هل هو خير حقا؟؟

هل هو خير حقاً؟؟


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل أن نبدأ في شرح الأسلوب الامثل لتنفيذ الأعمال الخيرية بصورة لا تتنافى مع الشرع وأخلاقيات الإسلام، علينا ان نوضح أمرا غاية في الأهمية...

الا وهو: من يحدد لنا ويحكم لنا هل هذا العمل خيري أم لا؟

وليتضح السؤال دعونا نضرب بعض الامثلة:

- امرأة تفيض وطنيه وحبا لبلدها، ضحت بنفسها وعرضت نفسها على ضابط كبير من ضباط العدو لتنفرد به ، مقابل أن تحصل على أسرار عسكرية تفيد بلدها... ضحت بعرضها وجسدها في سبيل البلد.... ما اكثر ما نرى هذه الصورة في السينما... هل هذا خير؟
- رجل أراد أن يساعد بعض العائلات الفقيرة فقدم لهم كمية من المواد التموينية من بينها بيرا وعلب سجائر لأنه يراها من الضروريات.... هل هذا خير؟
- جمعية خيرية أرادت ان تجمع تبرعات للفقراء، فأقامت حفلا راقصا وتبرع عدد من المطربين والمطربات والرقاصات لإحياء الليلة مجانا على ان يكون ريع هذه الليلة لصالح الأيتام.... هل هذا خير؟
- فتاة ترتدي ملابس فاضحة، تتطوع لحمل سلة من الورد، وتطوف بها على الشباب الأثرياء فتبيع كلا منهم وردة بما تجود به نفسه من مال، مقابل ان تطبع لهم قبلة على هذه الوردة.... ويكون مجموع ما تجنيه من مال عبر توزيعها القبلات على الورود لصالح دار للمسنين أو بعض الأسر الفقيرة.... هل هذا خير؟

طبعا جميع الصور التي ذكرتها تحتشد بها الاعمال السينمائية، وتظهر لنا على انها خير محض....

وهنا لا بد لنا من وقفة...

لا بد أن نعود ونقول:

إن الحسن ما حسنه الشرع، والقبيح ما قبحه الشرع

وإن جمع التبرعات على حساب العرض والدين أمر قبيح في شرعنا (الحمد لله أننا نتكلم في منتدى مسلمين، ولسنا بحاجة لأن نتكلم في بدهيات الإيمان)

وما من داع لأن نوضح مقدار ما حثنا عليه الإسلام من فعل الخيرات وبذل المعروف وعون المساكين والمحتاجين، وكم ورد في ذلك من آيات وأحاديث.... لكن الإسلام لا يسمح لنا أن نعمل المعروف بوسيلة محرمة
فلا نسرق لكي نتصدق
ولا نرقص ليعود ريع الرقص على الأيتام
ولا تضاحك نساؤنا الرجال الاجانب لتسعدهم وتسرهم وتستخرج من جيوبهم بضع دراهم للصدقات، او تستثير نخوتهم المدفونة وشهامتهم المختبئة فيهبون للمساعدة في عمل الخير، ولولا تضاحك النساء معهم لما تحركوا ولما عملوا....

فنحن قوم نؤمن بالبركة... ونعلم أن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وان طاعة الله لا تستجلب بمعصيته...
ونؤمن أن الله تعالى قد يبارك في دراهم معدودة فيثمرها وينميها، وقد يمحق ألوفا مؤلفة فيردها في وجوه أصحابها، وتذهب هباء لا ينتفع بها أحد.........

وقد نعمل عملا بسيطا مخلصا في طاعة الله فيقبله الله تعالى ويجري الخير منه من حيث لا نحتسب، ويعمل غيرنا أعمالا في أعين الناس ضخمة، لكنها عند الله حقيرة مهينة لأنها مشوبة بمعصيته، لا إخلاص في نية أصحابها، ولا في تحريهم للحلال، فتنقلب وبالا على أصحابها......... (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة)

ولنتذكر دوما
في الإسلام............. الغاية لا تبرر الوسيلة
يجب أن تكون الغاية نظيفة والوسيلة نظيفة

إن الله ليس بحاجة لصدقاتنا ولا لأموالنا، فهو سبحانه قادر على أن يرزق العباد ويكفيهم، وإنما هو يمتحن بعضنا ببعض، فلا نمن على الله بحقير عملنا وقليل مانقدم فنتخذه ذريعة لفعل المنكرات والتحلل من الضوابط، فالله تعالى إنما يريد منا التقوى، وهذا هو حق الامتحان...
لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ(الحج 37)
ولو كان الامر بإطعام الطعام بكل وسيلة أيا كانت، لكان أعظم المحسنين هم الحملات التنصيرية التي توزع الطعام على القرى المعدمة في مجاهل أفريقيا مقابل الإيمان بالمسيح... فما رايكم إذن أن نتطوع فيها؟؟؟؟ (بكل أسف هناك من يقوم بهذا أيضا في مصر والجزائر كما علمنا)

وشروط قبول العمل الصالح هي إخلاص النية فيه، ومطابقته للشرع
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ* قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الكَافِرِينَ* (آل عمران 31-32)

ولو صح إيماننا لأورثنا ذلك يقينا أنه يستحيل أن يأمرنا الله تعالى بالمعروف، ثم يضع لنا تشريعات تعوق قيامنا بهذا المعروف، فلا نستطيع القيام به إلا بتجاوز هذه التشريعات
هذا التفكير مرده إلى ضعف الإيمان بحكمة الله عز وجل، وبصلاحية تشريعات الإسلام لكل زمان ومكان...

مادام الله تعالى قد أمرنا بالمعروف والإحسان للناس وحث عليهما، فلا بد أن يمكننا تأدية ذلك مع التزامنا الكامل بضوابط الشريعة، علينا فقط أن نتقي الله تعالى ونجتهد ونجهد عقولنا في البحث عن الوسائل الصحيحة، حتى لو لم تكن معروفة في مجتمعاتنا التي سيطرت عليها قيم الغرب المادية وعاداته المنحلة (التحررية!!) وتقاليده البالية، حتى ما عادت تفترق عنه في شيء إلا أندر النادر... وما عاد ينجو من وطأتها إلا أشداء الإيمان أصحاء القلوب...
وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاًّ* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً(الطلاق 2- 3)...

إذا سلمنا بما قلنا أعلاه... ننتقل بعد ذلك للخطوة التالية بإذن الله...

وهي بيان الضوابط الشرعية للاعمال الخيرية
ومن ثم ضرب نماذج لأعمال خيرية، ثم عرض الصور المختلفة لأدائها، وبيان الشرعي منها والمخالف، وربط ذلك بمقاصد الشريعة ومعاني الإيمان...

والله المستعان

3 تعليقات:

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا يا أختي
بارك الله فيك
فعلا موضوع هام...ننتظر بقيته
متابعون باذن الله تعالى

غير معرف يقول...

بارك الله فيك أختي أم عبد الهادي.
ألاحظ كثيرا الإختلاط بسبب الأعمال الخيرية وقد يصبح العمل الخيري مجرد وسيلة للإختلاط في بعض الأحيان لأن الشيطان هوجود في كل مكان و لازم يشتغل.

توبة نصوحة يقول...

رد للاخت ام عبد الهادي:صدقت... لا زم يشتغل
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" (متفق عليه)

فليتنا نكون دوما متيقظين حتى يبوء (شغله) بالخسارة والخزي

نسأل الله تعالى أن يوفقنا دوما لما يحبه ويرضاه، ولا يجعل للشيطان علينا سبيلا

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting