قصة محمد

في انتظار أن أجد حلا للقصة السابقة, اليكم قصة جديدة حدثت في تونس.. في أحد أحياء العاصمة..
نترك قليلا الكبار و العجائز و نسمع قصّة طفل..
قصّة محمد

محمد ولد عمره 7 سنوات..
مازال القلم مرفوعا عنه..
لكن لأن ورائه أب يتاجر مع ربه..
و يعرف أن ابنه أفضل استثمار للآخرة..
فقد ربّاه على الخير..
و كلام الخير..
و حب الخير..
و مجالس الخير..
و أوّل ما سمع أن في المسجد دروسا للأطفال..
أرسل ابنه ليتعلم كلام الله و كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم..
و ذهب محمد الى الحصّة اليومية..
و كلّما يعود يسأله والده: ماذا تعلّمت يا بني؟
فيجيب الولد أحسن جواب..
و يكرّر له ما تعلّمه..
و زرع الأب بذرة الخير في ولده..
فأنبتت ولدا صالحا نشأ على طاعة الله و حبّه..
و أصبح الولد يبدي اهتماما كبيرا بالقرآن و الأحاديث..
خاصّة بعد أن علّمه والده حديث: (بلّغوا عنّي و لو آية)
فأصبح ما إن يتعلّم شيئا من كلام الايمان..
يخرج مستبشرا.. ينشر ما سمعه بين الناس..
كبيرهم و صغيرهم..
و أتمّ الله عليه بنعمة الحفظ..
فأصبح يلقّب "بإذاعة الإسلام" من كثر ما يرتفع صوته في كل أرجاء الحيّ و هو يكرّر الحديث الذي سمعه أو الآية التي حفظها..
و ترسّخ حبّ الاسلام في قلب الولد..
و أصبح أصغر داعية في الحي.. بل الداعية الوحيد..
فلم يكن هناك من يجهر بالدعوة الى الله إلا هو..
ربّما لأنّه طفلا.. أو ربّما لأنه اصطفاءا من الله له..
و مرّت الأيام..
و جاء يوم عظيم ليس كغيره من الأيام..
تعلّم فيها محمد حديث أثّر في قلبه الرقيق كثيرا..
قذف الله نوره في قلبه..
فتأثّر أشدّ التّأثّر..
الحديث هو "من كان آخر كلامه لا إله الا الله دخل الجنّة"..أو كما قال صلى الله عليه و سلّم..
سمعه الولد فحفظه و خرج مبشّرا كما كان الصحابة رضوان الله عليهم اذا سمعوا بشرى من رسول الله صلى الله عليه و سلم..
خرج مبشّرا كلّ من حوله بهذه البشرى النبوية العظيمة..
فدخل على أصحابه في بيت الجيران..
و قال لهم "يا جماعة.. ابشروا.. ابشرا.. لقد قال صلى الله عليه و سلم أنه من كان آخر كلامه لا إله الا الله..."
و مات الولد على هذه الكلمة.. لم يدعه الله يكمل الحديث حتى يكون آخر كلامه "لا إله إلا الله".. و ان شاء الله أتمّ الله وعده و هو الآن في الجنّة..
رحمه الله..
موتته كانت تاجا على رأس والده..
و مدرّسه..
و على رأس كل مسلم..
رحمه الله و إيانا..