تذكرت أيام الجهل


تذكرت أيام الجهل والظلمات والحزن..
تذكرت كيف كنت أصرخ من داخلي وأكتب خواطري وأقول لربي وخالقي:
ربي متى يأتي اليوم الذي أتحرر فيه من قيود الدنيا وأتعرف على إخوة صالحين أستأنس بهم ويستأنسون بي.. متى؟ متى؟ حتى يبتل الورق بدموعي..

منذ صغري وأنا في المدرسة الإبتدائية.. كنت أحيانا أعتزل زملائي وأنفرد بنفسي لأبكي وأبكي وأبكي.. أقول في نفسي: أخلقنا الله للهو واللعب فقط..
أهذه هي الدنيا.. يا ربي أين أجد سعادة قلبي..

ثم كبرت وأحاطت بي الدنيا وغرست فيٌ مخالبها.. طبيعي جدا لم أكن محصنة بحدود الإسلام والإيمان.. لم يكن لدي حصانة من وحشية الحياة وعنفها..
فاستدرجتني.. حتى زاد همي وحزني وضاقت بي الدنيا..
ولكن في أصعب لحظات حياتي حين كنت أتمنى الموت.. أتذكر ربي وأقول لن يتركني.. يا ربي ليس لي سواك.. ربي أنقذني قبل أن أهوي إلى الجحيم..

ثم بدأت معالم النجاة تظهر في الأفق.. علمت أن الإسلام هو الحل.. أن الإلتزام بتعاليم الله هو الحل.. أليس القرآن دستور الأرض..
وعندي هذه الفكرة في دماغي: عندما تصنع شركة منتوجا ما، ألا ترفق معه دليل الإستعمال كي يعمل على أتم وجه.. فتخيلوا لو أن جهازا يعمل تحت درجة معينة من الكهرباء فتلقى درجة قوية ماذا سيحصل له.. ألن يحترق ويتعطل وتخرج منه رائحة كريهة..
لله المثل الأعلى: خلقنا وعدلنا واستخلفنا في الأرض ولكن لم يتركنا هملا أعطانا دستورنا ودليلنا إليه.. إن اتبعناه نجونا وإلا تعثرنا وهوينا..
لذلك كنت أقول في نفسي يوم أتحجب وأتوب إلى الله.. أنا متيقنة أن حياتي ستتغير وتنقلب إلى أنس مع الله وسعادة وفرحة حقيقية..

والحمد لله تم ذلك وخرجت من الظلمات إلى النور بفضل الله وكرمه علي..
لقد سمع شكاتي فاستجاب دعائي.. سبحانه سبحانه..

لا أجد كيف أعبر عن امتناني له.. حتى كلمة الحمد لله أجدها لا ولن تفي بذلك..
شيء واحد ربما يريح ضميري أن أهب نفسي له.. أن أبيعها له.. أن أنذرها له..
وهذا فقط لشكره على ما وهبني لا طمعا في جنته التي أعرف أني لا أستحقها..
ولكن امتثالا لقوله ولمراد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسأله سبحانه أن يرزقني وإياكم جميعا الفردوس الأعلى من الجنة.. لا لأننا نستحق ذلك ولكن لأنه كريم جواد.. يحب العطاء.. سبحانه سبحانه..

إخوتي ورفقائي في الفردوس الأعلى بإذن الله.. أرجو أن لا أكون قد أطلت عليكم..
لقد سعدت بكتابة هذه الكلمات، إنها قطعة مني..

جزاكم الله عني خير الجزاء
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

0 تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting