه وسلم - الجزء 2 و الأخير:
وقفت أمام رسول الله صلى الله عليه و سلم... لأودّعه..
صلوا على النبي..
الوداع كان أصعب من السلام..
أصعب بكثير..
بين من قال بجواز الكلام لرسول الله صلى الله عليه و سلم.. و أنه طالما يسمع السلام فسيسمع الباقي طالما أننا لا ندعوه و لا نطلب منه شيئا.. أي بدون شرك.. و بين متشدد يضيق عليك حتى السلام... استفتيت و أفتيت قلبي.. فجعلت كلامي لله.. بما فيه ما أريده أن يبلغه للرسول صلى الله عليه و سلم.. فوعدت الرسول صلى الله عليه و سلم أن أصلح من حالي.. بتوفيق من الله و أن أعود اليه –بعد أن عرفت قيمته – و أنا على غير الحال الذي أنا عليه.. و طلبت من الله أن يعينني على ذلك و ما توفيقي الا بالله..
ثم كتب الله لي زيارات أخرى..
لم أحس فيها بأني وفيت بوعدي.. فكان هذا الاحساس يلازمني.. ليس التقصير فحسب.. بل صفة المنافقين في عدم الوفاء بالعهود.. فمابالك بعهد قطعته مع الله و رسوله صلى الله عليه و سلم.. و رغم أنه هناك تحسنا طفيفا الا أنني دائما.. أحس بنفس الاحساس حتى تعودت عليه (نصيب كبير من هذا الاحساس من الشيطان.. لكن ليس هذا موضوعنا)..
الى أن ذهبت هذه المرة مع زوجتي الكريمة في شهر العسل..
دخلت الى الحرم كالعادة و لم أعدّ كلاما و لا حتى فكّرت في اللقاء..
"عريس جديد".. دخلت لابس أبيض في أبيض.. حوايج محدّدة "ترفرف.. و عطر يتشم من طرف الحرم..
وقفت أمام رسول الله صلى الله عليه و سلم..
وقفت أمامه..
قلت "السلام عليك يا رسول الله"
و لم يدفعني أحد هذه المرة..
نظرت حولي.. لم يكن المكان مكتظا..
ربما لأننا في الصيف..
و الناس الذين معي يمشون في صف صغير..
خرجت منه ووقفت مباشرة أمام الغرفة الشريفة..
بيني و بينه أمتار صلى الله عليه و سلم..
و انتظرت أن ينهرني أحد الحراس ليطلب مني أن ألتفت الى القبلة و أن أترك مكاني لغيري.. لكن شيئا من هذا لم يحدث..
تسمرت أمام الغرفة الشريفة أنظر اليها كما لم أرها من قبل..
و عاد الي ذاك الطنين في الاذنين..
و لا أدري كيف تسلّل قلبي الى خزائن ذاكرتي ليختار منها موضوعا كدت أنساه: مشروع نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم عبر احياء سنّته"
صلوا على النبي صلى الله عليه و سلم..
والله يا اخواني.. مجرد تذكري لهذه الكلمات فقط (أي العنوان كما هو).. أحسست أنه رجّني رجّة كدت أهوى بها مغشيا علي من وقعها على قلبي..
كل كلمة كانت تزن جبلا في تلك اللحظات.. "نصرة الرسول؟ من ؟ أنا؟ نحن؟ من نحن؟ كيف؟ السلام عليك يا رسول الله.. أنا من "جماعة نصرتك"... صلى الله عليك و سلم.. سامحني يا رب .. أسأت الأدب مع رسول الله.. الكلام تداخل و المعاني تشابكت.. توجهت الى الله.. يا الله.. يا الله.. لا أدري ما دعوت حينها حتى " لا ادخل بعضي".. لا يا رب.. لا أمنّ و أنت من وفقتنا الى كل خير.. و أنا لا أستحق.. أحسست بزلزال من العواطف يهزّني هزّا..
وفقتنا يا رب لمشروع احياء سنن الحبيب صلى الله عليه و سلم.. ربما هناك مشاريع أضخم .. و قلوب أتقى.. و نوايا أصدق.. لكنك يا رب اخترتنا ثم اخترت لنا هذا العمل.. و وفقتنا للقيام به و هيأت له كل أسباب النجاح..
يا رب.. أتقبلته منا يا رب؟ أرضيت به عنا؟..
و مازلت واقفا أمام رسول الله.. و تمنيت لو أرتمي في أحضانه.. أبشّره بأحبائه.. بمن اتبعوه و أحيو سنته و لم يروه.. صلى الله عليه و سلم.. نحن لها يا رسول الله.. نحن لها..حتى ان قصّرنا أو سائت نوايانا.. فكرم أكرم الأكرمين جعلنا نطمع في أن يصلح ما فسد من نوايانا.. و يتجاوز عما نقص من أعمالنا.. و يثبت ما تقبل من حسناتنا.. اللهم صلي على محمد اللهم صلي عليه و سلم..
..
اللهم صلي و سلم على سيدنا محمد..
تخيلت حالنا..
على سرر متقابلين..
و قد نقانا ربنا و طهرنا ثم حشرنا مع محبي رسوله الكريم و متبعيه.. مع المصطفين الأخيار..
تخيلت الآية {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31
تخيلت كيف نسمعها في الفردوس الأعلى..
تخيلت كيف سنتجالس أياما.. بل سنينا.. بل دهورا.. نتذاكر أيامنا هذه.. بدون حزن..بدون جزع.. بدون خوف.. بدون انقطاع.. بدون ملل.. بدون وسوسة شيطان و لا مجاهدة نفس و لا مراجعة للنوايا و لا أي مجهود.. و تخيلت كيف نجلس بدون أن يقطع جلستنا شيئ.. لا مرض و لا شغل و لا واجب و لا دراسة و لا موت.. لا خيانة و لا جبن و لا عجز و لا ظلم.. لا اله الا الله..
تخيلت كيف سنطلب من الله طلباتنا.. حتى تجف مخيلتنا.. فيذكرنا سبحانه: ( أنسيت يوم كذا في المحطة اشتهيت كذا؟ و يوم كذا تمنيت كذا؟ ....).. يا الله.. .. .. يا الله.. يا من لا يخلف الميعاد.. يا الله.. .. هذا أملنا و ظننا فيك يا رب فلا تخيب رجائنا.. تخيلوا لحظة دخولنا الجنة .. .. يا الله..
كل هذا و أنا مازلت متسمرا في مكاني أمام رسول الله صلى الله عليه و سلم.. و لسان حالي يقول: بلى يا رسول الله بلى يا رسول الله.. صلى الله عليك و سلم..
بعد مدة..أفقت على صوت الحارس "يلا يا شيخ.. خلّي مكانك للناس.. التفت للقبلة و ادعي يا شيخ..يلا.."..و التحق بي آخر ليدفعني بيده.. فخرجت.. و لأول مرة.. تمنيت لو لم أبرح مكاني.. كم سأفتقدك يا رسول الله صلى الله عليك و سلم..
لكن أول ما خرجت.. حمدت الله.. نصرة الرسول لن تكون بالوقوف أمامه.. لو كان بين ظهرانينا الآن.. لكان قسم بيننا المهام.. و أرسل كل منا لما يستطيع في خدمة الاسلام.. فحمدت الله أن الحافلة في انتظاري..
يومها.. ذهبت مسرعا و الشيطان لم يجد من حيله الا :" اسمع.. انت تتوهم أنكم تحيون السّنن.. لكن هذا كله نظري.. انهم لا يطبقون.. فقط شعارات زائفة".. و سبحان الله حينما يثبت عبيده.. وفقني الله للدخول الى المحطة.. فوجدتكم تراجعون ما قمتم به..من سنن!!!! أي تخطيط رباني هذا! لا اله الا الله!!! .. سبحان الله.. اعتبرت أن هذا كان ردا أخرس شيطاني.. بأن المشروع ليس كلاما و شعارات.. بل نوايا و محاولات و قبل كل شيء توفيق من الله سبحانه.. نسأله الا يحرمنا بعد أن من علينا بكل هذه النعم.. و جزا الله خيرا كل من ساهم و لو بتطبيق يتيم لسنة واحدة.. و على ؤأسكم.. جزا الله خيرا الأخت الفاضلة الكريمة سماح ة الاخت احلام .. أقولها من أعماقي.. أن وفرت للمشروع كل أسباب النجاح و سعت ليرى النور و اطلع السميع العليم على كل لحظة و كل فطرة عرق و كل نبظة قلب و كل ضربة كييبورد و كل حرف و كل كلمة و كل مجهود في سبيل الله و نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم..
نسلأل اله لها و لنا الثبات..
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
صلوا على النبي..
الوداع كان أصعب من السلام..
أصعب بكثير..
بين من قال بجواز الكلام لرسول الله صلى الله عليه و سلم.. و أنه طالما يسمع السلام فسيسمع الباقي طالما أننا لا ندعوه و لا نطلب منه شيئا.. أي بدون شرك.. و بين متشدد يضيق عليك حتى السلام... استفتيت و أفتيت قلبي.. فجعلت كلامي لله.. بما فيه ما أريده أن يبلغه للرسول صلى الله عليه و سلم.. فوعدت الرسول صلى الله عليه و سلم أن أصلح من حالي.. بتوفيق من الله و أن أعود اليه –بعد أن عرفت قيمته – و أنا على غير الحال الذي أنا عليه.. و طلبت من الله أن يعينني على ذلك و ما توفيقي الا بالله..
ثم كتب الله لي زيارات أخرى..
لم أحس فيها بأني وفيت بوعدي.. فكان هذا الاحساس يلازمني.. ليس التقصير فحسب.. بل صفة المنافقين في عدم الوفاء بالعهود.. فمابالك بعهد قطعته مع الله و رسوله صلى الله عليه و سلم.. و رغم أنه هناك تحسنا طفيفا الا أنني دائما.. أحس بنفس الاحساس حتى تعودت عليه (نصيب كبير من هذا الاحساس من الشيطان.. لكن ليس هذا موضوعنا)..
الى أن ذهبت هذه المرة مع زوجتي الكريمة في شهر العسل..
دخلت الى الحرم كالعادة و لم أعدّ كلاما و لا حتى فكّرت في اللقاء..
"عريس جديد".. دخلت لابس أبيض في أبيض.. حوايج محدّدة "ترفرف.. و عطر يتشم من طرف الحرم..
وقفت أمام رسول الله صلى الله عليه و سلم..
وقفت أمامه..
قلت "السلام عليك يا رسول الله"
و لم يدفعني أحد هذه المرة..
نظرت حولي.. لم يكن المكان مكتظا..
ربما لأننا في الصيف..
و الناس الذين معي يمشون في صف صغير..
خرجت منه ووقفت مباشرة أمام الغرفة الشريفة..
بيني و بينه أمتار صلى الله عليه و سلم..
و انتظرت أن ينهرني أحد الحراس ليطلب مني أن ألتفت الى القبلة و أن أترك مكاني لغيري.. لكن شيئا من هذا لم يحدث..
تسمرت أمام الغرفة الشريفة أنظر اليها كما لم أرها من قبل..
و عاد الي ذاك الطنين في الاذنين..
و لا أدري كيف تسلّل قلبي الى خزائن ذاكرتي ليختار منها موضوعا كدت أنساه: مشروع نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم عبر احياء سنّته"
صلوا على النبي صلى الله عليه و سلم..
والله يا اخواني.. مجرد تذكري لهذه الكلمات فقط (أي العنوان كما هو).. أحسست أنه رجّني رجّة كدت أهوى بها مغشيا علي من وقعها على قلبي..
كل كلمة كانت تزن جبلا في تلك اللحظات.. "نصرة الرسول؟ من ؟ أنا؟ نحن؟ من نحن؟ كيف؟ السلام عليك يا رسول الله.. أنا من "جماعة نصرتك"... صلى الله عليك و سلم.. سامحني يا رب .. أسأت الأدب مع رسول الله.. الكلام تداخل و المعاني تشابكت.. توجهت الى الله.. يا الله.. يا الله.. لا أدري ما دعوت حينها حتى " لا ادخل بعضي".. لا يا رب.. لا أمنّ و أنت من وفقتنا الى كل خير.. و أنا لا أستحق.. أحسست بزلزال من العواطف يهزّني هزّا..
وفقتنا يا رب لمشروع احياء سنن الحبيب صلى الله عليه و سلم.. ربما هناك مشاريع أضخم .. و قلوب أتقى.. و نوايا أصدق.. لكنك يا رب اخترتنا ثم اخترت لنا هذا العمل.. و وفقتنا للقيام به و هيأت له كل أسباب النجاح..
يا رب.. أتقبلته منا يا رب؟ أرضيت به عنا؟..
و مازلت واقفا أمام رسول الله.. و تمنيت لو أرتمي في أحضانه.. أبشّره بأحبائه.. بمن اتبعوه و أحيو سنته و لم يروه.. صلى الله عليه و سلم.. نحن لها يا رسول الله.. نحن لها..حتى ان قصّرنا أو سائت نوايانا.. فكرم أكرم الأكرمين جعلنا نطمع في أن يصلح ما فسد من نوايانا.. و يتجاوز عما نقص من أعمالنا.. و يثبت ما تقبل من حسناتنا.. اللهم صلي على محمد اللهم صلي عليه و سلم..
..
اللهم صلي و سلم على سيدنا محمد..
تخيلت حالنا..
على سرر متقابلين..
و قد نقانا ربنا و طهرنا ثم حشرنا مع محبي رسوله الكريم و متبعيه.. مع المصطفين الأخيار..
تخيلت الآية {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31
تخيلت كيف نسمعها في الفردوس الأعلى..
تخيلت كيف سنتجالس أياما.. بل سنينا.. بل دهورا.. نتذاكر أيامنا هذه.. بدون حزن..بدون جزع.. بدون خوف.. بدون انقطاع.. بدون ملل.. بدون وسوسة شيطان و لا مجاهدة نفس و لا مراجعة للنوايا و لا أي مجهود.. و تخيلت كيف نجلس بدون أن يقطع جلستنا شيئ.. لا مرض و لا شغل و لا واجب و لا دراسة و لا موت.. لا خيانة و لا جبن و لا عجز و لا ظلم.. لا اله الا الله..
تخيلت كيف سنطلب من الله طلباتنا.. حتى تجف مخيلتنا.. فيذكرنا سبحانه: ( أنسيت يوم كذا في المحطة اشتهيت كذا؟ و يوم كذا تمنيت كذا؟ ....).. يا الله.. .. .. يا الله.. يا من لا يخلف الميعاد.. يا الله.. .. هذا أملنا و ظننا فيك يا رب فلا تخيب رجائنا.. تخيلوا لحظة دخولنا الجنة .. .. يا الله..
كل هذا و أنا مازلت متسمرا في مكاني أمام رسول الله صلى الله عليه و سلم.. و لسان حالي يقول: بلى يا رسول الله بلى يا رسول الله.. صلى الله عليك و سلم..
بعد مدة..أفقت على صوت الحارس "يلا يا شيخ.. خلّي مكانك للناس.. التفت للقبلة و ادعي يا شيخ..يلا.."..و التحق بي آخر ليدفعني بيده.. فخرجت.. و لأول مرة.. تمنيت لو لم أبرح مكاني.. كم سأفتقدك يا رسول الله صلى الله عليك و سلم..
لكن أول ما خرجت.. حمدت الله.. نصرة الرسول لن تكون بالوقوف أمامه.. لو كان بين ظهرانينا الآن.. لكان قسم بيننا المهام.. و أرسل كل منا لما يستطيع في خدمة الاسلام.. فحمدت الله أن الحافلة في انتظاري..
يومها.. ذهبت مسرعا و الشيطان لم يجد من حيله الا :" اسمع.. انت تتوهم أنكم تحيون السّنن.. لكن هذا كله نظري.. انهم لا يطبقون.. فقط شعارات زائفة".. و سبحان الله حينما يثبت عبيده.. وفقني الله للدخول الى المحطة.. فوجدتكم تراجعون ما قمتم به..من سنن!!!! أي تخطيط رباني هذا! لا اله الا الله!!! .. سبحان الله.. اعتبرت أن هذا كان ردا أخرس شيطاني.. بأن المشروع ليس كلاما و شعارات.. بل نوايا و محاولات و قبل كل شيء توفيق من الله سبحانه.. نسأله الا يحرمنا بعد أن من علينا بكل هذه النعم.. و جزا الله خيرا كل من ساهم و لو بتطبيق يتيم لسنة واحدة.. و على ؤأسكم.. جزا الله خيرا الأخت الفاضلة الكريمة سماح ة الاخت احلام .. أقولها من أعماقي.. أن وفرت للمشروع كل أسباب النجاح و سعت ليرى النور و اطلع السميع العليم على كل لحظة و كل فطرة عرق و كل نبظة قلب و كل ضربة كييبورد و كل حرف و كل كلمة و كل مجهود في سبيل الله و نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم..
نسلأل اله لها و لنا الثبات..
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
2 تعليقات:
يالله كم أثرت فيني هذه الخاطره ..
اللهم سامحنا على تقصيرنا اللهم أعنا لنصرة رسولنا صلى الله عليه وسلم اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه ..
اللهم ارزقنا الفردوس الأعلى ..
اللهم اجعلنا من رفقاء النبي صلى الله عليه وسلم ..
اللهم آمين آمين آمين
اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللهم ارزقنا اتباع النبي صلى الله عله وسلم
وأعنا على نصرته والذود عنه
إرسال تعليق