رحلتي من الواقع إلى الحقيقة2



رحلتي من الواقع الى الحقيقة
الجزء الثاني و الأخير


سألت أين أنا..
أجابني قلبي.. أنت في الحافلة..
قلت له لا أرى حافلة..
فقال لي هل أظروري أن نرى الشيء لنصدقه؟
قلت :لا
قال فصدّق لو شئت أنك في الحافلة..
انزع عنك عيونك القديمة.. و ركّب بصيرتك و سترى..
مسحت بصيرتي التي لم أستعملها من مدّة بالبودشاموا..
فبدأت الصورة تتضح شيئا فشيئا..
فعلا.. الربوة بما فيها و من فيها تتحرّك..
لا أدري كيف. لكن كأنّها تطير..
و كأنها محميّة من كل الجهات..
فلا أثر فيها لترسّبات الواقع..
أمعنت النظر..
فرأيتكم ..
و رأيت الخير و الصفاء و النقاء و الطاعة و العبودية و الايمان.. يعرضون عليهم على أطباق من فضة..
رأيت القرآن و الحديث و السّنّة و الصدقة و الصوم و التقوى و الاخلاص... يسقون منهم زادهم
رأيت الدموع و العبرات و الحب في الله و التآخي..
أيعقل؟ كل هذا العالم موجود في الدنيا؟
فماذا أعد الله لنا في الآخرة اذا ؟
هل ستكون عيوننا ناضرة؟ الى ربها ناظرة؟
حمدت الله و تنفّست الصعداء..
الحمد لله الذي اكرمنا بهذا العالم النقي الطاهر..
و استرخيت و أنا أحمد الله بين نوم و يقضة..
فاستفقت على صوت يصرخ "قم! انهض!!"
فوقفت و تسالألت "من؟"
"أنا نفسك اللوامة.. قم و اعمل.. هذه دار عمل.. ماهيش دار مقام..لا مكان للراحة هنا"
قلت " فقط سأرتاح قليلا فالطريق كان شاقا قبل وصولي الى هنا"
قالت "الراحة هناك في الجنة.. لم يبق لك الا القليل فقم واعمل.. و ما تراه هنا من رحمات ربّك, هو لحثّكم على العمل و تهوين الطريق عليكم.. لكن هذه ستبقى دار عمل.. "
قلت "حسنا.. و ما المطلوب؟"
تلت علي نفسي اللوامة سورة مؤثرة لم أسمعها بهذه الطريقة من قبل (وَالْعَصْرِ{1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{3})
و فسّرت لي قائلة : أقسم الله سبحانه أنك لفي خسران الا اذا توفرت فيك أربعة شروط: شرطين تقوم بهما لوحدك و شرطين مع من حولك. الايمان وعمل الصالحات.. هذا تعمله حتى لوحدك. ثم التناصح و التذكير بالحق من جهة والصبر على هذا من جهة أخرى.. لأن الحق يحتاج الى صبر.. و هذا لن يتم الا مع اخوانك."
سكت..
و لم أجب.
قررت أن أجيب بالفعل لا بالقول..
نظرت حولي لأستوعب الأمر أكثر..
فلم أجد الا ناصح بالحق
أو موصي به
أو داعي به
و لم أجد الا معينا عليه
و محبّا له..
حمدت الله كثيرا..
جميل أن تعيش عبادتك بقلبك..
أن تستشعرها بروحك..
جميل أن تحس بأنك في طاعة
أنت و من حولك..
غرباء مجتمعين في نفس المكان..
جميل أن تتجرّد من العادات التي سجنك بها الواقع..
لتنطلق الى هذا الفظاء الرحب..
تداعب النفحات
و تجالس الأرواح الطيبة الخيرة..
فرشت قلبي مثلهم
و سجدت عليه حمدا و شكرا لله..
الحمد لله
الحمد لله
الحمد لله

1 تعليقات:

توبة نصوحة يقول...

السلام عليكم

..
خاصة في الجزء الأول من الخاطرة..
المتعلق بوصف الواقع ..
بعض النقاط أردت التعمق فيها أكثر:
-أولا الواقع كما ذكرتم ليس كله أسودا.. الخير كثير في الأمة و الحمد لله.. الوصف كان يتعلق بجانب معين من المجتمع الذي نعيشه, و هو الغالب مع الأسف: انهيار القيم و الأخلاق, الاحساس بالغربة في مجتمع لا يتقبلك.. يرى في أفكارك رجعية و متخلفة.. الخ.
-ثانيا: الوصف لا يتعلق بأشخاص بعينهم أو ببلد بعينه.. هي أمور تصادفنا كل يوم.. أو غالبا.. و نحن ننكر الأفعال كما قلتم.. و لا نكره الأشخاص.
-ثالثا: حتى المنتدى.. لا نحبه و نتعلق به كهدف.. بل كطريقة لحب الله أكثر و الوصول الى الفردوس الأعلى. ..
-رابعا: : من هم هؤلاء الذين نراهم في الشارع و العمل و كل مكان و يقومون بكل هذه الانتهاكات؟ هم أنت و أنا, أخوك و أخي, ابن عمك و جارك و ابن عمي و جاري..الخ فلهذا أفضل طريقة للاصلاح هي أن يصلح كل واحد ما حوله..بل أكثر من هذا, بما أننا أمة مطالبة بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فقد جعل الله سبحانه في اصلاح من حولنا صلاحا لنا. .
بارك الله فيكم مرة أخرى.

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting