رزق ساقه الله الينا..


رزق ساقه الله الينا..
أحد التجار حكى لي قال:

كنت خارجا من أحد المحلات و أهم بركوب السيارة..
اقتربت مني امرأة في متوسط العمر.. على قدر من الجمال.. ملتزمة.. تحسّ بأنّها تربّت في "العزّ".. تقترب منّي و تقول "أنا لست متسوّلة"..(قبل حتى السلام)
أستغربت..
و لا أجد ما أقول..
تواصل كلامها "لقد أطردوني ظلما من عملي.. و عندي هذه الوثائق التي تثبت.. و أنا أرملة و أربي أيتام"
قلت لها "تريدين أن أتدخّل لأرى ان وفّقني الله في ارجاعك لعملك؟"
قالت "نعم"
قلت لها "أحاول.. و ان كنت لا أعرف أحدا منهم لكن أسأل.. و أنت ادعي"
قالت لي "بارك الله فيك"
..
شيء لفت انتباهي.. عيناها كانتا تنظران الى ما أحمله في يدي: قارورة ماء بلاستيك..
و كلّما حرّكت يدي لأعبّر.. الا و تحرّكت عيناها مع القارورة لتتسمّران عليها..
حينما أحسست بهذا و هي كادت تغادر المكان.. قلت لها "تفضلي"
فأمسكت بالقارورة..
بل "خطفتها" بدون أن تشعر..
وارتمت عليها
و شربت..
على السنة ثلاث مرّات..
شربت الى أن ارتوت..
تقريبا لم يق شيء في القارورة..
كانت القارورة من الحجم الكبير (لتر و نصف)..
شربت كمن لم يشرب من أسبوع..
كانت عطشانة..
و منعها التعفف من الطلب..
ارتوت..حتّى تغيّرت ملامح وجهها..
كاّن الدم سرى في عروقها..
و كأنّ الحياة عادت الى وجهها..
و كأن الروح دبّت فيها من جديد..
بعد لحظات التقطت فيها أنفاسها..
أخذت مني القارورة من جديد..
و بحياء شديد و باحمرار في الوجه لا أدري ان كان من الخجل أو من الماء قالت "ممكن؟" و أشارت الى القارورة..
أعدتها لها فشربت ما تبقّى..
ارتوت الى أن أحسست بالارتواء أنا أيضا..
كالأرض البور التي أصابها القحط و الجفاف..
نظرت اليها بحذر حتى أغض البصر.. هيئتها هيئة من عاش في القصور و الفلل.. و لم يعرف الفقر الا ربّما اثر موت زوجها أو اله أعلم ما قصّتها..
اكملت القارورة و ابتسمت ابتسامة تميل الى البكاء..
ثم أصبح بكاءا تعلوه ابتسامة.. لم تتمالك نفسها.. بكت بسرعةو مسحت دموعها بسرعة و أخفت القارورة وراء ضهرها كمن يخفي حاجته تعفّفا أمام الناس..
و قالت "هل ستحاول أن ترجعني الى عملي؟"
قلت "ان شاء الله أحاول"
قالت "لو استعملك الله لتردّ الظلم عني.. ستستر يتيمين.. و ستدخل الجنة ان شاء الله"
أحسست بثقة في كلامها و نور يحيط بها..
لم أجب.. دخلت السيارة..
و هي ذهبت مسرعة لللحاق بالكار (الباص) كأن مهمتها انتهت..
هذه المرسولة من ربي.. أرسلها لي.. و بعد أن أتمت مهمتها, امتطت حافلتها و ذهبت..



..
انتهت القصة.
صاحبنا سيحاول التدخل..
لكن ما أردت نقله هو ما يخصّنا: العطش.. كم من عطشان يحيط بنا و يسير حولنا.. و نحن لا نحس به.. كم من عطشان تشتري الجنة بكوب ماء تسقيه منه و نحن نفلّت الفرصة تلو الأخرى ببب غفلتنا و تقوقعنا على أنفسنا.. كم من فرصة للمغفرة.. هل من تاجر؟
..
أرجو من كل من له حادثة و يخشى الرياء.. أن يكتبها لي لأنقلها بدون ذكر اسمه

11 تعليقات:

سعاد يونس يقول...

كثيرة هي القصص التي تحدث لي و لكن أكون أنا فيها الطرف الآخر أعني أنا من أسقى لأني أنكب على العمل و أنسى نفسي فتأتي رفيقتي في العمل بكأس و تمده لي دائما تكون هي المبادرة جزاها الله خيرا و بعد ما قرات إن شاء الله أحاول أن أكون المبادرة

الاخت ايمان يقول...

كم هو مؤثر موقف هذه السيدة العفيفة يسر الله تعالى لها أمرها
نعم معك حق أخي كم من عطشان حولنا ولا نشعر به
بل وربما يمنعنا الخجل واتخاذ الخطوة الأولى نحوه فنتراجع ونترك الفرصة تتسرب من بين أيدينا
لا أدري أهو الخجل والخوف من أن يردنا أو أن نسمع كلمة ما تجرح إحساسنا وكرامتنا
فنتكاسل ونقول لا داعي مفيش لزوم
كلها وساوس شيطانية ونفس أمارة بالسوء

حتى لو سمعنا كلمة أو كلمات من أناس فما المشكلة ألا نحتسب الأجر
واكيد سيوفقنا الله إلى العطشى الذي سيدخلونا الجنة بإذن الله

الاخت ايمان يقول...

فكوني أنزل وأبحث وأتعب في البحث عن العطشى
سيكون سبباً مباشراً في راحة كبيرة وإطمئنان وسعادة تملأ القلب القاسي
بل سيكون سبباً بإذن الله في إزالة قسوة القلب تماماً وإرتفاع الحالة الإيمانية لعنان السماء

هذا طبيعي بإذن الله
لأن بذل الجهد والتعب من أجل الوصول للغاية يعطي لها معناً وقيمة كبيرة جداً في نظر صاحبها
فما بالكم عند الله تبارك وتعالى

بجد لا أجد ما أقوله أكثر أعذروني فأنا هكذا حين أكون متأثرة بأمر ومتحمسة لعمل بشدة فلا أجد الكلمات التي تحسن التعبير عن إحساسي

الاخت ايمان يقول...

ما شاء الله تبارك الله
موقفه يدعو للتأمل بالفعل
رزق وحسنات أرسلها الله تعالى له وهو جالس في مكانه
علامة قبول ومحبة بإذن الله
تبارك الله
وهو ما شاء الله لم يترك الفرصة تذهب من بين يده وإنما أحسن إستغلالها ما شاء الله
وهكذا يجب أن نكون أن نتنبه لكل فرصة ومنحة ربانية يرسلها لنا ربنا سبحانه لنستغلها ونستفيد منها ونكن عند مراد ربنا سبحانه منا

وفقنا الله تعالى في تجارتنا معه ورزقنا الإخلاص وفتح علينا وبارك لنا
آمين

توبة نصوحة يقول...

أختي الحبيبة عروسنا الغالية ايمان .... ما شاء الله ولا قوة الا بالله الله يا رب يبارك لكما في حياتكما وىخرتكما ويرضيكما ويرضى عنكما برحمته آمييييييييييين

غير معرف يقول...

سبحان الله هذه المعني يؤثر في جدا جدا سبحان الله
هو فعلا رزق ساقه الله الينا
ذكرني بموقف حدث معي و مع ايمان راجعين من العمل قبل الفطار
فنادت علينا عجوز نظرت اليها فوجدتها كما نقول دادتي عندما كنت في الحضانة
سلمنا عليها و كنا نبحث عما نعطيه ما معنا فسبحان الله خلاص قاربنا البيت و لم نجد فإذا هي التي تنادي علينا فشعرت كأن الله تعالي هو الذي يحثنا علي الخير و يقول لنا سعيتم و احسنتم النية فاتركوا الامر علي انا الملك انا المدبر من اذا اراد شيئا انما يقول له كن فيكون
سبحان من بيده ملكوت كل شئ
و اليوم استيقظت متأخرة فارتديت ملابسي و نزلت مسرعة للعمل حتي لا اتأخر في ظل غياب زميلتين في العمل غير ايمان لذلك يجب ان اكون مبكرا في المكتب فاول ما نزلت الي الطريق ركبت تاكسي و كانت معي امرأة عجوز كانت تريد الذهاب الي مكان في نفس طريقي و لكنها تجهل الطريق فكانت تضايق السائق باسئلتها الكثيرة فتوقعت ان يثير عليها السائق خاصة ان سائقي التاكيسات معظهم لا طول بال لهم الله المستعان فوجدت منه الصبر عليها و حسن الحوار معها فاحترمته و قلت جزاه الله خيرا في نفسي المهم نمر الي سقيا الماء
اخرج من جيبه شريط للدواء يأخذه فظل يبحث عن زجاجة الماء في السيارة لا يجدها و بعد بحث وجدته العجوز في الخلف فاعطتها له بها قليل جدا من الماء بالكاد يكفي ان ياخذ الدواء فنظرت الي حالي وقلت كيف سيكون الامر لو كنت اشتريت الماء قبل ان تركبي التاكسي و ظللت افكر ماذا افعل كي لا اضيع هذه الرسالة من ربي و الخير الذي ارسله لي حتي اذا اقتربت من الشركة جعلته يقف بعيد عن الشركة لكن بجانب سوبر ماركت و انا اعطيه الاجرة قلت له هل ممكن تنتظرني احضر لك زجاجة ماء بدل التي انتهت معك تكفيك في يومك خائفة ان يرفض فيضيع علي الاجر و اكون حرمت ثوابه لان السائقين عندنا ايضا متسمين بالسرعة و الاستعجال فنظر الي مستغربا و ابتسم و لم يجب و لكنه انتظر فلم اعطي له الفرصة كي يرفض ونزلت مسرعة الي السوبر ماركت و احضرت له زجاجة الماء و اسرعت رجعت له بها و اخدها مني و هو سعيدا بها جدا و انا سعادتي اسعد منه العمل بسيط لكن و الله قدره عندي كبير خاصة تلك الاعمال التي يضعها الله في طريقك لتقم بها لها طعم اخر الحمد لله
و نسأل الله تعالي الاخلاص و القبول امين امين امين

ابو احمد عبد الرحمن يقول...

فيما يخصّ سقيا الماء عندي نقطتان خطرتا ببالي بتوفيق من الله :

الأولى أنّي أحمد الله حمدا كثيرا أن عرّفني أنّ أفضل الصّدقة سقيا الماء ولم أكن أعلم هذا...صدقا
يا ربّ لك الحمد والشّكر
اليوم في الشغل أحد الزّملاء نفذ الماء من مكتبه وخرج يطلب الماء فسمعته ولله الحمد وبسرعة أخرجت قارورة ولحقت به وقدّمتها له... فقط بكلّ بساطة... لكنّي علمت أنّ هذا الأمر غير بسيط الأجر عند الله وشعرت بفضل الصّدقة في قلبي : الصّدقة تورث راحة في القلب وشفاء للنّفس...أؤكّد لكم...الحمد لله

ثانيا لو نشترك في جمع الأموال لاقتناء برّادة لأحد المساجد الذين لا يملكون برّادات مياه وهم كثر..توضع في باب المسجد
صحيح ثمنها باهض لكن
ألا نستطيع أن نساهم كلّ بما يقدر في شراء آلة تبريد لأحد المساجد؟؟
أكيد نستطيع بإذن الله
من ينضمّ معي لهذه الفكرة؟
انظروا فضائلها : صدقة جارية وفي نفس الوقت خدمة لبيت من بيوت الله...أشرف خدمة
ملاحظة : نستطيع أن نجعل موعد الاقتناء والتّنفيذ في أيّام العشر الأوائل من ذي الحجّة حيث ثواب العمل لا يعدله الجهاد في سبيل الله في تلك الأيّام
....
وعموما نستطيع أن نضع مواعيد التّنفيذ مهما كانت في هذه الأيّام العشر

غير معرف يقول...

سبحان الله الذي يسر لك هذا الموقف لله الحمد والمنة

سبحان الله تذكرت الآن موقف حصل معنا ونحن مسافرين من الحدود المصرية الى العاصمة (القاهرة ) المسافة ليست بسيطة بينهما ..

ونحن على بعد 150 كيلو تقريبا في عمق الصحراء الخاوية كان يوجد كشك لرجال الشرطة يقومون بتفقد الأوراق الرسمية وما الى ذلك ..

حين رأى والدي الكشك حضر الأوراق الرسمية ليعطيها للجندي الواقف هناك ...
فإذا بالجندي يتفقد الأوراق على استعجال وكان الوقت ظهرا وقال لوالدي على استحياء .. ممكن ماء؟

فأمده الوالد بالماء له ولمن معه وسألهم ان كانو يحتاجون اي شيء آخر فأبوا وقالو انهم عطشى فقط ونفذ منهم الماء ولم تصلهم امدادات بعد ...

بكينا لحالهم بصراحة .. الله المستعان ..

سبحان الله كم من جندي مثله وصحبه يحصل لهم مواقف مماثلة وهم في الصحراء لا يحميهم من الشمس وحرها الا الكشك الصغير لا سيارة لهم ولا شيء بجوارهم ...

الله المستعان

رافية يقول...

بسم الله و الحمد الله الذي أطعمنا و سقانا و جعلنا من المسلمين



في الصيف الفارط انتقلت الى مسقط رأسي لقضاء العطلة
فلاحظت ان أمي او أبى في وقت الظهر ووقت المغرب يخرج أحدهما
بقارورة او اثنين من الماء المثلج و كان كل واحد منهم يذكر الآخر-حملت الماء للجماعة-
فساءلت لما هذا؟ ومن الجماعة ؟
فقالت امي : جراننا الجدد لا يملكون ثلاجة
أحيطكم علما ان صيف الشمال الغربي شديد الحرارة- مسكين الذي لا يملك الماء البارد-
و كانت امي حريصة على ان لا نستهلك الماء المخصص لهم
فكانت تضع علامة على القوارير وتترصد رجوعهم من العمل لتمدهم بنصيبهم من الماء


جزاهما الله كل خير وبارك فيهما وسقاهما من حوض رسول الله عليه الصلاة و السلام

توبة نصوحة يقول...

ما شاء الله اختي رافية ..

ما شاء الله ولا قوة الا بالله ربي يكرم الوالد والوالدة ويجزيهما خيرا ويسقيهما من الكوثر برحمته ومنته ..

الله يتقبل يا رب

توبة نصوحة يقول...

أحبك في الله كثيراااااا

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting