أحمد و عائشة و اطعام الطعام (الجزء الرابع)
بعد أيام اتضحت الرؤيا..
مجموعة من أحباء زياد و أحمد في الله اجتمعوا عند زياد لتقسيم المهام..
منهم 76 نساء بما فيهن عائشة, اتفقن أن تقوم كل واحدة منهن الطبخ لأربعين "نفرا" أحد أيام الأسبوع.. وهكذا أخذت الأولى أيام الاثنيت و الثانية الثلاثاء و الثالثة الاربعاء.. الخ..
بقي يوم السبت فقط شاغرا..
و عملوا حساباتهم وجدوا أن أكلة من أوسط طعامنا فيها لحم أو سمك أو دجاج تتكلف تقريبا دينارا واحدا.. أي أن من يريد اطعام مسكين واحد.. يدفع 40 دينارا في الشهر..
و بقي يوم زاحد شاغرا كما ذكرت لكم..
و من جهة أخرى بما أن المبلغ يكفي لاطعام 40 مسكينا.. في حين أن عدد المساكين الذين اختاروهم 33 .. كلهم أيتام و أرامل متدينين, متعففين (النخبة!)..فقد بقي ينقص 7 مساكين..
أما من جهة التوزيع.. فقد اشترى زياد رحمه الله دراجة نارية وضعها وقفا للمشروع و اتفق مع أخ له في الله أن يستعملها كل يوم لحمل الطعام..
و بدأ العمل..
هذه المرة ليس كالنحل لكن كالنمل..
كل واحد مهمته.. و المطلوب هو الصبر على هذه الطاعة..
كل يوم..
حتى أيام العطل
و الاجازات
و الأعياد..
كل يوم هناك أربعين يتيم و أرملة ينتظرون أكلهم الساخن..
لا مجال لجعلهم ينتظرون..
و لا للتخلف عن اطعامهم..
الأمر جاد..
ليس لعبة..
هذا حال الذين يتاجرون مع الله..
لا يبحثون عن عبادة يستمتعون بها..
أو يمارسونها في أوقات الفراغ..
أو يجعلونها هواية..
لا..
لا..
لا..
الذين يتاجرون مع الله رأيتهم بنفسي..
يلتزمون..
يعاهدون الله و عباد الله..
والله أعلم بظروفهم..
رأيت منهم من تستحق الطعام أكثر من الذين تطعمهم..
لكنها تأثر على نفسها و أبنائها و بها خصاصة..
رأيت مريضا (زياد).. يسير هذا المشروع و هو على سرير المرض..
رأيت من يدفع المال كل شهر..
و حينما لا يجد مالا وتتعسر أموره المالية.. يقترض حتى بفي بوعده مع الله..
رأيت من تطبخ و تبكي (الى الآن) خوفا من أن لا يقبل الله طعامها..
رأيت من يخرج كل يوم.. 365 يوم في السنة.. في الضهيرة .. في الحر و البرد.. ليعطي كل عائلة طعامها..
رأيت أما تحرم أبنائها من الطعام..لأن لحمهم اختلط بلحم الأربعين.. فخافت أن يأخذوا أكثر من نصيبهم.. و خافت أن تأكلهم الحرام.. فلم تعطهم شيئا و تبرعت بكل ما في البيت..
بل رأيت أكثر من هذا..
رأيت من تدهورت أموره المالية و أصبح عاطلا عن العمل..
فأصبح يدرس دروسا خصوصية لكي يدفع نصيبه.. و كلما تذكر أن يتيما لم يره يوما.. ينتظر طعامه و هو جوعان.. عمل و كافح و اجتهد حتى يفي بوعده..
لقد صدقوا مع الله..
هؤلاء ناس فهموا القصة.. فهموا الموت و ما ينتظرهم بعد الموت..
هذا حال الصادقين مع الله يا اخواني..
والله هذا حالهم..
عائشة كانت تتوضؤ قبل الطبخ..
و تعطر البيت..
و تستعمل بهارات من عندها..
بل تشتري لحما من عندها و تخفيه جيدا في الصحون.. لأنها ترى أن العمل يعرفه الكثيرون (المشاركون معها).. فأرادت أن تضيف عبادة سرية.. فأصبخت تشتري اللحم و تضيفه حتى عن حامل الطعام.. حتى زوجها لم يكن يعلم.. الى أن فضح أمرها.. و بالتأكيد لم تستسلم و بحثت عن طريقة أخرى للاخفاء.. فهي متخرجة من مدرسة أحمد.. و قبله من مدرسة الحياة..
هذا حالهم يا اخواني..
سنحاسب كلنا بنفس الطريقة..
نحن و هم..
من السابقين؟ هم؟ لا يا اخواني.. نحن أيضا لدينا فرصة للحاق بهم..لا يحبطنكم عملهم.. بل استوعبوا منه آلاف الدروس..
أولها: أن هناك من يعمل لآخرته: فإما أن تلحق بهم أو تترك مكانك لغيرك. النية يجب أن يصحبها العمل. كن واضحا و صارما مع نفسك.
و آخرها: من المدبر؟ من الرزاق؟ من مالك الملك؟ من المعز؟ من المذل؟ من المهيمن؟ الله.. الله سبحانه الذي لا اله الا هو.. فلما نتعامل مع الدون من المخلوقات؟ لما لا نكون مثلهم و نتعامل مباشرة مع الله؟
و بين هذا و ذاك.. أترك المجال لكم لتعبروا..
و القصة مازال لها بقية.. اعذروني أن أقحمت عليها خواطري.
يتبع..
بعد أيام اتضحت الرؤيا..
مجموعة من أحباء زياد و أحمد في الله اجتمعوا عند زياد لتقسيم المهام..
منهم 76 نساء بما فيهن عائشة, اتفقن أن تقوم كل واحدة منهن الطبخ لأربعين "نفرا" أحد أيام الأسبوع.. وهكذا أخذت الأولى أيام الاثنيت و الثانية الثلاثاء و الثالثة الاربعاء.. الخ..
بقي يوم السبت فقط شاغرا..
و عملوا حساباتهم وجدوا أن أكلة من أوسط طعامنا فيها لحم أو سمك أو دجاج تتكلف تقريبا دينارا واحدا.. أي أن من يريد اطعام مسكين واحد.. يدفع 40 دينارا في الشهر..
و بقي يوم زاحد شاغرا كما ذكرت لكم..
و من جهة أخرى بما أن المبلغ يكفي لاطعام 40 مسكينا.. في حين أن عدد المساكين الذين اختاروهم 33 .. كلهم أيتام و أرامل متدينين, متعففين (النخبة!)..فقد بقي ينقص 7 مساكين..
أما من جهة التوزيع.. فقد اشترى زياد رحمه الله دراجة نارية وضعها وقفا للمشروع و اتفق مع أخ له في الله أن يستعملها كل يوم لحمل الطعام..
و بدأ العمل..
هذه المرة ليس كالنحل لكن كالنمل..
كل واحد مهمته.. و المطلوب هو الصبر على هذه الطاعة..
كل يوم..
حتى أيام العطل
و الاجازات
و الأعياد..
كل يوم هناك أربعين يتيم و أرملة ينتظرون أكلهم الساخن..
لا مجال لجعلهم ينتظرون..
و لا للتخلف عن اطعامهم..
الأمر جاد..
ليس لعبة..
هذا حال الذين يتاجرون مع الله..
لا يبحثون عن عبادة يستمتعون بها..
أو يمارسونها في أوقات الفراغ..
أو يجعلونها هواية..
لا..
لا..
لا..
الذين يتاجرون مع الله رأيتهم بنفسي..
يلتزمون..
يعاهدون الله و عباد الله..
والله أعلم بظروفهم..
رأيت منهم من تستحق الطعام أكثر من الذين تطعمهم..
لكنها تأثر على نفسها و أبنائها و بها خصاصة..
رأيت مريضا (زياد).. يسير هذا المشروع و هو على سرير المرض..
رأيت من يدفع المال كل شهر..
و حينما لا يجد مالا وتتعسر أموره المالية.. يقترض حتى بفي بوعده مع الله..
رأيت من تطبخ و تبكي (الى الآن) خوفا من أن لا يقبل الله طعامها..
رأيت من يخرج كل يوم.. 365 يوم في السنة.. في الضهيرة .. في الحر و البرد.. ليعطي كل عائلة طعامها..
رأيت أما تحرم أبنائها من الطعام..لأن لحمهم اختلط بلحم الأربعين.. فخافت أن يأخذوا أكثر من نصيبهم.. و خافت أن تأكلهم الحرام.. فلم تعطهم شيئا و تبرعت بكل ما في البيت..
بل رأيت أكثر من هذا..
رأيت من تدهورت أموره المالية و أصبح عاطلا عن العمل..
فأصبح يدرس دروسا خصوصية لكي يدفع نصيبه.. و كلما تذكر أن يتيما لم يره يوما.. ينتظر طعامه و هو جوعان.. عمل و كافح و اجتهد حتى يفي بوعده..
لقد صدقوا مع الله..
هؤلاء ناس فهموا القصة.. فهموا الموت و ما ينتظرهم بعد الموت..
هذا حال الصادقين مع الله يا اخواني..
والله هذا حالهم..
عائشة كانت تتوضؤ قبل الطبخ..
و تعطر البيت..
و تستعمل بهارات من عندها..
بل تشتري لحما من عندها و تخفيه جيدا في الصحون.. لأنها ترى أن العمل يعرفه الكثيرون (المشاركون معها).. فأرادت أن تضيف عبادة سرية.. فأصبخت تشتري اللحم و تضيفه حتى عن حامل الطعام.. حتى زوجها لم يكن يعلم.. الى أن فضح أمرها.. و بالتأكيد لم تستسلم و بحثت عن طريقة أخرى للاخفاء.. فهي متخرجة من مدرسة أحمد.. و قبله من مدرسة الحياة..
هذا حالهم يا اخواني..
سنحاسب كلنا بنفس الطريقة..
نحن و هم..
من السابقين؟ هم؟ لا يا اخواني.. نحن أيضا لدينا فرصة للحاق بهم..لا يحبطنكم عملهم.. بل استوعبوا منه آلاف الدروس..
أولها: أن هناك من يعمل لآخرته: فإما أن تلحق بهم أو تترك مكانك لغيرك. النية يجب أن يصحبها العمل. كن واضحا و صارما مع نفسك.
و آخرها: من المدبر؟ من الرزاق؟ من مالك الملك؟ من المعز؟ من المذل؟ من المهيمن؟ الله.. الله سبحانه الذي لا اله الا هو.. فلما نتعامل مع الدون من المخلوقات؟ لما لا نكون مثلهم و نتعامل مباشرة مع الله؟
و بين هذا و ذاك.. أترك المجال لكم لتعبروا..
و القصة مازال لها بقية.. اعذروني أن أقحمت عليها خواطري.
يتبع..
0 تعليقات:
إرسال تعليق